القاهرة - غزة «وكالات»: تواصلت في القاهرة اليوم مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بحضور وفد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والوسطاء وغياب وفد إسرائيل بعد يومين من المحادثات دون انفراجة.

وقال قيادي بحركة (حماس) اليوم إن مفاوضين من الحركة بقوا في القاهرة ليوم آخر لإجراء المزيد من المحادثات بناء على طلب الوسطاء.

وعُلقت آمال على أن تكون محادثات القاهرة المحطة الأخيرة قبل التوصل إلى أول وقف طويل الأجل لإطلاق النار في الحرب، وهو هدنة مدتها 40 يوما يتم خلالها ضخ المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح رهائن قبل حلول شهر رمضان. ونقلت قناة القاهرة الإخبارية أيضا عن مصدر القول إن «هناك مصاعب تواجه المباحثات». وفي وقت سابق اليوم قال باسم نعيم القيادي الكبير في حماس إن «الحركة قدمت مقترحها بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار إلى الوسطاء خلال يومين من المحادثات وتنتظر الآن ردا من الإسرائيليين الذين غابوا عن هذه الجولة».

وأضاف نعيم أن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لا يريد اتفاقا، والكرة في ملعب الأمريكان» للضغط عليه من أجل التوصل إلى اتفاق.

وقال مصدر في وقت سابق إن إسرائيل قاطعت المحادثات لأن حماس رفضت طلبها بتقديم قائمة بأسماء جميع الرهائن الذين ما زالوا على قيد الحياة. وأوضح نعيم أن هذا يستحيل دون وقف إطلاق النار أولا بالنظر إلى أن الرهائن موزعون في أنحاء منطقة الحرب ومحتجزون لدى فصائل مختلفة.

وقالت مصادر أمنية مصرية إنها كانت لا تزال على اتصال مع الإسرائيليين بما يسمح بمضي المفاوضات دون مشاركة وفد إسرائيلي.

وتقول واشنطن -الحليف الأقرب لإسرائيل وأحد رعاة محادثات وقف إطلاق النار- إن اتفاقا قبلت به إسرائيل مطروح بالفعل على الطاولة وإن الأمر متروك لحماس لقبوله. وترفض حماس هذه التصريحات وتراها محاولة لإبعاد اللائمة عن إسرائيل إذا انهارت المحادثات دون التوصل لاتفاق. ويسيطر الجوع حاليا على قطاع غزة المحاصر حيث تضاءلت إمدادات المساعدات بشدة خلال الشهر الماضي، بعدما تقلصت بالفعل بشكل حاد منذ بداية الحرب. وباتت مناطق كاملة من القطاع محرومة تماما من الغذاء. وتعج المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في غزة، والمكتظة بالفعل بمصابي الحرب، الآن بأطفال يتضورون جوعا حتى الموت.

ويرقد الطفل أحمد كنعان وقد صارت عيناه غائرتين ووجهه شاحبا على سرير في مستشفى العودة في رفح ملتحفا سترة صفراء. وخسر الطفل نصف وزنه منذ بداية الحرب وصار يزن الآن ستة كيلوجرامات فقط.

وقالت عمته إسراء كلخ «تزداد حالته سوءا. الله يستر من اللي جاي». كما قالت ممرضة إن هؤلاء الأطفال الهزيلين يتدفقون الآن على المستشفى بأعداد غير مسبوقة، وأضافت «بنواجه عدد كبير من المرضى يعانون من هذا الإشي وهو سوء التغذية». والوضع في شمال غزة هو الأسوأ؛ إذ لا تستطيع وكالات الإغاثة أو كاميرات وسائل الإعلام الوصول إليه. وتقول سلطات الصحة في غزة إن 15 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية أو الجفاف في أحد المستشفيات.

وتزعم إسرائيل أنها مستعدة للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة عبر نقطتي التفتيش على الطرف الجنوبي من القطاع اللتين سمحت بفتحهما، وتلقي باللوم على الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى في عدم توزيع المساعدات على نطاق أوسع.

وتقول وكالات الإغاثة إن هذا بات مستحيلا مع انهيار القانون والنظام، وإن السماح بدخول الأغذية وتأمين عمليات توزيعها يقع على عاتق إسرائيل التي اجتاحت قواتها بلدات غزة وتقوم بدوريات فيها.

وقالت أديل خضر، المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «لا بد وأن الشعور بالعجز واليأس بين الآباء والأطباء، الذين يدركون أنه يتم منع المساعدات المنقذة للحياة والموجودة على بُعد بضعة كيلومترات فقط، هو أمر لا يحتمل». وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إسرائيل اليوم على استخدام «كل السبل الممكنة» لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، قائلا إن الوضع الحالي في القطاع المكتظ بالسكان غير مقبول ولا يمكن أن يستمر.

وفي تصريحات قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مقر وزارة الخارجية الأمريكية، قال بلينكن إن هناك فرصة سانحة للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأشار إلى أن المسؤولية تقع الآن على حركة حماس للمشاركة في تلك المحادثات.

ميدانيا زعم الجيش الإسرائيلي أنه دمر أكبر نفق لحركة حماس في قطاع غزة.

وقال الجيش اليوم إنه خلال الأسابيع الماضية تم فحص وتفكيك النفق الذي له عدة أفرع، والذي عُثر عليه شمال قطاع غزة في منتصف ديسمبر الماضي.

وأعلن جيش الاحتلال اليوم أنه قتل «نحو 20 مقاوما» في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، وذلك من خلال القناصة الإسرائيليين والدبابات والطائرات دون طيار (درون).

وقال إنه قد تم أيضا ضرب أكثر من 50 هدفا تابعا لحركة حماس، من بينها منصات للإطلاق ومستودعات أسلحة وأنفاق، وغيرها من البنية التحتية العسكرية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 30 ألفا و631 شهيدا و72 ألفا و43 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وقالت الوزارة، في منشور أوردته على حسابها بموقع «فيسبوك» اليوم إن «الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 97 شهيدا و123 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية».

وأضافت أنه في «اليوم الـ151 للعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ويمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار فی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ملف اليوم يناقش انفراجة إنسانية محدودة في غزة وسط ضغط دولي وتحركات سياسية متسارعة

ناقشت حلقة اليوم من برنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية" وتقدّمه الإعلامية آية لطفي، تطورات الوضع الإنساني في قطاع غزة، في ضوء انفراجة محدودة سمحت بمرور دفعة من المساعدات عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، في ما يُعدّ أكبر قافلة إغاثية تدخل القطاع منذ أسابيع.

وبينما وُصفت الهدنة القائمة بأنها "لا تشبه الهدن المعتادة"، جاءت هذه الخطوة كاستجابة لضغط دولي مكثف، ما أتاح هدنة تكتيكية أتاحت المجال لتحرك إنساني محدود.

وقد سلط البرنامج الضوء على المسار الذي سلكته الشاحنات المصرية المنطلقة من معبر رفح، وهو المسار الذي فنّد الادعاءات بشأن إغلاق المعبر، وأكد مجددًا إصرار القاهرة على كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، حتى ولو عبر طرق ميدانية معقدة.

وتزامن هذا التحرك مع تحذيرات أممية من انهيار إنساني شامل في القطاع، بالتوازي مع إشارات دولية تشيد بالتحرك المصري على المستويين الدبلوماسي والميداني، كما برز دور الهلال الأحمر المصري في تنسيق دخول الشاحنات تباعًا، وتقديم المساعدات للمناطق الأكثر تضررًا.

وتساءلت الحلقة: هل تنجح قوافل المساعدات في كسر الحصار وفتح ممر إنساني دائم نحو غزة؟ أم أن ما نشهده اليوم لا يعدو أن يكون هدنة مؤقتة فرضها الضغط الدولي؟ وأين تتقاطع هذه الانفراجة مع التحركات السياسية المتسارعة لوقف الحرب ورسم مستقبل ما بعد العدوان؟

أسئلة محورية طُرحت في سياق قراءة تحليلية لمشهد إنساني وسياسي بالغ التعقيد، ما يجعل هذا الملف عنوانًا لمرحلة مفصلية في مسار القضية الفلسطينية.

طباعة شارك قطاع غزة القطاع رفح كرم أبو سالم الهدنة

مقالات مشابهة

  • ملف اليوم يناقش انفراجة إنسانية محدودة في غزة وسط ضغط دولي وتحركات سياسية متسارعة
  • حماس: لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والتجويع
  • الأمم المتحدة: «الهدنة فرصة لإنقاذ الأرواح».. ووصول سفينة «حنظلة» إلى إسرائيل
  • مأزق الحرب في غزة.. هدنة إسرائيل المؤقتة لتخفيف حدة الانتقادات الدولية .. نتنياهو سيقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى هذه الحالة
  • صحفي اسرائيلي: إسرائيل تفشل استراتيجيا” لم نستعد الرهائن ولا قضينا على حماس”
  • انفراجة في «أزمة الجوع».. هدنة في قطاع غزة ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب
  • قيادي في “حماس”: قدمنا رؤية واقعية والموقف الأمريكي مُستغرب 
  • مقرب من ويتكوف: “حماس” لم تطلب الكثير ونتنياهو لا يريد إنهاء الحرب
  • حماس تتحدث عن تفاصيل آخر جولة مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال