أعلن عادل بن عبد الرحمن العسومي، رئيس البرلمان العربي، عن تقدير البرلمان العربي للمواقف الشجاعة التي اتخذتها بعض الدول الأفريقية من أجل وقف المجازر اليومية وجرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى رأسها الخطوة التاريخية لجمهورية جنوب أفريقيا برفع دعوى ضد الكيان المحتل أمام محكمة العدل الدولية.

وثمن العسومي المواقف الحرة لبعض دول أمريكا اللاتينية لنصرة ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. 

ودعا بعض الدول الأفريقية وبعض دول أمريكا اللاتينية الدول التي لا تزال تدعم الكيان المحتل، إلى مراجعة سياستها والانتصار لمبادئ الحق ومبادئ الإنسانية التي تجسدها عدالة القضية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها رئيس البرلمان العربي في افتتاح المؤتمر البرلماني للتعاون جنوب - جنوب، تحت عنوان "دور البرلمانات الوطنية والاتحادات البرلمانية في أفريقيا والعالم العربي ومنطقة أمريكا اللاتينية في تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتحقيق التكامل والاندماج والتنمية المشتركة"، والذي عقد في العاصمة المغربية الرباط يومي 15، 16 فبراير، بمشاركة عدد كبير من برلمانات الدول العربية والأفريقية ودول أمريكا اللاتينية.

ودعا "العسومي" إلى أن يصدر عن هذا المؤتمر نداء من أجل توحيد مواقف الدول العربية والأفريقية ودول أمريكا اللاتينية، وتكثيف الضغط من أجل وضع حد للجرائم البشعة والاعتداءات الهمجية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على أيدي قوات الاحتلال العنصري البغيض، على مدار ما يقرب من خمسة أشهر بشكل متواصل، والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء معظمهم من النساء والأطفال.

واستنكر العسومي صمت المجتمع الدولي وعجزه عن مجرد إصدار قرار لوقف إطلاق النار، في أسوأ أزمة إنسانية كشفت الوجه القبيح لسياسة المعايير المزدوجة.

وأكد "العسومي" خلال كلمته حرص البرلمان العربي على مد جسور التواصل والتقارب بين الشعبين العربي والأفريقي وشعب منطقة أمريكا اللاتينية، لما يجمع بينهم من علاقات تاريخية عميقة، وموروثات ثقافية وإنسانية وحضارية مشتركة، لا سيما في ظل التحولات التي يشهدها النظام العالمي، والتي تتطلب تعزيز التضامن من أجل الدفاع عن القضايا العادلة وحماية المصالح المشتركة.

وجدد دعوة البرلمان العربي إلى إطلاق برامج ومشروعات ذات بعد إقليمي مشترك تهدف إلى تحقيق المزيد من التكامل والاندماج بين الدول العربية والأفريقية ودول أمريكا اللاتينية.

وأكد أن التعاون الإقليمي أصبح ضرورة مُلِحة لا غنى عنها لمواجهة تحديات مشتركة كثيرة، كمكافحة الفقر والبطالة وتحقيق متطلبات التنمية المستدامة، وتطوير التعليم والمنظومة الصحية، وتمكين المرأة والشباب، وتحقيق الأهداف التنموية التي تصبو إليها شعوبنا.

كلمة رئيس البرلمان العربي بالمؤتمر البرلماني للتعاون بين العالم العربي وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بالمغرب:
https://youtu.be/C4vDP8qhpjE

فيديو الخبر
https://youtu.be/prTLXuWWwKM

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رئیس البرلمان العربی أمریکا اللاتینیة من أجل

إقرأ أيضاً:

انحراف المرايا

هل فضضنا أختام التاريخ، وتصالحنا معه؟ هل أوْجدنا مرايا تُعبّر عن صُورِنا الحقّ التي نُحبّها والتي لا تروق لنا ولا نستلطفها؟ هل يقبل الأب نقد ابنه له، هل نُحسنُ الإنصات إلى الآخر؟ لا يُمكن لشعوب أن تنهض ولا لأفراد أن يتقدّموا وهم لم يتصالحوا مع ذواتهم ومع ماضيهم، شقٌّ مهمّ من عُقَدنا ناتج عن هيمنة الكبير وسطوته، وهي صورة شافّة عن هيمنة صُورة للتاريخ العربي نقيّة هنيّة. كنت دوما أطّلع على كتب التاريخ المقرّرة على الطلبة في مختلف مراحل التعليم الابتدائي والثانوي فأدرِك مغالطات والسعي لصناعة صُور قوميّة وطنيّة تزيد من اغتراب الطالب، فلا ينشدّ إليها ولا يُعْجَب بها، فكلّ بلد من بُلدان العرب يُدخل ذاته في هذه البرامج ويُعْلي من صُورته وينْسب إلى نفسه جليل الأفعال وإن كانت بسيطة في سياق التاريخ العامّ، ألا يحقّ أن نُدرّس التاريخ بعيدا عن المُضخّمات الوطنيّة؟

المُصالحة مع التاريخ بابٌ واجبٌ على الفكر العربيّ أن يُفتِّحه على مصراعيه وأن يقف مُراجعا لثوابت انغرست في الذهنيّة العالمة والعالمة، والأهمّ أنّنا نغرسها في الذهن المتعلّم المتلقّي، فنُظهر له صُورا من تاريخ مُحرّفٍ سرعان ما تتهاوى أمام أبْسط نازلة يُواجهها طالب المعرفة، ومن أهمّ هذه الصُور أنّ العربيّ يحنّ إلى الماضي، ويروم استرجاعه، فأيّ ماضٍ هذا الذي يخلو من النقد والمراجعة وتعليم الطلبة أنّ السابقين لم يكونوا ملائكة وأنّ اللاّحقين ليسوا شياطين؟ بعض الدول العربيّة في تاريخها الحديث أخطأت في الإيمان ببريطانيا العُظمى قوّة منقِذةً من براثن الاستعمار العُثماني، ذلك أنّ بريطانيا لم تتوجّه إلى الدول العربيّة لسواد عيونها ولا رغبة في عتْقِها من تدمير العثمانيين وسطوتهم دون مقابل، وإنّما أرادت أن تستبدل مستعْمِرا بمُسْتعْمِر، وكذا الدول الكُبرى، تفعل في الشعوب خسيس الفعال. لقد غرست بريطانيا في خاصرة الدول العربيّة الكيان الإسرائيلي بمباركةٍ من قُوى عربيّة تُدرَّس اليوم على أنّها قُوى وطنيّة! يحتاج تاريخنا القديم والحديث إلى عقلٍ مُدبّر حتّى نبسّطه لأبنائنا ونُعطيهم الصورة المُشرقة التي نُريد دون أن تستبله عقولهم ولا ذائقتهم الناقدة، أن نفتح مجالا لإمكان النقد والتساؤل، فلا قداسة في التاريخ ولا قداسة في أشخاصه الذين هم أناس يخطئون ويُصيبون. كنت منذ قديم الزمن أبحث في «أيّام العرب في الجاهليّة» وهي حروبهم التي خاضوها على واجهتين، واجهة النزاع الذاتي بين العرب والعرب، وواجهة النزاع الخارجي بين العرب والفُرس، وهي صُوَرٌ من التاريخ مُستعادة بأشكال مختلفة، هذه الأيّام أو هذه الحروب استُعْملت لإثبات الفوضى التي كانت العرب تعيشها قبل الرسالة المُحمديّة، وما ساد الجزيرة العربيّة من إسالة دماء وتقتيل بسبب من غياب الوازع الديني، وهو كلامٌ خارجٌ عن الحقيقة، فالعربُ كانوا يحملون قيما أخلاقيّة منذ الجاهليّة تميّزهم عن بقيّة الأمم، وقد أثنى رسولنا الكريم على هذه القيم السائدة في الجاهليّة في أحاديث متعدّدة لعلّ أهمّها «إنّما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق»، إضافة إلى إشادة الرسول عليه الصلاة والسلام بأخلاق العرب في الجاهليّة وبأحلافهم مثل حلف الفضول وبقيمهم. فالأيام هي حروب وقعت في جزيرة العرب كما وقعت في غيرها من الأمم، وكما وقعت أيضا «أيّام العرب» في الإسلام نزاعا قبليّا على السلطة. فتاريخ الأمم لا يُمكن أن يكون صفاءً وطُهريّة، وإنّما الغالب عليه دوما هو الصراع والنزاع، والعرب وكذا المسلمون أمّة من أمم خلق اللّه فعلت في التاريخ وانفعلت به. فالطهريّة التي نُدرسّها لأبنائنا سرعان ما تتهاوى وتتحوّل إلى الضدّ عندما يكبر الأطفال ويُدركون حقائق الأمور، وقد ينقلب الأمر كُرها للتاريخ وعدم تصديق مطلق له، الطهريّة التاريخيّة لا تُنتج فكرا ناقدا ثاقبا، وإنّما تُكسِّل طاقة النظر والتدبّر وتُعطّلها، تمنع الفكر الناقد من إدراك المنطق الذي يُمكن أن يؤدّي إلى الحق. وها نحن نرى «شعب اللّه المختار» الذي نزّه تاريخه ماذا يفعلُ وماذا يُجوّز لنفسه أن يفعل! الصفاء والنقاء مفهومان ملائكيّان، أمّا عالم الشهادة، عالم البشر، فهو عالم الدّنى والأفعال التي شقٌّ منها صالح وشقوقٌ منها مدمّرة للذات وللبشر. فكرة تقديس التاريخ والحنين إلى الماضي هي فكرة رجعيّة، فالتاريخ لم يكن يوما صفاءً مُطلقا، ولم يهنأ البشر بحياةٍ جَنِيَّة أبدا، مذ خدع الشيطان آدم، ومذ تقاتل قابيل وهابيل، كُتِب على الإنسان القتال، والنزوع إلى الحرب أكثر من نزوعه إلى السلم، ويبدو أنّ الوسْم الهوبزي للإنسان على أنّه مجبول على الشرّ هو الأسلم. فكرة تقديس التاريخ موصولة بفكرة الأبويّة المهيمنة، حيث يُمنع نقد «الكبير»، أو الاستماع للأقلّ سنّا أو «الأنقص عقلا»، عملا بمقولة «شاورهنّ لمخالفتهنّ»، هل نسمع الصغار والنساء؟ هل تخلّصنا من عُقدنا السلطويّة وأقمنا حوارا منه يُمكن أن نرى ذواتنا في مرايا عدد، أن نرى صورتنا عند الطفل، أن نعرف صورتنا عند المرأة (باعتباري أكتب من داخل الفكر الذكوري)، هل سألنا يوما أنفسنا، هل كُنّا عبر مراحل التاريخ قتلى أو سفّاحين، ضحايا أو أصحاب بطش، هل تاريخنا الناصع الذي يُخدَشُ شرفه برواية تُكتَب كان ناصعا فعلا مثل خرقة بيضاء؟

مقالات مشابهة

  • انحراف المرايا
  • البرلمان العربي يُرحب بقرار مجلس الأمن الذي يدعو لوقف فوري وتام لإطلاق النار في غزة
  • رئيس البرلمان العربي يهنئ الصومال لانتخابها عضوا غير دائم بمجلس الأمن
  • رئيس البرلمان العربي يهنئ الصومال لانتخابها عضوًا غير دائم بمجلس الأمن
  • فيلم The Teachers’ Lounge يفوز بجائزة نقاد أمريكا اللاتينية للأفلام الأوروبية
  • فيلم «The Teachers’ Lounge» يفوز بجائزة نقاد أمريكا اللاتينية
  • (50) عامًا على رحيل "أستورياس"
  • العسومي: نسعى في الدورة الثانية لدعم تطوير المنظومة العربية لحقوق الإنسان ونشر ثقافتها
  • حرب إسرائيل على غزة ورد الفعل الأفريقي
  • رئيس البرلمان العربي: نسعى لدعم تطوير المنظومة العربية لحقوق الإنسان ونشر ثقافتها