المتاحف تستخدم الذكاء الاصطناعي لاستقطاب الفئات الشابة
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
تلجأ المتاحف في باريس إلى التجارب الغامرة والذكاء الاصطناعي بهدف استقطاب الفئة الشابة، لكن من دون تخليها عن التجربة التقليدية للزوار في الاطلاع على الأعمال الفنية.
ففي حديث لوكالة الأنباء الفرنسية، قالت كلويه سيغانو رئيسة قسم العروض الحية في مركز بومبيدو الذي يشكل متحفا كبيرا للفن الحديث ووجهة ثقافية رائدة في استخدام التقنيات الجديدة: إنها "لغة الأجيال الجديدة، من ولدوا في ظل العصر الرقمي ويعتبرون أن ثمة نقصا ما في أي صالة لا تضم تكنولوجيا حديثة".
وبينما تخصص عدد من المراكز الثقافية الخاصة على غرار "لاتولييه دي لوميير" بالتكنولوجيات الحديثة، وتنكبّ على تطوير معارضها الرقمية العملاقة في مختلف أنحاء العالم، لا تُستخدم التقنيات الحديثة بشكل متواصل في المراكز الرسمية.
وقد بدأ متحف اللوفر باستخدام التقنيات الحديثة بصورة محدودة في العام 2019، مع اعتماد تقنية للواقع الافتراضي جعلت ليوناردو دافنشي يتحدث عن موناليزا وأعماله الأخرى.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بات بإمكان زوار أكبر متحف في العالم اكتشاف بعض الأعمال المصرية القديمة باستخدام هواتفهم الذكية والاستناد إلى تقنية الواقع المعزز، وهو ما أتاح إضافة معلومات بشكل مباشر إلى العمل الأصلي.
ليس منفصلا عن الواقعوبفضل خوذة الواقع المعزز، تمكن مركز بومبيدو في العام الفائت من توعية الرأي العام الفرنسي والعالمي بقصة الناشطة في الحقوق المدنية بالولايات المتحدة كلوديت كولفين، وهي أول أميركية من ذوات البشرة السوداء ترفض التخلي عن مقعدها في الحافلة لصالح شخص أبيض، قبل روزا باركس. ورُويت قصتها عبر صور مجسمة أُعيد فيها إحياء شخصيات من حياتها في ألاباما خلال خمسينيات القرن العشرين.
ويشرح أوغو دانتيز من شركة "هولوفورغ إنتر أكتيف" كيف أتاحت شركته بفضل تقنية الواقع المعزز "إعادة اكتشاف كازينو فيلا ماسينا في نيس، أو دار بوانكاريه للرياضيات في باريس أو موقع لاليبيلا المسيحي الإثيوبي المدرج على قائمة اليونسكو" للتراث.
ولا يفضل دانتيز هذه التقنية "بصورة تامة عن الواقع"، مبديا أمله في استخدامها يوما ما في قصر فرساي. تقول ماريون كاريه، رئيسة ومؤسسة مشاركة في شركة "أسك مونا" الناشئة والرائدة في الذكاء الاصطناعي الخاص بالثقافة: إن العالم شهد محطة مفصلية يمكن تلخيصها بـ"ما قبل شات جي بي تي وما بعده".
وتشير إلى أن الشركة طورت "أول دليل صوتي يجيب مباشرة على أسئلة الزائر"، وهو "متوفر حاليا في المتحف الوطني للفنون الجميلة في كيبيك".
يقول فالانتان شميت المدير العام لـ"أسك مونا" التي توفر تكنولوجيا تتيح للشخص التواصل كتابيا أو شفهيا مع نحو 30 شخصية تاريخية عبر مسح رمز استجابة سريعة عبر هاتفه الذكي: إن "التجربة الغامرة والتقنيات الجديدة لا تحل قط مكان المعاينة التقليدية للعمل الفني، لكنها تعزز من تجربة المتاحف وتستقطب جمهورا جديدا".
ويعتمد هذا "المحتوى البسيط والقابل لإعادة الإنتاج" منذ العام 2017 في نحو 200 متحف في العالم بينها متحف اللوفر ومركز بومبيدو والكولوسيوم في روما، بحسب شميت.
ففي متحف أورسيه الذي ركّب عددا كبيرا من الأجهزة خلال معرض مخصص لأيام فنسنت فان غوخ الأخيرة، يُركز على هدف واحد هو "أن يكون قد جرى التحقق علميا من كل تجربة غامرة"، وأن "يحترم التوازن المالي للمتحف".
وسيجدد المتحف التجربة في مارس/آذار المقبل عبر تجربة انغماس مدتها 45 دقيقة خلال افتتاح المعرض الانطباعي الأول، وذلك باستخدام خوذات الواقع الافتراضي.
ويحذو متحف هيلفرسوم في هولندا حذو المتاحف الأخرى، لكن عن طريق تقنية التعرف على الوجه، ليقدم لزواره تجربة مخصصة لكل واحد منهم.
ويمكن لكل شخص إنشاء ملفه الخاص. تقول مديرة المتحف كارن دروست: "يتم التقاط صورة للزائر مع توفيره عنوان بريده الإلكتروني وتاريخ ميلاده واهتماماته الخاصة، من أجل إتاحة زيارة مخصصة بالكامل له" عبر هاتفه الذكي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بعد حصولها على جائزتين دوليتين: في المحروقية تطمح للتخصص في الذكاء الاصطناعي
مسقط- الرؤية
حصلت الطالبة في بنت سالم المحروقية من مدرسة دوحة الأدب (10-12) بتعليمية محافظة مسقط، على جائزتين خاصتين في المعرض الدولي للعلوم والهندسة من خلال مشروعها: نهج قائم على التعلم الهجين لتحسين صور الرئة، وتشخيص الأورام، والتليف الرئوي بشكل أكثر دقة وفعالية.
وتقول الطالبة: "انطلقت فكرة مشروعي من ملاحظتي لأهمية تحسين دقة، وسرعة تشخيص أمراض الرئة، في ظل الارتفاع المستمر في أعداد المصابين عالميًا؛ ومن هنا استلهمت الفكرة من شغفي بالتقنيات الحديثة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وحرصي على توظيفها في مجالات تخدم صحة الإنسان".
وتضيف: واجهتُ تحديات عديدة، من أبرزها تعقيدات النماذج التقنية، وصعوبة الحصول على بيانات طبية عالية الجودة، لكن بالإصرار، والدعم، والتعلم المستمر، تمكنتُ من تجاوزها.
وتشرح المشكلات التي يعالجها المشروع بقولها: يعالج المشروع تحديات حقيقية في المجال الصحي، خصوصًا في تشخيص أمراض الرئة مثل الأورام، والتليف، إذ يُسهم النظام في تحسين جودة الصور الطبية، ويعتمد على تقنيات تعلم الآلة؛ لاكتشاف المؤشرات المرضية بدقة عالية، مما يمكّن الأطباء من التشخيص السريع، والدقيق، وبالتالي الإسهام في إنقاذ الأرواح، وتخفيف الضغط على الأنظمة الصحية.
المشاركة في المعرض الدولي
وعن مشاركتها في المعرض الدولي، تقول: كانت تجربة ثرية للغاية؛ منحتني فرصة تمثيل بلدي سلطنة عُمان على منصة عالمية، والتعرف إلى مبدعين من مختلف دول العالم، وتبادل الأفكار مع مشاركين من خلفيات علمية متنوعة، واطّلعت على مشاريع رائدة في مجالات متعددة، هذه التجربة عززت ثقتي بنفسي، وفتحت أمامي آفاقًا جديدة للتطور العلمي، والبحثي.
وتستذكر لحظة إعلان فوزها: لحظة إعلان فوزي بجائزتين خاصتين كانت من أجمل لحظات حياتي؛ شعرتُ بفخر عظيم، وسعادة لا توصف؛ لأن كل التعب والجهد الطويل تُوِّج بهذا الإنجاز، كانت لحظة امتزجت فيها مشاعر الامتنان، والإنجاز، والانتماء، وأعتبرها نقطة تحول مهمة في مسيرتي العلمية.
الدعم والتدريب
وتتحدث عن دور الوزارة، والمدرسة في هذا الإنجاز: قدّمت الوزارة دعمًا كبيرًا لمشاركتي في المعرض، من خلال مجموعة من المبادرات، والإجراءات التي كان لها أثر بالغ في تمكيني من تمثيل الوطن بشكل مشرّف وفعّال؛ فقد وفّرت برامج تدريبية، وورش عمل متخصصة ساعدتني على تحسين مهاراتي في العرض والتقديم، بالإضافة إلى دعم معنوي مستمر، واهتمام ملحوظ بهذه المشاركة.
وتؤكد أن للمدرسة، والمعلمات دورًا كبيرًا ومحوريًا، يتمثل قي دعم مشرفتي، ومعلمتي إيمان بنت علي الرحبية، أثر بالغ في تحفيزي منذ بداية المشروع؛ إذ وفرت لي بيئة تعليمية مشجعة، ورافقتني خطوة بخطوة، وآمنت بإمكانياتي، وقدراتي على الوصول إلى العالمية، هذا الدعم المعنوي والعلمي شكّل حافزًا قويًا للاستمرار والتفوق.
وتتابع حديثها: الوصول إلى المنصات الدولية ليس مستحيلًا، لكنه يتطلب صبرًا، وإصرارًا، وعملًا جادًا. النجاح لا يأتي من فراغ، بل من شغف حقيقي، وتطوير مستمر، وإيمان بالنفس. كل من يمتلك فكرة هادفة ويثابر لتحقيقها، قادر على الوصول والتميّز عالميًا.
الطموح والتطوير
وتقول عن طموحاتها المستقبلية: أطمح على المستوى العلمي إلى التخصص في مجال الذكاء الاصطناعي، ومواصلة أبحاثي في ابتكار حلول تقنية تُحدث أثرًا حقيقيًا في حياة الناس، أما على المستوى الشخصي، فأرجو أن أكون نموذجًا مُلهمًا، وأسهم في دعم وتمكين الشباب العماني للمنافسة على الساحة العالمية.
وتختتم حديثها: أعمل حاليًا على تطوير النموذج ليكون أكثر دقة وفعالية، وهناك خطة لتجريبه بالتعاون مع جهات طبية متخصصة، وأسعى أن يتم اعتماد هذا النظام، وتطبيقه فعليًا في المستشفيات والمؤسسات الصحية، ليسهم في تحسين مستوى الرعاية الطبية، وتشخيص أمراض الرئة بدقة أكبر.