RT Arabic:
2025-05-30@14:19:41 GMT

رسالة مكتوبة بالدم تمهد مسار الطوربيدات الحية

تاريخ النشر: 7th, February 2024 GMT

رسالة مكتوبة بالدم تمهد مسار الطوربيدات الحية

في أعقاب الهزيمة في معركة ميدواي عام 1942، وتدمير قسم كبير من الأسطول الياباني، بعث ضابطان صغيران برسالة كتبت بالدم إلى قيادة الأسطول الياباني، عرضا فيها فكرة "الطوربيدات الحية".

إقرأ المزيد الجنود الأمريكيون يحملون الملاقط ويتجولون بين جثث العدو قبل أن تتجمد

في أتون الحرب العالمية الثانية، طالبت جميع الدول الكبرى التي شاركت فيها من عسكرييها الصمود والقتال حتى آخر نفس، إلا أن اليابانيين حينها كانوا أكثر من حاول التمسك بقوة بهذا الأمر.

في الجيش الياباني وسلاح الطيران والبحرية، شُكلت وحدات خاصة ضمت محاربين أقسموا على التضحية بحياتهم من أجل "الإمبراطور الإلهي"، من بين أشهر هؤلاء كان طيارو الكاميكاز، لكن البحرية اليابانية هي الأخرى سعت في تلك الأوقات الحرجة التي منيت فيها اليابان بخسائر جسيمة في معارك المحيط الهادئ، إلى محاولة تغيير مسار الحرب وتفادي الهزيمة، بمواجهة الأعداء بمحاربين انتحاريين تحت الماء.

استعملت البحرية اليابانية أسلوبين، الأول من خلال غواصين كانوا يحملون ألغاما بحرية ويحاولون السباحة والتسلل إلى السفن المعادية وإلصاق الألغام على سطحها ومحاولة تفجيرها، والثاني من خلال "طوربيدات حية" وهي عبارة عن غواصة صغيرة جدا مليئة بالمتفجرات، يتولى شخص واحد قيادتها بسرعة كبيرة نحو الهدف.

خطرت فكرة "الطوربيدات الحية" على ملازمين في سلاح البحرية بعد الهزيمة الكارثية التي تعرض لها الأسطول الياباني في معركة ميدواي التي دارت رحاها بين 4 إلى 6 يونيو عام 1942.

في تلك المعركة البحرية التي حاول فيها الأسطول الياباني مهاجمة أرخبيل هاواي انطلاقا من جزيرة ميدواي المرجانية الصغيرة، فقدت البحرية الإمبراطورية أربع حاملات طائرات ضخمة وعددا كبيرا من السفن الأخرى، علاوة على خسائر بشرية لم يتم الاحتفاظ ببيانات دقيقة عنها.

 خطرت فكرة الطوربيدات الانتحارية في ذلك الوقت على الملازمين في البحرية اليابانية كوروكي ونيشينا، واستعانا بشخص على علاقة ببناء السفن يدعى هيروشي سوزوكاوا.

استكمل الثلاثة المشروع بحلول يناير عام 1943، وفكر صاحبا الفكرة في طريقة مناسبة لإيصال المشروع إلى قيادة سلاح البحرية.

تقول رواية شائعة أن الملازمين لجأ إلى أسلوب ياباني خالص تمثل في كتابة رسالة باستخدام دمهما إلى وزير البحرية، وذلك لأن التقاليد الوطنية تفرض في مثل هذه الحالة على المسؤول قراءتها.

قيادة البحرية اليابانية رفضت في البداية فكرة "الطوربيدات الحية"، إلا أن الهزائم المتلاحقة التي تعرض لها الأسطول في المعارك البحرية، وحالة اليأس التي سادت حينها أجبرتها على تبني هذا السلاح، وتم الانتهاء من صنع طوربيدات من هذا النوع  منتصف عام 1944.

الطوربيدات التي استخدمت في مهمات انتحارية كانت فقط من النوع رقم 1، وكان قطرها متر واحد، وبطول يزيد قليلا عن 14 مترا، وكانت مزودة برأس حربي في المقدمة يزن 1550 كيلو غراما، وكانت تتمركز داخل غواصات كبيرة، كما وضع البعض منها على ظهر بعض السفن الحربية، إلا أنها نادرا ما استخدمت انطلاقا منها.

في البداية، نجحت "الطوربيدات الحية" في تدمير بعض السفن والزوارق الأمريكية، ولكن في وقت لاحق بدأت معداتها التي صنعت على عجل في التعطل، ولم يتمكن الانتحاريون داخل هذه الطوربيدات من الوصول إلى الهدف وقضوا اختناقا داخلها بسبب نقص الأكسجين، وغرقت إثر ذلك ببساطة إلى القاع.

مع مرور الوقت ساءت الأوضاع أكثر وبدأت أجهزة الطوربيدات وهياكلها الرقيقة في الصدأ والتآكل، وغرقت بأصحابها بشكل متزايد قبل أن تنفذ مهامها.

 

رغم أن البحرية اليابانية صنعت حوالي 300 طوربيد من هذا النوع، إلا أن حوالي 100 فقط استعملت في الهجمات.

الملازم كوروكي قتل بطريقة مأساوية أثناء عملية تدريب على الغطس، أما نيشينا، الضابط المشارك الثاني في الفكرة، فقط كُلف بتنفيذ أول هجوم بطوربيد حي، وفي المهمة الأخيرة التي قام بتنفيذها حمل معه جرة برماد رفيقه في السلاح.

في الوقت الضائع، تيقن الجميع أن استخدام الطوربيدات الموجهة بانتحاريين غير فعال، وأنه ألحق أضرارا بالبحرية اليابانية أكثر من الخسائر التي لحقت بالأمريكيين.

الطوربيدات اليابانية الحية أغرقت السفينة الناقلة الأمريكية الكبيرة "ميسيسيبي"، وأعطبت أو دمرت حوالي عشرة زوارق وسفن، إلا أن الخسائر التي منيت بها البحرية اليابانية في معركة ميدواي، كانت قاسية جدا، ولم تنجح كل المحاولات في تفادي الهزيمة النهائية.

المصدر:RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف أسلحة ومعدات عسكرية الحرب العالمية الثانية المحيط الهادي البحریة الیابانیة إلا أن

إقرأ أيضاً:

السبكي : توأمة بين مجمع الإسماعيلية وكبرى المستشفيات اليابانية

التقى الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، مع ممثلي وكالة التعاون الدولي اليابانية "جايكا - JICA" وخبراء مشروع التعاون الفني الياباني، لمتابعة تطورات مشروع "الرعاية المتمركزة حول المريض - PCC"، وذلك بمقر الهيئة الرئيسي في العاصمة الإدارية الجديدة.

وخلال اللقاء، ناقش الجانبان آليات تنفيذ المشروع المشترك، الذي يأتي تتويجًا للتعاون المثمر بين الحكومة المصرية ونظيرتها اليابانية، ويعكس عمق الشراكة في المجال الصحي. كما استعرض اللقاء نتائج زيارة الخبراء اليابانيين لعدد من المنشآت الصحية التابعة للهيئة في محافظات تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، حيث تم الاطلاع ميدانيًا على ممارسات تقديم الخدمة الصحية وأوجه التطوير المستمر.

مبادرة مصرية لعلاج الأطفال الأفارقة المصابين بالعيوب الخلقية في القلب بمستشفيات هيئة الرعاية الصحيةرئيس هيئة الرعاية الصحية يستمع إلى آراء المرضى حول جودة الخدمات بالإسماعيليةوزير قطاع الأعمال العام يبحث مع رئيس هيئة الرعاية الصحية تعزيز التعاون المشتركقطاع الأعمال: توفير احتياجات هيئة الرعاية الصحية من الشركات التابعة للوزارة

وأكد الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، أن المشروع الياباني يمثل فرصة محورية لتعزيز جودة الخدمات الصحية، وهو إحدى اللبنات الأساسية لدفع جهود الدولة المصرية في الوصول إلى تغطية صحية شاملة لكل المواطنين بمعايير عالمية. مشيرًا إلى أن المشروع يشمل 22 منشأة صحية من مختلف القطاعات (الحكومي، الخاص، الجامعي)، ومن محافظات المرحلتين الأولى والثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل، بالإضافة إلى منشآت في نطاق مبادرة "حياة كريمة".

وأوضح السبكي أن التعاون الفني يشمل تنفيذ برنامج "توأمة" بين مجمع الإسماعيلية الطبي وأحد كبرى المستشفيات اليابانية، كنموذج أولي يُحتذى به في نقل وتوطين الخبرات اليابانية المتقدمة في مجال الرعاية المتمركزة حول المريض. ويُعد مجمع الإسماعيلية الطبي نموذجًا مثاليًا لهذا التعاون، حيث يتمتع بامتيازات عدة، من بينها حصوله على الاعتماد القومي من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية "GAHAR" المعترف به دوليًا من منظمة "الإسكوا"، إلى جانب حصوله على الاعتماد الدولي "JCI" لجودة الرعاية الصحية.

إعداد وتدريب كوادر صحية مؤهلة 

وأشار السبكي إلى أن المشروع سيمتد على مدار ثلاث سنوات حتى عام 2027، ويهدف إلى إعداد وتدريب كوادر صحية مؤهلة من مختلف الهيئات الصحية، قادرة على نشر ثقافة "الرعاية المتمركزة حول المريض" وتطبيقها على أرض الواقع، إلى جانب تطوير أدلة العمل ومناهج التعلم الإلكتروني للعاملين بالمجال الصحي. وكشف عن إيفاد 20 متدربًا من الهيئة العامة للرعاية الصحية إلى اليابان في أبريل المقبل ضمن مراحل تنفيذ المشروع.

وأكد رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية أن التعاون مع "جايكا" يُعد خطوة استراتيجية هامة نحو تحقيق أهداف الدولة وهيئة الرعاية الصحية في الارتقاء بجودة الخدمات الصحية وتوسيع مظلة الرعاية الشاملة. مضيفًا أن الهيئة تقدم الدعم الكامل لنجاح المشروع وتنفيذه وفق الجدول الزمني المحدد، معربًا عن ثقته في تحقيق قصص نجاح جديدة تُضاف إلى سجل الشراكات الدولية المثمرة للهيئة.

من جانبهم، أعرب ممثلو وكالة التعاون الدولي اليابانية "جايكا" عن اعتزازهم بالشراكة مع الهيئة العامة للرعاية الصحية، وأشادوا بجودة التنفيذ، والنهج الابتكاري المتبع في تطبيق مبادئ الرعاية المتمركزة حول المريض، مؤكدين تطلعهم إلى تحقيق نماذج نجاح مشتركة تسهم في تطوير المنظومة الصحية في مصر ونقل الخبرات اليابانية بما يتماشى مع الأهداف التنموية للدولة المصرية في قطاع الصحة.

وحضر الاجتماع من جانب الهيئة العامة للرعاية الصحية كلٌّ من: الدكتور أحمد حماد، مستشار رئيس الهيئة للسياسات والنظم الصحية ومدير عام الإدارة العامة للمكتب الفني لرئيس الهيئة، والدكتور محمود الشحات، مدير عام الإدارة العامة للمراجعة الداخلية ونائب رئيس مشروع الرعاية المتمركزة حول المريض، والدكتور محمود الديب، مدير عام الإدارة العامة للإدارة الاستراتيجية، والدكتورة مروة طه، مدير عام الإدارة العامة لمكافحة العدوى وتأكيد الجودة، والدكتور محمد بدر، مدير عام الإدارة العامة للرعاية الثانوية والثالثية.

كما حضر من ممثلي مشروع الرعاية المتمركزة حول المريض كلٌّ من: الدكتورة مي أبوالفتوح، مدير المشروع، والسيد مياتو موتو، المستشار الرئيسي للمشروع، والسيد إواكي، خبير المشروع، والدكتور عمار موسى، كبير الفنيين بالمشروع، والدكتورة منال مسلم، كبير الإداريين بالمشروع، والدكتورة إنجي سليمان، عضو بالمشروع، والدكتورة رحاب السيد، عضو بالمشروع، والأستاذ أحمد سمير، المشرف العام على الأعمال الداخلية بالإدارة العامة للإدارة الاستراتيجية بالهيئة.

وحضر من مكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) – مصر، الدكتور أحمد الجيزي، مسئول برامج الصحة بالوكالة في مصر، كما شاركت في اللقاء عبر تقنية الزووم الدكتورة إيتو تانومي، ممثلة جايكا.
 

طباعة شارك هيئة الرعاية الصحية المستشفيات اليابانية جايكا منشأة صحية مجمع الإسماعيلية

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إيماناً بأن الجندية تمثل رسالةً سامية ومسؤوليةً وطنية كبرى، ولأن تصرفات أي عامل في القوات المسلحة تنعكس بالضرورة على الجيش بأكمله، كان من الضروري إعداد لائحة تتضمن الواجبات والمحظورات التي ترسم قواعد السلوك والانض
  • رجال الشرطة يشاركون في حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر
  • حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر
  • مديرية أمن البحر الأحمر ينظم حملة للتبرع بالدم
  • استراتيجية بحرية جديدة..الوزير:تحديث الأسطول المصري لنقل البضائع بـ36 سفينة بحلول 2030
  • السبكي : توأمة بين مجمع الإسماعيلية وكبرى المستشفيات اليابانية
  • تشيلي تمهد لقطع العلاقات تماما مع الاحتلال بسحب الملحقين العسكريين من تل أبيب
  • وزير الخارجية يبحث مع القائم بالأعمال الياباني العلاقات الثنائية بين البلدين
  • استخدم فيها مضادات طيران متطورة.. الجيش الجزائري ينفذ مناورات ضخمة بالذخيرة الحية
  • هل انتهى زمن السامبا؟.. ريو دي جانيرو تُقيّد الموسيقى الحية على الشواطئ