أطلق الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، في مدينة أنتويرب البلجيكية التي تشكّل نقطة الدخول الرئيسية للكوكايين إلى القارة، «تحالفًا للموانئ الأوروبية» لتنسيق الإجراءات الأمنية بين الدول الأعضاء ضد تهريب المخدرات ومكافحة تسلل الشبكات الإجرامية إلى هذه المرافق.

محكمة العدل الدولية تصدر الجمعة قرارها في اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية منذ 47 دقيقة البيت الأبيض: نتائج فعالة للضربات الأميركية على أهداف الحوثيين منذ 58 دقيقة

وتقول المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية يلفا يوهانسون «نحتاج إلى شبكة لمحاربة شبكة.

إن تحقيق نجاحات ضد المجرمين في ميناء واحد لن يؤدي إلا إلى جعلهم ينتقلون إلى موانئ أخرى».

يكثر انتشار مادة الكوكايين الآتية من أميركا اللاتينية، في السوق الأوروبية.

وتضيف يوهانسون «تنفجر أعداد مضبوطات الكوكايين، لكن في الوقت عينه نرى أن أسعار (البيع) في الشارع لا ترتفع، ما يدل على أن تدفق المخدرات يتزايد».

ويهدف تحالف الموانئ الأوروبية إلى خلق شراكة بين سلطات الموانئ والجمارك والشرطة وشركات النقل البحري. وحضر ممثلون عن 16 من الموانئ الأساسية للحاويات الأوروبية مراسم إطلاق التحالف وبينها موانئ روتردام وهامبورغ والجزيرة الخضراء ومرسيليا بالإضافة إلى أنتويرب.

وتؤكد وزيرة الداخلية البلجيكية أنيليس فيرليندن التي تتولى بلادها رئاسة المجلس الأوروبي خلال المراسم التي حضرها أيضًا نظراؤها الأوروبيين أن «المشهد الإجرامي يزداد تعقيداً. ومن الواضح بالنسبة لي أننا لن نتمكن من النجاح إذا ركزنا فقط على المستوى الوطني».

وتستهدف العصابات المحلية الموانئ الكبيرة وتسعى إلى رشوة عمّال الرصيف ووكلاء الموانئ وسائقي الشاحنات وموظفي الجمارك والشرطة أحيانًا، من أجل السماح «للأيدي الصغيرة» بسحب المخدّرات من الحاويات.

ففي ميناء أنتويرب، حطمت المضبوطات رقمًا قياسيًا جديدًا إذ بلغت 116 طنًا في العام 2023. وتشهد مدينة أنتويرب أعمال عنف بين عصابات تتنافس على حركة المرور بمخاطر مالية ضخمة.

- «منافسة عادلة» -وأعقبت زيادة حركة تهريب المخدرات في ميناء أنتويرب تشديد الإجراءات الأمنية في ميناء روتردام في هولندا المجاورة، بحسب المسؤولة السويدية.

وقالت يوهانسون لوكالة فرانس برس «باتت أنتويرب تشدد (مكافحة تهريب المخدّرات) ويبدو أن التهريب ينتقل أيضًا إلى موانئ أصغر. على سبيل المثال هناك مؤشرات إلى أن مزيدًا من المخدرات يصل إلى هلسينغبوري في السويد».

وتشير إلى أن الظاهرة نفسها تتكرر عندما تخرج المخدرات من أميركا اللاتينية. فبعد الإجراءات التي اتخذتها الموانئ الكولومبية، أصبح ميناء غواياكيل في الإكوادور نقطة التصدير الرئيسية إلى أوروبا للكوكايين المنتج في كولومبيا وبيرو.

في الاتحاد الأوروبي، يتمّ ما يقرب من 70% من عمليات ضبط الجمارك للمخدرات في موانئ.

وتؤكد يوهانسون على الحاجة إلى «مزيد من التعاون ليس فقط مع الشرطة والجمارك إنما أيضًا مع الجهات الخاصة في الموانئ».

وتلفت إلى أن ظاهرة الفساد المرتبط بتهريب المخدرات داخل الموانئ «تشكّل كذلك خطرًا على التجارة القانونية، لذلك لا أحد يريد ذلك».

ويشدّد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان على أهمية توافر مستوى الأمن نفسه في كل موانئ الاتحاد الأوروبي من أجل تحقيق «منافسة عادلة»، خصوصاً أن عمليات الرقابة تستغرق وقتاً، ويمكن أن تؤخر النشاط التجاري وتضعف جاذبية الميناء اقتصادياً.

وفي إطار «تحالف الموانئ» الأوروبي، ستتبادل الموانئ المشاركة معلومات وأفضل الممارسات لتأمين الموانئ وتحديد مصادر ووجهات التدفقات وتفكيك الشبكات الإجرامية.

وبالإضافة إلى الشحنات التي تصل عن طريق الحاويات إلى الموانئ الكبيرة في شمال أوروبا، هناك أسلوب عمل آخر يتمثل في نقل المهربين للمخدرات إلى غرب أو شمال إفريقيا حيث يتم تحميلها على قوارب أصغر حجمًا متجهة إلى موانئ تقع في إسبانيا على وجه الخصوص، كما توضح المفوضة الأوروبية.

بالإضافة إلى تدفقات الكوكايين، ينتاب السلطات الأوروبية قلقًا في شأن زيادة الاتجار بالمخدرات الاصطناعية.

ويدعو دارمانان إلى وضع استراتيجية أوروبية مشتركة «بشكل خاص لمنع وصول الفنتانيل إلى أوروبا».

وتقف مادة الفنتانيل الأفيونية المصنّعة من مواد تأتي في كثير من الأحيان من الصين، وراء عشرات آلاف حالات تناول الجرعات الزائدة سنويًا في الولايات المتحدة حيث تقدّمها العصابات المكسيكية للسوق.

ورغم انتشار هذه المادة «بكميات قليلة جدًا» في أوروبا، يتم تصنيع الكثير من المخدرات الاصطناعية في الاتحاد الأوروبي «الذي يُعدّ مصدّرًا صافيًا إلى بقية العالم»، بحسب يوهانسون.

وتقول المسؤولة الأوروبية «نفكك 400 مختبر (لتصنيع المخدرات) سنويًا، إنه فعلًا أمر يثير قلقي»، منوهة إلى أن المهرّبين في الاتحاد الأوروبي «اكتسبوا من العصابات المكسيكية المهارات» اللازمة لتصنيع الفنتانيل.

المصدر: الراي

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی فی میناء تحالف ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يسعى إلى التخفيف من قواعد إزالة الغابات

طالبت غالبية دول الاتحاد الأوروبي بإدخال مزيد من التغييرات على قانون مكافحة إزالة الغابات في التكتل، مشيرة إلى أن بعض منتجيها لا يمكن أن يتوقع منهم الالتزام بشروطه ويواجهون وضعا تنافسيا غير مناسب.

من الدول الأعضاء الـ 27 في الاتحاد الأوروبي، وجّه وزراء زراعة 18 دولة رسالة إلى المفوضية يوم الاثنين، مطالبين بعدم تطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي على الدول التي تُعتبر منخفضة المخاطر في مجال إزالة الغابات. ونصحوا بالالتزام بالتدابير الوطنية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تغير المناخ يطيل مدة تعافي الغابات من الحرائق الكارثيةlist 2 of 4الحرائق والزراعة تسبب خسائر قياسية للغابات الاستوائيةlist 3 of 4خلاف أوروبي بشأن تنفيذ "لائحة إزالة الغابات"list 4 of 4كيف تغير الأقمار الصناعية طريقة رصد الغابات؟end of list

وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها رويترز أنه "يجب إزالة متطلبات العناية الواجبة المفرطة والمكررة في البلدان التي لا يؤدي فيها التوسع الزراعي إلى تقليص مساحة الغابات بشكل كبير".

وأضافت الرسالة أن "إمكانية التتبع الكامل داخل سوق الاتحاد الأوروبي والتي تتطلبها اللوائح لجميع السلع ستكون صعبة للغاية، إن لم تكن مستحيلة بالنسبة لبعضها".

وقالت الدول الموقعة على الرسالة، إن بروكسل يجب أن تفكر في تأجيل إطلاق السياسة مرة أخرى، بينما تقوم بصياغة مقترحات لتبسيط القواعد بشكل أكبر.

ووقع على الرسالة النمسا وبلغاريا وكرواتيا وجمهورية التشيك وإستونيا وفنلندا والمجر وأيرلندا وإيطاليا ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ وبولندا والبرتغال ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا والسويد.

وينطبق قانون إزالة الغابات أيضا على صادرات الاتحاد الأوروبي، مما دفع الدول الـ 18 إلى التعبير عن قلقها من أن المنتجين الأوروبيين قد ينتقلون إلى الخارج لتجنب التكلفة الإضافية المترتبة على الامتثال للقواعد.

ويُعدّ قطع أشجار الغابات المُخزِّنة لثاني أكسيد الكربون سببا رئيسيا لتغير المناخ. ولكن على الرغم من تفاقم الأحوال الجوية المتطرفة، فقد تضاءلت الإرادة السياسية لفرض سياسات صارمة لخفض الانبعاثات، إذ تخشى الحكومات من التكاليف المالية.

إعلان

وقد أرجأت بروكسل فعلا إطلاق المشروع عاما كاملا، وخفضت قواعد الإبلاغ عقب انتقادات شركائها التجار، منهم الولايات المتحدة، وبعض دول الاتحاد الأوروبي.

ولم يستجب المتحدث باسم المفوضية على الفور لطلب التعليق الذي طلبته رويترز. وتهدف سياسة الاتحاد الأوروبي عموما إلى إنهاء 10% من إزالة الغابات في العالم المرتبطة باستهلاك الاتحاد الأوروبي للسلع المستوردة.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يسعى إلى التخفيف من قواعد إزالة الغابات
  • «الإمارات الصحية» تشارك في «ملتقى المخدّرات»
  • كيف حول الاتحاد الأوروبي ملف الهجرة إلى صفقات بالمليارات؟
  • إحباط تهريب 15,000 قرص مخدر و5 كيلوجرامات من الحشيش بعسير
  • عقوبات وتهديدات تضرب موانئ الحوثيين.. رأس عيسى يواجه العزلة البحرية
  • إحباط تهريب أكثر من 211 ألف قرص خاضع للتداول الطبي بجازان
  • حرس الحدود بتبوك يحبط تهريب 26 كيلوجرامًا من الحشيش المخدر
  • هيئة بريطانية: مخاطر عالية تهدد السفن المتجهة إلى موانئ الحديدة
  • الاتحاد الأوروبي يتجه لاتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل
  • تحذير بريطاني عاجل: موانئ الحوثيين تهدد سلامة السفن التجارية!