كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": أوساط ديبلوماسية مطّلعة رأت أنّ الولايات المتحدة والدول الأوروبية تحاول إثارة موضوع تطبيق القرار 1701 مجدّداً، واستعادة الهدوء على طول الخط الأزرق، سيما بعد أن تعرّض هذا الأخير للانتكاسة بعد عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول، ولكي يكون الترسيم البرّي موضوعاً على نار حامية فور انتهاء حرب غزّة، وتوقّف المواجهات العسكرية في الجنوب اللبناني.

أمّا ما تُناقش به في ما يتعلّق بحماية الحدود اللبنانية- السورية، فلا علاقة له بأي قرار أممي، إنّما بسعيها لدعم المؤسسة العسكرية في ضبط أمن الحدود.
فسفراء هذه الدول تحدّثوا مع قائد الجيش العماد جوزف عون، على ما أضافت، انطلاقاً من تمويل أفواج الحدود البريّة الأربعة بهدف مواصلة توفير الأمن وتعزيز سلطة الدولة اللبنانية على طول حدودها البريّة مع سوريا. غير أنّهم يتطرّقون في الوقت نفسه، الى موضوع الحدود وحماية أمنها، من زاوية سياسية، كون دولهم تصرّ على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وهي على عِلم بأنّ "حزب الله" هو الذي يقوم بالعمليات العسكرية ضدّ المحتلّ الإسرائيلي.
غير أنّ الأوساط نفسها، أكّدت أنّه لا يُمكن تعديل القرار 1701 ليشمل الحدود اللبنانية كافة، لأنّه يقتصر على منطقة جنوب الليطاني، ولا يتطرّق في أي من بنوده الـ 19 الى الحدود مع سوريا. أمّا تحويله من الفصل السادس الى السابع فليس وارداً، على ما تسعى اليه الولايات المتحدة في كلّ سنة يتمّ فيها التمديد أو التجديد لمهمّة قوّات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان في أواخر آب، وذلك لأنّ لبنان يرفض هذا الأمر.
أمّا تعديل القرار 1701، فهو يعني إلغاءه، على ما أوضحت، ووضع قرار آخر يتناسب مع الوضع الذي بات قائم حالياً بعد 7 تشرين الأول، أو مطالبة "إسرائيل" الإنسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلّة، فلا يعود هناك أي حاجة للتعديل، أو لتنفيذه بالقوّة. وقد جرى تجربة هذه القوة ولم تنجح. فالقرار يطالب بأن يتحوّل بند "وقف الأعمال العدائية بين الجانبين" الذي جرى الإلتزام طوال السنوات الماضية أي منذ 11 آب 2006، رغم بعض الحوادث والخروقات الإسرائيلية والاعتداءات المتواصلة على السيادة اللبنانية برّاً وبحراً وجوّاً، تدريجاً الى وقف دائم لإطلاق النار. في حين أدّت حرب غزّة الى اشتعال الجبهة الجنوبية اللبنانية مُجدّدا،ً الأمر الذي خرق البند المذكور.
وتقول انّ الوسيط الأميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين يعمل ضمن ما تتوافق عليه هذه الدول خلال تحضير مقترحاته لما بعد حرب غزّة، في ما يتعلّق بالحدود البريّة اللبنانية... غير أنّه لا يمكنه تجاوز القرارات أو القفز فوقها لا سيما القرار 1701 لجهة انسحاب القوّات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية المحتلّة التي ينصّ عليها، وهي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر (أو ما بات يُعرف اليوم بـ خراج بلدة الماري)، قبل أن يُطالب لبنان بتطبيق البند 8 المتعلّق بالوقف الدائم لإطلاق النار والحلّ طويل الأمد.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: ة اللبنانیة القرار 1701

إقرأ أيضاً:

عون يناشد الأحزاب اللبنانية التعجيل بتسليم أسلحتها

دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون الأحزاب السياسية في بلاده إلى التعجيل بتسليم أسلحتها، مؤكدا أن الجيش "بسط سلطته على (منطقة) جنوب الليطاني غير المحتلة وجمع السلاح ودمر ما لا يمكن استخدامه منه".

وفي كلمته التي ألقاها اليوم الخميس في وزارة الدفاع بمناسبة عيد الجيش، قال عون "نؤكد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الأمنية، وحرصي على حصرية السلاح نابع من حرصي عن سيادة لبنان وحدوده وعلى تحرير أراضينا المحتلة وبناء دولة تتسع لجميع أبنائها".

وأضاف "على الأحزاب السياسية اللبنانية اغتنام الفرصة وتسليم أسلحتها عاجلاً وليس آجلاً" وذكر أن بلاده ستسعى "للحصول على مليار دولار سنوياً لمدة 10 سنوات لدعم الجيش وقوات الأمن في لبنان".

كما أشار إلى أن الجيش اللبناني "تمكّن من بسط سلطته على (منطقة) جنوب الليطاني غير المحتلة وجمع السلاح وتدمير ما لا يمكن استخدامه منه".

واعتبر عون أن أبرز مطالب لبنان الوقف الفوري للأعمال العدائية الإسرائيلية في الجو والبحر والبر بما في ذلك الاغتيالات "وعلينا أن نوقف الموت والدمار على أرضنا خصوصاً حين تصبح الحروب عبثية ومجانية".

حزب الله يحذر

من جهته اعتبر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم أن كل من يطالب حزبه في الوقت الراهن بتسليم سلاحه إنما "يخدم المشروع الإسرائيلي" متهما الموفد الأميركي توم براك بـ "التهويل" على لبنان.

وفي كلمة ألقاها أمس بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القيادي بالحزب فؤاد شكر بضربة إسرائيلية في ضاحية بيروت الجنوبية، قال قاسم "كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح، داخليا أو خارجيا أو عربيا أو دوليا، هو يخدم المشروع الإسرائيلي".

كما اتهم براك الذي زار لبنان الأسبوع الماضي بـ"التهويل والتهديد" بهدف "مساعدة إسرائيل" معتبرا أن الولايات المتحدة "لا تساعدنا" بل "تدمر بلدنا من أجل أن تساعد إسرائيل".

واعتبر قاسم أن "الخطر الداهم هو العدوان الإسرائيلي.. هذا العدوان يجب أن يتوقف. كل الخطاب السياسي في البلد يجب أن يكون لإيقاف العدوان، وليس لتسليم السلاح لإسرائيل" مضيفا أن بقاء اسرائيل في النقاط الخمس "مقدمة للتوسع، وليست نقاطا من أجل المساومة ولا التفاوض عليها".

إعلان

وتشدّد إسرائيل على أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد" ضدها، ولن تسمح لحزب الله بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية. وتوعّدت إسرائيل بمواصلة شنّ ضربات ما لم تنزع السلطات اللبنانية سلاح الحزب.

وأفاد مسؤول لبناني بأن "السلطات اللبنانية اليوم تحت ضغوط دولية وإقليمية، مع مطالبتها بأن تلتزم رسميا في جلسة حكومية بنزع سلاح حزب الله".

وقد اصطدم اشتراط لبنان بانسحاب اسرائيل -قبل تبني نزع سلاح حزب الله- برفض أميركي، وفق مصدر لبناني.

مقالات مشابهة

  • وصول 6 حافلات إلى بصرى الشام في ريف درعا تمهيداً لدخولها إلى محافظة السويداء لإجلاء عددٍ من المدنيين
  • تمهيداً لزيارة الشرع.. بوتين يلتقي وزير الخارجية السوري في الكرملين
  • جولة غارات إسرائيلية على وقع الحمى السياسية اللبنانية
  • ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق
  • وزير الدفاع وبلاسخارت: تشديد على التعاون مع اليونيفيل والالتزام بالقرار 1701
  • عون يناشد الأحزاب اللبنانية التعجيل بتسليم أسلحتها
  • وصول قافلة مساعدات جديدة إلى ممر بصرى الشام تمهيداً لإدخالها إلى السويداء
  • مجلة أميركية: العنف بغزة ليس حربا بل تطهير عرقي تمهيدا لطرد السكان
  • إسرائيل تعترض مسيرة أطلقت من اليمن
  • الحسان: الأمم المتحدة تجاهد لتطبيق اتفاقية سنجار ولا موعد نهائي لحسم ملف النزوح