يدك في يد زوجك.. وصفة علمية لتخفيف الألم
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
يعد الإمساك بالأيدي أحد أشكال المودة الأساسية، وهو جزء مشترك من العلاقات عبر عديد من الثقافات.
وتظهر بعض الدراسات والتجارب العلمية أن الإمساك بيد الزوج له تأثير كبير على الصحة النفسية والعقلية، وتقول الدراسات إنه يساعد على تقليل الألم، وتخفيف التجارب المجهدة، لكن الشيء الأكثر عمقا في ما يتعلق بالإمساك بالأيدي هو الحاجة إلى التواصل والشعور بالانتماء إلى شخص ما.
في عام 2021، أجرت مجموعة من الباحثين تجربة علمية لاكتشاف التأثير المهدئ للمرأة عند الإمساك بيد الزوج في أثناء مشاهدة مقاطع من أفلام الرعب.
وبينت الدراسة، التي نشرت على موقع المكتبة الوطنية الأميركية للطب، أن تلك الحركة البسيطة حدّت من التوتر وتأثيره على النظام العصبي اللاإرادي، الذي ينظم وظائف الجسم اللاواعية مثل اتساع حدقة العين.
وخلصت الدراسة إلى أنه عندما شعرت النساء بالقلق والتوتر، فإن الإمساك بيد أحد أفراد أسرهن هدّأ أجزاء الدماغ المسؤولة عن اليقظة والاستجابة العامة، لكن التأثير الأكثر قوة كان عندما أمسكن بأيدي أزواجهن. وكان، أيضا، للرضا في الزواج وجودة العلاقة بين الزوجين تأثير وفائدة أكبر في تخفيف التوتر وتأثيره على الصحة.
أمضى أستاذ علم النفس ومدير مختبر فرجينيا لعلم الأعصاب العاطفي في جامعة فيرجينيا، جيمس كوان، سنوات لاستكشاف كيف تحمي العلاقات الاجتماعية البشر من التوتر وتحافظ على صحتهم.
وأجرى كوان -مع مجموعة من الباحثين- عدة تجارب حول تأثيرات الإمساك بالأيدي، وشملت إحدى التجارب 16 امرأة متزوجة تم إخضاعهن لفحص الدماغ بالرنين المغناطيسي مع احتمال تعرضهن لصدمة كهربائية. وأظهرت فحوصات الدماغ أن الدوائر العصبية المرتبطة باليقظة للتهديدات المحتملة أصبحت أقل نشاطا بكثير، وشعرت النساء بتوتر أقل، في مقابل نشاط أكبر في الدوائر العصبية وشعورهن بتوتر أكبر عندما أمسكن بيد شخص غريب.
واعتبر كوان أن النتائج تشير إلى أن الإمساك بالأيدي يساعد الدماغ على تفريغ التوتر، لذلك عندما يمسك شخص بيد أحد أحبائه في وقت صعب، يبدو الأمر كما لو كان يشاركهم العبء.
جادل كوان، في حديث على موقع جامعة فيرجينيا، بأن الأشخاص يمسكون أيدي بعض لأسباب عديدة، لكن هناك قاسما مشتركا يوحدهم جميعا، وهو الرغبة في الشعور بالأمان ومشاركة العبء كما حدث في التجارب السابقة.
وقال كوان "نحن نسعى للحصول على إشارات من بعضنا بعضا بأننا معا. عندما نفتقر إلى تلك الإشارات، تدخل أجسادنا في حالة من الإنذار تؤدي إلى الاستجابة للضغط النفسي. وعندما نستعيد تلك الإشارات مرة أخرى من خلال إمساك أيدي بعض، يمكن لأدمغتنا وأجسادنا الاسترخاء والانتقال إلى اهتمامات أخرى".
ولفت كوان إلى أن الأيدي مليئة بقدرات حسية كثيفة توفر معلومات مفصلة حول الأشياء التي تلمسها، بما في ذلك لمس المرأة يد زوجها، "أيدينا وسيلة أجسادنا لاستكشاف العالم والتلاعب به، فنحن نمد أيدينا في الظلام، وعندما نجد يدا أخرى هناك، نعلم يقينا أننا لسنا وحدنا".
وذكر كوان أن الإمساك بالأيدي سلوك بشري قديم جدا، لكنه في الوقت نفسه، لا يقتصر على الإنسان فقط، فهناك بعض الأدلة على أن أنواعا أخرى من الكائنات الحية تفعل الأمر نفسه.
وضرب كوان مثالا على ذلك من "الرئيسيات"، فقال إن الشمبانزي يفعل ذلك أيضا، على الرغم من أن ممارسته ذلك السلوك يعد أقل تكرارا بكثير من البشر، ويمارسه في ظل ظروف أكثر تحديدا، "الشمبانزي يستخدم ما يسميه -تشابك اليد- كجزء من طقوس المصالحة بعد الصراع".
الإمساك بالأيدي جزء أساسي من العلاقة الآمنة. فهو يسمح للأزواج بالتعبير عن الحب والثقة والتعاطف بالإضافة إلى تعزيز الصحة البدنية وتقليل الألم والتوتر وبناء علاقة صحية، يذكر موقع "هيلوريلش" عددا من الفوائد الأساسية للإمساك بالأيدي، منها:
الشعور بالأمانالإمساك بالأيدي جزء أساسي من العلاقة الآمنة، حيث يخلق شعورا بالثبات والطمأنينة والانتماء إلى الطرف الآخر.
تقليل من التوتراللمسة المريحة يمكن أن تقلل التوتر على الفور. عندما يمسك الأشخاص في المواقف العصيبة بيد شركائهم، ينخفض معدل ضربات القلب وضغط الدم، كما ينخفض مستوى الكورتيزول، أي هرمون التوتر، لديهم بشكل ملحوظ.
إفراز هرمون الحبيؤدي إمساك الزوج بيد زوجته إلى إطلاق هرمون الأوكسيتوسين، الذي يطلق عليه أيضا اسم "هرمون الحب"، والذي يسهم بشكل كبير في بناء العلاقات البشرية وتكوينها.
رابطة قويةيعزز الإمساك بالأيدي مشاعر التعاطف والرحمة والثقة، مما يسمح ببناء شراكة قوية ودائمة. إن الإمساك بيد الزوج بانتظام يقوي الاتصال ويشجع على تنمية تلك المشاعر الأساسية من التعاطف والود والثقة.
تخفيف الألمثبت علميا أن اللمس التعاطفي، مثل إمساك اليد، يقلل من الشعور بالألم، إذ يساعد إمساك يد الزوج على الشعور بقدر أقل من الانزعاج وزيادة الشعور بالأمان.
صحة القلبيمكن أن يؤدي الإمساك بالأيدي إلى خفض ضغط الدم وانخفاض معدل ضربات القلب. كل من هذه العوامل يمكن أن تسهم في تقليل التوتر وتحسين صحة القلب بشكل عام.
خفض مستويات القلقعند حدوث نوبات من القلق، تزداد معدلات ضربات القلب، ويصبح التنفس سريعا، وترتفع مستويات الكورتيزول، ويرتفع ضغط الدم. كل هذه العوامل يمكن أن تسهم في ضعف الصحة البدنية. والإمساك بالأيدي يمكن أن يهدئ من نوبات القلق قبل أن تتفاقم.
مقاومة الشعور بالوحدةيوفر الإمساك بيد الزوج شعورا بالانتماء والأمان؛ من الممكن أن يشعر الشخص بالوحدة حتى عندما يكون في حضور الآخرين، في حين أن الإمساك بيد الزوج يوفر ردود فعل جسدية فورية تقطع هذا الشعور بالوحدة وتحل محله مشاعر القبول والانتماء والحب.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دراسة.. التدريبات الرياضية تقلل الإحساس بالجوع
توصل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن المركب الكيميائي "Lac Phe" الذي يفرزه الجسم أثناء التدريبات الرياضية يثبط الشعور بالجوع عن طريق التأثير على الخلايا العصبية في المخ.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، أن الباحثين، وهم من مجموعة جامعات ومؤسسات بحثية أميركية من بينها كلية طب جامعة ستانفورد ومؤسسة دان دنكان البحثية للأمراض العصبية في تكساس، أكدوا أن هذا الاكتشاف قد يساعد في التوصل إلى علاجات جديدة لمشكلة السمنة وزيادة الوزن.
وتبين للباحثين، خلال الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية "Nature Metabolism" المتخصصة في أمراض التمثيل الغذائي، بعد إجراء سلسلة اختبارات على فئران التجارب أن المجهود البدني يقلل الشهية لدى الفئران ويساعد في إنقاص الوزن.
أخبار ذات صلةوتوصل الباحثون إلى أن هذا المركب الكيميائي يعمل بشكل مباشر على الخلايا العصبية من نوعية "AgRP" الموجودة في منطقة تحت المهاد داخل المخ، وهي المسؤولة عن تنشيط الشعور بالجوع، ويقلل نشاطها، مما يسمح بتنشيط نوع آخر من الخلايا العصبية التي تعطي شعورا بالشبع وتحمل اسم خلايا "PVH".
ورغم أن هذه الدراسة تركزت على الفئران، فإن النتائج التي توصلت إليها تعتبر واعدة بالنسبة للبشر، مع ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث للتعرف بشكل أكبر على دور المركب "Lac Phe" في مشكلات الأيض المختلفة مثل السمنة أو النحافة، وفهم طريقة تعامل المخ مع الشعور بالجوع، بحيث يمكن الاستفادة من هذه النتائج في أغرض علاجية مستقبلا.
المصدر: وكالات