صدى البلد:
2025-07-29@19:18:40 GMT

كريم خالد عبد العزيز يكتب: لست على خطأ

تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT

نختلف نحن البشر في طباعنا وصفاتنا الشخصية بين بعضنا البعض، من ضمن تلك الاختلافات التي تميزنا، أن نكون أشخاص عمليين أو عاطفيين، أن نكون خياليين وواقعيين، وأن نكون أشخاص ماديين وروحانيين.. هذه الاختلافات تميزنا بشكل عام عن بعضنا البعض لكن لا مانع من أن نحترم اختلاف بعضنا البعض وألا نخطئ غيرنا فكلنا على صواب سواء كنا عاطفيين أو عمليين ، خياليين أو واقعيين ، روحيين أو ماديين.

أن تكون إنسانا عاطفيا تهتم بعمق المشاعر الانسانسة أكثر من سطحية المصالح المادية ، وإنسان خيالي في تعبيرك عن الأشياء بإبداع وفن ومجازية ، وإنسان روحي بإيمانك بالمعجزات والماورائيات وتحقيق المستحيل من الله.. أعلم أنك ستكون دائما في موضع انتقاد من الشخص العملي الواقعي الدنيوي ، الذي يبحث عن مصلحته أولا ويتحدث ويعبر عن الأشياء بموضوعية وحرفية ولا يؤمن إلا بالأشياء العلمية المادية المرئية والملموسة.. ستكون في نظره تافه وساذج لأن العاطفة والخيال بالنسبة له تفاهة وسذاجة وعدم نضج ، وستكون بالنسبة له غير منطقي لأن الروحانيات بالنسبة له خرافات وأحلام وردية بعيدة عن الواقع الذي يتخبط فيه.

لسنا من يحدد طباعنا الشخصية هذه ولسنا من نتحكم في تحديد صفاتنا.. عدة عوامل تفعل ذلك ، اختلافنا في طريقة تربيتنا لها عامل كبير في تحديد صفاتنا ، تعاملنا وتفاعلنا مع البيئة المحيطة بنا يؤثر فينا ، التجارب الحياتية التي نخوصها أو نمر بها تجعلنا نتعامل مع الواقع بشكل معين.. لكن لا شك أن الإنسان العاطفي تعرض لكم كبير من المشاعر أكبر من الجانب العملي، ولا شك أن الشخص العملي افتقد كثير من المشاعر.. كن كما أنت على طبيعتك بغض النظر عن الانتقادات واعلم أنك لست على خطأ.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

بالنسبة لبكرا شو؟.. ماذا بعد رحيل زياد الرحباني السياسي والموسيقار والثائر

زياد، الذي يناديه أغلب الناس باسمه الأول دون تكلّف، رغم أنه كان امتدادًا لعائلة فنية عريقة قدّمت للبنان والعالم العربي عاصي ومنصور الرحباني، اللذين تعاونا مع نهاد حداد (فيروز) تلك الشابة اليافعة ذات الصوت الملائكي في أواخر الخمسينات، لم يكن غصنًا "رقيقًا" من العائلة، ولا صدى يتردد خلفها. اعلان

لم يكن الحزن الذي تركه رحيل زياد الرحباني عاديًا. صوت السيدة فيروز، ووجهها الأنيق حتى في أساه، وهي تغني "واحبيبي، أيّ حال أنت فيه"، ألقى ثقلًا هائلًا في قلوب آلاف اللبنانيين والعرب، وهم يشاهدونها جالسة بصمت، وبدمعة هادئة، خلف جنازة نجلها الذي ووري الثرى اليوم في مسقط رأسه في بكيفا عن عمر يناهز 70 عامًا.

زياد، الذي يناديه أغلب الناس باسمه الأول دون تكلّف، رغم أنه كان امتدادًا لعائلة فنية عريقة قدّمت للبنان والعالم العربي عاصي ومنصور الرحباني، اللذين تعاونا مع نهاد حداد (فيروز) تلك الشابة اليافعة ذات الصوت الملائكي في أواخر الخمسينات، لم يكن غصنًا "رقيقًا" من العائلة، ولم يكن صدى يتردد خلف والديه أو يستمد منهما بريقهما، مع أنه كان يمكن له ذلك، لكنه آثر، دون جهد منه، ولكن لعبقرية قلّ نظيرها، أن يكون حالة خاصة، في موسيقاه، ومسرحياته، ونقده السياسي اللاذع، ونكتته اللماحة، وشتيمته التي لا تجرح.

زياد وفيروز

ومع ذلك، يمكن القول إن موسيقى الفنان ذي الميول اليسارية، الذي لم يتجاوز حينها 17 عامًا، قد برزت خلال مرض والده عاصي (1923 - 1986)،، ليس "كبديل عنه"، بل كندّ، حيث غنّت فيروز من ألحانه لأول مرة "سألوني الناس"، ثم قدّم لها بعد وفاة الرحابنة أسلوبًا موسيقيًا جديدًا يمزج بين الموسيقى الكلاسيكية الشرقية والجاز والموسيقى الغربية الحديثة، في أغانٍ مثل "كيفك إنت" و"عودك رنان" و"إيه في أمل"، التي أحبّها الجمهور بقدر لا يقل عن ألحان الرحابنة، لما تميّزت به من أسلوب محكي اعتبره الناس "أبلغ من الشعر".

وقد نال الشاب اليافع اعتراف فيروز الأيقونة، وليس الأم، وتقديرها، بل وإعجابها، حيث قالت في إحدى مقابلاتها إنها تغني له "لأنها تثق به كملحن كبير".

زياد يعزف أغنية "حبيتك تنسيت النوم"

وقد نافسته "جارة القمر"، التي يقول إنه ورث منها حس الفكاهة، في التجريب، فاتجهت إلى لون معاصر نوعًا ما معه، وبدأت تظهر في أغانيها "روح زياد"، الذي، على قدر ما كان موسيقيًا، كان سياسيًا أيضًا، فغنّت في زمن الحرب الأهلية ( 1975- 1999)"عودك رنان رنّت عودك إليّ.. عيدها كمان ضلّك عيد يا علي"، وهي كلمات كانت لافتة في زمن يقتتل فيه المسيحي والمسلم.

Related زياد الرحباني في باريس.. تفاصيلُ لقاءٍ لم يتمّ فاسمعوا الحكايةزياد الرحباني يحل ضيفاً على مهرجان الحمامات الدولي في تونسالمغنّي والمسرحي والمؤلف الموسيقي ونجل فيروز.. رحيل الفنان اللبناني زياد الرحباني عن 69 عاماً"سلموا لنا عليه".. تشييع زياد الرحباني إلى مثواه الأخير وعيون اللبنانيين على السيدة فيروز

ومع زياد، تغيّرت صورة فيروز الغنائية في بعض الأعمال، إذ انتقلت أحيانًا من دور العاشقة التي تحاصرها المشاعر وتنتظر الحبيب بشوق ولوعة، كما في أغنيات الرحابنة مثل "يا مرسال المراسيل"، إلى شخصية امرأة مستقلة لا تُعير اهتمامًا للرجال، كما يتجلّى في "ضاق خلقي يا صبي" و"مش فارقة معايه"، حيث تقول: "بتمرق عليّي إمرق، ما بتمرق، ما تمرق، مش فارقة معاي".

ولم تنحصر أعماله مع والدته، إذ كان للمبدع في وقت لاحق تعاون مع قامات فنية هامة مثل ماجدة الرومي ولطيفة، إلا أنه تميّز بثنائيته مع الراحل الفنان جوزيف صقر.

زياد السياسي

على عكس والديه، كان زياد واضحًا في تصريحاته السياسية، التي لم تكن بعيدة عن فنه، حيث رأى فيه العديد "الفنان المشتبك"، والثائر، والناقد، والمفكّر دون "فلسفة" أو إفلاس أخلاقي، الذي يستطيع أن يقدّم للناس فنًا متصلًا بمشكلاتهم اليومية، ويجسّد لبنان البعيد كل البعد عن الذي ألفه الرحابنة "كوطن للنجوم"، فجرّده وتناول مشاكله وانقساماته السياسية والأيديولوجية بجرأة، مشيرًا إليه كساحة للتدخلات الخارجية.

وكتب مسرحيات مثل "فيلم أمريكي طويل"، و"بالنسبة لبكرا شو؟" و"لولا فسحة الأمل" و"بخصوص الكرامة والشعب العنيد"، في تحدٍّ لجملة في أغنية والدته "بحبك يا لبنان".

وألّف ولحن أغانٍ ضد الرأسمالية والطبقية كمؤمن بالماركسية، مثل: "الحالة تعبانة يا ليلى"، و"ولّعت كتير"، و"بتوصّي شي عالدكانة" و"بلا ولا شي".

زياد يغني "أنا مش كافر"

كما أعدّ وقدم برنامح في زمن الحرب الأهلية عبر إذاعة "صوت الشعب" مثل: "بعدنا طيبين... قول الله" بين عامي 1975 و1978، بالإضافة إلى مشاركته في الصحافة اللبنانية عبر "جريدة الأخبار" اليسارية.

وقد كان، باستعمال النكتة الخفيفة دون بذاءة، مرآة شعب حائر في ميوله الشرقية والغربية، وناقدًا مستمرًا له بروح التجدد، حيث كتب وهو في سن يافعة "صديقي الله"، وغنّى "يا زمان الطائفية"، و"أنا مش كافر".

زياد الذي لا يُجامل

وقد تميّز الفنان بموقف حازم بعيد كل البعد عن الدبلوماسية أو المداراة والنخبوية، فرفض لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان قد زار والدته في بيتها عام 2020 لتكريمها، وقيل إنه رفض أن يكون حكمًا في برامج ترفيهية خليجية مقابل أموال طائلة، رغم أن حالته المادية كانت صعبة.

ولطالما كان زياد واضحًا في عدائه لإسرائيل، وانتقاداته لأنظمة التطبيع العربي، وكثيرًا ما عبّر عن دعمه "للكفاح المسلح ضد إسرائيل"، وإيمانه بتحرير فلسطين "من البحر إلى النهر" على يد أبنائها، كما كان يقول.

من حسابات معجبين على "إكس"

وبغيابه المفاجئ، وهو الذي كان حاضرًا دومًا بسلاسة، بين كل اثنين، في جملة من مسرحياته تختصر الكثير، أو مقطع من أغانيه، الذي تحكي حال الشعب، ترك خواءًا كبيرًا في الساحة الفنية، ووجد لبنان نفسه أمام أسئلة، كانت دومًا حاضرة، لكنها برحيل نجل الرحابنة، الذي تمرّد على مدرستهم، تفجّرت هذه المرة بخوف وقلق.. فهل يولد من لبنان زياد آخر؟

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • حاكم الخرطوم العلماني في الميديا ودغدغة المشاعر باستغلال الدين!!
  • مؤتمر مستقبل وطن | الفنان أحمد فؤاد سليم: الرئيس بيثق فينا ولازم نكون قد الثقة
  • بطولة كريم عبد العزيز.. «المشروع X» في المركز الثالث بقائمة إيرادات الأفلام أمس
  • الصعدي يتفقد سير التدريب العملي لطلاب الثانوية المهنية بمعهد بغداد التقني
  • خالد عبد العزيز يوجّه دعوة رسمية للإعلاميين الرياضيين لهذا السبب
  • توجه لتحويل فحص القيادة العملي للسائقين ليعتمد على الذكاء الاصطناعي
  • بالنسبة لبكرا شو؟.. ماذا بعد رحيل زياد الرحباني السياسي والموسيقار والثائر
  • «المشروع X» لـ كريم عبد العزيز في المركز الثالث بالسينمات
  • 7 حقائق مذهلة عن الأحلام لن تصدقها!
  • استشاري يحدد الفارق بين المشاعر والاضطرابات النفسية