نشر معهد واشنطن للبحوث، تحليلا للباحثه نعومي نيومان، قالت فيه إنه في الوقت الذي تركز فيه القوات العسكرية الإسرائيلية على شن حرب ضد حركة المقاومة"حماس" في جنوب البلاد وردع "حزب الله" في شمالها، يشعر الاحتلال بالارتياح لأن الضفة الغربية لم تتطور إلى ساحة معركة واسعة النطاق.

ولأسباب متعددة، لم تلقَى دعوات المقاومة لفتح جبهة فلسطينية ثانية، آذاناً صاغية، إلى حد كبير حتى الآن.

 لكن قوات الاحتلال لا تزال منخرطة في عمليات يومية لقمع العنف في الضفة الغربية، في حين يستمر عدد الشهداء الفلسطينيين في الارتفاع، مما يخلق وضعاً هشاً سيتطلب من المسؤولين الإسرائيليين المراقبة عن كثب للتطورات الأمنية المحلية وللاستمرارية السياسية "للسلطة الفلسطينية"، وفق الكاتبة. 

آخر الأرقام
وفقاً لبيانات "جهاز الأمن العام الإسرائيلي" ("الشاباك")، تم تنفيذ 128 عملية (أي أعمال عنف أدت إلى سقوط ضحايا إسرائيليين) في أو انطلاقاً، الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر - 101 في الجزء الشمالي من أراضي الضفة الغربية و27 في الجزء الجنوبي منها. وكانت الغالبية العظمى من هذه الحوادث عبارة عن عمليات إطلاق نار (112)، تلتها عمليات طعن (6)، وهجمات دهس (4)، وانفجارات (4)، وإطلاق صواريخ (2).

وإلى جانب هذه العمليات، سُجّلت حالات وقوع قتال مسلح بين "جيش الدفاع الإسرائيلي" ونشطاء من حركات المقاومة مثل حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وأفراد ليس لهم انتماء تنظيمي ولكنهم شكلوا كتائب مسلحة في مجتمعاتهم قبل الحرب الحالية أو خلالها.

فالعمليات اليومية لـ"جيش الدفاع الإسرائيلي" في الضفة الغربية، لها تأثير على تواتر هذه الحوادث وكثافتها، وفي الواقع، أن الاستيلاء على مخابئ الأسلحة، وإدخال أنماط قتالية جديدة (على سبيل المثال، إطلاق النار الجوي)، والاعتقالات الواسعة النطاق، جميعها عوامل تُظهر أن الاحتلال الإسرائيلي "خلع القفازات" بعد تشرين الأول/ أكتوبر.

وتشير بيانات "الشاباك" إلى أنه تم اعتقال حوالي 2150 فلسطينياً في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهو معدل لم يسبق له مثيل منذ الانتفاضة الثانية (2000-2004).

وفيما يتعلق بالإصابات، أفاد "الشاباك" أن 270 فلسطينياً من الضفة الغربية، لقوا حتفهم في حوادث أمنية خلال الحرب، مقارنةً بـ 182 حتى منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر. 

ويشمل هؤلاء 123 فلسطينياً استشهدوا أثناء اشتباكات مع وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي، و74 استشهدوا أثناء مشاركتهم في أعمال شغب عنيفة، و38 استشهدوا خلال مداهمات، و28 استشهدوا عرضاً، و7 لقوا حتفهم خلال اشتباكات مع مدنيين يهود الذين هم عادة مستوطنين متطرفين.

ويبدو أن فلسطينيي الضفة الغربية يدركون التغيّر في سياسة الاحتلال، ولا شك أنهم يشعرون بالإحباط بسبب الفخ الذي وجدوا أنفسهم فيه. فالخسائر البشرية في أحيائهم وصور الدمار الهائل في غزة، تعزز الرواية المحلية القائلة بأن حياة الفلسطينيين "رخيصة" في نظر الاحتلال.


بالإضافة إلى ذلك، ولّدت الإجراءات الأمنية الوقائية المتحدة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر؛ ومن بينها سياسة نقاط التفتيش الصارمة والتوقف التام للتصاريح التي كانت تُمنح لـ 160 ألف فلسطيني كانوا يعملون سابقاً في مستوطنات الضفة الغربية أو الاحتلال، شعوراً بـ"العقاب الجماعي".

ووفقاً لـ"تقرير للأمم المتحدة" صدر في 10 كانون الأول/ ديسمبر، ارتكب هؤلاء الأفراد حوالي 300 حالة من الأذى الجسدي وألحقوا أضرار في الممتلكات منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وإجمالاً، تم تهجير ما لا يقل عن 143 أسرة فلسطينية يبلغ عدد أفرادها 1026 شخصاً بسبب عنف المستوطنين أو القيود المفروضة على وصولهم (إلى بعض المناطق).

"حماس" مقابل "السلطة الفلسطينية"
انطلاقاً من هذه الخلفية، تحاول المقاومة "حماس" حشد سكان الضفة الغربية، وخاصة جيل الشباب، لفتح جبهة أخرى ضد الاحتلال.

وتَعتبر المقاومة أن الشباب هم بمثابة أرض خصبة للاستغلال كونهم أكثر عرضة للتماهي مع المتشددين المحليين وإلقاء اللوم على "السلطة الفلسطينية" لأنها سمحت للاحتلال بتوسيع أنشطتها العسكرية في الضفة الغربية.

وبالتالي، تؤكد تصريحات كبار مسؤولي "حماس" ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي على العلاقة الاستراتيجية بين حرب غزة والتقدم في الأجندة القومية والدينية الفلسطينية برمتها؛ ولا يشمل ذلك تحرير السجناء فحسب، بل أيضاً إنهاء الاحتلال بالكامل واللعب على الخوف من أن "المسجد الأقصى" في القدس في خطر إلى حد ما.

وكانت "السلطة الفلسطينية" حازمة بشكل متزايد أيضاً. فقبل اندلاع الحرب وخلال الأيام الأولى من القتال، كان الكثيرون في الساحة الدولية يعتبرون أن "السلطة الفلسطينية" غير مهمة، إلا أنها سرعان ما أصبحت العنصر الأساسي في الكثير من عمليات التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب.

إلّا أن قدرتها على الاضطلاع بهذا الدور ستعتمد على قدرتها على معالجة التوترات والتناقضات المختلفة. فيما يتمثل مصدر القلق الرئيسي للسلطة الفلسطينية بصورتها السلبية في عيون الفلسطينيين المحليين، إذ يرفضها معظمهم باعتبارها عميلة للاحتلال، ومن المرجح بشكل متزايد أن يدعموا خصمها اللدود "حماس".

فوفقاً لاستطلاع للرأي أجراه "مركز العالم العربي للبحوث والتنمية" ("أوراد") مؤخراً في رام الله، يؤيد 83 في المائة من المستطلعين في الضفة الغربية عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ويعتقد 88 في المئة أن الحركة تلعب دوراً إيجابياً.

كما تؤيد أغلبية الجماعات المختلفة التي تنفذ عمليات محلية، من بينها "كتائب عز الدين القسام" التابعة للمقاومة "حماس " (95 في المئة)، و"الجهاد الإسلامي الفلسطيني" (93 في المئة)، و"كتائب شهداء الأقصى" (87 في المئة).

وفي المقابل، لا توافق الأغلبية على الدور الذي تلعبه كل من "السلطة الفلسطينية" و"فتح" (85 في المئة و70 في المئة  على التوالي)، بينما يدرك 57 في المئة ، أن الحرب الحالية موجهة ضد الفلسطينيين كافة.

وقد بحثت استطلاعات أخرى، أجراها باحثون في معهد واشنطن، في الأسباب الدقيقة وراء وجود هذه المشاعر، ولماذا يمكن أن تتزايد وتتلاشى بسرعة مع الظروف السياسية والأمنية المتغيرة؟

وفي ضوء هذه الآراء، حرص رئيس "السلطة الفلسطينية"، محمود عباس، وكبار شخصيات "فتح" على إدانة الاحتلال علناً ودعوة المجتمع الدولي إلى حماية الفلسطينيين.

على سبيل المثال، أعلن عباس، في خطاب ألقاه في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر، أن العالم يجب ألا يقف مكتوف الأيدي "في وقت يتعرض فيه شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة لتهديد وجودي واستهداف متعمد ومنهجي للمدنيين"، مجادلاً بأن الطريقة الوحيدة للحفاظ على الاستقرار والسلام الإقليمي هي إنهاء الاحتلال والوفاء بالحقوق الفلسطينية.

مع ذلك، وفي ظل هذا الدعم الضمني للجماعات التي تعارض بنشاط الاحتلال الإسرائيلي، يأمل العديد من مسؤولي "السلطة الفلسطينية" بصورة غير علنية أن ينجح جيش الاحتلال في سحق "حماس" وقتل قادتها، وهو السيناريو الوحيد الذي ستتمكن فيه "السلطة الفلسطينية" من العودة إلى غزة.

ولتسهيل تحقيق هذا الهدف، لعبت "السلطة الفلسطينية"، في الأسابيع الأخيرة، دوراً أمنياً حيوياً بشكل متزايد في جميع أنحاء الضفة الغربية. حيث إن قواتها تعمل كعامل تقييد، حيث تمنع الجمهور من الخروج لمواجهة القوات الإسرائيلية خلال عمليات مكافحة الإرهاب التي يقوم بها "الجيش الإسرائيلي".

وفيما تُبرر "السلطة الفلسطينية" هذا النهج بقولها للجمهور بأنها تحميهم من إسرائيل "المستعدة لإطلاق النار". قد يتعرض هذا التعاون الأمني للخطر بسبب الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تواجهها الضفة الغربية. 


فلا تزال "السلطة الفلسطينية" ترفض قبول تحويلات عائدات الضرائب الشهرية المستحقة لها لأن المسؤولين الإسرائيليين يصرون على خصم الجزء الذي يُرسل عادةً إلى غزة، حيث لا يزال الآلاف من موظفي "السلطة الفلسطينية" يتلقون رواتبهم. 

وقد أدت هذه العائدات من الضرائب المجمدة، إلى جانب خسارة 370 مليون دولار يتم ضخها عادة إلى اقتصاد الضفة الغربية شهرياً من قبل الفلسطينيين العاملين في إسرائيل والمستوطنات، إلى ترك الاقتصاد المحلي في حالة من الفوضى.

وإذا استمر الوضع على هذا النحو، فلن تكون "السلطة الفلسطينية" قادرة على دفع رواتب أفرادها الأمنيين البالغ عددهم 30 ألفاً، والذين لن يكون لديهم بعد ذلك حافز كبير لمنع النشاط الإرهابي ضد إسرائيل.

إن أفضل تفسير للسلبية النسبية لدى معظم فلسطينيي الضفة الغربية، هو التفسير ذاته الذي تم تقديمه في وقت مبكر من الحرب، وبالتحديد في الذكرى المؤلمة للانتفاضة الثانية، عندما دفعوا ثمناً باهظاً لكنهم فشلوا في تحقيق إنجازات سياسية مهمة بعد أربع سنوات من العنف. 

وفي هذا الصدد، فإن سلوك الاحتلال  الأخير في الضفة الغربية، يعكس الفترة الصعبة التي مرت بها البلاد قبل عقدين من الزمن عندما ردت على العنف الجماعي باعتقالات واسعة النطاق، مما أدى إلى وقوع خسائر فادحة في صفوف الفلسطينيين.

ويمكن أيضاً الاعتبار بأن التأثيرات الحديثة للسنوات العشرين الماضية، ثقافة الاستهلاك، ووسائل التواصل الاجتماعي، والإسكان الفردي، والاستخدام الشامل للتكنولوجيا، دفعت العديد من سكان الضفة الغربية إلى التركيز على التقدم الشخصي أكثر من تركيزهم على الأيديولوجيات والالتزامات الجماعية التي تغذي الانتفاضات الجماهيرية.

وبالنسبة لأولئك الذين عاشوا الانتفاضة الثانية، فمثل هذه التأثيرات يمكن أن تجعلهم أكثر ميلاً إلى تفضيل الوضع الراهن البغيض على تجربتهم السابقة مع الحرب الأوسع  نطاقاً، والفوضى، والحصار.

وبطبيعة الحال، حتى لو كان هذا التفضيل سائداً في الضفة الغربية، إلا أنه ليس ثابتاً، كما ولا ينطبق بالضرورة على الفلسطينيين الشباب، الذين هم أكثر ميلاً إلى التماهي مع "حماس" وغيرها من الجماعات العنيفة. 


ويتزايد نفورهم من "السلطة الفلسطينية"، حيث يشير العديد من استطلاعات الرأي والتحليلات، إلى أن الكثير من السكان المحليين ينظرون إلى مؤسسات مثل "السلطة الفلسطينية" باعتبارها شراً هم بغنى عنه وعائقاً أمام تقدم الحركة الوطنية الفلسطينية والتحرر من الاحتلال.

لكن على الرغم من الانتقادات المشروعة لخطاب "السلطة الفلسطينية" وسلوكها، فلدى الإسرائيليين مصلحة أساسية في منع انهيارها، جزئياً لكي تتمكن من الاستمرار في العمل كضابط وحاجز في وجه صعود "حماس" في الضفة الغربية.

وفي هذا السياق، لن يساهم أولئك الذين يزعمون أنه لا فرق يذكر بين "السلطة الفلسطينية" والمقامة حماس إلا في تمهيد الطريق أمام هذه الأخيرة للسيطرة على الحركة الوطنية الفلسطينية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الضفة الغربية غزة السلطة الفلسطينية غزة السلطة الفلسطينية الضفة الغربية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطة الفلسطینیة فی الضفة الغربیة منذ 7 تشرین الأول فی المئة

إقرأ أيضاً:

لماذا لم يفز ترامب بجائزة نوبل للسلام؟

واشنطن- استيقظت العاصمة الأميركية على خبر عدم فوز الرئيس دونالد ترامب بجائزة نوبل للسلام، التي منحتها اللجنة اليوم الجمعة لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا ماتشادو التي تدعمها واشنطن ضد نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.

وقبل السابعة صباحا بتوقيت واشنطن، غرد ستيفن تشوينغ كبير مساعدي ترامب على منصة إكس قائلا إن "الرئيس ترامب سيواصل إبرام اتفاقات السلام وإنهاء الحروب وإنقاذ الأرواح، لديه قلب إنساني، ولن يكون هناك أبدا أي شخص مثله يمكنه تحريك الجبال بقوة إرادته المطلقة، أثبتت لجنة نوبل أنها تضع السياسة قبل السلام".

ولم تذهب الجائزة إلى ترامب على الرغم من تعزيز طموحاته في الفوز بها بعد نجاح جهوده لدفع كل من إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الموافقة على خطته لوقف إطلاق النار في غزة، وكرر الدفع بأحقيته بالجائزة، لأنه "يحقق سلاما في منطقة الشرق الأوسط لم يتحقق منذ 3 آلاف عام من الصراع".

 

Voir cette publication sur Instagram

Une publication partagée par الجزيرة (@aljazeera)

طموح لم يكتمل

أراد ترامب أن يكون ثاني رئيس أميركي يفوز بالجائزة بعد باراك أوباما الذي فاز بها عام 2009، ولطالما ركز على أحقيته بالفوز بهذه الجائزة السنوية المهمة، واشتكى عدة مرات من عدم تمكنه من ذلك، رغم جهوده لتوقيع ما باتت تعرف باتفاقيات أبراهام في نهاية فترة حكمه الأولى.

وخلال اجتماعه أمس الخميس مع الرئيس الفنلندي بالبيت الأبيض، قال ترامب "الآن حُلّت الحروب، واحدة عمرها 31 عاما، وأخرى 34 سنة، وصراع آخر عمره 35 عاما، وواحدة تذهب إلى 10 سنوات"، وأضاف "لقد أبرمت 7 صفقات وستكون هذه القادمة رقم 8". وأضاف أنه لا يعرف ما الذي ستفعله لجنة نوبل، "لكنني أعرف أنه لم يحل أحد في التاريخ 8 حروب في فترة 9 أشهر"، على حد قوله.

ودخل على خط دعم رغبة الرئيس الأميركي عدد من قادة ورؤساء الدول، وجماعات نشطة مثل عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وتبنوا وجهة نظر تقول إن جهود ترامب للتفاوض على وقف إطلاق النار في القطاع، ومن قبلها أوكرانيا وأماكن أخرى، تستدعي النظر بجدية في استحقاقه الجائزة.

إعلان

ونشر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة- تغريدة على منصة إكس -أمس الخميس-  لصورة معدّلة لنفسه وهو يعلق ميدالية جائزة نوبل للسلام على رقبة ترامب، وكتب "إنه يستحق ذلك".

والأسبوع الماضي، وضع ترامب خطة من 20 نقطة لوقف الحرب في غزة والتي من شأنها أن تشهد تعيينه رئيسا لما يسمى "مجلس السلام" لحكم القطاع. وارتفع الإحساس باقترابه من الفوز بعد أن وضع هذه الخطة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي قبلها الطرفان والدول العربية الإسلامية وبقية دول العالم.

سياسات ترامب الخشنة

كتب ألفريد نوبل في وصيته التاريخية المؤسسة لجوائزه أن "يُختار الشخص الفائز أو المجموعة التي قامت بأكبر قدر من العمل أو الأفضل من أجل الأخوة بين الأمم، وإلغاء أو تقليص الجيوش الدائمة وعقد مؤتمرات السلام والترويج لها"، ويترشح للجائزة كل عام ما بين 200 إلى 300 شخص أو مؤسسة.

وعلى النقيض، ومنذ وصوله للحكم، يتبنى ترامب سياسات خشنة وعبّر بلا مواربة عن رغبته في استعادة قناة بنما وضم كندا لتصبح الولاية الأميركية الـ51، ولم يتردد في القول إن بلاده ستمتلك جزيرة غرينلاند بأي طرق ممكنة.

كما رفع الميزانية العسكرية الأميركية لأكثر من تريليون دولار سنويا، وغيّر اسم البنتاغون من "وزارة الدفاع" إلى "وزارة الحرب"، في إشارة لنهج يتعارض مع مفهوم السلام العالمي.

من جانبه، قال ولفغانغ بوستزتاي، الدبلوماسي السابق وخبير الشؤون الدولية، للجزيرة نت، "هذا العام بالتأكيد لن يفوز ترامب بالجائزة، يجب تقديم الترشيحات بحلول يناير/كانون الثاني، وهو تقريبا الوقت نفسه الذي بدأت فيه فترة حكمه الثانية يوم 20 من الشهر نفسه، ولم تكن قد بدأت تظهر بعد أي ملامح لسياسته الخارجية".

وأضاف "لا أعتقد أن اللجنة ستغير قواعدها الخاصة بالترشيحات. العام المقبل، إذا نجحت خطة غزة حقا، فسيكون (ترامب) مرشحا جادا للغاية".

حظ أوفر

يرى الفريق المؤيد لترامب أن جهوده التي أدت لتوقيع اتفاقيات أبراهام سنة 2020، وإشرافه على التوصل لاتفاقية السلام بين أرمينيا وأذربيجان في أغسطس/آب 2025، ومن قبل ذلك مفاوضاته المباشرة مع كوريا الشمالية، وعقد قمتين تاريخيتين مع زعيمها كيم جونغ أون في عامي 2018 و2019، تدعم حظوظه للفوز بجائزة نوبل.

بيد أن مشاركة واشنطن في الهجمات ضد إيران والتي أتت بعد انسحابه قبل سنوات من الاتفاق النووي عام 2018، والفشل في التوصل لاتفاق جديد، عوامل أضعفت حظوظه، كما أن ترامب ألغى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ويكرر التعبير عن ازدرائه للتعاون الدولي بصفة عامة.

وذكر جيف لي -المسؤول السابق في حملة ترامب الانتخابية- أنه "يمكن للمرء أن يجادل بأن قصف برنامج إيران النووي يمكن أن يكون إجراء لبناء السلام ويحمي حلفاء الولايات المتحدة ومصالحها، لكن هذا لا يشير بالضرورة إلى كونها خطوة في صنع السلام".

وفي حديث للجزيرة نت، وقبل إعلان هوية الفائز بالجائزة، قال أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة سيراكيوز في نيويورك، أسامة خليل "لا أتوقع أن يفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام هذا العام. ومع ذلك، إذا كان قادرا على تأمين سلام دائم في غزة يؤدي إلى دولة فلسطينية ويتجنب حرب تغيير النظام في فنزويلا، فمن المحتمل أن يفوز بها قبل انتهاء فترة ولايته الثانية".

إعلان

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية السابق لشؤون الشرق الأوسط، والخبير حاليا بالمجلس الأطلسي السفير ديفيد ماك، للجزيرة نت: "لا أتوقع أن يحصل ترامب على الجائزة هذه السنة. هناك كثير من الشكوك المتدلية من قادة إسرائيل وحماس، ولم تنجح خطته بعد. علينا الانتظار لرؤية كيف سيدعم تنفيذ خطته على أرض الواقع، وسط غياب كل التفاصيل والعراقيل، وغياب الثقة بين الحركة وتل أبيب، وهو ما قد يسهم في فوزه بالجائزة العام المقبل".

مقالات مشابهة

  • تفاصيل وقوع اشتباكات بين عناصر حماس وعدد من العائلات الفلسطينية
  • السفير محمد حجازي: مصر تتعامل مع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية كـوحدة جغرافية واحدة تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية
  • مستوطنون يقيمون كنيسًا قرب بيت لحم في الضفة الغربية
  • هل يعكس اتفاق وقف النار تحوّلا إقليميا يحد من نفوذ الاحتلال الإسرائيلي؟
  • «القاهرة الإخبارية»: تصاعد اعتداءات المستوطنين على قاطفي الزيتون بالضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تقتحم قرية المغير ومخيم بلاطة في الضفة الغربية
  • رصاص وقنابل غاز.. إصابة عشرات الفلسطينيين باقتحام الضفة الغربية
  • لماذا لم يفز ترامب بجائزة نوبل للسلام؟
  • اقتحامات واعتداءات متواصلة لقوات الاحتلال في مدن وبلدات الضفة الغربية
  • الاحتلال ينفذ اقتحامات ويفجر منزلا بالضفة الغربية المحتلة