الثورة نت:
2025-10-15@05:56:50 GMT

قراءة «غزة» للمنطقة والعالم! 

تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT

 

نحتاج حتى في أكثر المواضيع أهمية وأكثر القضايا حساسية إلى ما يعرف بالتجرد والموضوعية في إطار قراءة أو تحديد مواقف..

ففي قضية العدوان على غزة نجحت السردية الإسرائيلية في تضليل العالم كشعوب بالذات، ولكن تفعيل العدوان لكل إجرام وجرائم وتدمير وإبادة جماعية وما إلى ذلك ساهم في فضح السردية الإسرائيلية وسحب البساط من عاليها وسافلها فتصاعد السخط، بل والرفض العالمي حتى باتت إسرائيل منبوذة عالمياً، والاعتراف المتزايد بالدولة الفلسطينية ـ حتى لو كان شكلياً ـ هو انتصار سياسي كمعطى لطوفان الأقصى ولا غبار على ذلك.

.

يعنينا ملاحظة، أن هذا العالم المتضامن مع الشعب الفلسطيني وضد الإبادة الجماعية لم يرفض أو يؤيد تبادل الأسرى والأسرى الإسرائيليين..

ولهذا فأساس أو جوهر مقترح «ترامب» هو الأسرى الإسرائيليين وكأن أمريكا الدولة العميقة ومن ثم «ترامب» بحثوا عن ورقه إسرائيلية لا تُرفض ولا تُعارض عالمياً من الشعوب، فلم يجدوا غير الأسرى وربطاً بها تبادل الأسرى..

المشكلة التي صنعها «نتنياهو» عمداً هو الإصرار على اتفاق إفراج وتبادل الأسرى واستئناف الحرب والعدوان بعد ذلك، ولذلك فأمريكا مددت ثم مددت له الوقت لإنجاز المهمة ولكنه فشل..

دعونا من كل بنود المقترح «الترامبي» لنقول، إن قراراً أمريكياً بإنهاء الحرب هو الذي يخرج الأسرى وكل القضايا قابلة للتفاوض وللتأجيل ولكنه لا عودة للحرب..

ولهذا فإنهاء الحرب هو قرار أمريكا الدولة العميقة وترامب بغض النظر عن مواقف إسرائيل وتصريح قادتها وبغض النظر عن تصريحات الفصائل الفلسطينية وكأن كل الأطراف تعرف أن الاتفاق هو ما سينجز في المرحلة الأولى..

فالحرب ذاتها انتهت وقد تمارس أشكال أخرى من الحروب غير ما عرفناه في غزة..

بعد انتهاء المرحلة الأولى، فقد تكون الإدارة الانتقالية وإشكالية ما يعرف باليوم التالي هي الأهم للتفاوض والحلول، فيما مسألة السلاح قد تؤجل أو يتعامل معها بحروب أخرى ربطاً بتشكيل ووضع وتموضع الإدارة الانتقالية..

لا يُراد أن يكون لحماس دوراً ولا يُراد أن تعود إسرائيل لحرب أو حروب بالطريقة التي تابعناها طيلة عامين في غزة، وكأن هذا بات المقاربة الواقعية بين أمريكا والمجتمع الدولي، وعندما يطرح «السيسي» الحاجة إلى إعطاء الاتفاقية شرعية دولية ومن خلال مجلس الأمن فذلك يقدم منظومة المقاربة ومستوى توافق دولي..

هذه قراءة اجتهادية للإلمام وللفهم في ظل ما نعرفه وما نعيه في واقع العالم العربي والإسلامي وحتى الواقع العالمي..

الذي يعنينا هو، أن المقاومة ومحور المقاومة سيظل ويستمر ويتطور، والذين تحدثوا وربما لازالوا يتحدثون عن انهزام أو انتهاء المقاومة ومحور المقاومة مخطئون حتى وإن كان سقف هدفهم هو الحرب الدعائية والنفسية، ولو أنهم يعنيهم الحد الأدنى من احترام الذات ما كانوا ليطرحوا مثل هذه الترهات والبلاهات في ظل هذا الصمود الأسطوري لغزة لعامين، ولكن هؤلاء لم يعد يعنيهم غير أموال وأرصدة وأي مصالح ومن أجلها يعملون كل ما يطلب منهم أسيادهم..

لقد رفضت إيران الدعوة لحضور ما يسمى المؤتمر الدولي في شرم الشيخ..

إذاً غزة صمدت ليس أمام الكيان بل أمام أمريكا وكل أفتك أسلحة الغرب، فماذا تكون الأنظمة التي انهزمت جيوشها في أيام ستة، وهكذا لا يقارن وزن كل هذه الأنظمة بوزن غزة، وبالتالي فمحور المقاومة هو الأقوى وهو المستقبل الحقيقي والعدد في الليمون – كما يقال..

محور المقاومة يعنيه من القائم استقراء القادم على مستوى المنطقة، وربطاً بواقع وصراعات، والأهم مراجعة وتقويم وتصويب أي أخطاء في محطات وأحداث مضت، وعلى محور المقاومة أن لا يتأثر بحملات إعلامية وسياسية عرفت في إطار كل المؤامرات والتآمرات على شعوب المنطقة وحقوقها وقضاياها!!.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

غزة.. أسطورة الصمود التي كسرت هيبة الاحتلال وأعادت للحق صوته

عامان من النار والحصار والدمار.. عامان لم تشهد لهما البشرية مثيلا في القسوة، ولا في الصبر. في تلك الرقعة الصغيرة المحاصَرة بين البحر والحدود، وقف أهل غزة عُزّل إلا من إيمانهم، فحملوا على أكتافهم ملحمة أعادت تعريف معنى الكرامة، وأثبتت أن الشعوب الحرة قادرة على قلب الموازين، ولو كانت وحدها في مواجهة آلة القتل.

عامان من الصمود الأسطوري

منذ اللحظة الأولى للعدوان، ظنّ قادة الاحتلال أن غزة ستنحني سريعا، وأن القصف العنيف سيكسر إرادة المقاومة، لكنّ ما حدث كان عكس كل حساباتهم. فكلما اشتد القصف، اشتعلت روح التحدي أكثر، وكلما سقط بيت، وُلدت في الأنقاض ألف إرادة جديدة.

لم يكن في غزة جيوش نظامية أو أسلحة متطورة، بل كان فيها رجال يعرفون أن الأرض لا تُسترد إلا حين يُقدَّم من أجلها الدم والعرق والعمر.

عامان من المواجهة المتواصلة أثبتا أن إرادة الشعوب، مهما حوصرت، قادرة على فرض واقع جديد، وأن الاحتلال مهما امتلك من قوة، لا يمكنه أن يهزم فكرة الحرية.

المقاومة.. من ردّ الفعل إلى فرض المعادلة
عامان من المواجهة المتواصلة أثبتا أن إرادة الشعوب، مهما حوصرت، قادرة على فرض واقع جديد، وأن الاحتلال مهما امتلك من قوة، لا يمكنه أن يهزم فكرة الحرية
لم تعد المقاومة الفلسطينية ذلك الطرف الذي يردّ بعد الضربات؛ بل أصبحت اللاعب الأساسي الذي يرسم ملامح المعركة ويحدد إيقاعها.

أجبرت فصائل المقاومة الاحتلال على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بعد عامين من العدوان المتواصل، بعدما أدركت القيادة العسكرية والسياسية للاحتلال أن خيار "الحسم العسكري" مجرد وهم، وكل محاولة للتوغّل بَرّا تحولت إلى فخٍّ قاتل، وكل اجتياحٍ بري انتهى بانسحابٍ مذلّ.

المقاومة لم تدافع فقط عن غزة، بل أعادت تعريف مفهوم الردع. وبدل أن تكون غزة "نقطة ضعف"، أصبحت "نقطة ارتكاز" لمعادلة جديدة في المنطقة: أن أمن المحتل لن يكون ممكنا ما دام أمن الفلسطينيين منتهكا.

هزيمة السمعة وسقوط صورة "الجيش الذي لا يُقهر"

ربما لم يخسر الاحتلال في تاريخه الحديث خسارة أخلاقية وسياسية كتلك التي خسرها خلال حرب غزة الأخيرة، وجيشه الذي كان يتفاخر بـ"الدقة التكنولوجية" ظهر كآلة قتلٍ عشوائية تستهدف الأطفال والمستشفيات والمدارس ومراكز الإغاثة.

انهارت صورة "الجيش الأخلاقي" أمام عدسات العالم، وتحوّل قادته إلى متهمين بجرائم حرب في المحاكم الدولية. وما لم تستطع المقاومة فعله بالصواريخ، فعله الوعي العالمي بالصور والفيديوهات التي نقلت بشاعة العدوان إلى كل بيت على وجه الأرض.

سقطت هيبة الاحتلال، لا فقط في الميدان، بل في الرأي العام الدولي، حتى صار قادة الغرب يجدون حرجا في تبرير دعمه أمام شعوبهم.

التعاطف العالمي.. النصر غير العسكري

لم يكن الانتصار في غزة بالسلاح وحده، فخلال عامين من المجازر، تحوّلت فلسطين إلى قضية إنسانية عالمية. شهد العالم مظاهرات غير مسبوقة في العواصم الغربية، من لندن إلى نيويورك، ومن باريس إلى مدريد. الملايين خرجوا يحملون علم فلسطين، يهتفون باسم غزة، ويدينون الاحتلال بصوتٍ واحد. الجامعات، والنقابات، والمؤسسات الأكاديمية، والمبدعون، وحتى الرياضيون؛ كلهم قالوا كلمتهم: كفى قتلا في غزة.

لقد أعادت المقاومة تعريف الصراع أمام الضمير الإنساني: فالقضية لم تعد "نزاعا سياسيا"، بل معركة بين الحرية والاحتلال، بين العدالة والإبادة. وهذا الوعي العالمي المتزايد ربما يكون أعظم مكاسب غزة، لأنه نصر طويل المدى، يغيّر الرأي العام الغربي الذي لطالما كان منحازا للاحتلال.

غزة تُسقط الصمت العربي

وحدها غزة قاتلت، ووحدها دفعت الثمن، بينما كانت أنظمة عربية كثيرة تكتفي بالصمت أو البيانات الباردة. لكن هذا الصمت لم يمنع الرسالة من الوصول: أن المقاومة، رغم كل الحصار والخذلان، فعلت ما عجزت عنه جيوشٌ نظامية تمتلك أحدث الأسلحة والعتاد.

لقد سقطت أوهام القوة الزائفة، وكُشف حجم جيش الاحتلال الحقيقي أمام العالم. فذلك الجيش الذي قيل عنه إنه "لا يُقهر" عجز عن إخضاع مدينة محاصرة لا تتجاوز مساحتها 365 كيلومترا مربعا. إنها الحقيقة التي على كل عاصمة عربية أن تتأملها: القوة ليست في السلاح، بل في الإيمان بعدالة القضية.

اتفاق وقف النار.. إعلان نصر لا هدنة
الاحتلال مهما امتلك من سلاح، يظل هشّا أمام إرادة من يقاتل من أجل حقه.. أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحرية لا تُمنح، وأن من يقف بثبات على أرضه يُرغم المحتل في النهاية على التراجع
حين يُوقَّع اتفاق وقف إطلاق النار، فذلك ليس مجرد نهايةٍ مؤقتةٍ للقتال، بل اعترافٌ بانتصار غزة. فالاحتلال لم يجلس إلى طاولة التفاوض إلا بعدما استنفد كل وسائله، ولم يرضَ بالتفاوض إلا بعدما أدرك أن الحرب أصبحت عبئا لا مكسبا.

وقفُ إطلاق النار، بالنسبة للمقاومة، ليس تنازلا، بل تتويجا لمسيرة صمودٍ دامت عامين، دفعت فيها غزة ثمن الحرية دما، لكنها انتزعت اعترافا سياسيا ومعنويا بأنها الطرف الذي لا يمكن تجاوزه في أي معادلة قادمة.

غزة.. مدرسة الأحرار

لقد قدّمت غزة للعالم درسا خالدا: أن الاحتلال مهما امتلك من سلاح، يظل هشّا أمام إرادة من يقاتل من أجل حقه.. أن الكرامة لا تُشترى، وأن الحرية لا تُمنح، وأن من يقف بثبات على أرضه يُرغم المحتل في النهاية على التراجع. هي مدرسة للأحرار، ومصدر إلهام لكل شعبٍ يسعى للخلاص من القهر.

وغزة اليوم لا تنتظر التصفيق، بل تطلب أن يُكتب تاريخها كما يليق بها: كأعظم قصة صمود في وجه أعتى آلة بطش عرفها العصر الحديث.

غزة انتصرت.. لأن الحق لا يُهزم

في زمنٍ يُباع فيه المبدأ وتُشترى المواقف، ظلّت غزة وفية لقضيتها، وحين ظنّ العالم أن صوتها سيخفت تحت الركام، خرجت لتقول: "ما زلنا هنا، وما زال لنا وطن".

لقد انتصرت غزة، لا فقط في الميدان، بل في الوعي والكرامة والتاريخ. وانتصارها هو انتصارٌ لكل من يؤمن بأن الحرية تستحق النضال، وأن الحق لا يضيع ما دام وراءه شعبٌ يقاتل من أجله حتى الرمق الأخير.

مقالات مشابهة

  • قراءة سياسية في انتصار أتى به الله
  • رئيس شباب النواب: قمة شرم الشيخ تؤكد قدرةش مصر علي إعادة الإستقرار للمنطقة
  • ردود متباينة بمواقع التواصل بعد تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
  • الرشق: صمود غزة أنهى الحرب وأجبر نتنياهو على القبول بصفقة تبادل الأسرى
  • ماذا تخبرنا الساعات الأولى لوقف إطلاق النار عن غزة؟
  • “حماس”:القسام والمقاومة تفرج عن 20 اسيرا صهيونيا في أطار اتفاق وقف الحرب بغزة
  • غزة والعالم.. الضامن والمضمون
  • غزة.. أسطورة الصمود التي كسرت هيبة الاحتلال وأعادت للحق صوته
  • الاحتلال يحذر عائلات أسرى متوقع الإفراج عنهم بصفقة المقاومة بغزة من الاحتفال