سالم بن مسلّم: وزارة العمل تعكف على تأسيس المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
◄ وكيل "العمل": تطوير آلية وطنية واضحة تعمل على اكتشاف الموهبة في مختلف المراحل
◄ الحوسني: الملتقى منصة مثالية لتحقيق نقلة نوعية في بناء القدرات وإدارة المواهب
مسقط- الرؤية
رعى سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة العمل للعمل لتنمية الموارد البشرية صباح أمس الإثنين ملتقى القدرات وإدارة المواهب الذي يستمر لمدة يومين.
وتركّز محاور الملتقى على تحارب إدارة المواهب بالمؤسسات المحلية لنقل الممارسة في المؤسسة الحكومية، والاطلاع على تجارب بناء القدرات والاستفادة منها، وكذلك الاطلاع على المقاييس الدولية وفي تشخيص المواهب وتطبيقها عمليا والتحديات والفرص التي تواجه العمل، واستعراض المنظومة الوطنية ومقياس ومضة الإبداع وكيفية تطبيقه، واستعراض دور الموهبة في تنمية المواطنة وتوصيف إدارة المواهب في القطاع الحكومي.
وقال وكيل وزارة العمل للعمل لتنمية الموارد البشرية إن التطوّرات المُتلاحقة في النُظم الاقتصاديّة العالميّة وفي التكنولوجيا أدت إلى إحداث تنوّعٍ وتعدُدٍ في المصادر الّتي تستند عليها المؤسسات في القطاع الحكومي والخاص من أجل التّطوّر والنّمو في ظلّ المُنافسة الشّديدة الّتي أجبرت جميع المؤسسات على ضرورة مواكبتها والتّماشي معها، لذا ظهرت عدّة موضوعات لها أبعاد وتشعّبات كثيرة، وتُدرَس من زوايا مُختلفة، وأصبحت المؤسسات بحاجةٍ مُلحّةٍ إلى العُنصر البشريّ والاستثمار به. وأضاف أن هذا الاستثمار تجسّد فيما يُسمى بإدارة المواهب البشريّة؛ حيث انتشر هذا المُصطلح في بداية تسعينيّات القرن الماضي حينما أصبحت المُنافسة عاليةً جدًا، فكانت بعضُ المؤسسات تعمل على استقطاب الموظفين أصحاب الكفاءات والمهارات والمؤهّلات العاليّة، فيما تُحاول مؤسسات أخرى المُحافظة على موظّفيها ذوي الكفاءة وتطويرهم.
وتابع سعادته- في كلمة له- أن في العصر الحديث أصبحت إدارة المواهب جزءًا أساسيًا من نُظم الإدارات الحديثة، واستراتيجية أساسية لتطوير وتغيير المؤسسات، وتُعَدّ الموهبة واحدة من العوامل الرّئيسيّة التي تستند إليها المؤسسات في قطاعات العمل المختلفة لتحقيق رؤيتها الاستراتيجيّة في القرن الحادي والعشرين، الذي يتّسم بالتنافسيّة العالية والتّغيرات السّريعة، لذلك أولت المنظمات المعاصرة اهتمامًا شديدًا للموارد البشرية وخاصة ذات الكفاءة والموهبة والأداء العالي، باعتبارها المعيار الأهم للتقدم والتفوق، فأصبح من يمتلكها اليوم يمتلك المزايا التنافسية التي تضعه في الطليعة.
وأشار إلى أن استراتيجيات إدارة الموارد البشرية على مستوى الأداء المؤسسي في مطلع الألفية الثالثة في رؤيتها ورسالتها ركّزت على العنصر البشري النوعي، وما يمتلكه من مهارات ومواهب، باعتباره الغاية والوسيلة بالوقت ذاته، فاهتمت بوجوده كقوة لا يمكن تقليدها،وتوجهت بشدة للتركيز على إدارة مواهبه والانتقال فيها من رد الفعل إلى الاستباقية، من خلال المبادرة في اكتشاف واستقطاب واختيار وتعيين وتنمية وإدارة أداء الموهوبين.
وأكد سعادته أن إدارة المواهب هي عملية استراتيجية يقوم بها قسم الموارد البشرية لضمان الاحتفاظ بالقوة العاملة المتميزة. وجذب المزيد من الموظفين أصحاب الكفاءات، والعمل على تطويرهم وتحفيزهم، وذلك يكون مع مراعاة الأهداف التنظيمية، والهدف الرئيس يكون إنشاء قوة عاملة على المدى البعيد. وأشار سعادته إلى أن وزارة العمل تقوم حاليا بتأسيس المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب وتطوير آلية وطنية واضحة تعمل على اكتشاف الموهبة في مراحلها المختلفة بدءًا من محاضن التربية ومؤسسات التنشئة، وصولًا الى بناء القدرات والكفاءات وتأسيس نظام وطني موحد لتنمية وتطوير كفاءات وطنية ذات قدرات ومهارات ديناميكية منافسة محليًا وعالميًا.
وأوضح أنه لتحقيق ذلك كان لا بُد من إيجاد ممارسة إدارة المواهب في التقسيمات التنظيمية لمؤسسات القطاع الحكومي، فالموهبة هي الرصيد الي تعتمد عليه الأمة في بلوغ التقدم الحضاري المنشود، والتوجه لإدارة المواهب في المؤسسات الحكومية له ما يبرره؛ حيث إن هناك العديد من الشواهد التي تؤكد على أنها تحمل في طياتها تمكين المؤسسة من التعامل مع بيئة التنافس التي تتسم بسرعة التغيير، وعلى توفير العاملين الذين يتميزون بالكفاءة لقيادة وإدارة التغيير والتطوير في المؤسسة.
وأكد سعادته أن هذا الملتقى يسلط الضوء على أبرز التجارب المحلية في قطاع الشركات الحكومية في مجال بناء القدرات ورعاية الموهوبين بغية الاستفادة من تلك التجارب وتطويعها بما يتناسب مع مؤسسات القطاع الحكومي، والتعرف عن قرب على بعض المقاييس الخاصة بتشخيص الموهوبين.
من جهته، ألقى الدكتور غالب بن سيف الحوسني الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في الشركة العمانية للاتصالات "عمانتل" كلمة قال فيها إن هذا الملتقى المتميز يُعد منارة للمعرفة والتطوير لتطوير الموارد البشرية في سلطنة عُمان؛ حيث يجتمع خبراء ومتخصصون وقادة أفكار لتبادل الخبرات وتطوير استراتيجيات فعّالة لبناء جيل جديد من المهنيين المتميزين. وأضاف الحوسني إننا أمام فرصة فريدة لنشهد تبلور رؤية "عمان 2040" من خلال هذا الملتقى، والذي يُمثل منصة مثالية لنناقش كيف يمكن للتعاون المشترك أن يُسهم في تحقيق نقلة نوعية في مجال بناء القدرات وإدارة المواهب.
وأضاف أن هذا الملتقى ليس مجرد تجمع؛ بل هو مختبر للأفكار، وحاضنة للمبادرات الرائدة التي ستُسهم في تحديث وتطوير قطاع العمل في عمان. وأشار الحوسني بأن من خلال جلسات هذا الملتقى سيتم التطرق إلى مواضيع حيوية مثل أحدث الاتجاهات في إدارة المواهب، استراتيجيات التطوير المهني، ودور التكنولوجيا في تعزيز كفاءة العمل والإنتاجية.
وشدد الحوسني على أن التحديات التي نواجهها اليوم تتطلب منا التفكير خارج الصندوق وتبني نهج مبتكرة لتطوير واستقطاب المواهب الفذة، مشيرًا إلى أهمية توظيف مخرجات هذا الملتقى في تطوير سياسات وبرامج تعليمية وتدريبية تتناسب مع متطلبات العصر. وقال: "لدينا فرصة ذهبية لنبني جسور التعاون بين الأكاديميات والصناعة، ولنرسي قواعد لبيئة عمل تشجع على الابتكار وتقدير الكفاءات". وتابع القول: "الطريق أمامنا مليء بالفرص والتحديات، ويتوجب علينا استغلال هذه الفرصة لنضع معًا خارطة طريق واضحة نحو مستقبل يُعزز من قدراتنا البشرية ويُسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ورشة بصنعاء حول اتجاهات تطوير القدرات الوطنية في برنامج الأمن السيبراني
الثورة نت /..
عقدت اليوم بصنعاء ورشة علمية بعنوان “اتجاهات تطوير القدرات الوطنية في برنامج الأمن السيبراني لمواجهة التحديات العصرية” نظمها مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم بالشراكة مع جامعة الرازي.
هدفت الورشة التي شاركت فيها قيادة الوزارة ومجلس الاعتماد الأكاديمي، ومركز تقنية المعلومات، وعمداء مراكز التطوير وضمان الجودة ورؤساء أقسام برنامج الأمن السيبراني في الجامعات، إلى تطوير القدرات الوطنية وتعزيز الجاهزية للتصدي للتحديات السيبرانية، والوعي بأهمية الأمن السيبراني على المستوى الوطني وتطوير الحلول المبتكرة لمواجهة أي تهديدات.
وفي الورشة أشار وزير التربية والتعليم والبحث العلمي حسن الصعدي، إلى أهمية مثل هذه الأنشطة التي تتعلق بتطوير مجالات التعليم، وخاصة هذا المجال المهم، الذي أصبح محط اهتمام عالٍ، منوهاً بدور المجلس وجامعة الرازي في عقد هذه الورشة لتطوير المهارات والخبرات للقدرات الوطنية في مختلف الجامعات.
ولفت إلى أن الجميع معنيون، بأي عمل أو نشاط مشابه للمساهمة في بناء جيل من الخبراء والمتخصصين في الأمن السيبراني القادرين على حماية البنية التحتية الرقمية للدولة .. مشيراً إلى أن كافة الأنشطة والأعمال التي تهدف إلى تطوير برامج التعليم شيء مطلوب ومحسوب للجامعات رغم الصعوبات التي تواجهها .
من جانبه أثنى نائب الوزير الدكتور حاتم الدعيس، على مبادرة المجلس والجامعة لتنظيم ورشة الأمن السيبراني الذي يدخل في كل التخصصات، ودوره في تعزيز جاهزية الجهات الوطنية لمواجهة التهديدات السيبرانية المحتملة من خلال تدريب الكوادر الوطنية وتطوير قدراتها.
وأكد أهمية تعزيز التعاون والشراكات بين القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية في مجال الأمن السيبراني، وردم الفجوة القائمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل، والعمل على زيادة الوعي بأهمية الأمن السيبراني وتشجيع المواطنين على اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أنفسهم وبياناتهم.
فيما ذكر رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور أحمد الهبوب، أن الأمن السيبراني يمثل درعاً أساسياً في مواجهة التحديات الرقمية والهجمات الإلكترونية المتزايدة، مما جعله من أبرز الأولويات الاستراتيجية لمختلف بلدان العالم.
وأشار إلى جهود اليمن في إنجاز مشروع الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني ودعم معايير ومتطلبات الأمن الإلكتروني عبر آليات مختلفة أوصى بها الاتحاد الدولي للاتصالات، والمتضمنة الجوانب التشريعية والتنظيمية والبنية التحتية والتجهيزات وبناء القدرات البشرية ونشر الوعي السيبراني والتعاون الدولي والوطني.
ولفت إلى أهمية هذه المتطلبات الدولية لتطوير برنامج الأمن السيبراني في الجامعات كونها تواجه العديد من التحديات، وفي مقدمتها غياب التشريعات، والمعايير والضوابط، وضعف البنية التحتية والتكنولوجية، ونقص الكادر المؤهل، وضعف الشراكة المؤسسية .
وفي الورشة بحضور وكيلي وزارة التربية والتعليم لقطاعي التعليم العالي الدكتور إبراهيم لقمان، والتعليم الثانوي الدكتور زيد الهدور، وأمين عام المجلس الدكتور محمد ضيف الله، أفاد رئيس جامعة الرازي الدكتور خليل الوجيه، بأن الورشة جاءت استشعاراً من الجامعة لمسؤوليتها الوطنية تجاه هذا الموضوع المهم، وإيجاد الحلول للفجوة القائمة بين مخرجات الجامعات وسوق العمل .
وتطرق إلى أهمية الورشة لتطوير مهارات الكوادر الوطنية في مجالات الأمن السيبراني المختلفة، مثل تحليل التهديدات، وإدارة المخاطر، وحماية أجهزة الموبايل من الاختراق وسرقة البيانات والمعلومات، مبيناً أن موضوع الأمن السيبراني أصبح اليوم احتياج دائم ومتواصل يمس كل أفراد المجتمع .
وتناولت الورشة أربع أوراق عمل، استعرضت الأولى اتجاهات تطوير برنامج الأمن السيبراني “الواقع والتطوير” قدمها الدكتور عبد الرحمن مثنى والدكتور عبد الواسع العزاني، فيما تطرقت الثانية إلى تأهيل الكادر الأكاديمي في الأمن السيبراني ” الواقع والتطوير” قدمها الخبير الوطني محمد الشرجبي، والدكتور عادل الجبري، وعرضت الرابعة آلية تطوير معايير القبول “الواقع والتطوير” قدمها الدكتور محمد الجودة، والدكتور يحيى الأشموري، فيما استعرضت الورقة الأخيرة مقترحاً لاستحداث مركز تدريب ميداني “الواقع والتطوير”، قدمها الدكتور بلال الفهيدي .