أكد نديم نجار، المدير العام لمجموعة بورصة لندن في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الشرقية والوسطى، أن الأسواق المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد تحولا ملحوظا استجابة للتطورات العالمية والإقليمية، لا سيما في مجال الاستدامة.

وقال نجار، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن التزام دولة الإمارات بتوجيه تريليونات رأس المال نحو التحول إلى صافي الصفر له أهمية قصوى لتحقيق الأهداف المناخية، مشيراً إلى أن قيادتها في هذا المجال جديرة بالثناء.

وأضاف أن دولة الإمارات وضعت نفسها كلاعب رائدة في تطوير سوق الكربون المنظم بالكامل من خلال دمج الكربون بشكل كامل في نظامها التنظيمي، موضحاً أن هذا الإنجاز يمكن الإمارات من تنظيم الكربون وتداوله بشكل فعال، وتزويد الشركات بآليات قيمة للحد من بصمتها الكربونية وإدارة الانبعاثات.

وقال ” لا تعزز هذه الخطوة ممارسات الشركات المسؤولة فحسب، بل تمكن المستثمرين أيضا من المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ خيارات استثمارية مستدامة”.

وأوضح أن مبادرات دولة الإمارات تجاه الاستدامة، وتركيزها على الابتكار والتكنولوجيا، وسمعتها كمركز لريادة الأعمال، جميعها عوامل تضعها في وضع جيد لتعزيز الابتكار ودفع الحلول المستدامة، مشيراً إلى أن النهج الشامل لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف “COP28” والذي شمل مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، كان جدير بالثناء لأنه أسهم في تعزيز التبادل المتنوع للأفكار ووجهات النظر، وهو جهد تعاوني ضروري لتسريع التقدم نحو تحقيق الأهداف المستدامة ويؤكد التزام الإمارات بإيجاد مستقبل مستدام.

ولفت المدير العام لمجموعة بورصة لندن في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الشرقية والوسطى، إلى التعاون مع سوق أبوظبي للأوراق المالية من خلال إطلاق مؤشر للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في نوفمبر الماضي، موضحاً أن هذا التعاون يمثل شراكة استراتيجية تهدف إلى إحداث ثورة في المشهد المالي.

وقال ” شرعنا في هذه الرحلة مع سوق أبوظبي في عام 2021 برؤية مشتركة لإنشاء مجموعة من المؤشرات التي لن تلبي الاحتياجات المتطورة للمستثمرين فحسب، بل تتجاوزها، محليا وعلى نطاق عالمي.”

وأضاف ” كان هدفنا الأساسي هو تزويد المشاركين في السوق بمجموعة من المؤشرات التي ليست موثوقة ودقيقة فحسب، بل شفافة أيضا. هذه الشفافية ضرورية في غرس الثقة في المستثمرين وتعزيز نظام بيئي مالي أكثر صحة واستدامة”.

وأوضح أن إطلاق أول مؤشر يركز على الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات يمثل علامة فارقة في شراكتنا مع سوق أبوظبي للأوراق المالية، مشيرا إلى أن هذا المؤشر ليس مجرد معيار وإنما يمثل التزامنا الجماعي بالاستدامة، ويتناول الطلب المتزايد على الاستثمارات التي تتماشى مع القيم البيئية والاجتماعية والحوكمة، مما يعكس الاتجاه العالمي الأوسع للاستثمار المسؤول.

وذكر أن هذا المؤشر هو استجابة لضرورة جعل الأسواق المالية أكثر استدامة في عالم أصبحت فيه الاستدامة ذات أهمية متزايدة للمستثمرين والشركات على حد سواء، لافتا إلى أن الشراكة مع سوق أبوظبي للأوراق المالية أتاحت اتخاذ خطوة كبيرة نحو بناء منصة تمكن المستثمرين من اتخاذ خيارات مسؤولة وتساهم في مستقبل أكثر استدامة.

وقال إن المؤشر يعد بمثابة أداة قوية للمستثمرين، حيث توفر لهم معيارا موثوقا لتقييم أداء الشركات في سوق أبوظبي مع التركيز القوي على معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، كما يساعد هذا المؤشر المستثمرين على مواءمة أهدافهم الاستثمارية مع قيمهم من خلال تسهيل الاستثمارات في الشركات الملتزمة بالاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية وممارسات حوكمة الشركات القوية، وهي تمكن المستثمرين من توجيه رؤوس أموالهم إلى الشركات التي تعمل بنشاط نحو مستقبل مستدام، وتعزيز التغيير الإيجابي داخل الأسواق المالية.

وأضاف أن المؤشر الخاص بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات يساهم بشكل كبير في أجندة الاستدامة الأوسع، من خلال تسليط الضوء على الشركات التي تتفوق في أداء المؤشرات البيئية والاجتماعية والحوكمة ومكافأتها، فإنه يحفز الشركات على تبني ممارسات أكثر استدامة، وهذا بدوره يحفز التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة، بالإضافة إلى ذلك يلعب المؤشر دورا محوريا في تعزيز الشفافية داخل السوق.

وأوضح نديم نجار أن المؤشر يشجع كذلك المؤسسات على الكشف عن معلوماتها المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وتعزيز قدر أكبر من المساءلة والمساعدة في تحديد المخاطر والفرص المحتملة.

وقال المدير العام لمجموعة بورصة لندن في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الشرقية والوسطى، إن التعاون مع سوق أبوظبي للأوراق المالية ليس مجرد شراكة، وإنما تحالف استراتيجي لا سيما بعدما أظهر السوق التزاما قويا بالاستدامة بعدما أصبح شريكا لمبادرة البورصات المستدامة التي تقودها الأمم المتحدة.

وأشار إلى التزام سوق أبوظبي للأوراق المالية بدفع عجلة الاستدامة في الأسواق المالية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، لافتاً إلى أنه من خلال التعاون مع سوق أبوظبي سيتم العمل على بناء منصة تمكن المستثمرين والشركات من اتخاذ خيارات مسؤولة والمساهمة في مستقبل أكثر استدامة.

وأعرب عن تطلعه إلى مواصلة هذه الشراكة وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تعزز الاستدامة في القطاع المالي، وقال “نحن متحمسون للتأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه هذا التعاون على الأسواق المالية وأجندة الاستدامة العالمية الأوسع”.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

سماء الإمارات تشهد قمر الفراولة النادر لأول مرة منذ 18 عاماً

متابعات: «الخليج»

مع غروب الشمس اليوم الأربعاء، ينتظر عشاق السماء في الإمارات مشهد نادر وآسر وهو قمر الفراولة، الذي يُعد آخر بدر في ربيع عام 2025.
يحمل هذا الحدث القمري طابعاً خاصاً، حيث تأكد أنه سيكون مرئياً بوضوح في مختلف أنحاء الإمارات.
لكن الأهم من ذلك، أن هذه هي المرة الأخيرة التي سيظهر فيها هذا القمر الكامل بهذه الزاوية المنخفضة النادرة في السماء حتى عام 2043.
لمن يتوقون لمشاهدة عرض الطبيعة الساحر، فإن اليوم، 11 يونيو، هو فرصة لا يجب تفويتها.

قمر الفراولة يرتفع عند غروب 11 يونيو بإضاءة ذهبية مذهلة


سوف يرتفع القمر فوق الأفق الشرقي في سماء الإمارات اليوم وسيظل ظاهراً حتى شروق شمس اليوم التالي بحسب صحيفة Times of India.
أفضل أماكن المشاهدة هي المناطق المفتوحة مثل الصحراء والشواطئ والأسطح العالية بعيداً عن انبعاثات الضوء.
يظهر القمر بلون ذهبي أو برتقالي عند اقترابه من الأفق، نتيجة تشتت جزيئات الغلاف الجوي.
وسوف تبدو الدائرة القمرية كبيرة للغاية وهو تأثير بصري يُعرف بوهم القمر، وليس لتغيّر فعلي في حجمه.
يظهر القمر منخفضاً قرب الأفق في ظاهرة لا تتكرر حتى 2043.
يُعد قمر الفراولة حدثاً فلكياً نادراً يجمع بين قمر الفراولة والوقوف القمري الكبير في مشهد استثنائي سوف يتم رصده في سماء الإمارات بعد غروب شمس 11 يونيو 2025 وهو الأول من نوعه منذ 18 عاماً ولن يتكرر قبل 2043.
يُطلق عليه هذا الاسم لأنّه يرتبط بموعد موسم قطف الفراولة عند القبائل الأمريكية الأصلية وليس بسبب لونه الفعلي.
يُعرف أحياناً بـ«قمر الورد» أو «القمر النابيّد» أو «قمر الذرة الخضراء»، اعتماداً على التقاليد الثقافية المختلفة بحسب صحيفة غارديان.
يصادف هذا القمر حدثاً يُسمّى الوقوف القمري الكبير (Lunar Standstill) والذي يحدث كلّ 18.6 عام ويحدث فيه انخفاض غير معتاد لمسار القمر في السماء الشمالية.
وتُعد هذه هي المرّة الأولى منذ عام 2006 التي يظهر فيها القمر الكامل بهذه الزاوية المنخفضة ولن يتكرر ذلك قبل 18 عاماً.

موعد ومشاهدة قمر الفراولة في سماء الإمارات


تم تحديد الأوقات الدقيقة لهذا العرض السماوي بعناية، حيث يُتوقع أن يبدأ قمر الفراولة في الظهور عند ارتفاعه فوق الأفق الشرقي حوالي الساعة 7:32 مساءً بتوقيت الإمارات اليوم الأربعاء، الموافق 11 يونيو 2025.
سيظل القمر مرئياً طوال الليل، مما يتيح للمهتمين فرصة مثالية لمشاهدته والتقاط الصور، خاصة في الأماكن المفتوحة والبعيدة عن التلوث الضوئي.

محللو الفلك: ظهور القمر بهذا المنظر ناتج عن «الوقوف القمري العظيم»


أوضح محللو الفلك أن الظهور اللافت لقمر الفراولة في سماء الإمارات يعود إلى ظاهرة نادرة تُعرف باسم «الوقوف القمري العظيم» (Major Lunar Standstill)، والتي تحدث كل 18.6 سنة.
خلال هذه الظاهرة، يصل القمر إلى أدنى نقطة في السماء عند شروقه وأعلى نقطة عند غروبه، مما يجعله يبدو أكبر وأكثر سطوعاً.

مقالات مشابهة

  • والي الخرطوم أحمد عثمان: عودة الكهرباء في المناطق التي تشهد إظلاماً كاملاً يأتي على رأس الأولويات
  • «المالية» تُخرّج كوادر مواطنة في الاستدامة المالية والمحاسبة الحكومية
  • مؤتمر الخليج لسوق المال .. رؤية مستقبلية للأسواق المالية في سلطنة عُمان والمنطقة
  • مؤتمر GCMA يستشرف مستقبل أسواق المال الخليجية
  • اللون الأخضر يسيطر على أسواق المال العربية.. وبورصتا مصر والسعودية تقودا الارتفاعات
  • سماء الإمارات تشهد قمر الفراولة النادر لأول مرة منذ 18 عاماً
  • 4.18 مليار درهم قيمة المساعدات الإماراتية المقدّمة للفلسطينيين منذ 2010
  • استطلاع لـ«غرفة دبي» يكشف زيادة وعي الشركات بأهمية الاستدامة
  • بلدية دبا الحصن تغرس «شجر الغاف» لتعزيز الاستدامة البيئية
  • بلدية دبا الحصن تغرس «شجر الغاف» لتعزيز الاستدامة البيئية