إسرائيل تواجه صدمة كبيرة.. مئات الآلف طلبوا الهجرة و800 ألف نازح داخلي
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
تسبب هجوم الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر في إشكالية تتعلق بالتركيبة السكانية لإسرائيل، حيث أشارت تقارير عديدة إلى أنّ مئات الآلاف طلبوا الهجرة دون عودة، فضلا عن 800 ألف نازح داخلي خلال الشهرين الماضيين.
وتكمن الصدمة في أنّ واحدة من دعائم استمرار إسرائيل كدولة تتمثل في استقطاب اليهود من كل بقاع العالم، وبالتالي مع الوقت تسعى لأن تكون دولة ذات كثافة سكانية كبيرة، باعتبار القوة البشرية مطلوبة، فضلا عن مواجهة الزيادة السكانية للعرب والفلسطينيين، وبعد تنفيذ عملية طوفان الاقصى يبدو أنّ كل ذلك يتبخر.
في هذا السياق، يقول الدكتور أشرف الشرقاوي الخبير في الشؤون الإسرائيلية، إنّ أحداث الحرب وهجوم 7 أكتوبر كان مفاجئا للدرجة التي جعلت الإسرائيليين غير قادرين على استيعاب ما يحدث، لافتا إلى أنّ هذه الحالة جعلت كثير من سكان إسرائيل يشعرون أنّ هذه ليست الدولة التي يأمنون فيها على أنفسهم.
وأوضح «الشرقاوي»، في اتصال هاتفي لـ«الوطن»، أنّ الإسرائيليين الذين قدموا إلى إسرائيل من دول أخرى وفي مخيلتهم أنّها مكان آمن ومزدهر مستقبلا صُدموا بعد أحداث غزة، وبدأوا يدركوا أنّ الأزمة تكمن في أنّ الحرب مع حركة حماس لن تكون الأخيرة، كما أنّ هناك جبهات مهددة بالاشتعال في أي وقت سواء مع سوريا أو لبنان أو إيران وحتى الحوثيين في اليمن، وبالتالي رأوا أنّ حياتهم وأعمالهم مهددة.
موجات هجرة جماعيةويقول الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنّه لهذه بمجرد أن فتحت البرتغال الباب أمام التأشيرات، كان الأمر بمثابة فرصة يهودية لدرجة أنّ مئات الآلاف بالفعل قدّموا طلبات للحصول على التأشيرة، وليس هذا فحسب فهناك مجموعات تنظيم هجرة جماعية بنحو 10 إلى 20 ألفا لكل مجموعة.
ولفت كذلك إلى أنّ الحرب تسببت في وجود نحو 800 ألف نازح داخلي، وهؤلاء إما يقيمون في فنادق على نفقة الدولة، وهو أمر مكلف للغاية، أو يقيمون في خيام، وهؤلاء بهذه الوضعية يشكلون مشكلة كبيرة تخشى منها إسرائيل، وهؤلاء نزحوا لأن إسرائيل تعرضت إلى دمار هو الأكبر منذ عقود بسبب رشقات الصواريخ التي تطالها وفشل منظومة الأمن.
وذكرت صحيفة «تايمز أوف إزراييل» الإسرائيلية، أنّ نحو 370 ألفا غادروا إسرائيل منذ 7 أكتوبر في أعقاب هجوم الفصائل الفلسطينية، ومن بين هذا العدد 230 ألف غادروا الشهر قبل الماضي، وأشارت كذلك إلى أنّ طلبات الحصول على جنسيات دول أوروبية تتزايد بشكل غير مسبوق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة هجرة اليهود الهجرة من إسرائيل إلى أن
إقرأ أيضاً:
كم وردة أحرقتها إسرائيل في غزة!
منذ أكثر من عام ونصف ونحن نُتابع كيف أن مئات الصحفيين حَمَلوا على عاتقهم شرف الدفاع عن فلسطين وأهلها ومقاومتها دون تحزب، أو تعصب إلا للقضية، والعدالة، والإنسانية، والحقوق المكفولة بموجب القوانين الدولية!
ومن المتوقع أن تجد خلالها مرحلة «الدفاع المبارك» بعض الأعداء الذين يحاولون الطعن بك وسبك وشتمك، والتقليل من شأن قلمك ومواقفك، وهذا أمر طبيعي لأنها مواجهة بين الخير والشر، والإنسانية والوحشية، والسلام والحرب، والنور والظلام، والحياة والموت، ومن المؤكد أنها مليئة بالأشواك، والألغام، والقنابل القاتلة والمدمرة، ومَن يسير في ميادين الحرب يتوقع الموت، والجرح والاعاقة، والطعن بكل الجوانب النبيلة.
والمرهق أن تَجد مَن يطعنك وهو يتصور نفسه من الداعمين للإنسانية والخير، والبناء والنور والحياة بحجة أن المقاومة يجب ألا تصارع «إسرائيل» وهي التي تسببت بمقتل عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين.
والحقيقة فإن الرد على هؤلاء مرهق ومزعج، وربما، عبثي، ولهذا يمكن الرد عليهم برد ذلك الشيخ الغزي الذي ظهر قبل أيام في عدة قنوات فضائية وهو يصرخ: «نحن غير نادمين على طوفان الأقصى».
فهل يحق لنا بعد ذلك أن نتكلم؟
ثم لماذا لا يتحدثون بنفس الروحية والحماس عن الوحشية والطغيان والهمجية والقسوة «الإسرائيلية»، أم أن كرهكم لهذا الطرف أو ذاك من المعادلة الفلسطينية أعْماكم وجعلكم لا تُميزون بين الحق والباطل، والصح والخطأ، والهمجية والمدنية؟
ولماذا لا يتكلمون عن موجة الغضب في الداخل «الإسرائيلي» التي تصرخ ليلا ونهارا، وتؤكد أن الجيش الإسرائيلي فشل في هزيمة المقاومة الفلسطينية؟
والواقع فإن إسرائيل سواء أُوقفت الحرب، أم لم توقف، وسواء نجحت في حربها الهمجية على أهل غزة، أم فشلت، وسواء وسواء فإنها ستدفع الثمن باهظا، وسيكون لهذه الحرب آثار قاتلة على مستقبل الكيان الصهيوني.
ولا نريد أن نُجري سردا لمظاهر الرفض والمشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الضاربة للداخل الإسرائيلي ولكننا سنكتفي بتصريح يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي المعارض، يوم 5/6/2025، وقوله: «يجب إبعاد نتنياهو فورا عن دائرة صنع القرار».
فهل هنالك أزمة أوضح من هذه الأزمة التي تُظْهِر تَخبط قادة الاحتلال في الحرب ضد غزة والنقمة على الحكومة، وآخرها الإنذار الإرهابي الذي أصدره الجيش الإسرائيلي يوم 26/5/2025 بالإخلاء الفوري لسكان مناطق بني سهيلا، والقرارة، وعبسان بخان يونس جنوبي غزة.
فهل هذه التحركات الإسرائيلية دليل على القوة، أم الربكة العسكرية؟
جميع المعطيات الداخلية والخارجية تؤكد أن إسرائيل في ورطة كبيرة، وأنها آيلة إلى الهزيمة ولو بعد حين.
استهداف إسرائيل للمدنيين هو بداية انهيارها، ومنها الصور الاجرامية التي نُقِلت على الهواء مباشرة حيث كادت النيران أن تلتهم الطفلة «وردة الشيخ خليل» بعد أن التهمت أسرتها في خيمتهم بقطاع غزة.
وقد تابع العالم «المتحضر» المشهد المروع لوردة وهي تحاول النجاة بجسدها الغض من النيران التي تُحيط بها من كل جانب، بعد استشهاد عائلتها.
فكم «وردة» أحرقتها إسرائيل في غزة؟
منظمة الطفولة العالمية «اليونيسيف» أكدت منتصف نيسان/ أبريل 2025 أن 16 ألف طفل قتلوا في غزة منذ بداية الحرب، أي بمعدل 27 طفلا يوميا، وأن الحرب خلفت 39 ألف طفل يتيم بين ركام القطاع.
فأين القوانين الإنسانية، وأخلاقيات الحروب؟
حقيقة لا أدري كيف أُعلق على ركام غزة لأنه ليس حجارة وحديدا بل هو حجارة مزجت برماد أجساد الشهداء، وأشلائهم ودمائهم، فهل هنالك جرائم في الكون أبشع من هذه المناظر المخيفة!
وأخيرا ننقل كلمة «ديفيد هيرست»، رئيس تحرير موقع «ميدل ايست آي:
«هناك عاملان أساسيان سيُسرعان بإنهاء المذبحة الجارية، على غرار ما حدث في حرب فيتنام: تصميم الفلسطينيين على الصمود في أرضهم، والغضب العالمي المتصاعد ضد إسرائيل. إسرائيل قد تنتصر في المعارك العسكرية، لكنها، مثل الولايات المتحدة في فيتنام، ستخسر الحرب سياسياً وأخلاقياً في النهاية».
وهذا ما سيتحقق ولو بعد حين.
الشرق القطرية