«الصحة»: سنحصل على شهادة دولية بخلو البلاد من «الملاريا»
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
أكدت وزارة الصحة والسكان خلو مصر من عدد من الأمراض، التى أبرزها «شلل الأطفال» عام 2006، ومرض «الفلاريا - داء الفيل» 2017، والحصبة عام 2022، مشيرة إلى الحصول على الطبقة الذهبية بسبب استكمال مسار القضاء على التهاب الكبد الوبائى سى 2023، وهذا يعتبر تحولاً مذهلاً بعد أن كانت الأعلى إصابات فى العالم منذ أقل من 10 سنوات، وأصبحت الآن أول دولة خالية من الفيروس، وما زالت الجهود مستمرة فى الحفاظ على هذا الإنجاز.
وأضافت «الوزارة»، فى تقرير حصلت «الوطن» على نسخة منه، تحت عنوان «القضاء على الأمراض»، أنه تم الانتهاء من إعداد وتقديم ملف مصر خالية من «الملاريا» للحصول على الإشهاد من منظمة الصحة العالمية، نتيجة لبرامج التطعيم الوطنية المجانية الموسعة، مما قلل معدلات انتشارها بصورة كبيرة ومكن الدولة من إعداد الملف الخاص بها تمهيداً للإعلان عن خلوها منها نهائياً خلال الفترة القليلة المقبلة، وهى المرض الأكثر انتشاراً فى الإقليم الأفريقى، حيث يحتل 98% من مجموع حالات الإصابة.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، إن الطب الوقائى للوزارة أعد ملفاً كاملاً بشأن مرض الملاريا وكيف تعاملت معه مصر لإطلاع المنظمة على هذا الملف والتمهيد للإعلان الرسمى للخلو منها، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تكثيف جهودها فى الحملات الخاصة بالتطعيم، وهو الدور المحورى الذى ساعد مصر فى خلوها من مجموعة من الأمراض تشكل خطورة كبيرة على الصحة العامة.
وتابع «عبدالغفار»، لـ«الوطن»، أن جدول التطعيمات الروتينية للوزارة وضعته وتُحدثه من فترة إلى أخرى للأطفال من عمر يوم حتى 18 شهراً، مشيراً إلى حرصها على إعطائه لكل طفل للمحافظة على الجرعة الخاصة به فى المواعيد المحددة. على سبيل المثال حملات التطعيم بشلل الأطفال، والتى ساعدت مصر كثيراً فى الإعلان عن خلوها من هذا المرض، لكنها ما زالت توجه حملات خاصة بالمرض لتعزيز الجهاز المناعى للجسم ضد الأمراض المعدية وغير المعدية.
مصر حرصت على وضع خطة للمواطنين القادمين من الدول المتفشي فيها الملارياوأضاف أن مصر قضت على فيروس «سى» بالمبادرة الرئاسية «100 مليون صحة»، وهو الفيروس الذى عانى منه القطاع الصحى بشكل كبير خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أنها كانت ملحمة كبيرة شهدتها الدولة بمساعدة مؤسساتها المختلفة، مؤكداً أن الجهود ما زالت مستمرة نحو المسار الصحيح للحفاظ على مصر من الأمراض المؤثرة على النظام الصحى، موضحا أن مصر حرصت على وضع خطة كاملة للمواطنين القادمين من الدول المتفشى فيها مرض الملاريا، وتقوم بعدد من أنظمة الترصد البينية لضمان الخلو تماماً والتأكد من عدم ظهور أى حالة من الإصابات من بينها الترصد الحشرى لضمان خلو مصر من نوع البعوض المتسبب فى العدوى، حيث يتم محاربة هذا النوع من البعوض بالتنسيق مع الجهات الخارجية لعدم دخوله. وأوضح أنه بالنسبة للمصريين المسافرين إلى إحدى الدول التى ينتشر بها المرض، يجب عليهم الحصول على الدواء المقاوم لعدوى الملاريا قبل موعد السفر بأسبوعين على الأقل، ويستمر عليه طوال فترة وجوده داخل الدولة طوال 4 أسابيع بعد دخوله لمصر مجدداً لضمان عدم انتقال العدوى إليه، مؤكداً أن الطب الوقائى من أقوى القطاعات الموجودة الذى ساهم بشكل كبير فى القضاء على المرض.
من جانبه قال الدكتور محمد عبدالفتاح، رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية بالوزارة، إن الملاريا يسببه طفيل من جنس البلازموديوم وينتقل للإنسان بواسطة أنثى بعوضة الأنوفيل التى تنقله من إنسان مريض إلى سليم، ويتميز بحدوث نوبات من الحمى المتقطعة والرعشة والعرق الغزير، لافتاً إلى أنه ينتشر عالمياً بصورة كبيرة فى أفريقيا وشرق آسيا وأمريكا الجنوبية، وعادة ما تكون معظم الإصابات والوفيات فى الأطفال والحوامل لنقص مناعتهم.
وأوضح «عبدالفتاح» أن مصر قضت على الملاريا، رغم توطنه منذ القدم، ففى عام 1903 تم إجراء أول مسح وبائى للملاريا وكانت نسب الإصابة فى القرى 20% من إجمالى السكان المفحوصين، وفى 1936 تم إنشاء أول إدارة لمكافحة مرض الملاريا لتنفيذ إجراءات الوقاية والمكافحة ومتابعة وعلاج الحالات المصابة، منوهاً بتفشى المرض خلال الفترة من عام 1942 إلى 1945 بـ5 محافظات هى «أسوان، الأقصر، قنا، سوهاج، أسيوط»، نتيجة لغزو بعوض الأنوفليلس جامبيا للحدود الجنوبية لمصر، حيث بلغ عدد القرى الموبوءة 585 وتسببت الملاريا فى قتل 100 ألف مواطن.
إنشاء وحدات مكافحة الملاريا بجميع المحافظاتوأكد تضافر جهود وزارتى الصحة والرى والقوات المسلحة والمجالس النيابية للقضاء على هذا التفشى، وتم إنشاء وحدات مكافحة الملاريا بجميع المحافظات لترصد ومكافحة المرض إلى أن تمكنا من القضاء عليه وكانت آخر حالات محلية مسجلة بمصر فى 1998 بالفيوم، منوهاً أنه منذ عام 2000 أطلقت الوزارة والقطاع الوقائى مبادرة دحر الملاريا لعدم عودتها لمصر مرة أخرى بالتعاون مع الجهات المعنية لتظل مصر خالية من الملاريا حتى الآن، باستثناء عام 2014، حيث حدث تفشٍّ وبائى محدود للمرض بأسوان بمركز إدفو وتمت السيطرة عليه تماماً، مؤكداً أن قطاع الطب الوقائى مستمر بجهود مثمرة ومستمرة للحفاظ على مصر خالية من مرض الملاريا من خلال 178 وحدة لمكافحة الملاريا بجميع المحافظات، والتى توفر الوقاية الكيميائية للمسافرين إلى الدول المتأثرة بمرض الملاريا بمكاتب المسافرين بجميع المحافظات بالمجان، بالإضافة إلى إعطاء إرشادات الوقاية الشخصية للوقاية من لدغات البعوض، وكذا توفير كروت الفحص السريع لاكتشاف المرض، وترصد مرض الملاريا بين الوافدين من الدول المتأثرة بالمرض بالمنافذ البرية والجوية والبحرية، وجمع عينات دم شهرية من المناطق الأكثر خطورة (عينات يقظة وبائية)، والتقصى الوبائى بجمع عينات دم للمحيطين والمخالطين للحالات الإيجابية الوافدة، وعمل التقصى الحشرى بترصد البعوضة الناقلة للمرض، والقيام بأعمال المكافحة لجميع أنواع البعوض فى محيط سكن الحالات الإيجابية، وتوفير العلاج لجميع حالات الملاريا الإيجابية الوافدة بمستشفيات الحميات، ورفع كفاءة الكوادر الطبية والفنية فيما يخص تشخيص وإحالة وعلاج حالات الملاريا الوافدة بالقطاعين العام والخاص، موضحاً أن نسب الإصابة المحلية «صفر»، حيث لا يوجد أى حالات، وجميع المسجلة وافدة.
ويتابع القطاع الوقائى، عن كثب، آخر التطورات الخاصة باللقاح الخاص عالمياً، حيث يوجد 127 لقاحاً، منها لقاحان فى المرحلتين الثانية والثالثة من التجارب السريرية، ويستخدم فى البلدان المتأثرة بمرض الملاريا، وينتشر بها البعوض الناقل للمرض، وقدمت الوزارة العام الماضى ملفاً لمنظمة الصحة العالمية للحصول على شهادة خلو من الملاريا، وتم بدء إجراءات عملية المراجعة تمهيداً لزيارة لجنة التقييم النهائية للوضع الوبائى، ومن ثم إعلانها خالية رسمياً من المرض
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الصحة اللقاحات الأدوية الأوبئة الأمراض الملاريا بجمیع المحافظات مرض الملاریا مصر خالیة من إلى أن
إقرأ أيضاً:
مدير مكتب الصحة بعدن “البيشي” يحذر من تفاقم وباء الكوليرا ويدعو لتدخل عاجل
شمسان بوست / عدن:
أطلق مدير مكتب الصحة العامة والسكان في العاصمة المؤقتة عدن، الدكتور أحمد محسن البيشي، تحذيرًا شديد اللهجة من تزايد حالات الإصابة بوباء الكوليرا في المدينة، داعيًا إلى تدخل عاجل لإنقاذ الوضع الصحي المتدهور.
جاء ذلك في مذكرة رسمية وجّهها إلى وزير الدولة محافظ عدن، أكد فيها أن مؤشرات تفشي وباء الكوليرا في المحافظة تسجل تصاعدًا مقلقًا، مشيرًا إلى أن مركز عزل الكوليرا يعاني من شلل شبه تام نتيجة انسحاب المنظمات الداعمة ونقص الكادر الطبي.
وأوضح الدكتور البيشي أن المركز بات يفتقر إلى الأدوية والمحاليل الوريدية وأدوات التشخيص، كما سُجلت حالات وفاة نتيجة التأخر في تلقي العلاج. وأكد أن مستشفى الجمهورية وحده شهد تسجيل تسع حالات وفاة خلال أسبوع واحد فقط.
وأشار إلى أن الوضع الحالي يهدد بانهيار استجابة النظام الصحي لمواجهة الوباء، خاصة مع تسجيل حالات مؤكدة في مديريات متعددة داخل العاصمة عدن، في ظل غياب الدعم والإمكانات اللازمة لمواجهتها.
ودعا مدير مكتب الصحة إلى سرعة دعم مركز عزل الكوليرا بالأدوية والمستلزمات الطبية والكادر الفني، لمنع وقوع كارثة صحية وشيكة في عدن.
هذا ويعد وباء الكوليرا من أخطر الأوبئة التي تكررت في المدينة خلال السنوات الأخيرة، وسط تحديات متواصلة تواجه القطاع الصحي في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة.