بورصة لندن : أسواق المال الإماراتية تشهد تطوراً ملحوظاً في مجال الاستدامة
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
أكد نديم نجار، المدير العام لمجموعة بورصة لندن في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الشرقية والوسطى، أن الأسواق المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة تشهد تحولا ملحوظا استجابة للتطورات العالمية والإقليمية، لا سيما في مجال الاستدامة.
وقال نجار، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن التزام دولة الإمارات بتوجيه تريليونات رأس المال نحو التحول إلى صافي الصفر له أهمية قصوى لتحقيق الأهداف المناخية، مشيراً إلى أن قيادتها في هذا المجال جديرة بالثناء.
وأضاف أن دولة الإمارات وضعت نفسها كلاعب رائدة في تطوير سوق الكربون المنظم بالكامل من خلال دمج الكربون بشكل كامل في نظامها التنظيمي، موضحاً أن هذا الإنجاز يمكن الإمارات من تنظيم الكربون وتداوله بشكل فعال، وتزويد الشركات بآليات قيمة للحد من بصمتها الكربونية وإدارة الانبعاثات.
وقال ” لا تعزز هذه الخطوة ممارسات الشركات المسؤولة فحسب، بل تمكن المستثمرين أيضا من المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ خيارات استثمارية مستدامة”.
وأوضح أن مبادرات دولة الإمارات تجاه الاستدامة، وتركيزها على الابتكار والتكنولوجيا، وسمعتها كمركز لريادة الأعمال، جميعها عوامل تضعها في وضع جيد لتعزيز الابتكار ودفع الحلول المستدامة، مشيراً إلى أن النهج الشامل لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف “COP28” والذي شمل مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة، كان جدير بالثناء لأنه أسهم في تعزيز التبادل المتنوع للأفكار ووجهات النظر، وهو جهد تعاوني ضروري لتسريع التقدم نحو تحقيق الأهداف المستدامة ويؤكد التزام الإمارات بإيجاد مستقبل مستدام.
ولفت المدير العام لمجموعة بورصة لندن في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الشرقية والوسطى، إلى التعاون مع سوق أبوظبي للأوراق المالية من خلال إطلاق مؤشر للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة في نوفمبر الماضي، موضحاً أن هذا التعاون يمثل شراكة استراتيجية تهدف إلى إحداث ثورة في المشهد المالي.
وقال ” شرعنا في هذه الرحلة مع سوق أبوظبي في عام 2021 برؤية مشتركة لإنشاء مجموعة من المؤشرات التي لن تلبي الاحتياجات المتطورة للمستثمرين فحسب، بل تتجاوزها، محليا وعلى نطاق عالمي.”
وأضاف ” كان هدفنا الأساسي هو تزويد المشاركين في السوق بمجموعة من المؤشرات التي ليست موثوقة ودقيقة فحسب، بل شفافة أيضا. هذه الشفافية ضرورية في غرس الثقة في المستثمرين وتعزيز نظام بيئي مالي أكثر صحة واستدامة”.
وأوضح أن إطلاق أول مؤشر يركز على الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات يمثل علامة فارقة في شراكتنا مع سوق أبوظبي للأوراق المالية، مشيرا إلى أن هذا المؤشر ليس مجرد معيار وإنما يمثل التزامنا الجماعي بالاستدامة، ويتناول الطلب المتزايد على الاستثمارات التي تتماشى مع القيم البيئية والاجتماعية والحوكمة، مما يعكس الاتجاه العالمي الأوسع للاستثمار المسؤول.
وذكر أن هذا المؤشر هو استجابة لضرورة جعل الأسواق المالية أكثر استدامة في عالم أصبحت فيه الاستدامة ذات أهمية متزايدة للمستثمرين والشركات على حد سواء، لافتا إلى أن الشراكة مع سوق أبوظبي للأوراق المالية أتاحت اتخاذ خطوة كبيرة نحو بناء منصة تمكن المستثمرين من اتخاذ خيارات مسؤولة وتساهم في مستقبل أكثر استدامة.
وقال إن المؤشر يعد بمثابة أداة قوية للمستثمرين، حيث توفر لهم معيارا موثوقا لتقييم أداء الشركات في سوق أبوظبي مع التركيز القوي على معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، كما يساعد هذا المؤشر المستثمرين على مواءمة أهدافهم الاستثمارية مع قيمهم من خلال تسهيل الاستثمارات في الشركات الملتزمة بالاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية وممارسات حوكمة الشركات القوية، وهي تمكن المستثمرين من توجيه رؤوس أموالهم إلى الشركات التي تعمل بنشاط نحو مستقبل مستدام، وتعزيز التغيير الإيجابي داخل الأسواق المالية.
وأضاف أن المؤشر الخاص بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات يساهم بشكل كبير في أجندة الاستدامة الأوسع، من خلال تسليط الضوء على الشركات التي تتفوق في أداء المؤشرات البيئية والاجتماعية والحوكمة ومكافأتها، فإنه يحفز الشركات على تبني ممارسات أكثر استدامة، وهذا بدوره يحفز التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة، بالإضافة إلى ذلك يلعب المؤشر دورا محوريا في تعزيز الشفافية داخل السوق.
وأوضح نديم نجار أن المؤشر يشجع كذلك المؤسسات على الكشف عن معلوماتها المتعلقة بالحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وتعزيز قدر أكبر من المساءلة والمساعدة في تحديد المخاطر والفرص المحتملة.
وقال المدير العام لمجموعة بورصة لندن في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا الشرقية والوسطى، إن التعاون مع سوق أبوظبي للأوراق المالية ليس مجرد شراكة، وإنما تحالف استراتيجي لا سيما بعدما أظهر السوق التزاما قويا بالاستدامة بعدما أصبح شريكا لمبادرة البورصات المستدامة التي تقودها الأمم المتحدة.
وأشار إلى التزام سوق أبوظبي للأوراق المالية بدفع عجلة الاستدامة في الأسواق المالية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، لافتاً إلى أنه من خلال التعاون مع سوق أبوظبي سيتم العمل على بناء منصة تمكن المستثمرين والشركات من اتخاذ خيارات مسؤولة والمساهمة في مستقبل أكثر استدامة.
وأعرب عن تطلعه إلى مواصلة هذه الشراكة وتحقيق المزيد من الإنجازات التي تعزز الاستدامة في القطاع المالي، وقال “نحن متحمسون للتأثير الكبير الذي يمكن أن يحدثه هذا التعاون على الأسواق المالية وأجندة الاستدامة العالمية الأوسع”.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
نك أبوظبي الأول يعزز حضوره في المملكة المتحدة بمقر جديد
أعلن بنك أبوظبي الأول، البنك العالمي لدولة الإمارات وأكبر بنك في الدولة وإحدى أكبر المؤسسات المالية وأكثرها أماناً في العالم، عن الافتتاح الرسمي لمقره الجديد في لندن. وتشكل هذه الخطوة إنجازاً استراتيجياً للبنك، حيث تتوّج مسيرته الطويلة في المملكة المتحدة الممتدة لقرابة خمسة عقود، وتؤكد التزامه المستمر بتعزيز حضوره في مدينة لندن التي تُعد من أبرز المراكز المالية العالمية.
وافتتحت هناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، المقر الجديد رسمياً بحضور الشيخ محمد بن سيف آل نهيان، نائب رئيس مجلس الإدارة في بنك أبوظبي الأول, والدكتور سلطان الجابر عضو مجلس إدارة البنك، ومنصور بالهول سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى المملكة المتحدة ودوغلاس ألكسندر، وزير الدولة للسياسات التجارية والأمن الاقتصادي في المملكة المتحدة.
كما شارك في الافتتاح عضوا مجلس إدارة البنك الشيخ أحمد محمد سلطان الظاهري، ومحمد ثاني مرشد غنام الرميثي، إلى جانب نخبة من الشخصيات البارزة من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.
ويعود تواجد بنك أبوظبي الأول في العاصمة البريطانية إلى عام 1977، عندما افتتح بنك أبوظبي الوطني، وهو الاسم الذي كان يُعرف به البنك سابقاً، أول فرع لبنك إماراتي من منطقة الخليج في المملكة المتحدة.
ومنذ ذلك الحين، واصل البنك مسيرة نموه في المملكة ليصبح فرعاً أساسياً في شبكة بنك أبوظبي الأول الدولية، التي تشمل حالياً أكثر من 20 سوقاً حول العالم.
وتشكل مدينة لندن ركيزة مهمة لاستراتيجية البنك الدولية وتقديم الخدمات للعملاء من المؤسسات والأفراد، والمساهمة في تعزيز تدفقات رؤوس الأموال عبر الحدود وتحفيز الابتكار المالي.
ويعكس الموقع الجديد الكائن في "20 بيركلي سكوير" في منطقة مايفير، الوجهة الراقية التي تُعرف بعراقتها ومكانتها الدبلوماسية المرموقة، التزام البنك المستمر بتقديم تجربة متميزة للعملاء قائمة على الثقة.
ويضم المقر الجديد مساحات توفر بيئة مثالية تدعم الخدمات المصرفية الخاصة، واستشارات الشركات، وتقديم الحلول المالية. كما تعكس رؤية بنك أبوظبي الأول الطموحة في الجمع بين التمويل والابتكار والخدمة الراقية تحت سقف واحد. ويستفيد العملاء من حلول متكاملة تربطهم بشبكة بنك أبوظبي الأول الدولية، فضلاً عن حضوره القوي والمتميّز في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتُقدم الخدمات المصرفية الخاصة مجموعة شاملة من الحلول المصممة خصيصاً لتلبية احتياجات الأفراد ذوي الثروات الكبيرة، وتشمل تخطيط الثروات، وإدارة المحافظ الاستثمارية، وخدمات مكاتب العائلات، كل ذلك في سياق تجربة رقمية سلسة تعكس أعلى معايير التميّز.
وفي هذه المناسبة، قالت هناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول: "استهل بنك أبوظبي الأول مسيرته في المملكة المتحدة عام 1977، عندما أسس أول فرع لبنك خليجي في المملكة. وعلى مدار 48 عاماً، شهدت العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة تطوراً كبيراً ونما حجم التبادل التجاري بين البلدين بقوة ليصل اليوم إلى 24.3 مليار جنيه إسترليني".
وأضافت الرستماني: "يمثل افتتاح مكاتبنا الجديدة في لندن خطوة أخرى في مسيرة البنك المتنامية، ويشكل قاعدة استراتيجية تساهم في تشكيل مستقبل القطاع المالي، والجمع بين الرؤى العالمية والخبرات الإقليمية، إلى جانب تعزيز الابتكار لإنشاء شراكات بناءة ومستدامة. وستبقى المملكة المتحدة إحدى الأسواق الاستراتيجية بالنسبة لنا، بينما نواصل تعزيز حضورنا الدولي وتوسيع نطاق تفاعلنا مع العملاء. وسيظل تركيزنا الأساسي خلال المرحلة المقبلة على تقديم خدمات تساهم في تعزيز عجلة النمو العالمي وازدهار أحد أبرز المراكز المالية في العالم".
وتربط المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة علاقات فريدة طويلة الأمد تقوم على الثقة والتبادل التجاري والتطلعات المشتركة. وقد رسخت دولة الإمارات مكانتها كشريك تجاري رئيسي للمملكة المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تنشط أكثر من 5,000 شركة بريطانية في الدولة، إلى جانب التعاون المتزايد في مجالات التمويل والطاقة النظيفة والابتكار. ويتجلى الدور المتنامي لبنك أبوظبي الأول في هذه العلاقة الثنائية عبر عدة إنجازات بارزة، من بينها إدراج صكوك وسندات بقيمة 1.1 مليار دولار أمريكي في بورصة لندن عام 2023، إلى جانب توسّع قاعدة الإيرادات الدولية للبنك، حيث أصبحت العمليات الدولية تمثّل اليوم 17 بالمئة من إجمالي دخل المجموعة.
وبالتزامن مع افتتاح المقر الجديد، أطلق بنك أبوظبي الأول مبادرة ثقافية تسلّط الضوء على الروابط الإبداعية والثقافية المشتركة بين المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة. وتشمل الحملة أعمالاً سينمائية فنية وسرداً تفاعلياً مؤثراً لمفاهيم الهوية والابتكار والإرث، بما يعكس القيم المشتركة بين البلدين، ويؤكد دور الفنون في بناء جسور التواصل بين الشعوب والثقافات المختلفة.