عبد المعطي أحمد يكتب: لولا دا سيلفيا الذى زارنا أخيرا
تاريخ النشر: 22nd, February 2024 GMT
قامة برازيلية جذبت أنظار العالم. نشأ فى أسرة فقيرة متواضعة، وعمل فى طفولته ماسح أحذية، وعامل حدادة، فهو ابن فلاح برازيلى. أمه خياطة، ثم التحق بأحد المصانع، وانضم للجنة النقابية حتى أصبح يلقب ب" السياسى الأكثر شعبية". انتخب رئيسا للبرازيل للمرة الثالثة بعد أقل من ثلاث سنوات على إطلاق سراحه من السجن الذى دخله بتهمة الفساد، ولم يصدق الشعب الاتهام، فجاءوا به من وراء القضبان إلى قصر الحكم لسابق معرفتهم به من قبل، فقد نجح" لولا دا سيلفيا" اليسارى البالغ من العمر 77 عاما فى نقل 33مليونا من تحت خط الفقر إلى الطبقة الوسطى، وهذا هو السر فى التصويت له فى الانتخابات الرئاسية التى أوصلته للحكم مرة ثالثة.
1- منحة الأسرة أى صرف مساعدة مالية للأسر الفقيرة فى مقابل إبقاء أطفالهم فى المدارس وتطعيمهم، وحضور زيارات الرعاية الصحية الوقائية والتى تشمل رعاية ماقبل الولادة للنساء الحوامل، وعناصر الرعاية الغذائية، ومراقبة نمو أطفالهم.
2- إصلاح التعليم بتحسينه كما وكيفا، وزيادة الانفاق العام عليه من 2,7% من الناتج المحلى الإجمالى فى عام 1980 إلى 4,5% مع تركيز معظم الزيادات فى الانفاق على التعليم.
3- زيادة الحد الأدنى للأجور بتعديله سنويا على أساس معدل التضخم العام، ومعدل نمو الناتج المحلى الإجمالى، وتم ربطه بقيمة التأمينات الاجتماعية مثل المعاشات وإعانات البطالة، وانخفض عدد العمال الذين كانوا تحت الفقر من 23% فى عام 1999 إلى 14% فى عام 2006 لينقل فى النهاية أكثر من 33 مليون مواطن من طبقة الفقراء إلى الطبقة المتوسطة.
• ما نتمناه من كل القيادات الفلسطينية أن تترك خلافاتها وراء ظهرها، وأن يستثمروا ماحدث، وأن تبدأ تلك القيادات فى التفكير فى المستقبل بشكل أفضل لمصلحة شعبهم وقضيتهم، وذلك من خلال ترتيب البيت الفلسطينى من الداخل، فلا تقدم للقضية ولاحل للدولتين طالما ظل الانشقاق والانقسام الفلسطينى قائما ومعقدا. هذا مانتمناه فماذا عن الواقع؟ هذا من المفترض أن يحدث، أم توقعاتنا فتعتمد على توافر عناصر وسيناريوهات الحل، فما فعلته حركة حماس جعلت الشعب الفلسطينى يتوحد، وأصبحت جميع الأراضى الفلسطينية تعانى عنف واضطهاد الجيش الاسرائيلى، وقد تحركت القضية الفلسطينية كثيرا بعد عملية 7أكتوبر، وأصبح العالم العربى يضع تلك القضية ضمن أولوياته بعدما أهملها ووضعها طى النسيان، وعلى القيادات الفلسطينية أن تدرك أن القضية لن تتحرك للأمام، ولن يتم النظر فيها وحلها مالم تكن هناك قيادة واحدة، فالبحث عن بطولات فردية وممارسة السلطوية لن تؤدى إلى حل القضية، بل إلى تعقيدها. مطلوب أن تكون هناك قيادة فلسطينية واحدة أكثر عقلانية وأكثر براجماتية، وأن تكون مقبولة لدى الجميع وليس لها أجندات خاصة، عندها نستطيع أن نتحدث عن احتمالات التسوية وسبل الحل.
• ماذا تريد أمريكا من العالم العربى، وماذا بعد هزيمة إسرائيل فى غزة، وأين الحكومات العربية من كل ماحدث. إن فى عقل الإدارة الأمريكية شيئا غامضا سوف تكشفه الأيام، وإذا كان العالم يدين جماعات الإرهاب، فإن إرهاب الدول هو الخطر الحقيقى، وماذا نسمى عربدة أمريكا وإسرائيل فى العالم العربى مابين غزة واليمن والعراق وسوريا؟!
• الحياة ليست مجرد انتصارات وأمجاد شخصية ومعارك وفرض إرادة على الناس، وليست سياسات يتم فرضها دون النظر للواقع. الحياة هى الناس والمرض والتعاطف والتراحم والحب.
• قال لها:إما أن تحصلى على شريك يسعدك أو أنت قادرة على إسعاد نفسك. بالمناسبة دعينى أهمس فى أذنك بسر لاتعرفينه: هم يحسدونك على حريتك أيضا.!
• علمتنى الحياة أنه كما تتفاخر باجدادك كن الفخر لأحفادك.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
رحلة النغم والألم ( 2 )
يستمر "عبد الحليم حافظ" في الحديث معى فيعرض إلى سرد المعالم الرئيسية في مشواره الفني وتعامله مع الجمهور، فيقول لى بثقة الفنان الأصيل المترع بالذوق الرفيع والإحساس الصادق: "أنا أحمل على أكتافي مهمة تبسيط الأداء، وهذا ما دفع بالجيل الغنائى الجديد أن يتجه صوب هذا الطريق". عندما يعرج على بداية حياته يقول في أسى المكلوم: " تحملت الصدمات منذ البداية لا سيما عندما عزف الجمهور عن الاستماع إلىّ، وطالبنى بالنزول عن المسرح وصاح البعض: "إيه ده اللى انت بتعمله؟". بيد أنى لم أحبط وتمسكت بالبقاء على المسرح حتى أحقق الهدف الذي جئت من أجله. تعاملت يومها مع السهل الممتنع، وهي مسألة في غاية الصعوبة".
وأسأله: هل توقعت هذه البداية من الجمهور؟ وكيف رسم لنفسه طريق الخروج من أزمة الموقف؟ فقال: "كل وسيلتي يومها كانت الاستمرار في البقاء وعدم مغادرة المسرح". ويردف قائلا: " أنا لا أعيش في أفكار مسبقة قبل مواجهتي للجمهور باستثناء العمل الغنائي. عندما أتجه إلى المسرح أتصرف بالبساطة. ما يأتى وأنا على المسرح يكون رد فعل للحظة ذاتها. فما كان من الممكن أن أرسم صورة مسبقة لمواجهة الجمهور، لأنني لو فعلت ذلك سأفشل، وأنعزل عن أحاسيس الناس. وأنا في ذلك أسير وفق ما قاله " هيتشكوك" ذاته:" كل واحد منا في إمكانه أن يمثل شرط أن يعطى للدور ما هو مطلوب".
ويحدثني عما كان يشغله في تعامله مع الأحداث والتطورات، فيقول: "تشغلنى المشاكل الاجتماعية بكل أشكالها. ولقد أدركت أن ما نعانى منه من فقر ومرض سببه الأول والأخير هو الجهل، ولهذا كان يتعين على التعليم أن يسلك الطريق الصحيح. ومن الطبيعى أن التعليم لا يتم إلا عن طريق إنشاء الجامعات، والإسهام في بناء الكليات، ولا بد من تعاون الحكومة والشعب لمحو الجهل والأمية. أمر آخر يشغلنى هو مسألة الحروب، فهي إذا انتهت في مكان اندلعت في مكان آخر. والمثال واضح أمامنا، فالحرب قد تتوقف في فيتنام لتندلع في الشرق الأوسط. وهناك مشكلة عدم استقرار في العالم، مع مشكلة تضخم السكن وغلاء المعيشة، وهذا ليس في مصر فقط وإنما في كل مكان في العالم".
ويتحدث "عبد الحليم حافظ" عن المشاكل التى قد تعرض للشباب فيقول:" مشكلة الشباب ذاتها هى التى تدفعهم إلى تدمير أنفسهم كى يشعر العالم بوجودهم، وانسياقهم في تيارات اللامبالاة، ونبذهم لوجوه الحياة، وهو ما يؤدى بهم إلى العيش في قلق دائم وتوجس، ويزداد الأمر وطأة بأن يجابه الشباب الطرق المسدودة في مختلف المجالات".
ويحدثنى "عبد الحليم" عما يفعله في أوقات الفراغ فيقول:" أعيش مع الموسيقى معشوقتى، فأستمع إليها، وأشاهد الأفلام السينمائية بكل ألوانها، وأمارس رياضة "البنغ بونغ"، وأقرأ في الأدب والسياسة". أما الأمور التى تتكرر كثيرا معه فتتعلق بالمشاعر مع المعجبين، وكلمات التقدير التي يخطها لهم سواء على صورة من صوره، أو على ورقة في " الأوتوجراف" فيقول: " كل تمنياتى بالسعادة والحب"، ويردف " عبد الحليم" قائلا: لقد اكتشفت قبل عامين أنها كلماتى الدائمة التى أكتبها للناس في معرض تقديرى لمشاعرهم تجاه أعمالى الفنية".
لقد بدا لى "عبد الحليم حافظ" ــ الذى يحمل بين أضلاعه كميات مكثفة من المشاعر والألم ــ أنه لم يصب بردود فعل سلبية من جراء ذلك، بل على العكس فإن كل الألم الذى اختصه والتصق به زاد من رهافة حسه، وزاد من نظرته الصافية تجاه الناس والأشياء، ولهذا غدا المألوف منه هو العبارة التي يعلق بها على كل ما يكتبه المعجبون به والتي اختصرها في قوله: "كل تمنياتي لكم بالسعادة والحب".