حماس تتحدث عن تفاصيل آخر جولة مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
تحدث القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس غازي حمد، مساء اليوم السبت، عن تفاصيل آخر جولة مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، بشأن التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة جديدة لتبادل الأسرى.
وقال حمد: "حركة حماس كانت دوما تقدم المواقف الإيجابية والمرنة والمتقدمة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، وأنا أعتقد أن هناك الكثير من الشهادات والوقائع والحقائق، حتى التي لمسها الوسطاء في التعامل مع الحركة في جولات التفاوض الكثيرة، لأن حماس كانت دومًا جدية ومهتمة بأن تصل إلى اتفاق".
وأضاف أنّ "ما حدث في الفترة الأخيرة هو أننا فوجئنا بهذا الموقف، رغم أننا قدمنا رؤية عقلانية وموضوعية، وقاربت كثيرا من مقترح ويتكوف"، وفق ما تحدث به خلال مقابلة مع التلفزيون العربي.
وتابع قائلا: "أعتقد أن حتى الوسطاء أبدوا أننا كنا أقرب ما نكون إلى الوصول إلى اتفاق يُنهي حالة الحرب وحالة العدوان، ويصل بنا إلى اتفاق نهائي يُشكِّل الوضع في قطاع غزة".
واستدرك: "فوجئنا بانسحاب الوفد الإسرائيلي، وبتصريحات الرئيس الأمريكي، وأنا أعتقد أنها كلها تصريحات غير مبرَّرة وغير منطقية، ولا أساس لها ولا رصيد لها من الصحة، لأنه كما قلت، بالفعل موقفنا إيجابي وواقعي، وقدم رؤية لكل القضايا المطروحة سواء المتعلقة بموضوع المساعدات أو بالضمانات لاستمرار المفاوضات في مرحلة ما بعد 60 يومًا".
واستكمل حديثه: "كان المستغرَب أن يكون الموقف الأمريكي متشنجًا، وكانوا متشدِّدين، ولم يقدموا أي تفسيرات. يعني، لغة التهديد ولغة الوعيد، هي التي كانت قائمة على لسان ترامب أو لسان ويتكوف".
وأشار إلى أن "المفاوضات مليئة بالمخاطر لأنها لا تحتمل الخطأ ولا تحتمل الانحراف، لذلك أنا أقول إن معركة المفاوضات لا تقل أهمية وجدية وخطورة عن المعركة في الميدان، لأن الاحتلال ما لم يستطع أن يحصله في الميدان من خلال القوة العسكرية والقتل والإجرام والتجويع، حاول أن يفرضه في المفاوضات، وأن يفرض على حماس وقائع وحقائق لا يمكن أن نقبل بها".
وأوضح أنّه "في قضايا كثيرة أرادها الاحتلال، لذلك كانت المفاوضات عملية انعكاس. نحن نريد لشعبنا الفلسطيني البطل المقاوم الصابر المعذَّب والمجوَّع، أن تعكس له المفاوضات طموحاته وآماله في التخلّص من الحرب، وكل ما يريد. ولذلك، نحن قاتلنا بشراسة لأن تكون المفاوضات معركة بالفعل توصلنا إلى نهاية هذه الحرب المروعة".
وبيّن أنه "في مسألة مثل المساعدات، كانت إسرائيل تريد من المساعدات أن تكون على قياسها؛ المساعدات هي تتحكم فيها، تريد أن تتفق من جديد، وتتحكم في المواد، وتتحكم في الدول التي تستلم، والمؤسسات التي تستلم المساعدات، وكيفية توزيعها وآلية توزيعها".
وأكد أن الاحتلال كان يريد أن يفرض قيودًا مشددة على موضوع المساعدات، "وعاند في ذلك كثيرًا، وكنا نريد الاتفاق وفقا لما ما ورد في اتفاق 19 يناير 2025، أن تكون هذه المساعدات تصل إلى كل أبناء قطاع غزة، وأن تصل بكميات كافية، وأن تتولاها الأمم المتحدة، والهلال الأحمر الفلسطيني، والمؤسسات الدولية التي كانت تعمل في قطاع غزة قبل 2 مارس".
ولفت إلى أنه في موضوع خرائط الانسحاب، كان الاحتلال يطرح بداية أنه يريد أن يسيطر على ما لا يقل عن 40 بالمئة من قطاع غزة، وأن يوسع المناطق العازلة، وأن يسيطر على مناطق حيوية في القطاع، وأن تبقى ما يسمى بالمدينة الإنسانية، أو ما يسمى بمحور "موراج".
وشدد على أن "حماس قاتلت بشراسة وقوة وبصلابة من أجل نمنع تغوّل الاحتلال الإسرائيلي، وأن يفرض مناطق عازلة واسعة في قطاع غزة، والحمد لله استطعنا أن ندفعه إلى الوراء، وأن نضع رؤية جيدة مقبولة يمكن التعاطي معها في هذا الاتفاق".
وأردف قائلا: "من القضايا المهمة جدًا، أن الاحتلال يريد أن يظل الباب مفتوحًا من أجل عودة الحرب، وكانوا يتحدثون بشكل واضح أنهم لا يريدون أي جملة أو أي عبارة تدل على أن الحرب سوف تتوقف في يومٍ ما".
وتابع: "نحن قاتلنا أيضًا، كما قلت مرةً وثانيةً وثالثة، من أجل أن نضع سدًّا منيعًا أمام عودة الحرب مرة أخرى، يعني أريد أن أقول إنه في قضايا كثيرة جدًا كانت إسرائيل تريد أن تفرضها، وأن تعكسها، وأن تجسدها في هذا الاتفاق من أجل أن تفرض على الشعب الفلسطيني حالًا لا يمكن القبول به".
واستكمل حديثه: "أريد من الناس أن يفهموا جيدًا بأن معركة المفاوضات كانت قاسية وصعبة، صحيح أن البعض كان يريد أن يقول لنا إن الظروف في غزة قاسية، نحن نتفهم أنها قاسية ومؤلمة، والبعض كان يقول: "يا حماس، كوني واقعية ومشي هالأمور وخلينا نمشي".
وذكر أننا " كنا أمام خيارين: إما أن نذهب إلى اتفاق هزيل وسريع، وإما أن نتفق على الذهاب إلى اتفاق جيد"، مبينا أن "الاتفاق الهزيل يمكن أن يسمح للاحتلال بأن يتحكم في المساعدات، ويتحكم في كل شيء، وأن يفرض منطقة عازلة واسعة تطال حوالي 40 إلى 50٪ من قطاع غزة، وأن يضمن الاحتلال أن يكون هناك عودة للحرب، إضافة إلى شروط كثيرة جدًا".
واستدرك: "نحن فضّلنا أن نصبر ونصمت من أجل أن نصل إلى اتفاق جيد، وبحمد الله كما قلت، استطعنا بالفعل أن نحقق كثيرًا من الإنجازات في هذا الاتفاق، في أكثر من قضية من القضايا التي كانت مطروحة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية حماس الاحتلال غزة المفاوضات حماس غزة الاحتلال المفاوضات حرب الابادة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة إلى اتفاق یرید أن أن یفرض من أجل
إقرأ أيضاً:
بعد فشل متكرر...جولة جديدة من مفاوضات ملف الأسرى في عمان
تتجه الأنظار مجدداً نحو العاصمة العُمانية مسقط، حيث تستضيف جولة جديدة من المشاورات بين الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثي، في مسعى جديد لمعالجة ملف الأسرى والمختطفين وفق مبدأ "الكل مقابل الكل"، جولة تأتي وسط مناخ سياسي محتقن، وحالة من الترقب المشوب بالتشاؤم، بعد سنوات من الإخفاق في هذا الملف الإنساني الأكثر تعقيداً.
آمال جديدة لجراح قديمة
وصلت وفود الطرفين إلى مسقط، أمس الخميس، بحسب ما أكده الصحفي فارس الحميري، استعداداً لجولة يُتوقع أن تمتد لأيام، بهدف إحداث اختراق في واحد من أكثر الملفات حساسية لدى آلاف الأسر اليمنية التي تنتظر منذ سنوات أن تتلقى خبراً عن أبنائها.
ورغم الآمال، تُخيّم أجواء من الحذر على الجولة، في ظل تجارب سابقة انتهت دون نتائج ملموسة، وبقاء ممارسات الاحتجاز والإخفاء القسري مستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
قصص المعتقلين في السجون السرية لا تزال تُلقي بظلالها الثقيلة على المشهد، وتعيد فتح جراح لم تندمل، وسط شهادات عن تعذيب ومعاملة قاسية تصف حال المعتقلين في “الأقبية المظلمة”.
دور أممي وإقليمي داعم
تشارك الأمم المتحدة بجهود مكثفة لدفع عملية التفاوض، وتحظى هذه الجولة بدعم إقليمي ودولي واسع، في محاولة لتجنيب الملف الإنساني التعقيدات السياسية، ودفع الأطراف نحو اتفاق شامل يضمن الإفراج عن جميع الأسرى والمحتجزين.
الهدف المعلن للمشاورات يتمثل في عزل الملف الإنساني عن الحسابات السياسية والعسكرية، ومعالجته على أساس مبادئ القانون الدولي الإنساني، إلا أن الشكوك ما تزال قائمة حول مدى استعداد الأطراف—خصوصاً مليشيا الحوثي—لتقديم تنازلات حقيقية.
وقبل أيام وجه أربعة صحفيين يمنيين محررين من سجون الحوثي رسالة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، طالبوا فيها باستبعاد رئيس وفد الحوثيين عبد القادر المرتضى ونائبه مراد قاسم من المشاورات، بسبب تورطهما المباشر في الإخفاء القسري والتعذيب خلال فترة احتجازهم.
وأمس الخميس، دخل المحامي والناشط الحقوقي عبد المجيد صبرة في إضراب مفتوح عن الطعام داخل أحد سجون جهاز الأمن والمخابرات التابع لجماعة الحوثي بصنعاء، احتجاجاً على استمرار احتجازه ومنع الزيارة عنه. وقال شقيقه وليد صبرة إن حياته باتت في خطر وسط تدهور حالته الصحية، ما يزيد الضغوط الإنسانية على طاولة المشاورات.
وكان وزير الخارجية اليمني، شائع الزنداني، قد شدد الثلاثاء الماضي 9 ديسمبر/كانون الأول، خلال لقائه مبعوث الأمم المتحدة، “هانس غروندبرغ”، على ضرورة إفراج جماعة الحوثي المصنفة إرهابية عن جميع الأسرى والمحتجزين دون استثناء.
وأكد على ضرورة إحراز تقدّم ملموس في الملف الإنساني المتعلق بالأسرى والمحتجزين، والالتزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، بما يكفل إطلاق سراح جميع الأسرى وعودتهم إلى أسرهم.
وتنظر الأوساط اليمنية إلى مشاورات مسقط باعتبارها اختباراً صعباً لمسار التهدئة، ومحطة فارقة ستكشف مدى جدية الأطراف في تحويل الحوار إلى خطوات عملية.