مرضى السكري في رمضان … التوفيق بين الإلتزام الديني والحفاظ على الصحة
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
زنقة 20. الرباط
رمضان، شهر الصيام المبارك الذي يحرص ملايين المسلمين حول العالم على صيامه وأدائه بالشكل الأمثل ، هو شهر التقوى والمغفرة والتأمل والتآزر والتضامن والتماسك . بالنسبة للكثيرين، فهو أيضا وقت التحدي، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري.
وفي الوقت الذي يعتبر الصيام ركنا من أركان الإسلام وممارسة دينية أساسية في هذا الشهر، فإنه يمكن أن يشكل تحديا خاصا لأولئك الذين يجب عليهم تدبير مستويات السكر في الدم عن كثب وبحرص شديد .
ومرض السكري هو مرض مزمن يؤثر على قدرة الجسم على تنظيم نسبة السكر في الدم، وإذا ترك دون علاج، فإنه يسبب العديد من المضاعفات الخطيرة على المدى الطويل، مثل العمى، وأمراض الكلى، وبتر الأطراف السفلية، ولكن أيضا قد يسبب نوبات قلبية وسكتات دماغية وبالتالي الموت المبكر. ويشكل كبار السن و النساء والأطفال الفئات الأكثر عرضة لمختلف المعاناة المرتبطة بهذا المرض الفتاك .
وفي المغرب، يعاني أكثر من 2 مليون شخص تبلغ أعمارهم بين 18 عاما فما فوق، من مرض السكري، 50% منهم لا يعلمون بمرضهم، ويقدر عدد الأطفال المصابين بالسكري بأكثر من 15 ألف طفل، بحسب بيانات وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية .
بالإضافة إلى ذلك، وبحسب التقرير السنوي الشامل الذي أعدته الوكالة الوطنية للتأمين الصحي برسم سنة 2021، يمثل مرض السكري المعتمد وغير المعتمد على الأنسولين 17,2% من إجمالي النفقات، منها 560,4 مليون درهم للصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي CNOPS و207,5 مليون درهم. مليون درهم للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (6,5%) مقارنة بالمصاريف المرتبطة بالأمراض المزمنة طويلة الأمد.
خلال شهر رمضان، يجب على مرضى السكري التوفيق بين الالتزامات الدينية للصيام والحاجة إلى الحفاظ على مستويات السكر في الدم عند مستويات آمنة. ويمكن أن تؤدي محاولة التوفيق بين المسألتين إلى مخاطر صحية إذا لم يتم تدبيرها بشكل صحيح وموفق .
وفي هذا السياق ، أشارت أخصائية الغدد الصماء أميمة الخطيب، في حديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن الصيام خلال شهر رمضان المبارك يشكل تحديا كبيرا لمرضى السكري، خاصة بسبب تزايد خطر نقص السكر في الدم، وهي حالة تصبح فيها مستويات السكر في الدم منخفضة للغاية. وهو أمر فيه الكثير من الخطر على أولئك الذين يتناولون الأدوية الخاصة بمرض السكري، لأن الصيام لفترات طويلة يمكن أن يعطل التوازن الدقيق بين نسبة السكر في الدم والأدوية.
وتابعت، إلى جانب ذلك، هناك خطر ارتفاع نسبة السكر في الدم، لأن عادة تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والكربوهيدرات خلال شهر رمضان يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. وحتى الأطباق التقليدية من المملحات والتي تحتوي على قدر عالي من الملح ، والتي غالبا ما تكون مصنوعة من الدقيق ، وهو من السكريات بطيئة الامتصاص، يمكن أن تساهم في هذه المشكلة، ويستوجب التذكير أن المبالغة في تناول الحلويات والوجبات الشهية يمكن أن يجعل المرضى يغضون الطرف عن الحفاظ على التوزان بخصوص نظامهم الغذائي ومستويات السكر في الدم خلال هذا الشهر الفضيل.
وللتخفيف من هذه المخاطر، يوصى بشدة بإجراء استشارة طبية قبل شهر رمضان،حسب الأخصائية، ويمكن للأطباء تعديل جرعات الأدوية المضادة لمرض السكر حسب الوضع والحالة، والانتقال من تناولها ثلاث مرات في اليوم إلى تناولها مرتين في اليوم، أو استبدالها بدواء بديل أقل تأثير .
وأضافت أنه يجب أيضا التعامل مع هذه التعديلات على أساس كل حالة على حدة، مع الأخذ في الاعتبار صحة المرضى العامة ونظامهم الغذائي وأسلوب ونمط حياتهم.
وفي الوقت نفسه، من الضروري لمرضى السكري الحفاظ على نظام غذائي متوازن خلال شهر رمضان، يحتوي علىى الأطعمة الغنية بالألياف والمواد المغذية الأساسية. ويجب أن تشكل الخضروات الطازجة والفواكه ذات نسبة السكر المنخفضة والبروتينات الخالية من الدهون أساس الوجبات للمساعدة في ضمان استقرار مستويات السكر في الدم ومنع التقلبات والمفاجآت غير المرغوب فيها.
وتعد المراقبة الطبية المنتظمة ضرورية أيض ا للتأكد من أن مرضى السكري الذين يصومون شهر رمضان يمكنهم القيام بهذا الواجب الديني بأمان مع الحفاظ على صحتهم. ويمكن أن تساعد النصائح والدعم والتوجيه من الأطباء ومتخصصي الرعاية الصحية المؤهلين في منع الاختلالات الخطيرة في نسبة السكر في الدم وضمان تدبير فعال وناجع لمرض السكري خلال هذا الشهر ، الذي يعد من أركان الإسلام وشهر التفاني في التعبد والتقرب الى الله .
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: مستویات السکر فی الدم نسبة السکر فی الدم خلال شهر رمضان الحفاظ على یمکن أن
إقرأ أيضاً:
عقب نشر الأسبوع.. وفد طبي فرنسي يزور مستشفى «هرمل» واستقبال المرضى حتى التاسعة مساء
علمت بوابة الأسبوع من مصادر مطلعة بمستشفى جوستاف روسي «هرمل» سابقا، عن زيارة وفد من الخبراء والأطباء الفرنسيين، للمستشفى الشهر المقبل، لتوقيع الكشف الطبي على عدد من مرضى الأورام داخل المستشفى، إلى جانب القيام بإجراء عدد من العمليات الجراحية وعقد بعض الورش التدريبية، وذلك ضمن خطة التطوير للمستشفى لتصبح مركزا إقليميا لعلاج مرضى الأورام.
وجاءت زيارة وفد الأطباء الفرنسيين، عقب نشر الأسبوع تحقيقا بعنوان «حكايات من داخل مستشفى هرمل».
ومن جانبها أعلنت إدارة المستشفى، عن استقبال وتنفيذ 11500 طلبات علاج على نفقة الدولة منذ تسلمها إدارة المستشفى مطلع يونيو الماضي وحتى الآن.
وأوضحت إدارة المستشفى أنها ما زالت في عملية تطوير للمستشفى والتي تتم بشكل تدريجي، ومن المتوقع أن تكتمل خلال نحو 9 أشهر، وحرصًا على عدم انقطاع أي من الخدمات المقدمة للمرضى خلال هذه الفترة الانتقالية، قامت بالكشف على أكثر من 10 آلاف مريض بالعيادات الخارجية، وإجراء 40 ألف تحليل، وتنفيذ أكثر من 300 عملية جراحية، إلى جانب 14 عملية زرع نخاع. كما تم علاج 40 طفلًا جديدًا خلال شهر يونيو، مع استمرار علاج 20 طفلًا آخرين بدأوا العلاج قبل تولي الإدارة.
وأعلنت إدارة المستشفى عن العمل حاليًا على إنشاء مخازن استراتيجية للأدوية، من المقرر أن تكون جاهزة بالكامل خلال ثلاثة أشهر.
ووعدت المستشفى بالعمل على حل كافة شكاوى المرضى، لافتة إلى أنه سيتم توفير خدمة توصيل العلاج الهرموني والعلاج الكيمائي (الأقراص) للمرضى في منازلهم خلال 3 شهور من الآن.
وأكدت الإدارة أن الدولة تلعب دورًا محوريًا في دعم المستشفى بتوفير الدواء، وتسعى إدارة المستشفى من خلال هذه المخازن الاستراتيجية إلى تحقيق أهداف الشراكة مع الحكومة في مواجهة أي تحديات، خصوصًا في ظل الأحداث الجيوسياسية المحيطة التي قد تؤثر على سلاسل الإمداد.
وأكدت الإدارة حرصها على توفير وسائل تواصل فعالة لشرح مراحل التطوير والإجابة على كافة استفسارات المرضى، إضافة إلى تسهيل حضور المرضى للمستشفى في أي وقت على مدار اليوم حتى التاسعة مساء، وتغيير الثقافة السائدة حول ضرورة الحضور في الصباح فقط، بما يساهم في تخفيف التزاحم. كما تعمل المستشفى على تسريع عملية التحول الرقمي وتفعيل نظام ميكنة شامل لتسهيل الخدمات المقدمة.
اقرأ أيضاً«الصحة» تصدر بيانا بشأن مرضى الأورام بمستشفى هرمل السلام
ضمن جولته المفاجئة.. وزير الصحة يتفقد مشروع تطوير مستشفى هرمل
رئيس الوزراء يرد على توقف صرف الأدوية ومعاناة مرضى مستشفى أورام دار السلام