الدعاء عند الإفطار في رمضان / د. حاتم جميل السحيمات
تاريخ النشر: 5th, March 2024 GMT
الدعاء عند الإفطار في رمضان
د. حاتم جميل السحيمات
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ينتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الفتاوى التي يدعي أصحابها انها هي الفتاوى الصحيحة فقط دون النظر الى اقوال الفقهاء الاخرين، بل وصل الامر بالبعض ان يقول “افعل ولا تفعل قل ولا تقل”، مثلما انتشرت صورة فيها (قل: “ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر ان شاء الله” ولا تقل: “اللهم لك صمت وعلى رزقك افطرت”) مع ان الدعاء الأول والثاني وردا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الحديث الأول: رواه ابو داود (2357) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: (ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ).
والحديث الثاني: رواه أبو داود (2358) عَنْ مُعَاذِ بْنِ زُهْرَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: (اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ).
فلا دليل شرعي يدل على منع الدعاء بهذين الحديثين، وخصوصا ان في كلا الحديثين شكر لله عز وجل على نعمائه وعلى أداء العبادة.
وقد ذهب اهل العلم الى جواز دعاء الله باي صيغة كانت، وما نسمعه من ادعية في صلاة الوتر وخصوصا في الحرم المكي ادعية لم ترد كلها عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا نجد من ينكر على هؤلاء الائمة هذه الادعية، لان الدعاء ليس مشروطاً على ان يكون آية أو حديث. المهم أن يكون مناجاة لله تعالى، واستعانة به والطلب منه جل وعلا.
فلا نضيق على عباد الله فذكر الله ودعاؤه في كل وقت الا الأوقات المخصوصة بالعبادة كالتسبيح في الركوع والسجود فهنا لا يجوز التغير والتبديل لان هذه عبادة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغة، وفي أي مكان الا الأماكن التي جاء النهي عن الدعاء والذكر بها، وباي طريقة كانت، المهم ان تكون لله نابعة من قلب خالص.
والحمد لله رب العالمين مقالات ذات صلة الغزوايون يموتون جوعا 2024/03/05
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
أمين الفتوى يحذر من تخويف الأبناء ليقوموا بأداء الصلاة
أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد من سيدة تُدعى "بدرية من المنوفية" تسأل فيه: "ابني لا يُصلي، وكلما نصحته قال لي: ربنا يسهل، فهل عليّ ذنب؟"
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له، اليوم الخميس: " لا إثم عليكِ، ولكن يجب أن نبحث عن السبب الذي يجعل الابن لا يُصلي، فقد تكون هناك تحديات أو مؤثرات خارجية، مثل غياب الصحبة الصالحة أو الانشغال بأمور الحياة".
وأوضح الشيخ محمد كمال أن الأم ينبغي أن تنصح ولدها بالحسنى، مستشهدًا بقول الله تعالى: (ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)، مضيفا: "مش من الصح نقوله: لو ما صليتش هتروح النار، أو ربنا هيمنع عنك كذا وكذا.. الأفضل نرغّبه في الصلاة بلطف، ونشجعه على صلاتها جماعة".
وتابع: "قولي له: تعالَ نصلي سوا، صوّتك جميل، اقرأ لينا، صلي بيا أنا والدتك.. وشوفي لو له أصحاب بيصلوا، خليه يروح معاهم، لأن الصاحب ساحب، والرفقة الصالحة لها تأثير كبير".
وأَضاف: "أكثري من الدعاء له، فدعاء الأم مستجاب كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم.. قولي: يا رب اجعل ابني من المحافظين على الصلاة، من البارين، وكرري الدعاء ليلًا ونهارًا، وإن شاء الله ربنا يهديه ويشرح صدره للصلاة".