وثَّقت الجزيرة تفاصيل عملية القنص والقتل التي نفّذها جنود إسرائيليون لأب ونجله، في منزلهما قرب مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، خلال توغل الجيش الإسرائيلي بالمدينة بتاريخ 31 يناير/كانون الثاني الماضي.

وأظهرت مشاهد مصورة جثماني الشهيدين عامر البواب ونجله مؤمن، بعد استشهادهما على سطح منزلهما، حيث تمكّن أحد جيرانهما من سحبهما بعد يوم على تعرضهما لإطلاق نار من القناصة الإسرائيليين المتمركزين بالمنطقة.

وروى الشاب الذي شارك في عملية سحب الجثمانين حمادة عبد الهادي للجزيرة، تفاصيل استشهاد الأب وابنه، قائلا "بعد معاودة الجيش الإسرائيلي اجتياح حي تل الهوا جنوب مجمع الشفاء الطبي في أواخر يناير/كانون الثاني 2024، كنا في حالة شبه حصار داخل المستشفى، وفجأة جاءت بنت إلى المستشفى تستنجد المسعفين والأطباء حتى ينقذوا والدها وأخاها، وحينها توجهت معها للمنزل القريب من مجمع الشفاء، وجدت الشاب ووالده في مرمى قناصة الاحتلال، ولا يمكن سحبهما".

الشهيد عامر حسين البواب (وكالات)

وأضاف عبد الهادي "القناص الإسرائيلي أطلق النار مرات عدة على سطح المنزل لمنع محاولة إسعاف الشهيدين، علما بأن من كانوا على سطح المنزل هم مدنيون عاديون، ولا يوجد لديهم علاقة بأي شيء يستدعي إطلاق النار عليهم، حيث كان الرجل يصلي الظهر على كرسي نظرا لوجود إصابة في قدمه، حيث أُطلق النار على رأسه وقُنص ابنه أيضا".

وتابع "في اليوم الثاني، وفي غياب خدمة الإسعاف، توجهت للمكان بالدراجة وعقدت العزم على سحب الجثمانين، وفي ظل ظروف قاسية ومخاطر شديدة زحفت حتى وصلت لهما، وكنت بمرمى قناصة الاحتلال، ولكني عزمت وتقدمت فسحبت الشهيد الأول، ثم الشهيد الثاني، وخلال سحب الجثمان الثاني تعرضت لإطلاق نار أصاب خزان المياه".

وأكد عبد الهادي أن "عامر البواب تعرض لأكثر من رصاصة في رأسه"، وأشار إلى أنه أجلى أهل الشهيدين والنازحين من البيت على دراجته، حيث دُفن الشهيدان عامر ومؤمن البواب في مقبرة مؤقتة داخل مدينة غزة.

مؤمن نجل الشهيد عامر حسين البواب (وكالات) صور أقمار صناعية

وحصلت الجزيرة على صور أقمار صناعية أظهرت المنزل الذي وقعت فيه الجريمة، والنشاط العسكري حوله في الفترة الممتدة بين 29 يناير/كانون الثاني، و8 فبراير/شباط الماضيين، حيث ظهرت الآليات الإسرائيلية وهي تتمركز في الجهة الغربية والجنوبية من المنزل، كما تظهر آثار عمليات التجريف والقصف بالمنطقة.

وقال عبد الهادي "ما دفعني لتصوير الفيديو أن المكان كان محاصرا وكنت أتعرض لإطلاق نار، وكانت المنطقة التي وقع فيها الحدث خالية من السكان، ولذا قررت توثيق الحدث بالكاميرا تحسبا لتعرضي لإطلاق نار وقتلي، حتى يتعرف الناس إلى سبب قتلي عندما يرون الصور، ويرون أنني كنت أحاول سحب الشهيدين، ولعل أحدهما يكون على قيد الحياة".

صور أقمار صناعية للنشاط العسكري الإسرائيلي محيط منزل الشهيدين (بلانيت)

ووصف الحادثة وبشاعتها قائلا "شعور لا يوصف حول ما يتعرض له شعبنا خاصة الشباب والمدنيين، الذين ليس لديهم علاقة بالمقاومة، نحاول إنقاذ الناس والشعور الغالب كان شعورا بالأسى والحزن والغضب".

وعمل عبد الهادي خلال أيام الحرب على سحب جثامين عشرات الشهداء من الشوارع والطرقات المختلفة ودفنها في المقابر المؤقتة، ونشر على حسابه عبر فيسبوك مقطع فيديو يوثّق عملية سحب جثامين عدد من الشهداء.

نعي للشهيد عامر حسين البواب من أحد أفراد عائلته (التواصل الاجتماعي)

وكتب محمد عامر البواب عن استشهاد والده وأخيه قائلا "كنت أكتب لهما عبارات الحب والشوق، والآن أمسك جوالي لأكتب كلمات ترثيهم، كتبت مرات كثيرة، وفي كل مرة أحذف ما كتبته لعدم قدرتي على نشره".

كما نشرت العائلة صورا للشهيد مؤمن البواب ووالده، وفي إحدى الصور يظهر عامر البواب مع أحفاده في صورة عائلية سابقة.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، أسفرت حتى أمس الثلاثاء عن استشهاد 31 ألفا و184 فلسطينيا، وإصابة 72 ألفا و889 آخرين، معظمهم أطفال ونساء. كما تسبب العدوان في تدمير هائل للبنية التحتية، مخلّفة "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لتقارير فلسطينية ودولية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 حريات لإطلاق نار عبد الهادی

إقرأ أيضاً:

صور للجزيرة توثق إطلاق الاحتلال النار على منتظري المساعدات بغزة

بثت الجزيرة -اليوم الجمعة- مشاهد حصرية توثق إطلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار بشكل مباشر على مدنيين فلسطينيين أثناء تجمعهم في شارع الرشيد (البحر) شمال غربي مدينة غزة، حيث كانوا ينتظرون وصول مساعدات إنسانية.

ووثّقت اللقطات المصورة سقوط عدد من الضحايا، في حين حاول بعض الشبان إنقاذ المصابين، لكن إطلاق النار المتواصل من جيش الاحتلال حال دون ذلك، وأدى إلى تفاقم الإصابات، واستشهاد أحد الجرحى بعد ساعات من النزف.

ويتزامن بث هذه اللقطات مع تأكيد ضباط وجنود إسرائيليين تلقيهم تعليمات مباشرة بإطلاق النار على الفلسطينيين قرب مراكز تقديم المساعدات التابعة لما يُعرَف باسم "منظمة غزة الإنسانية" في قطاع غزة.

وقال الضباط والجنود الإسرائيليون في تحقيق لصحيفة هآرتس إن أوامر إطلاق النار صدرت عن قادة في الجيش لإبعاد الفلسطينيين عن مراكز المساعدات، وأكدوا أن الغزيين لم يكونوا مسلحين ولم يشكلوا أي تهديد لأحد، لكنهم مع ذلك تلقوا الأوامر بإطلاق النار.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بدأت تل أبيب وواشنطن منذ 27 مايو/أيار تنفيذ خطة لتوزيع مساعدات محدودة عبر "مؤسسة غزة الإنسانية"، بحيث تجبر الفلسطينيين المجوّعين على المفاضلة بين الموت جوعا أو برصاص الجيش الإسرائيلي.

ووفقا لوزارة الصحة بغزة، فقد استشهد منذ ذلك التاريخ 549 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 4 آلاف قرب مراكز المساعدات، وفي المناطق التي كان السكان ينتظرون فيها شاحنات الغذاء.

بدوره، وصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليبي لازاريني آلية المساعدات هذه بأنها بغيضة وتؤدي لإزهاق الأرواح.

كما وصفتها الأمم المتحدة بعملية "المساعدة الإنسانية العسكرية الإسرائيلية"، وتقول إنها تتناقض مع المعايير الدولية لتوزيع المساعدات.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يعلن اغتيال حكم العيسى بغزة
  • روبيو يلتقي عائلات أسرى الاحتلال في غزة لأول مرة منذ تولي منصبه
  • ترامب: وقف إطلاق النار بغزة خلال أيام
  • صور للجزيرة توثق إطلاق الاحتلال النار على منتظري المساعدات بغزة
  • الاحتلال يعترفون بتلقي أوامر لإطلاق النار على طالبي المساعدات بغزة
  • زملاء الشهيدين هاني كحيل ومحاسن الخطيب يستذكرون مسيرتهم الحافلة بالعطاء
  • جنود الاحتلال يعترفون بتلقي أوامر لإطلاق النار على طالبي المساعدات بغزة
  • توزيع مساعدات إيوائية لـ 513 أسرة نازحة ومتضررة في مجزر بمأرب
  • الاتحاد الأوربي يطالب الاحتلال بوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • وزير السياحة الفلسطيني: الاحتلال دمّر 216 موقعاً أثريا في غزة