أعلنت الحكومة الإيرانية الحداد العام على ضحايا الانفجار المزدوج الذي وقع في محافظة كرمان، وأدى إلى مقتل 103 أشخاص، كما حذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إسرائيل بأنها ستدفع ثمن جريمة كرمان غاليا.

وكانت هيئة الطوارئ الإيرانية قالت إن "حصيلة ضحايا الانفجارين الإرهابيين قرب قبر القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في محافظة كرمان جنوبي إيران ارتفعت إلى 103 قتلى و141 جريحا".

وأعلنت الحكومة، في بيان، الحداد العام في البلاد ليوم واحد بسبب الهجوم، كما أعربت عن تعازيها لذوي الضحايا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للجرحى.

من ناحية أخرى، أعلنت السلطات المحلية في محافظ كرمان، الحداد في المحافظة لمدة 3 أيام.

ووقع انفجاران بفارق زمني 10 دقائق، في طريق يشهد فعاليات إحياء الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وفق إعلام إيراني.

بدورها، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن الرئيس إبراهيم رئيسي ألغى زيارته المقررة لتركيا غدا الخميس بعد هجمات كرمان.

وقال محمد جمشيدي المسؤول في مكتب رئيسي في تصريح للوكالة "بعد الهجمات الإرهابية في كرمان التي أدت لاستشهاد العديد من الإيرانيين، قرر الرئيس إلغاء زيارته لتركيا… وستجرى الزيارة في وقت مناسب".

انفجار قرب الطريق المؤدي إلى قبر قاسم سليماني في محافظة كرمان (الأناضول) تهديد إيراني

وعقب الحادث، قال الرئيس الإيراني إن "الانتقام ممن يقفون خلف الهجوم الإرهابي في كرمان حتمي وقطعي".

وأضاف "ندين بشدة الجريمة الإرهابية في كرمان، ونحذر إسرائيل بأنها ستدفع ثمن جريمة كرمان غاليا بما يدفعها للندم".

بدوره، قال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن الرد على انفجاري كرمان سيكون قاسيا وجنود طريق قاسم سليماني لن يتحملوا الجريمة، على حد قوله.

من جهته، قال محمد مخبر نائب الرئيس الإيراني إن "دماء طاهرة للأبرياء من شعبنا أريقت في كرمان على يد عملاء الكيان الصهيوني وداعميه".

ومن جانبه، قال العميد إسماعيل قآني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إن تفجير كرمان نفذه عملاء لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.

وتابع قآني بأن "الهجوم تم تأمينه عن طريق أميركا والكيان الصهيوني، ولكننا لن نتخلّى عن محاولة القضاء على إسرائيل".

نفي أميركي

في المقابل، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة ليست ضالعة بأي شكل من الأشكال في انفجاري كرمان، وأنه لا يوجد سبب للاعتقاد بضلوع إسرائيل.

وأضافت الخارجية الأميركية، الأربعاء، أن واشنطن لا تزال قلقة بشدة إزاء خطر امتداد الحرب في غزة لجبهات أخرى في الشرق الأوسط.

كما نفى المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيل دانيال هاغاري، مسؤولية إسرائيل عن الهجوم.

وقال في مؤتمر صحفي "لا تعليق لدينا على التفجيرات التي وقعت بإيران ونركز على الحرب ضد حماس".

وفي الثالث من يناير/كانون الثاني 2020، قتل سليماني، ومعه أبو مهدي المهندس نائب قائد هيئة الحشد الشعبي في العراق، جراء غارة جوية أميركية قرب بغداد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قاسم سلیمانی فی کرمان

إقرأ أيضاً:

الرئيس اليمني في معهد الاستشراق : التمدد الإيراني تهديد للتوازن والسلم والامن الدوليين

موسكو - اكد الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، اهمية منح العلاقات اليمنية الروسية العريقة حقها من الدراسة، والتحليل، والانصاف، وفقا لـ(سبأ) الشرعية.

وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي في جلسة حوارية نظمها معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم " ان العلاقات بين اليمن وروسيا ليست عابرة أو طارئة، بل هي واحدة من أقدم العلاقات التي أقامتها دولة عربية مع الاتحاد السوفيتي، وواحدة من أصدقها وأعمقها أثراً في وجدان اليمنيين.

واوضح ان اليمن كانت من اوئل الدول العربية التي فتحت نافذتها على موسكو في عشرينيات القرن الماضي، حين أبحرت أول سفينة سوفييتية إلى الحديدة محملة بالمواد الاساسية.

اضاف"منذ تلك اللحظة، لم تكن العلاقة مجرد تبادل تجاري، بل كانت شراكة، وتضامن تاريخي، وجسر علمي وثقافي امتد عبر العقود.

واشار الى انه حين أسقط اليمن الإمامة بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، كانت موسكو أول من اعترف بالجمهورية الوليدة، وعندما نال جنوب اليمن استقلاله، كان الاتحاد السوفيتي حاضراً منذ اللحظة الأولى داعما لبناء الدولة ومدنيتها.

وتحدث الرئيس العليمي عن دور روسيا في تأسيس منشآت البنية التحتية اليمنية: من الموانىء الى مصانع الاسمنت، إلى الجامعات والمعاهد التي تخرّج منها عشرات الاف اليمنيين، الذين ما زالوا حتى اليوم يحملون في وجدانهم ذكرى موسكو، ويحفظون كلماتها.

اضاف "و كما كانت روسيا حليفا في لحظة البناء، فإننا على ثقة بانها ستكون شريكا في لحظة الصمود والتعافي".
اضاف "نحن نواجه مشروعاً طائفيا ثيوقراطيا لا يعترف بالدولة ولا بالقانون، ويتبنى أفكار الولاية والحق الإلهي في حكم البشر. وهي ذات الأفكار التي لطالما وقفت روسيا ضدها في ساحات متعددة دفاعاً عن الدولة المدنية".

وانتقد الرئيس اليمني غياب الفهم الدقيق لطبيعة الاوضاع في اليمن، و شيوع سرديات مضللة داخل بعض الدوائر الدولية، ومن بينها للأسف بعض مراكز التفكير وصناعة القرار التي لا تزال تنظر إلى الحالة اليمنية بعدسة ضبابية، أو تراها جزءا من صراع جيوسياسي يمكن احتواؤه بتنازلات شكلية.

وذكر ان من بين هذه السرديات المغلوطة، الادعاء بأن جماعة الحوثي تمثل “جماعة مظلومة” يمكن استيعابها عبر تسوية سياسية.
استدرك قائلا: لكن الحقيقة أن ما نواجهه هو تنظيم عقائدي مسلح، يستمد مشروعيته من فكرة "الحق الإلهي"، ويرفض الاعتراف بأي صيغة للدولة المدنية، أو المواطنة المتساوية.

واعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي ان الأخطر من ذلك، هو تصنيف الحوثيين كـ"تهديد عابر" ارتبط بتداعيات الحرب في غزة.
واكد فخامته بان هذا تصور خاطئ ومضلل.

واوضح ان المليشيات الحوثية ليست تهديداً مؤقتاً، بل خطر دائم وبنيوي على اليمن، والمنطقة، والممرات الملاحية الدولية.
ولفت فخامة الرئيس الى ان اختطاف السفن، وزراعة الألغام البحرية، والقرصنة في البحر الأحمر لم تبدأ في 2024، بل كانت منهجاً حوثياً متكرراً منذ سنوات، حتى في ذروة الهدن والمفاوضات.

واكد أن الحوثيين لا يختلفون في سلوكهم الإجرامي عن التنظيمات، أو الجماعات التي تدينها موسكو نفسها، بما في ذلك استهداف المطارات والموانئ، وتفخيخ المساجد والمدارس والمستشفيات، وازدراء عمل النساء، وتجنيد الأطفال، وتحويل البنية المدنية إلى أهداف عسكرية.

اضاف "رغم كل ذلك، يتلقى الحوثيون حوافز وتنازلات من بعض الأطراف الدولية، بينما تُتهم الحكومة الشرعية التي تمثل الإطار الدستوري للدولة، بالضعف أو الانقسام، في تجاهل تام لحقيقة أنها تسيطر فعلياً على نحو 70% من الجغرافيا اليمنية، وتضم تحت مظلتها كافة التيارات الوطنية.

وقال إن المطلوب اليوم هو استعادة منطق الدولة في مقابل مزاعم الولاية والاصطفاء الالهي، والانتصار للمؤسسات الشرعية في مواجهة الجماعات اللاشرعية، وهو المبدأ ذاته الذي لطالما تبنته روسيا في حربها ضد الارهاب في أماكن عدة من العالم.

وجدد رئيس مجلس القيادة اليمني التأكيد على موقف اليمن الواضح الى جانب حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، ومع ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية، معربا عن رفضه لأن يستخدم هذا الموقف لتبرير سلوك إيران في منطقتنا، أو تمرير أجندتها عبر وكلائها، كما هو الحال في اليمن.

وحذر الرئيس العليمي من ان هذا التمدد الإيراني لا يهدد اليمن وحده، بل يخلّ بالتوازن في كامل منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي.
واشار الى ان ما يبعث على القلق ايضا هو العلاقة الوثيقة بين جماعة الحوثيين وتنظيمي القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات الاجرامية، التي تتقاسم مع الجماعة المفاهيم، و المنفعة، والتعاون اللوجستي، بما يشير إلى إعادة تشكّل منظومات الإرهاب العابرة للحدود.

 

مقالات مشابهة

  • تسرب غاز في إيران يوقع ضحايا
  • قائد الاستخبارات العسكريّة الإسرائيليّة ينشر سيناريو الهجوم على إيران: القضاء على جميع المنشآت النوويّة والجيش
  • إسرائيل ترفض التعاون مع زيارة وزراء عرب للضفة وتتوعد ببناء دولة يهودية
  • مقتل جنود في هجوم جديد بموزمبيق يعيد المخاوف الأمنية
  • نقاشات إسرائيلية سرية استعدادا للمواجهة مع إيران.. قد تحدث دون إنذار
  • إصابة ثمانية أشخاص في هجوم بمسيرات روسية على خاركيف شرقي أوكرانيا
  • ترامب يوقف التنسيق مع إسرائيل لمنع هجوم محتمل على إيران
  • خذوا عرض ترامب على محمل الجد.. السعودية توجه تحذيرا عاجلا إلى إيران
  • ترامب يأمر بإيقاف التنسيق مع إسرائيل بشأن شن هجوم على إيران
  • الرئيس اليمني في معهد الاستشراق : التمدد الإيراني تهديد للتوازن والسلم والامن الدوليين