لا أعتقد أن وقف أطلاق النار فى غزة سيكون نهاية الحرب، كانت إسرائيل تتمنى القضاء على حماس وفشلت، وكانت تسعى إلى إطلاق سراح الرهائن ولم تنجح، وكانت تريد تدمير الإنفاق ولم تستطع وبقيت سرا حتى آخر المواجهات.. إن هذا يعنى أن إسرائيل قد خسرت كل أوراقها فى المعركة بل إن الأخطر أنها ارتكبت واحدة من أكبر المجازر ودخلت قاموس الإبادة الجماعية بجدارة وعليها أن تنتظر كلمة التاريخ إذا خذلها الحاضر.
على الجانب الاخر فإن حماس نجحت فى إثارة الرأى العام العالمى وأعادت قضية فلسطين إلى المحافل الدولية شعبيا ورسميا، وتحولت غزة بصمودها إلى إحدى معجزات العصر فى الدفاع عن الأرض بعد أن اهتزت أركان المجتمع الإسرائيلى سياسيا وأمنيا وإنسانيا وأصبحت صورة إسرائيل أمام العالم نموذجا للوحشية والهمجية.. على جانب آخر فإن أمريكا خسرت الكثير فى هذه المغامرة التى تورط فيها الرئيس بايدن وقد تكلفه ثمنا غاليا فى الانتخابات المقبلة.. إن إعلان الهدنة إذا حدث فلن يعنى نهاية الحرب لان إسرائيل تركت للشعب الفلسطينى تراثا طويلا من الكراهية يكفى لإشعال الحروب مئات السنين.. إن أطفال غزة الذين تحدوا الموت سوف يحملون آلام أشقائهم الذين رحلوا لأن الدم لا يموت وسواء تمت الهدنة أو تعثرت وفشلت فإن للزمن دورات وللأيام حسابات ولعل العالم العربى يتعلم من درس غزة ويسترد مكانته قبل فوات الأوان.. إن الحساب لن يكون الآن ولن يتأخر كثيرا، ولكن هناك أطرافا سوف تدفع الثمن فى مقدمتها الشعوب العربية التى تخاذلت وأمريكا التى تواطأت وإسرائيل وعليها أن تدفع ثمن جرائمها.
فاروق جويد – بوابة الأهرام
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
حرب غزة.. إسرائيل تتمسك بخطة ويتكوف وسط ضغوط أمريكية وساعات حاسمة للمفاوضات
أكد مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم، تمسك إسرائيل بخطة مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بشأن حرب غزة والتي قال إنها “تحظى بموافقة الإدارة الأمريكية”، وواصفًا إياها بأنها "الخطة الوحيدة المطروحة حاليًا".
وأضاف المكتب أن إسرائيل "مستعدة لبحث شروط إنهاء الحرب في غزة، ولكن فقط بعد تحقيق جميع أهداف الحرب التي حددها الكابينت الأمني".
وفي تطور لافت، نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر رفيعة أن الساعات القادمة ستكون "حاسمة" وقد تشهد إما التوصل إلى صفقة تبادل أسرى أو تصعيدًا جديدًا في العمليات العسكرية.
وأفادت القناة بأن المبعوث الأمريكي الخاص، ويتكوف، قدّم اليوم لرئيس الوزراء الإسرائيلي عدة خيارات لدفع المفاوضات قدمًا.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي مطّلع أن اللقاء تناول ملفات إنسانية وأمنية، بينها شروط وقف إطلاق النار، وتمركز قوات الاحتلال الإسرائيلية خلاله، وضمانات محتملة لحركة حماس بعدم تجدد القتال عقب إطلاق سراح الأسرى.
ورغم الضغوط الأمريكية المتزايدة، نقلت القناة عن مصادر مقرّبة من نتنياهو أن موقفه لم يتغير، مؤكدين: "لن نسمح بإنهاء الحرب قبل تحقيق كامل الأهداف".
من جهتها، كشفت القناة 12 أن الولايات المتحدة عرضت ضمانات على كل من حماس وإسرائيل في محاولة لإنجاح المفاوضات، في حين أشارت القناة 13 إلى أن بعض مقترحات ويتكوف لا تتضمن إنهاء الحرب لكنها "لا تتماشى تمامًا مع المطالب الإسرائيلية".