الوطن:
2024-06-16@13:37:59 GMT

د. أيمن الرقب * يكتب: حل الدولتين

تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT

د. أيمن الرقب * يكتب: حل الدولتين

حل الدولتين كفكرة وُجدت مع قيام دولة الاحتلال، عندما شرعن قرار التقسيم «181» فى ٢٩ نوفمبر عام ١٩٤٧، حيث قسّم فلسطين إلى دولتين، دولة يهودية على مساحة ٥٢ بالمائة من أرض فلسطين، ودولة عربية على ٤٦ بالمائة من أرض فلسطين، وتدويل ٢٪ مساحة مدينة القدس.

ولكن فى عام 48، قامت دولة المحتل باحتلال ٧٨٪ من أرض فلسطين التاريخية، ثم أكمل احتلال باقى فلسطين عام 67 دون أن يرفض المجتمع الدولى إجراءاته التى تخالف قرار التقسيم.

بعد أن دخل الفلسطينيون عام ١٩٩٣ اتفاق أوسلو مع الاحتلال الإسرائيلى ووافقوا على الدخول فى حكم ذاتى، كان هذا بمثابة تغيير فى الموقف الفلسطينى، الذى رفض هذا العرض فى كامب ديفيد عام ٧٩.

هذه الموافقة الفلسطينية كانت بتشجبع عربى، وحسب الاتفاق حينها، فإن «أوسلو» فى نهايته قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، بما فيها القدس الشرقية، وبعد ذلك رغم إخفاقات «أوسلو» أصبح الموقف الفلسطينى أساس الحل، وأصبحت لاحقاً بمثابة المبادرة العربية للسلام التى طُرحت فى قمة بيروت عام ٢٠٠٢، فى حينه كان «أبوعمار» محاصراً، وكانت أحداث ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١، وأراد العرب أن يقدّموا أنفسهم للعالم بأنهم دعاة سلام، ومن المفارقات التاريخية أن من عرض هذه المبادرة فى قمة فاس عام ٨٢ كان الأمير عبدالله بن سعود، وفى عام ٢٠٠٢، كان هو خادم الحرمين، وبالتالى أصبحت هذه الرؤية هى رؤية عربية شاملة.

هل الاحتلال قدّر هذا الموقف العربى؟ للأسف لم يقدر ذلك، ولا الأمريكان، قال الاحتلال إنها لا تستحق الحبر الذى كُتبت به على لسان رئيس وزراء الاحتلال حينها «شارون»، وبالعكس استمر فى هجومه على الشعب الفلسطينى والقيادة الفلسطينية. وكان «أبوعمار» محاصراً حتى تم اغتياله، أو تسميمه.

هنا أعتقد أن المرحلة دخلت منحنى آخر وبدأ الفلسطينيون حينها يطالبون بحل الدولتين، والأمريكان والأوروبيون يقولون الحل الأوحد هو حل الدولتين، الآن أنا أقول إن حل الدولتين أصبح شبه مستحيل، لماذا؟

لأن الاحتلال توغل فى الضفة الغربية بشكل كبير جداً، فهو يسيطر بناءً على اتفاق أوسلو على أكثر من ٦٥٪ سيطرة أمنية وإدارية، وهى مناطق «سى» أو مناطق «جيم». ويسيطر أمنياً على قرابة أيضاً ٢٢٪ من مساحة الضفة الغربية، وبالتالى يكون ما بقى مع السلطة لا يتجاوز ١٥٪ من مساحة الضفة الغربية تسيطر عليها أمنياً وإدارياً، ورغم كل ذلك يدخل الاحتلال هذه المناطق ويقوم بالاغتيال والاعتقال للشبان الفلسطينيين، كما أن عدد المستوطنات التى بُنيت منذ بداية أوسلو حتى الآن كبير جداً.

المستوطنون الذين خرجوا من غزة ذهبوا إلى الضفة الغربية، طبعاً تضخّمت المستوطنات فى الضفة الغربية، وأصبح عدد سكانها يقترب من ٧٠٠ إلى ٨٠٠ ألف، والمستوطنات زادت بشكل كبير جداً، ويقال إن المستوطنات والكتل الاستيطانية الصغيرة والكبيرة تصل بمجملها إلى ما يقارب ٣٥٠ مستوطنة، المستوطنات المركزية تقريباً ١٧٠ مستوطنة، لكن هناك أيضاً كتل استيطانية صغيرة، وحتى من نصب خيمة يصنّفها الاحتلال بأنها جزء من تكتّل استيطانى جديد.

حل الدولتين الآن أصبح صعباً لأمرين، أن فكرة حل الدولتين بالأساس على حدود الرابع من يونيو عام ٦٧، لم تدرس التواصل الجغرافى بين غزة والضفة الغربية وهو شبه مستحيل، لأن أقرب مسافة بين غزة والضفة الغربية هى ٢٠ كيلومتراً بين بيت حانون ومنطقة الظاهرية فى الخليل، وبالتالى الوصل الجغرافى بين غزة والضفة شبه مستحيل، وكل المعالجات التى طُرحت بين نفق وطريق آمن باءت بالفشل، الأمر الثانى هو وجود المستوطنات، خاصة الكبرى منها، فقد عرضت حلول من الجانب العربى عام ٢٠١٧ بتعديل حدود دولة الاحتلال من خلال أن تضم كتلاً استيطانية كبيرة، مقابل أن يمنح الفلسطينيون مساحات أخرى تُضاف إلى الضفة الغربية أو فى غزة، وكان الميل إلى توسيع غزة من باب معالجة الأزمة السكانية.

وأيضاً هذا العرض لم يوافق عليه الاحتلال، فحدثت بعض الاختراقات أدت إلى تأزم الحالة، ولكنها وصلت إلى طريق إيجابى فى عهد «أولمرت» فى عام ٢٠١٦، ولكن طبعاً غاب «أولمرت» وتم اعتقاله قبل توقيع الاتفاق وتنفيذه، وجاء مرة أخرى «نتنياهو»، الذى لا يؤمن بالسلام مع الفلسطينيين، وهو يؤمن بفلسفة أن السكان الأصليين لن يصنعوا معكم سلاماً، وسيكون الأفضل لكم أن تصنعوا سلاماً مع الجيران، واتركوا السكان الأصليين حتى يستجدوكم لصناعة السلام معهم، وهذه فلسفة «نتنياهو» المستندة إلى رؤية زئيف جيبوتينسكى.

الآن لدينا مشكلة كبيرة جداً، وهى أن المستوطنات تعيق حل الدولتين بشكل كبير جداً، وعدم قناعة حكومة الاحتلال بأى حل سياسى مع الفلسطينيين أيضاً يعيق حل الدولتين، وبالتالى حل الدولتين أصبح الآن صعباً.

وأرى أن الأفضل أن تُعاد دراسة رؤية جديدة، أما إعادة تقسيم فلسطين بطريقة تحديث التواصل الجغرافى أو الحديث عن قيام دولة واحدة، ثنائية القومية يتساوون فيها بالحقوق والواجبات.

أعتقد إلزام الاحتلال بالخروج من الضفة الغربية والقدس بالتحديد سيكون الأمر الصعب، وهذا الإجراء يحتاج إلى إجراءات دولية كبرى، العالم الذى صمت عندما احتل الاحتلال ٧٨ ٪ من أرض فلسطين التاريخية وتجاوز كل القرارات الشرعية الدولية، أعتقد الآن فى هذه الأجواء من الحرب كل محاولات الحديث عن حل الدولتين أعتقد هى إضاعة للوقت وإضاعة للجهد.

أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل حل الدولتين الضفة الغربیة من أرض فلسطین حل الدولتین کبیر جدا

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يقتحم بلدات بجنين والخليل ورام الله واشتباكات مع مقاومين

اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد أن اقتحمت مساء الجمعة وفجر اليوم عددا من البلدات في الضفة الغربية المحتلة، أبرزها بلدة كفردان غرب جنين (شمال) وبيت أمر شمال الخليل (جنوب).

واقتحمت عناصر من جيش الاحتلال بلدة كفردان حيث اندلعت اشتباكات مسلحة مع مقاومين أثناء عملية الاقتحام، كما قامت القوات الإسرائيلية بتسيير دورياتها في شوارع البلدة قبل اقتحامها عددا من المنازل.

وذكرت مصادر صحفية فلسطينية بوقوع اشتباك مسلح بين مقاومين وقوات الاحتلال التي اقتحمت أيضا بلدة برقين في جنين.

تغطية صحفية: اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتــــلال في برقين غرب جنين. pic.twitter.com/LAclNs1exB

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 14, 2024

كما اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال بعد اقتحامها بلدة بيت أمر شمال الخليل، حيث داهمت وسط البلدة وصادرت عددا من المركبات وفتشت أراضي المواطنين.

جاء ذلك بعد انسحابها من منطقة الظهر في البلدة بعد تسيير دورياتها ونصب حواجز بالمنطقة.

وذكرت منصات محلية فلسطينية بوقوع مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال التي اقتحمت مخيم الجلزون شمال رام الله وسط الضفة الغربية.

إصابات

وكان ثمانية فلسطينيين أصيبوا بجروح بينهم أربعة في خالة خطيرة، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي محيط مخيم الأمعري للاجئين جنوب مدينة البيرة.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن من بين الحالات الخطيرة طفل وشاب أطلقت قوات الاحتلال النار على مركبته بالمخيم.

واقتحمت قوات الاحتلال مدينة البيرة، وحاصرت منزلا بمحيط مخيم الأمعري، واعتقلت شابا بعد أن أصابته بجروح، دون معرفة الأسباب.

كما دفعت بتعزيزات عسكرية إلى محيط المخيم ومنطقتي "سطح مرحبا" و"أم الشرايط" المجاورتين، مما أدى لاندلاع مواجهات عنيفة، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع على الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي للاقتحام.

جانب من اقتحام قوات الاحتــــلال لمخيم الجلزون شمال رام الله. pic.twitter.com/r9sApLh17S

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 14, 2024

اعتداءات المستوطنين

من ناحية أخرى، نكلت قوات الاحتلال الإسرائيلي بسيدة فلسطينية على الحاجز العسكري المؤدي إلى منطقة تل الرميدة وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وأوقف جنود الاحتلال السيدة وحاولوا الاعتداء عليها بعد رفضها التفتيش ما دفع سكان المنطقة إلى التدخل والتعارك مع جنود الاحتلال.

وفي بيت لحم، أشعل مستوطنون النار في أراضي زراعية لفلسطينيين في منطقة عين قديس ببلدة حوسان غربي المدينة، مما ألحق أضرارا واسعة في الأراضي.

وتقع عين قديس على مقربة من مستوطنة بيتار عيليت ما يجعل المنطقة معرضة بشكل دائم لاعتداءات المستوطنين.

جدير بالذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي صعد بشكل ملحوظ، منذ بدء عدوانه على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من حملة الاقتحامات والاعتقالات والانتهاكات بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة. كما كثف المستوطنون اعتداءاتهم على أهالي الضفة وممتلكاتهم.

ومنذ ذلك اليوم، بلغ عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا برصاص الجيش الإسرائيلي ومستوطنين في الضفة أكثر من 546، إضافة إلى نحو 5200 جريح، فضلا عن اعتقال 9170، وفق جهات رسمية فلسطينية.

مقالات مشابهة

  • شهيد وجريحان برصاص الاحتلال في الضفة الغربية
  • جيش الاحتلال يقصف مبنى عسكريًا لحزب الله جنوب لبنان
  • الصحة العالمية تحذر من تفاقم الأزمة الصحية في الضفة الغربية
  • إصابات.. قوات الاحتلال تشن حملة اقتحامات في الضفة الغربية
  • الاحتلال يقتحم بلدات بجنين والخليل ورام الله واشتباكات مع مقاومين
  • الاحتلال يصعد في الضفة.. اشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال في جنين (شاهد)
  • النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. مواقف تاريخية من أجل فلسطين
  • قوات الاحتلال تعتقل خمسة فلسطينيين في الضفة الغربية
  •  مواجهات في مخيم العروب بالخليل واعتقالات في قلنديا
  • شاهد.. قوات الاحتلال تُمثّل بجثمان شهيد في جنين