تستمر الحرب الروسية الأوكرانية، وسط حالة من التخبطات الكبيرة خلال الفترة الماضية، على إثر رفض الكونجرس تقديم المزيد من الدعم المالي لأوكرانيا خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع الأزمة الجارية في غزة، ونتيجة لذلك نشرت هيئة الإذاعة البريطاني «بي بي سي» تقريرا حول مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية خلال العام المقبل ٢٠٢٤.


ورجحت «بي بي سي» تأثر الأمر بعدة عوامل، أهمها المال؛ وذلك عقب تعليق حزمتين من المساعدات الأمريكية إلى أوكرانيا بسبب رفض الكونجرس فيما تحتاج المساعدات الأمريكية المقدمة لأوكرانيا إلى موافقة الكونجرس، وهو ما لم يتم بشأن الحزمتين الآخرين، وهو ما جعل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يطالب بمنحه المال حتى لو على سبيل السلف.
وفيما يخص حزمة المساعدات الأوروبية، تستمر المفاوضات من قبل الاتحاد الأوروبي وسط رفض المجر، وهو ما تسبب في تأجيل المفاوضات إلى أوائل العام المقبل.
زيادة الميزانية الروسية
من جانبه،  قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، إن روسيا تخطط لزيادة إنفاق الميزانية بنسبة كبيرة تصل إلى ٢٥.٨٪ إلى ٣٦.٦ تريليون روبل في عام ٢٠٢٤، مع توقع زيادات كبيرة في الإنفاق العسكري والاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية في مارس.
ووجهت روسيا أموالًا بشكل كبير نحو «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وسيرتفع الإنفاق الاجتماعي مع اقتراب الانتخابات التي يسعى فيها الرئيس فلاديمير بوتين لولاية أخرى مدتها ٦ سنوات.
انخفاض الدعم العسكري.
اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بصعوبة الأوضاع في البلاد، على إثر انخفاض المساعدات المقدمة لبلاده، وما يترتب عليه من قلة الدعم العسكري خلال السنة المقبلة ٢٠٢٤. فيما اعترف الاتحاد الأوروبي بأنه لن يحقق هدفه المتمثل في تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفع ١٥٥ ملم بحلول مارس ٢٠٢٤.
ورجحت «بي بي سي» أن يدفع ذلك كييف إلى التخلي عن مواقعهم ومزيد من الأراضي، وتسيطر روسيا حاليًا على نحو ١٧ في المئة من الأراضي الأوكرانية.
وتقدر أوكرانيا أن الحرب كلفت اقتصادها ١٥٠ مليار دولار، وتخطط لإنفاق ٤٣.٢ مليار دولار على الجيش في عام ٢٠٢٤، بينما تقدر الميزانية العسكرية الروسية بنحو ١١٢ مليار دولار.
توقعات بوتين وزيلينسكي لعام ٢٠٢٤
عقد كل من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرا مؤتمريهما الصحفيين السنويين واستعرضا حصيلة سنة صعبة وحددا أولوياتهما لعام ٢٠٢٤.
أعلن الرئيس الأوكراني: «نحتاج الى دعم لأننا ببساطة لا نملك الذخيرة» رافضًا الإدلاء بالمزيد حول خطط جيشه لعام ٢٠٢٤، الذي بات يعتمد تكتيكا دفاعيا.
وأعرب فلاديمير بوتين عن ارتياحه لقيام قواته «بتحسين مواقعها على طول خط التماس تقريبا». ورغم اعترافه بوجود أوكراني على الضفة الجنوبية لنهر دنيبر، أكد أن القوات الأوكرانية تتعرض «للإبادة» هناك بنيران المدفعية الروسية.
فيما يراهن بوتين على تراجع المساعدات الغربية لأوكرانيا، التي هي نقطة خلاف سياسي في أوروبا والولايات المتحدة.
من جانبه، قال زيلينسكي إنه مقتنع بأن المساعدات ستستمر في الوصول وأن الولايات المتحدة «لن تخون» بلاده. وقال إنه يخشى حدوث تغيير في سياسة واشنطن إذا عاد دونالد ترامب إلى السلطة.وحذر قائلا «إذا كانت سياسة الرئيس المقبل، أيا كان، مختلفة تجاه أوكرانيا أو أكثر فتورا أو أقل سخاء، فأعتقد أن هذه الإشارات سيكون لها تأثير قوي للغاية على مسار الحرب».
فيما أعلن بوتين أن السلام لن يكون ممكنا إلا عندما تتحقق أهداف موسكو، وهي «القضاء على النازية في أوكرانيا ونزع أسلحتها وتحييدها».
وأكد أن موسكو وكييف «اتفقتا» على هذه المعايير خلال المفاوضات الأولى في إسطنبول في بداية النزاع، وهي محادثات تم التخلي عنها بعد ذلك.
وقال «هناك احتمالات أخرى، إما التوصل إلى اتفاق أو حل المشكلة بالقوة، وهذا ما سنسعى جاهدين للقيام به».
وكرر فولوديمير زيلينسكي هدفه المتمثل في استعادة السيطرة على جميع الأراضي التي احتلتها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام ٢٠١٤، وحذر من أن «الاستراتيجية لا يمكن تغييرها».

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا فولودیمیر زیلینسکی

إقرأ أيضاً:

جنود وذخائر وصواريخ باليستية.. كيف سلحت كوريا الشمالية الجيش الروسي خلال حرب أوكرانيا؟

(CNN) --  أرسلت كوريا الشمالية جنودًا وملايين الذخائر، بما في ذلك صواريخ وقذائف صاروخية، إلى روسيا خلال العام الماضي، وفقا لتقرير جديد صادر عن هيئة رقابية دولية، يُفصّل مدى مساعدة بيونغ يانغ لموسكو في "إرهاب" سكان أوكرانيا خلال حربها التي استمرت 3 سنوات.

وصدر التقرير يوم الخميس عن فريق مراقبة العقوبات متعدد الأطراف (MSMT)، وهي مبادرة تضم ١١ دولة عضوًا في الأمم المتحدة، شُكّلت بعد أن أجبرت روسيا على حلّ لجنة سابقة تابعة للأمم المتحدة كانت تراقب تنفيذ العقوبات ضد كوريا الشمالية.

وفي حين أن بعض نتائج الفريق موثقة جيدًا- مثل إرسال كوريا الشمالية قوات للقتال لصالح روسيا- إلا أن التقرير يوضح النطاق والحجم المذهلين للأسلحة المرسلة من بيونغ يانغ منذ غزو روسيا لأوكرانيا.

ويشمل ذلك ما يصل إلى 9 ملايين طلقة مدفعية وذخيرة في 2024؛ وأكثر من 11 ألف جندي في نفس العام، و3 آلاف جندي آخرين في الأشهر الأولى من هذا العام؛ وقاذفات صواريخ ومركبات ومدافع ذاتية الدفع وأنواع أخرى من المدفعية الثقيلة؛ وما لا يقل عن 100 صاروخ باليستي "أُطلقت لاحقًا على أوكرانيا لتدمير البنية التحتية المدنية وإرهاب المناطق المأهولة بالسكان مثل كييف وزاباروجيا"، وفقًا لما توصل إليه التقرير، نقلاً عن دول مشاركة.

وقال التقرير: "هذه الأشكال من التعاون غير القانوني بين كوريا الشمالية وروسيا ساهمت في قدرة موسكو على زيادة هجماتها الصاروخية على المدن الأوكرانية، بما في ذلك توجيه ضربات موجهة ضد البنية التحتية المدنية الحيوية".

مقالات مشابهة

  • انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في اسطنبول
  • ضربات في قلب سيبيريا| أوكرانيا تتحدى الثالوث النووي الروسي.. وبوتين أمام لحظة الحسم
  • الذهب والنفط يرتفعان مع تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية
  • الحرب الروسية الأوكرانية.. وفود البلدين في إسطنبول لحضور محادثات السلام
  • تصعيد عسكري واسع يواكب محادثات السلام الروسية الأوكرانية
  • سر العنكبوت.. كيف تمكنت أوكرانيا من ضرب الطائرات في العمق الروسي؟
  • بعد الضربة الأوكرانية النوعية.. هل يلجأ بوتين للخيار النووي؟
  • الرئيس السيسي يتابع خطوات تعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وزيادة الاستثمارات الأجنبية
  • بعد انتقاده بوتين.. هل يمهّد ترامب لتجاهل التسوية السياسية للحرب الأوكرانية؟
  • جنود وذخائر وصواريخ باليستية.. كيف سلحت كوريا الشمالية الجيش الروسي خلال حرب أوكرانيا؟