بينما يؤكد خبراء الطيران أن حوادث التصادم وحالات الطوارئ الخطيرة "نادرة للغاية"، أدت حادثتا طائرتي اليابان والولايات المتحدة، هذا الأسبوع، إلى إثارة مخاوف جديدة بشأن سلامة وأمن النقل الجوي.

والجمعة، أجبرت طائرة من طراز بوينغ 737-9 ماكس تابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" على الهبوط اضطراريا، بعد أن انفجر جزء من هيكلها في الجو.

 وفي وقت سابق من الأسبوع، اشتعلت النيران في طائرة تابعة للخطوط الجوية اليابانية بعد اصطدامها بطائرة صغيرة في مطار هانيدا بطوكيو، مما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد طاقم الطائرة الصغيرة.

ونجا جميع الركاب البالغ عددهم 171 راكبا وستة من أفراد الطاقم على متن رحلة خطوط ألاسكا الجوية، بالإضافة إلى 367 راكبا و12 من طاقم طائرة الخطوط الجوية الياباني، في الحادثتين.

وأرجع خبراء سلامة الطيران نجاح الهبوط الاضطراري لشركة طيران ألاسكا وإخلاء الخطوط الجوية اليابانية للطائرة المحترقة بنجاح، إلى التوجيهات الصارمة للطاقم وامتثال الركاب، وفقا لـ"نيويورك تايمز".

وفيما أشارت الصحيفة إلى أن السفر الجري يعد أحد أكثر وسائل النقل أمانا، وفقا لمجلس السلامة الوطني، اعتبرت أنه ليس خاليا تماما من الأخطار التي يمكن أن تصادف الركاب خلال سفرهم، ما يستدعي أن تكون مستعدا لها حال حدوثها. 

فيما يلي توصيات خبراء للبقاء آمنا في حالة وقوع حادث جوي:

قبل الرحلة

قبل مغادرة المنزل، يقول خبير سلامة الطيران أنتوني بريكهاوس، إنه يجب على الركاب التفكير في ارتداء سراويل طويلة وأحذية مغلقة من الأمام للحماية، في حال استدعت الضرورة النزول دون سابق إنذار. 

ويوصي أيضا بتناول وجبة قبل الصعود إلى الطائرة، تحسبا لقيامها بهبوط اضطراري بعيدًا عن المطار.

وأثناء الصعود إلى الطائرة، يجب على الركاب ملاحظة أماكن مخارج الطوارئ، بما في ذلك الأقرب إليهم، والاستماع إلى تعليمات السلامة قبل الإقلاع.

وفي حالة الإخلاء الطارئ، يوصي الخبراء بترك جميع ممتلكاتهم خلفهم، واتباع جميع التعليمات المقدمة من المضيفات والطيارين.

يقول حسن شهيدي، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة سلامة الطيران: "إنهم يقدمون معلومات حيوية للركاب حول الطائرة نفسها، وبشأن ما يجب عليهم فعله في حالة الطوارئ - وهذه معلومات مهمة، حتى بالنسبة للمسافرين المتمرسين.. لأنه عندما تحدث حالة طارئة، يصبح الأمر أكثر أهمية."

حالات الطوارئ الطبية

سجلت العديد من حالات الطوارئ الطبية الملحوظة على الرحلات الجوية، بما في ذلك وفاة رئيس مصرف "أميركان اكسبرس"، إيد غيليغان، بعد إصابته بوعكة أثناء رحلة جوية إلى نيويورك عام 2015، وحادثة تدخل مضيفة طيران كانت تعمل ممرضة من أجل مساعدة سيدة على الإنجاب في رحلة استغرقت 11 ساعة.

في حالة الطوارئ الطبية، يطلب طاقم الطائرة المساعدة من شخص ما على الأرض أو طبيب، إذا كان على متن الطائرة. ويتم تدريب المضيفات على تقديم الرعاية الأساسية، مثل الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي.

وفي معظم الحالات، تكون شركات الطيران الكبرى قادرة على التواصل مع عامل طبي على الأرض يمكنه توجيههم للتدخل، إذا احتاج طاقم الطائرة أو ركابها المساعدة.

ويقول الموقع الإلكتروني لإدارة الطيران الفيدرالية إنه يُحظر على شركات الطيران المغادرة ما لم تحمل مجموعة لوازم طبية للطوارئ على متن الطائرة.

وفي حالات كثيرة، حولت طائرات رحلتها، عندما يتطلب الوضع يتطلب رعاية عاجلة.

وقال شهيدي، إن أطقم الطيران "ليسوا مدربين حقا ليكونوا طاقمًا طبيًا للطوارئ، لكن لديهم بالتأكيد تدريبًا أساسيًا في التعامل مع هذه الأنواع من الأشياء".

الركاب غير المنضبطين

 

يمثل الركاب غير المنضبطين مشكلة كبيرة سواء لطاقم الطائرة أو باقي أفرادهم، حيث يمكن أن تتسب سلوكاتهم في إيذاء المسافرين، وتشمل تصرفاتهم أيضا  الشتم والصراخ والاعتداء الجسدي على ركاب الطائرات

في عام 2022، توصلت إدارة الطيران الفيدرالية بـ2455 بلاغ عن ركاب غير منضبطين، بانخفاض من حوالي 6 آلاف بلاغ في عام 2021، وفقا لموقع الوكالة على الإنترنت. 

وفي عام 2023، انخفض العدد إلى 2075.

في هذا الجانب، يقول أنتوني بريكهاوس، الذي يدرّس دورات سلامة الطيران والتحقيق في جامعة إمبري ريدل للطيران، إنه عندما يتصرف راكب آخر، اترك الأمر للمتخصصين.

وتابع "يتم تدريب مضيفي الطيران على التعامل مع الركاب المشاغبين.. دعهم يقومون بعملهم وساعدهم، بالطريقة التي قد يحتاجون فيها إلى المساعدة".

أحزمة الأمان

يحث بريكهاوس الركاب على ارتداء أحزمة الأمان في جميع الأوقات - حتى عندما تكون إشارة ربط حزام الأمان مطفأة.

من جهته، يقول دوغ موس، مدير برنامج سلامة الطيران في كلية فيتربي للهندسة بجامعة جنوب كاليفورنيا، إن هذا يجب أن يكون من أول الأشياء التي يجب على الركاب القيام بها بمجرد صعودهم على متن الطائرة.

وقال: "يبدو الأمر واضحا بذاته، ولكن هناك قلة تحب أن تعارض وضع الحزام".

حريق الطائرة

وفي حالة نشوب حريق، نصح بريكهاوس الركاب بالتزام الهدوء والاستماع إلى المتخصصين. لكنه قدم أيضا نصيحة رئيسية أخرى: فكر فيما ترتديه.

وقال بريكهاوس: تخلص من الملابس المصنوعة من الألياف الاصطناعية مثل البوليستر والنايلون، والتي يمكن أن تذوب على بشرتك، مشيرا إلى أن "ألياف القطن والألياف الطبيعية ستمنحك المزيد من الحماية".

وقال موس، من جهته، إن التغطية مهمة لأن ألسنة اللهب يمكن أن تشق طريقها عبر طبقات، لذا فإن القمصان طويلة الأكمام أو السترات أو غيرها من الملابس، ستكون بمثابة حاجز في مثل هذه المواقف.

ويمكن أن يساعدك ارتداء الأحذية المريحة والملابس الأخرى على التعامل بشكل أفضل.

وإجمالا، ينصح بريكهاوس جميع الركاب بالاهتمام بإحاطات السلامة قبل الإقلاع، حيث يتم تعليمهم حول كيفية ارتداء أقنعة الأكسجين، والطريقة السليمة لوضع أحزمة الأمان، ومكان تواجد فتحات التهوية وأقرب مخارج الطوارئ.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: سلامة الطیران طاقم الطائرة على متن فی حالة یمکن أن طاقم ا

إقرأ أيضاً:

بديل طبيعي للإقلاع عن التدخين يتجاهله الجميع رغم فعاليته.. لماذا؟

نشر موقع "كونفيرزيشن" الأسترالي، مقالا، للمحاضر في الرعاية الصحية في جامعة أكسفورد، جوناثان ليفينغستون- بانكس والزميلة والباحثة في علم النفس الصحي بجامعة يونيفيرستي كولدج، لندن، ديميترا كالي وأستاذ علم النفس الصحي بجامعة يونيفيرستي كولدج، لندن ليون شهاب قالوا فيه إنه: "تم سحب دواء فارينيكلين، وهو الدواء الأكثر فعالية للإقلاع عن التدخين، من السوق، في المملكة المتحدة في عام 2021 بسبب اكتشاف شوائب فيه بمستويات أعلى من الحد الآمن".

وبحسب المقال الذي ترجمته "عربي21" فإنّه: "سرعان ما أصبح فارينيكلين (الذي كان يُباع آنذاك باسميه التجاريين، شامبكس وشانتيكس) غير متوفر. وكانت هذه كارثة على الصحة العامة. قدّرت دراسة أجرتها جامعة يونيفيرستي كولدج، لندن، أن عدم توفر الفارينيكلين أدى إلى زيادة حالات الوفاة التي كان من الممكن تجنبها بحوالي 1890 حالة وفاة سنويا، بسبب انخفاض عدد الأشخاص الذين ينجحون في الإقلاع عن التدخين".

وأضاف: "لكن كان هناك أمل. تم ترخيص السيتيسين (المعروف أيضا باسم سيتيسينيكلين)، وهو منتج نباتي طبيعي استُخدم لعقود في أوروبا الشرقية، ومؤخرا بفعالية كبيرة في أماكن أخرى من العالم، في المملكة المتحدة وأصبح متاحا اعتبارا من كانون الثاني/ يناير 2024".

وتابع: "مع ذلك، كانت هناك فترة طويلة لم يتوفر فيها أي منهما للأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين في المملكة المتحدة (وفي دول أخرى أيضا). ولكن في المملكة المتحدة على الأقل، بدأت الأمور تتحسن. بناء على مجموعة محدودة ولكن متزايدة من الأدلة، من المحتمل أن السيتيسين يعمل بنفس فعالية الفارينيكلين في مساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين، وقد يكون تحمله أفضل مع آثار جانبية أقل".

"كما قد يجذب المزيد من المدخنين الذين قد يرغبون في استخدام منتج طبيعي بدلا من دواء مصمم في المختبر. لذا، مع سحب الفارينيكلين وتوافر علاج فعال مماثل، كان من المفترض أن نشهد إنقاذ أرواح، إذ شُجِّع الأشخاص الذين كانوا سيتناولون الفارينيكلين على تجربة السيتيسين بدلا منه" وفقا للمقال نفسه.

وأردف: "هذا لم يحدث. السيتيسين -على الرغم من ترخيصه وتوافره الآن في المملكة المتحدة- لا يزال استخدامه غير كاف بشكل صادم"، مبرزا: "منذ كانون الثاني/ يناير 2024، لم يستخدمه سوى 0.2% من الأشخاص الذين يحاولون الإقلاع عن التدخين (وهي نفس النسبة التي استخدمته في عام 2018، عندما لم يكن متاحا رسميا في المملكة المتحدة). تؤكد بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية الرسمية من الأشخاص الذين يحصلون على خدمات الإقلاع عن التدخين في إنجلترا أن 0.7% فقط وُصف لهم السيتيسين في عام 2024".

واسترسل: "فلماذا هذا؟ لا تزال التجارب السريرية البارزة تُظهر فعالية السيتيسين في الإقلاع عن التدخين (وحتى في الإقلاع عن التدخين الإلكتروني)"، مبرزا: "ربّما يُثني جدول جرعات السيتيسين المعقد نسبيا الناس عن استخدامه. يبدأ السيتيسين بستة أقراص يوميا (قرص واحد كل ساعتين) ويتناقص تدريجيا على مدار بضعة أسابيع: وهو أكثر إرباكا وأقل ملاءمة من فارينيكلين الذي يُؤخذ مرة واحدة يوميا".

ومضى بالقول: "هناك احتمال آخر وهو أن اهتمام الجمهور قد تحول. فمع التركيز الكبير في السنوات الأخيرة على التدخين الإلكتروني كوسيلة مساعدة على الإقلاع عن التدخين، ربما تكون الأدوية الموصوفة للإقلاع عن التدخين قد اختفت من الرادار".

واستدرك: "ربما يعود السبب أيضا إلى تردّد الأطباء العامين في وصف السيتيسين، نظرا لتكلفته وافتراض أن السلطات المحلية هي التي يجب أن تدفع ثمنه، وليس الرعاية الصحية الأولية. وبينما كان من المأمول سابقا أن يصبح "أسبرين أدوية الإقلاع عن التدخين" نظرا لانخفاض تكلفته في أوروبا الشرقية، فإن المنتج المرخص في المملكة المتحدة أصبح الآن بنفس تكلفة الأدوية الأخرى أو أكثر منها".

وتابع: "لكن التفسير الأبسط هو على الأرجح الأكثر دقة: لا يعرف عدد كاف من الناس السيتيسين. قد لا يعرف المدخنون والأطباء العامون والصيادلة وحتى خدمات الإقلاع عن التدخين أنه خيار متاح. وإذا لم يتحدث أحد عنه، فلا أحد يصفه. وحتى لو كانوا على علم به، فقد يكون هناك نقص في الثقة في استخدامه أو وصفه لأنه دواء جديد".


وأوضح: "هذه مشكلة؛ لقد جعلت حكومة المملكة المتحدة من علاج المرض إلى الوقاية منه جزءا أساسيا من استراتيجيتها الصحية، لا يزال التدخين السبب الرئيسي للوفاة التي يمكن الوقاية منها في البلاد والعالم. إذا كنا جادين بشأن الوقاية، فيجب أن يكون دعم الإقلاع عن التدخين الفعال على رأس جدول الأعمال".

وتابع: "الآن، أصبح الفارينيكلين متاحا مرة أخرى (بدون أسمائه التجارية وأُعيدت صياغته لإزالة الشوائب). هذه أخبار سارة، لكن 1.1% فقط من المدخنين في العام الماضي أفادوا باستخدام الفارينيكلين. وهذا يمثل ربع العدد فقط قبل سحبه".

وأكد: "هذا يثير سؤالا مهما: هل يجب أن نعود إلى وصف الفارينيكلين افتراضيا، أم حان الوقت للنظر في السيتيسين كعلاج أولي؟ يواصل الباحثون دراسة المزيد عن السيتيسين، ولكن مع تزايد الأدلة المؤيدة له، ربما يتطلب الأمر حملة علاقات عامة تستهدف كلا من الأطباء والمدخنين".

واختتم المقال بالقول: "لا يعني هذا أن السيتيسين علاج سحري، أو أنه سينجح مع الجميع. ولكن هذا ينطبق على كل طريقة لمساعدة الناس على الإقلاع عن التدخين. الإقلاع عن التدخين صعب، ويحتاج من يحاولون الإقلاع عنه إلى خيارات أكثر، لا أقل، ويجب أن تكون هذه الخيارات واضحة وفي متناول الجميع".

مقالات مشابهة

  • اليمن يغلق السماء فوق تل أبيب ويدخل الاحتلال في حالة الطوارئ
  • حاكمة نيويورك تعلن حالة الطوارئ بعد فيضانات عارمة تجتاح المدينة.. فيديو
  • أرشد على منازل المواطنين فكان الموت جزاءه
  • حرائق مدمّرة في إسبانيا: آلاف الهكتارات تلتهمها النيران وثلاث مناطق تُعلن حالة الطوارئ
  • تحطم طائرة أف 35 قرب قاعدة للبحرية الأمريكية بكاليفورنيا
  • الإدارة العسكرية في ميانمار ترفع حالة الطوارئ عقب 4 سنوات ونصف على الانقلاب
  • «المرور»: 3 إجراءات لضمان سلامة الركاب قبل الانطلاق بالسيارة
  • من حوادث العنف إلى الكوارث الطبيعية.. نظرة سريعة على أبرز أحداث العالم
  • بديل طبيعي للإقلاع عن التدخين يتجاهله الجميع رغم فعاليته.. لماذا؟
  • ميانمار تلغي حالة الطوارئ وتشكل لجنة لانتخابات عامة