عاجل اشتعال حرب شرسة بين إسرائيل و إيران في ظل هدوء تام للصواريخ والمسيرات
تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT
مع صمت الصواريخ وتوقف حركة الطائرات الحربية والمسيّرات، بدأت معركة إلكترونية لا تقل شراسة بين إسرائيل وايران، تزامناً مع هدنة هشة بين بلدين خاضا نزاعاً نادراً لاثني عشر يوماً.
ووفق تقرير لقناة “إيران إنترناشيونال”، فإن العمليات الالكترونية تكثفت بين البلدين بعد وقف إطلاق النار في 25 يونيو/ حزيران الماضي، إذ سُجل 450 هجوماً إيرانياً ضد أهداف إسرائيلية، ونُسب العديد منها إلى مجموعات قرصنة موالية لطهران.
في المقابل، أكد مروان هاشم، المؤسس المشارك لشركة FearsOff لخبراء الأمن السيبراني، أن الهجمات على مجمع إيران المالي والبنية التحتية والطاقة كانت أقل، لكنها أكثر تعقيداً، وقد عُثر على جهات مرتبطة بالاستخبارات الإسرائيلية.
وبعد وقف إطلاق النار، لم يُسجل سوى حوالي 10 هجمات إلكترونية معروفة شنتها جهات موالية لإسرائيل ضد إيران، كما أضاف هاشم مستدركاً أنه “كلما قلّ عدد الهجمات الإسرائيلية، كانت أكثر استهدافاً وتأثيراً”.
خلال الحرب، أعلنت مجموعة قرصنة موالية لإسرائيل تُعرف باسم “العصفور المفترس” مسؤوليتها عن هجوم إلكتروني كبير على بنك سبه الإيراني.
وأعلنت المجموعة لاحقاً أنها استنزفت حوالي 90 مليون دولار من منصة “نوبيتكس”، أكبر بورصة عملات رقمية في إيران، مضيفة أنها نشرت قوائم رموز مصدر “نوبيتكس” على منصة “إكس”.
ومع ذلك، ورغم وقف إطلاق النار، لا تزال الحرب الإلكترونية مستمرة، وحلّ عصر “العدوان الرقمي الصامت”، وقد يُصبح حتى الحلفاء أهدافاً في هذا المجال الغامض من الهجمات الهادئة، وفق تقرير “إيران إنترناشيونال”، الذي يضيف أن “وهم السلام لا يمتد إلى الفضاء الإلكتروني، ففي الواقع، يُتوقع أن تزداد العمليات الإلكترونية عدوانية، ولكن بسرية أكبر، إذ إن الصمت ليس مؤشراً على السلامة”.
هجمات يومية
وأقرّ خبير الأمن السيبراني الإسرائيلي، بواز دوليف، بوجود محاولات يومية لاختراق الشركات الصغيرة والمتوسطة في إسرائيل، لكنها لم تنجح حتى الآن في مهاجمة البنية التحتية الحيوية.
وقال: “هناك الكثير من الشكوك طوال الوقت، وإن لم تُعطل إيران البنية التحتية الإسرائيلية بالهجمات الإلكترونية، لكن بعض الشركات الإسرائيلية تعرضت للاختراق وسُربت بعض المعلومات الحساسة”.
وأضاف دوليف: “نعتقد أنهم اخترقوا عشرات الشركات الإسرائيلية، الصغيرة والمتوسطة. معظمها يقدم خدمات لمؤسسات كبيرة، لذا توجد بعض المعلومات الحساسة داخلها”.
في حين اعتبر خبير سيبراني إسرائيلي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن بلاده لا تزال “أقوى بكثير من إيران في المجال السيبراني”.
وأضاف: “بإمكانهم فعل ما يحلو لهم في إيران، لكن السؤال هو كيف يستخدمون هذه القوة، ومن سيهاجمون، ومتى، وما حجم الضرر المتوقع؟”.
وتابع: “لهذا السبب قرروا مهاجمة النظام المالي في إيران. كانت رسالة لإيران مفادها أن بنيتها التحتية أكثر عرضة للخطر مما يتصورون
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
أحمد الشرع: إسرائيل شنت على سوريا أكثر من 1000 غارة.. وهذا ما قاله عن المنطقة العازلة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—شارك رئيس الإدارة السورية الحالية، أحمد الشرع في فعاليات النسخة الـ23 لمنتدى الدوحة 2025 في العاصمة القطرية تحت شعار "ترسيخ العدالة من الوعود إلى الواقع الملموس".
وقال الشرع في جلسة حوارية بالمنتدى إن "إسرائيل تعمل على تصدير الأزمات إلى الدول الأخرى والهروب من المجازر التي ترتكبها في قطاع غزة، وتبرير كل شيء بالمخاوف الأمنية، بينما سوريا منذ التحرير أرسلت رسائل إيجابية لإرساء دعائم الاستقرار الإقليمي"، حسبما نقلت عنه وكالة "سانا" السورية للأنباء.
وأردف أحمد الشرع: "إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من 1000 غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها، وكان آخر هذه الاعتداءات المجزرة التي ارتكبتها في بلدة بيت جن بريف دمشق وراح ضحيتها العشرات"، موضحا: "نعمل مع الدول الفاعلة على مستوى العالم للضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي احتلتها بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، وجميع الدول تؤيد مطلبنا هذا. وهناك مفاوضات مع إسرائيل، والولايات المتحدة منخرطة معنا في هذه المفاوضات، وجميع الدول تدعم مطلبنا بانسحابها لما قبل الثامن من ديسمبر".
وقال الشرع إن "سوريا تصر على التزام إسرائيل باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، ومطلب المنطقة منزوعة السلاح حوله الكثير من التساؤلات، فمن سيحمي هذه المنطقة؟، إن لم يكن هناك تواجد للجيش السوري".
وأكد أحمد الشرع أن "أي اتفاق يجب أن يضمن مصالح سوريا، فهي من تتعرض للهجمات الإسرائيلية". متسائلا: "من الأولى أن يطالب بمنطقة عازلة والانسحاب؟"، بحسب ما أفادت وكالة "سانا".
وأردف الرئيس السوري أن العالم انفتح على سوريا للاستفادة من موقعها المهم ومن تأثيرها الإقليمي لإرساء دعائم الاستقرار في المنطقة.
ومضى الشرع يقول إن "سوريا مرت بمراحل خطيرة خلال الـ60 سنة الماضية، وكانت تعيش عزلة كبيرة وحصاراً اقتصادياً خانقاً، وسياسات النظام البائد دفعت أغلب الأطراف الدولية للانكفاء عن سوريا، وفي مثل هذه الأيام كنا نتهيأ للدخول إلى دمشق، وبعد التحرير استعادت سوريا الكثير من علاقاتها الدولية".
وذكر أحمد الشرع أن "سوريا بلد متطور قائم على الانتخابات، ورغم أننا لسنا جاهزين لها في هذا الوقت، أجرينا انتخابات مجلس الشعب بطريقة تتناسب مع المرحلة الانتقالية، ومبدأ اختيار الشعب لمن يحكمه مبدأ أساسي. ولا نربط بناء سوريا بالأشخاص بل بالمؤسسات، وهذا هو التحدي الأكبر في المرحلة الانتقالية التي نمر فيها".
ومضى الشرع يقول: "بعد التحرير، أجرينا مؤتمر حوار وطني شامل انبثق منه إعلان دستوري مؤقت، وهذا الإعلان أعطى صلاحية للرئيس بالاستمرار 5 سنوات سيتم خلالها إصدار الكثير من القوانين وسيكتب الدستور الذي سيكون المرجعية الأساسية لنظام الحكم، وبعد 4 سنوات سنذهب بالتأكيد للانتخابات".
وذكر الشرع: ""أصبح لدى الناس وعي بمعنى كلمة إرهابي ومن يستحقها بالضبط".
وأوضح أحمد الشرع: "لو طبقنا هذا التوصيف للإرهاب على دول عدة في العالم نجده في عدد الضحايا الذين وقعوا في غزة، وهم نحو 70 ألف إنسان من الأبرياء، وفي عهد النظام البائد قُتل أكثر من مليون سوري، وغُيّب أكثر من 250 ألف شخص، وهُجر أكثر من 13 مليون إنسان، وهناك حروب حصلت في المنطقة كالعراق وأفغانستان، راح فيها ضحايا أغلبهم من الأبرياء، والقتلة هم من يصفون الآخرين بالإرهابيين".
وأضاف الشرع: "بأيدينا كسرنا قيود السجون التي كان يُعذب فيها الناس ونحن من كسرنا قيد سجن صيدنايا، والواقع هو من يكذب المعايير المزدوجة التي يسعى البعض إلى ترويجها"، حسبما نقلت عنه وكالة "سانا" السورية للأنباء.
وأكد أحمد الشرع: "حريصون على ضمان حقوق المرأة السورية وهي مُمَكّنة في المجتمع، ونسعى أن تكون مشاركة في الحكومة ومجلس الشعب، وليس هناك خوف عليها".
وقال الشرع إن "سوريا هي التي عرّفت معنى التعايش، وأعطت العالم دروساً في السلم الأهلي عبر تاريخها الطويل، وكل أطياف الشعب السوري شاركت في الثورة. والنظام البائد أورثنا مشاكل كبيرة جميعنا فيها ضحايا ويجب معالجتها بحكمة، حصلت نزاعات وشكلنا لجان تقصي حقائق واستقبلنا لجاناً دولية، ونعمل على محاكمة مرتكبي الجرائم في الساحل والسويداء، ومن بدأ هذه النزاعات هم فلول النظام البائد ثم تطور ووصل إلى ما وصل إليه، لكن سوريا دولة قانون يصون حقوق الجميع، وسوريا ليست مجموعة طوائف تعيش مع بعضها، هي بلد غني وشعب مثقف وواعٍ، وتعزيز مبدأ المحاسبة وفق القانون وتطوير دور المؤسسات هو الطريق إلى بناء الدولة وضمان حقوق الجميع".
ومضى الشرع قائلا: "الجميع ممثل اليوم في الحكومة وفق مبدأ الكفاءة لا المحاصصة، وفي هذا تسلك سوريا مساراً جديداً سيتعلم منه الآخرون كيف تدار الأمور ما بعد الأزمات والحروب. فسوريا انتقلت من نظام حكم إلى آخر لا يشبهه بعد نجاح الثورة الشعبية، ورغم بعض الإشكاليات التي حصلت، سوريا تسير بمسار إيجابي نحو الاستقرار والنمو الاقتصادي"، طبقا لما أوردت وكالة "سانا".
وأكد الرئيس السوري أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "تدعم مسار رفع العقوبات عن سوريا، وأغلب دول العالم تسير على هذا النهج، ولا يجب أن يكون مصير الشعب السوري مرتبطاً بإرادة بعض الأشخاص الذين لا يريدون رفع العقوبات".
وفي وقت سابق، التقى أحمد الشرع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر، في اليوم الأول من أعمال منتدى الدوحة 2025 بحضور وزير الخارجية في الحكومة السورية الحالية أسعد الشيباني.