خيارات علاجية جديدة لسرطان الرئة تجدد الأمل بتحسين نتائج علاج المرضى و تقليل معاناتهم
تاريخ النشر: 20th, February 2024 GMT
فبراير 20, 2024آخر تحديث: فبراير 20, 2024
المستقلة/- أصدرت اليوم شركة الأدوية الرئدة أسترازينيكا، ثلاثة إعلانات مهمة تتعلق بسرطان الرئة، كجزء من طموحها المستمر للقضاء على السرطان كأحد مسببات الوفاة.
و يعد سرطان الرئة من أكثر أنواع السرطان شيوعاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأيضاً أحد أكثر الانواع فتكاً، حيث أن المعدل النسبي لللبقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات يساوي 8% بالمئة فقط.
تقدم هذه الأخبار معاً مستقبلاً واعداً لبعض مرضى سرطان الرئة، حيث يمكن أن تغير الممارسة العلاجية الحالية وتوفر خيارات أكثر فعالية، خاصة في الحالات التي يصعب فيها علاج السرطان أو في الحالات التي تتقدم فيها مراحل المرض على الرغم من الخضوع للعلاج في وقت سابق.
أظهرت بيانات التجارب السريرية الجديدة فائدة كبيرة لعقار تاجريسو (Tagrisso) للمرضى الذين يعانون من أكثر أشكال سرطان الرئة شيوعاً.
و تمثل هذه البيانات نتائج تجربة المرحلة الثالثة (LAURA)، التي شملت 216 مريضاً في أكثر من 145 مركزاً بحثيا ضمن أكثر من 15 دولة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا، أمريكا الجنوبية، وآسيا، بضمنها تركيا.
وأصبحت وكالة الغذاء و الدواء (FDA) في الولايات المتحدة أول من يوافق على استخدام تاجريسو(Tagrisso) مع العلاج الكيميائي ضد أنواع معينة من سرطان الرئة.
وسيكون لدى الأطباء في الولايات المتحدة الأمريكية الآن خيارين فعالين للغاية مبنيين على تاجريسو (Tagrisso) لوحده والمزيج – لتخصيص العلاج بشكل أفضل وضمان أفضل نتيجة ممكنة لكل مريض.
كما تمت الموافقة بناءً على نتائج تجربة المرحلة الثالثة FLAURA2 المنشورة في مجلة نيو إنكلاند الطبية (The New England Journal of Medicine)، والتي أظهرت أن إضافة العلاج الكيميائي الى تاجريسو قلل من خطر تقدم المرض أو الوفاة بنسبة 38% مقارنة بعلاج تاجريسو لوحده الذي يعتبر الخط الأول للرعاية في المعيار العالمي.
أيضا تم قبول عقار آخر، و هو داتوبوتاماب ديروكستيكان (Dato-DXd)، والذي تم تطويره بالتعاون بين أسترازينيكا ودايتشي سانكيو لتقييم هيئة الدواء في الولايات المتحدة الأميركية
و أظهرت نتائج التجارب السريرية TROPION-Lung01 انخفاضا سريريا معتبرا بنسبة 37% في خطر تطور المرض أو الوفاة في سرطان الرئة غير صغير الخلايا (NSCLC) غير الحرشفي. و تستمر هذا التجربة السريرة لتقييم النقطة النهائية الأولية المزدوجة للبقاء الكلي.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة سرطان الرئة
إقرأ أيضاً:
بايدن ليس الأول.. رؤساء أمريكيون خاضوا معركة السرطان بصمت
في بلدٍ تتقدم فيه التكنولوجيا الطبية، وتُشكّل فيه صورة الزعيم جزءًا لا يتجزأ من الثقة العامة، تظلّ أخبار الحالة الصحية لرؤساء الولايات المتحدة محلّ اهتمام داخلي وخارجي كبير.
وقد مثّل إعلان إصابة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بالسرطان صدمة للرأي العام، ليس فقط بسبب خطورة المرض، بل لما يحمله من رمزية ترتبط بتاريخ طويل من المعاناة السرية أو العلنية لرؤساء سابقين مع هذا المرض.
ومع هذا الإعلان، ينضم بايدن إلى قائمة من القادة الأمريكيين الذين واجهوا السرطان بصمت، أو أحيطت معاركهم الصحية بسرية مشددة، مراعاةً لحساسية منصبهم وتأثير صحتهم على الأمن القومي والنفسي للبلاد.
بشكل مفاجئ، أعلن مكتب الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، إصابته بسرطان البروستاتا العدواني، بعد اكتشاف عقدة صغيرة خلال فحص طبي روتيني.
البيان الصادر يوم الأحد (18 مايو 2025) أوضح أن الفحوصات أظهرت وصول المرض إلى العظام، ما يشير إلى مرحلة متقدمة وخطيرة من المرض، وقد تم تشخيص الحالة اعتمادًا على نتائج اختبار PSA، وخزعة البروستاتا، والتي بيّنت درجة غليسون 9 (المجموعة الخامسة)، وهي أعلى درجات تصنيف عدوانية السرطان.
ورغم الإعلان الصريح عن تفاصيل المرض، إلا أن توقيته وشكله أثار تساؤلات في الأوساط السياسية والطبية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، ووجود حالة من الجدل حول أهلية بايدن للترشح مرة أخرى.
قائمة رؤساء خاضوا معركة السرطانإصابة بايدن ليست الأولى في تاريخ الرئاسة الأمريكية. فقد واجه عدد من الرؤساء السابقين أمراضًا سرطانية، بعضهم أعلن عنها لاحقًا، وآخرون أخفوا معاناتهم أثناء فترة حكمهم.
غروفر كليفلاند الرئيس الـ22 والـ24في مايو 1893، خضع كليفلاند لعملية جراحية سرّية لإزالة ورم سرطاني من سقف فمه، نُفذت على متن يخته الخاص. استُخدم فيها التخدير الكامل والأدوات الجراحية في مكان غير مهيأ طبيًا بالكامل، وذلك تفاديًا لإثارة ذعر سياسي واقتصادي في البلاد.
وعاش كليفلاند 15 عامًا بعد العملية، وتوفي عام 1908 بنوبة قلبية. ولم تُكشف تفاصيل الجراحة السرية إلا بعد أكثر من 25 عامًا على وفاته.
يوليسيس غرانت الرئيس الـ18توفي غرانت عام 1885 عن عمر يناهز 63 عامًا، بعد صراع مرير مع سرطان الحلق، سبّب له آلامًا مبرحة وأفقده القدرة على تناول الطعام في أيامه الأخيرة. ومع ذلك، استمر في كتابة مذكراته حتى الرمق الأخير لتأمين إرث مالي لعائلته.
ليندون جونسون الرئيس الـ36في عام 1967، وبعد خروجه من البيت الأبيض، خضع جونسون لعملية سرية لإزالة سرطان الجلد. وقد بقيت تفاصيل مرضه غير معروفة حتى سنوات لاحقة، توفي جونسون في يناير 1973 بسبب نوبة قلبية، عن عمر يناهز 64 عامًا.
جيمي كارتر الرئيس الـ39في صيف عام 2015، أعلن كارتر إصابته بـسرطان الجلد (ميلانوما)، وقد انتشر إلى الكبد والدماغ. خضع لعلاج إشعاعي، وعلاج مناعي مكثف، وحقق استجابة مذهلة للمرض.
واصل نشاطه الإنساني والسياسي حتى تدهورت صحته في عام 2023، ليتوفى لاحقًا في 2024، عن عمر يناهز 99 عامًا.
رونالد ريغان الرئيس الـ40خلال ولايته الثانية، وتحديدًا في عام 1985، خضع ريغان لعملية استئصال سرطان القولون بنجاح. كما عولج لاحقًا من سرطان الجلد في عام 1987.
وفي عام 1994، وبعد انتهاء فترة رئاسته، أُعلن عن إصابته بمرض الزهايمر، الذي أدى لاحقًا إلى وفاته عام 2004 بسبب مضاعفات المرض والالتهاب الرئوي.
هل ما زال السرطان "تابو رئاسي"؟رغم التقدم في الكشف والعلاج، لا تزال مسألة الإفصاح عن مرض السرطان للرؤساء محاطة بحذر شديد. فالمرض لا يُعد شأناً شخصيًا فقط، بل قضية أمن سياسي واقتصادي في بلدٍ يُعد مركز ثقل عالمي.
وفي ظل ضغط الرأي العام ووسائل الإعلام، بات من الصعب على أي رئيس أمريكي إخفاء مثل هذه المعلومات لفترة طويلة، كما حدث في القرن التاسع عشر. لكن يبقى التحدي في تقديم المعلومات بشفافية دون الإضرار بالصورة القيادية أو الإخلال بالاستقرار السياسي.
إعلان إصابة بايدن بالسرطان يعيد إلى الأذهان سيرة زعماء وقفوا في وجه المرض بصمت، وواصلوا أداء واجباتهم رغم المعاناة. وبين من حارب المرض سرًا ومن واجهه علنًا، تبقى معركة السرطان واحدة من أكثر التحديات الإنسانية والسياسية التي كشفت جوانب خفية من شخصية الرؤساء الأمريكيين، وأعادت صياغة نظرة الشعب إليهم.