#سواليف

يشير المحلل السياسي الإسرائيلي #نداف_إيال في مقالة نشرها في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إلى #التدهور المتواصل في العلاقة بين #الكابنيت و #المؤسسة_الأمنية لدى #الاحتلال، وخاصة الجيش، منذ نحو أسبوعين. ويؤكد أن هذا التدهور يتم بوتيرة بطيئة لكنها حادة.

وبرأيه، يمكن تجاهل بعض الضجيج الإعلامي مثل شكاوى الوزير بتسلئيل #سموتريتش، واقتراحات إيتمار بن غفير المندفعة من نوع “لنندفع إلى الأمام”، أو تسريبات مكتب #نتنياهو عن “ضرب الطاولة”، لكن ما لا يمكن تجاهله هو المسألة الجوهرية: النقاش حول إقامة حكم عسكري كامل في غزة، بل وفكرة احتلالها بشكل كلي.

ويتابع إيال موضحًا أن المؤسسة الأمنية لدى #الاحتلال– وفي مقدمتها الجيش – ترى في هذا التصور فخًا كارثيًا، خصوصًا في ظل تراجع الجاهزية العسكرية، واقتراب إقرار “قانون الإعفاء من الخدمة العسكرية”، وبعد عامين تقريبًا من #الحرب المستمرة، وفي مواجهة تحديات هائلة.

مقالات ذات صلة الزميل فارس الحباشنة يتعرض لاعتداء أمام منزله في عمّان 2025/07/08

ويضيف أن هناك من في الجيش ينظر إلى هذا التوجه باعتباره مجرد جسر باتجاه مشروع استيطاني يبدأ من بيت حانون. ولذلك، يرفض الجيش، وبشكل واضح، الانزلاق إلى ما يعتبره “مصيدة الحكم العسكري”.

وبحسب إيال، فإن وزراء اليمين المتطرف هم الأكثر حماسة لهذا السيناريو، وبعض باتوا يعتقدون أن لا مفر منه. هؤلاء يرون، كما ينقل، أن القضاء على #حماس بشكل نهائي هو شرط لبقاء “إسرائيل” في المنطقة.

لكن اللافت، كما يشير إيال، أن الخطة الحالية – التي تشمل نقل السكان الفلسطينيين إلى منطقة “إنسانية” في جنوب القطاع عبر قنوات تصفية – قد بُنيت أصلًا داخل الجيش، وتحديدًا على يد منسق عمليات الحكومة في الأراضي المحتلة، اللواء غسان عليان.

ويؤكد إيال أن الخطة مليئة بالثغرات: كيف سيتم التمييز بين المدنيين والمقاتلين؟ من سيشرف على الحكم في الجنوب؟ من سيدفع التكاليف؟ لا أحد يعرف. وفي الوقت الذي يُفترض فيه فرض حصار على بقية قطاع غزة، فإن الهدف المعلن من الخطة هو إخراج الأسرى الإسرائيليين أحياءً.

ولكن بحسب الكاتب، هذه الخطة طويلة ومعقدة وتنطوي على مخاطر كبيرة، لأنها تتطلب تهجير ما يقارب مليون فلسطيني من مدينة غزة وضواحيها، دون الدخول الفعلي إلى المناطق المكتظة، وهو ما يحذّر منه الجيش صراحة باعتباره شبه مستحيل دون المساس بالأسرى.

ويضيف إيال أن هذا هو ما يدفع وزراء الحكومة إلى مهاجمة رئيس الأركان إيال زامير، ليس بسبب خلل في أدائه، بل لأنه يعرض موقفًا مهنيًا واضحًا وصريحًا لا ينسجم مع رؤية اليمين المتطرف. ومع ذلك، يشير إلى أن محاولة تحويل رئيس الأركان إلى “كيس ملاكمة” لن تكون سهلة.
ويشرح إيال أن زامير تعلم من تجارب سابقيه في مواجهة حكومات متطرفة، تؤمن بـ”قداسة القاعدة الانتخابية”. ولذلك، أصبح مدركًا لدرس أساسي: حين لا تُقال الحقيقة داخل الكابنيت، تُفتح أبواب الكذب، ومن ثم تُبنى السياسات على أوهام خطيرة.

وفي معرض حديثه عن السياق الدولي، يلفت إيال إلى أن نتنياهو يستعد للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن من استمع لتقارير الأخبار في الأيام الأخيرة سيظن أن نتنياهو ذاهب إلى البيت الأبيض ومعه “بشرى حربية”: الخطة لاحتلال غزة بالكامل. ويقول إن بعض مساعدي نتنياهو بدأوا بالترويج لفكرة أن رد حماس “كارثي”، وبالتالي لا يمكن التراجع، في حين بعث الوزير شكيلي– المعبّر الصريح عن تطرف القاعدة اليمينية – برسالة تعارض عقد أي صفقة.

غير أن إيال يلفت إلى صورة أخرى يقدمها نتنياهو للرأي العام: رئيس وزراء يتعاطف مع عائلات الأسرى، يزور مستوطنة نير عوز، يُمهّد لعقد صفقة، ويتحدث عن “شرق أوسط جديد”.

ويشدد إيال على أن الأهم من ذلك كله هو موقف البيت الأبيض، الذي يطالب بفهم كيف ستنتهي الحرب. وهنا، كما يرى، يظهر نتنياهو في صورته المعروفة: سياسي يترك لنفسه مساحة مناورة حتى اللحظة الأخيرة، لا يصطدم باليمين قبل الأوان، ولا يتنازل عن أوراق الضغط التفاوضية، ولا يُغضب واشنطن قبل زيارة رسمية، خاصة حين يكون ضيفًا في “بلير هاوس”.

ويستنتج إيال أن الخطة الأكثر عقلانية لنتنياهو هي الذهاب إلى واشنطن، الإيحاء بأن اتفاقًا قريبًا يوشك أن يُبرم في الدوحة، ثم العودة إلى تل أبيب والقول – إن فشل الاتفاق – إنّ “فيلادلفيا” (محور رفح) هو خط أحمر لا يمكن لإسرائيل أن تتنازل عنه. وبهذا، يخلق لنفسه غطاءً للتهرب من الانتقادات، ويستمر في كسب الوقت.

ومع ذلك، يرى إيال أن خلف كل هذا الضجيج والمناورات، توجد لحظة حقيقية للتغيير في الشرق الأوسط. فالرئيس ترامب، كما يصفه، يريد هذا التغيير بسرعة – وبحق. ونتنياهو يدرك أن الفرصة السياسية الكبيرة لا تكمن في إرضاء سموتريتش أو حزب “عوتسما يهوديت”، بل في اغتنام لحظة نادرة لصياغة ترتيبات إقليمية جديدة، تقودها واشنطن.

ويختم إيال مقاله باستحضار سخرية مسرحية “هاملِت” لشكسبير: “السيدة تحتج كثيرًا، على ما يبدو”، في إشارة إلى مبالغات نتنياهو وخطابه الحاد ضد حماس. لكنه يذكّر بأن الصفقة ما تزال قابلة للانهيار. وفي كل الأحوال، فإن الاستمرار في التورط في مستنقع غزة، وبناء مناطق إنسانية موازية على حساب “إسرائيل”، وخسارة الأسرى، كلها ليست طريقًا للفوز في الانتخابات – ونتنياهو يعلم ذلك جيدًا.

القرار الآن بيده، كما يؤكد إيال: إما أن يختار الطريق السياسي الحكيم، أو أن ينشغل بتحديد لون الخيام ومواقع الإيواء في “المنطقة الإنسانية” برفح.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف التدهور الكابنيت المؤسسة الأمنية الاحتلال سموتريتش نتنياهو الاحتلال الحرب حماس

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: وفد التفاوض في الدوحة أبلغ نتنياهو بأن أجواء محادثات إيجابية

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن إعلام إسرائيلي، قال إن وفد التفاوض في الدوحة أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بأن أجواء محادثات صفقة التبادل إيجابية.

وأكد نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، اليوم، أن عمليات الإسناد لقطاع غزة ستستمر ولن تتوقف إلا بوقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار المفروض على القطاع.

وقال المسؤول الحوثي، في تصريحات صحفية: "العدوان الصهيوني لم ولن يتمكن من إيقاف الضربات اليمنية التي تطال عمقه".

وفي وقت سابق، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحد،  إنه هاجم أهدافا تابعة لجماعة الحوثي في موانئ الحديدة و نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ضربة جوية استهدفت سفينة الشحن "غلاكسي ليدر"، التي كانت محتجزة منذ عام 2023 من قِبل جماعة الحوثي في البحر الأحمر.

ويقول الحوثيون، إن «جالاكسي ليدر» سفينة إسرائيلية، وإنهم اقتادوها من مياه البحر الأحمر إلى الحديدة في إطار حملة لمنع السفن التجارية من الذهاب إلى إسرائيل تضامنا مع قطاع غزة.

وقالت إسرائيل، إنها مملوكة لبريطانيا وتديرها اليابان. وتعد هذه العملية تطورا لافتا ضمن التصعيد العسكري المرتبط بالتوترات الإقليمية في المنطقة، خصوصا ما يتعلق بأمن الملاحة البحرية في مضيق باب المندب.

طباعة شارك القاهرة الإخبارية إعلام إسرائيلي الدوحة نتنياهو

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يعتبر رد حماس على المقترح القطري سلبيا
  • الكشف عن أبرز الملفات التي تناولها اجتماع نتنياهو وترامب
  • الجيش الإسرائيلي يبلغ حكومة نتنياهو باستحالة تحقيق هدفي حرب غزة معًا
  • إعلام إسرائيلي: وفد التفاوض في الدوحة أبلغ نتنياهو بأن أجواء محادثات إيجابية
  • ما أوراق الضغط التي يستخدمها ترامب ضد نتنياهو لوقف حرب غزة؟
  • الصالح: الخطة الحالية هي السيطرة على الحرائق وإخمادها، والخطة الطارئة هي فتح خطوط في كل منطقة لتسهيل وصول الفرق للحرائق، والخطة المتوسطة هي فتح مراكز دائمة بهذه المناطق مجهزة بكل الإمكانيات التي تمكنها من الاستجابة السريعة لأي حريق، والخطة البعيدة هي أن ت
  • إعلام إسرائيلي: نخشى أن نتنياهو يريد صفقة ومواصلة الحرب
  • محلل سياسي: روسيا تحاول الالتزام بوعودها بالمفاوضات مع أمريكا بعد مكالمة بوتين وترامب
  • مكتب نتنياهو: التغييرات التي تطلبها حماس "غير مقبولة" لدينا