سرايا - دعت الأمم المتحدة ودول عدّة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة لأسباب إنسانية، مطالبة بإجراء تحقيق بعد إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على مدنيين فلسطينيين الخميس، مما أدّى إلى استشهاد 115 على الأقل.

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة عن وصول 3 شهداء الى مجمع الشفاء الطبي بعد انتشالهم من منطقة دوار النابلسي عند شارع الرشيد في غزة، ليرتفع عدد "ضحايا مجزرة شارع الرشيد التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح الخميس إلى 115 شهيد و760 جريح".



وبعد أكثر من خمسة أشهر على اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أكدت فصائل فلسطينية بينها حركات فتح وحماس والجهاد الإسلامي، في بيان أصدرته في موسكو، أنها ستواصل العمل لتحقيق "وحدة وطنية شاملة" في إطار منظمة التحرير وأولوية مواجهة "العدوان الإسرائيلي" في غزة.

وجمعت روسيا الخميس ممثلين عن فصائل فلسطينية لإجراء مباحثات في خضم الحرب المتواصلة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

ميدانياً، ذكرت حكومة حماس أنّ القوات الجوية الإسرائيلية نفّذت عشرات الغارات في مختلف أنحاء القطاع الجمعة، بينها خان يونس ورفح في الجنوب. وقال شهود إنّ المعارك بين الجنود الإسرائيليين وحركة حماس تتواصل في مدينة غزة (شمال) وكذلك في خان يونس.

وبلغت حصيلة الخسائر البشرية أكثر من 30200 شهيد في القطاع المحاصر، وفقاً لوزارة الصحة، بينما تهدّد المجاعة 2.2 مليون شخص من أصل 2.4 مليون، وفقاً للأمم المتحدة التي حذّرت مجدّداً الجمعة من أنّ المجاعة في القطاع "أصبحت شبه حتمية ما لم يتغيّر شيء".

وذكر طبيب في مستشفى الشفاء في مدينة غزة وشهود الخميس أنّ الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار على "آلاف المواطنين" الذين هرعوا نحو شاحنات المساعدات عند دوار النابلسي في غرب المدينة.

وبحسب أحد الشهود، "اقتربت بعض شاحنات المساعدات أكثر من اللازم من دبابات الجيش المنتشرة في المنطقة وهاجم الحشد الشاحنات. فأطلق الجنود النار على الحشد لأنّ الناس اقتربوا أكثر من اللازم من الدبابات".

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنّ جنوداً شعروا "بالتهديد" وأطلقوا النار بصورة "محدودة"، وأفاد عن "تدافع قُتل وجُرح خلاله العشرات، وبعضهم دهسته شاحنات المساعدات".

الهدنة

ومن شأن هذه المأساة أن تعقّد المحادثات من أجل التوصّل إلى هدنة في الحرب التي اندلعت بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وقال بايدن إنه لن تكون هناك "على الأرجح" هدنة في غزة بحلول الاثنين، بعدما أعرب في وقت سابق من هذا الأسبوع عن أمله في وقف إطلاق النار بحلول الرابع من آذار/مارس.

ويحاول الوسطاء، قطر والولايات المتحدة ومصر، منذ أسابيع التوصل إلى اتفاق يسمح بوقف القتال، وإطلاق سراح رهائن مقابل الإفراج عن معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيلية.

وأجبرت المعارك 1.7 مليون شخص من سكان قطاع غزة على الفرار من منازلهم.

وتقدّر الأمم المتحدة أن حوالي 1.5 مليون فلسطيني يتكدّسون في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع الحدودية مع مصر. وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن هجوم على "معقل حماس الأخير" في رفح، على حدّ قوله. فيما يبقى معبر رفح مع مصر مغلقا.

وطلبت واشنطن "أجوبة" من إسرائيل بشأن مقتل المدنيين عند دوار النابلسي، داعية إلى "تحقيق معمّق". وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ "أفضل طريقة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني هي التوصّل إلى اتفاق بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار..."، مشيرة إلى وضع "يائس بشكل لا يُصدّق" في غزّة.

وأدانت إيطاليا وإسبانيا المأساة، وأكّدتا على ضرورة وقف إطلاق النار "بشكل عاجل".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين الجمعة عبر منصة "إكس"، "يجب بذل كل الجهود من أجل التحقيق في ما حصل بشفافية كاملة. المساعدة الإنسانية طوق نجاة للذين يحتاجون اليها، ويجب ضمان وصولها إليهم".

وأعرب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل عن شعوره "بالصدمة والاشمئزاز جراء مقتل مدنيين أبرياء".

من جهة أخرى، أعلنت المفوضية الأوروبية أنّ الاتحاد الأوروبي سيفرج "في بداية الأسبوع المقبل" عن 50 مليون يورو كمساعدة لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قبل أن يفرج لاحقاً عن 32 مليون إضافية.

وكانت دول عدّة أوقفت مساعداتها لأونروا التي اتهمت إسرائيل عددا من أعضائها بالتورط مع حماس.

في فرنسا، أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون عن "سخط عميق إزاء الصور الآتية من غزة حيث استُهدف مدنيون من جنود إسرائيليين"، مطالباً بـ"الحقيقة" و"العدالة". كما طالبت وزارة الخارجية الفرنسية صباح الجمعة بـ"تحقيق مستقلّ" بشأن ما حصل.

وأعربت الصين الجمعة عن "صدمتها" إزاء المأساة، مؤكدة "إدانتها الشديدة" لما جرى.

كذلك، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف مدنيين عزّل" ما تسبّب بـ"مقتل المئات إزاء قصف قوات الاحتلال طوابير من المدنيين كانوا ينتظرون حصولهم على مساعدات".

وتحدّثت قطر عن "مجزرة شنيعة ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين عزّل"، فيما قالت تركيا إن "إسرائيل أضافت جريمة جديدة إلى جرائمها ضد الإنسانية".

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً مغلقاً الخميس لبحث المسألة، بعدما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "صدمته"، مندداً بواقعة "مروعة"، وداعياً إلى "تحقيق مستقل" لتحديد المسؤوليات.

وردّت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس. وباشرت حملة قصف على قطاع غزة أتبعتها بعمليات عسكرية في 27 تشرين الأول/أكتوبر. كما شدّدت الحصار الذي كانت تفرضه أصلا على قطاع غزة منذ العام 2007.

وحذّرت الأمم المتحدة مجددا الجمعة من أن مجاعة في قطاع غزة "أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء".

ولدى الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية معايير معينة لتحديد حالة المجاعة التي لم تعلن بعد في قطاع غزة.

وأكّد الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" ينس لايركه أنه "حتى إعلان حالة مجاعة، يكون الأوان قد فات بالنسبة إلى كثر".

وقال لايركه في المؤتمر الصحافي الدوري للأمم المتحدة الجمعة في جنيف "لا نريد أن نصل إلى هذا الوضع ويجب أن تتغيّر الأمور".

وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير إنه وفقا للإحصاءات الرسمية التي جمعتها سلطات حماس التي تسيطر على قطاع غزة، سجّلت وفاة عشرات الأطفال رسميا بسبب سوء التغذية.

وأضاف أن هذا العدد بالتأكيد أقل من الأرقام الفعلية.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الأمم المتحدة على قطاع غزة إطلاق النار فی قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

اليوم التصويت: مشروع قرار أمريكي يدعو لهدنة فورية في غزة

قالت واشنطن إنها طلبت من مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار يدعو إسرائيل وحماس للالتزام “دون تأخير” بتطبيق مقترح لوقف إطلاق النار في غزة، دون أن تحدد موعدا لجلسة التصويت.
ووفقا لمصادر دبلوماسية، من المقرر إجراء التصويت اليوم الاثنين.

وقال المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيت إيفانز في بيان: “اليوم دعت الولايات المتحدة مجلس الأمن إلى الذهاب للتصويت على مشروع القرار الأمريكي (…) الداعم للمقترح” الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي.

وأضاف “يجب على أعضاء المجلس ألا يدعوا هذه الفرصة تفوتهم ويجب أن يتحدثوا بصوت واحد لدعم هذا الاتفاق”، في حين تعرضت الولايات المتحدة حليفة إسرائيل لانتقادات واسعة لعرقلتها مشاريع قرارات عدة تدعو إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

وفي نهاية مايو، كشف بايدن عن خطة قال إنها إسرائيلية وتمتد على 3 مراحل، مدة كل منها حوالى 40 يوما، للانتقال من وقف موقت لإطلاق النار إلى سلام دائم في غزة.

ويحمّل مشروع القرار الأمريكي بوضوح حركة حماس مسؤولية الموافقة على مقترح الهدنة.

وفي نسخته الثالثة التي وزعت أمس الأحد على الدول الأعضاء، “يرحب” النص بهذا المقترح. كما يؤكد، خلافا للنسخ السابقة، على أن إسرائيل “وافقت” على المقترح.

مقالات مشابهة

  • تحقيق سري أممي: انتهاكات مروعة أثناء طرد المهاجرين من تونس لليبيا
  • مسؤول فلسطيني: لا نثق بجدية أمريكا في وقف إطلاق النار بغزة
  • الأمم المتحدة تعرب عن صدمتها الشديدة إزاء عدد ضحايا مجزرة النصيرات
  • ‏الأمم المتحدة: قتل مدنيين في غزة خلال عملية إسرائيل لتحرير رهائن قد يرقى لجريمة حرب
  • السعودية ترحب بتبنّي مجلس الأمن مشروع القرار الأمريكي بالوقف الفوري لإطلاق النار بغزة
  • مجلس الأمن الدولي يتبنى المقترح الأمريكي لهدنة في غزة
  • أستاذ علاقات دولية: مؤتمر غزة سيبحث إيجاد مخرج حقيقي لإيصال المساعدات الإغاثية
  • اليوم التصويت: مشروع قرار أمريكي يدعو لهدنة فورية في غزة
  • مصطفى عمار: العالم لا يحرك ساكنا رغم كل مجازر الاحتلال الإسرائيلي بغزة
  • وزير الخارجية القطري: يجب الضّغط لوقف إطلاق النار بغزة