مبادرات شعبية في الأردن تكسر الحصار مبكرا وتوصل الإغاثة لغزة (شاهد)
تاريخ النشر: 18th, March 2024 GMT
في ظل العجز الدولي والصمت عن جرائم الاحتلال، لتجويع سكان قطاع غزة، لم تقف فعاليات شعبية في العالم العربي عموما، وفي الأردن بشكل خاص، بانتظار تحرك كبير، فبادرت بشكل عام لتشكيل حملات إغاثية سريعة، ونجحت بإيصال كميات كبيرة من الأغذية والمستلزمات الحياتية إلى كافة مناطق قطاع غزة.
وعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة أمام تلك الفعاليات، والتي تمثلت بدواوين عائلية وعشائر، وتجمعات أحياء في العاصمة الأردنية عمان وبقيت المحافظات، إلا أنها شكلت نموذجا لمحاولة كسر حصار الاحتلال، وإغاثة أهالي قطاع غزة، تعددت فيه قصص مؤثرة في العطاء لكثير من المتبرعين رغم الحاجة والظروف الصعبة.
ومن النماذج التي نشطت خلال الفترة الماضية، في كسر الحصار، وإيصال المساعدات بكميات كبيرة إلى قطاع غزة، ديوان أبو سليم في العاصمة عمان.
دواوين عائلية
وحول فكرة الحملة التي أطلقها أبناء الديوان لمساندة أهالي غزة، قال المنسق الإعلامي للديوان محمد أبو سليم لـ"عربي21" إن الفكرة جاءت، خلال اجتماع لأعضاء الهيئة الإدارية للديوان، من أجل التحضير لمشاريع خاصة برمضان.
ولفت إلى أنه وخلال النقاشات، رأوا المشاركون أن الأولوية القصوى لأهلنا في غزة، وما يمكن تقديمه من مساعدات وإغاث عاجلة، وجرى الاستعانة بخبرة أحد الأعضاء في إيصال المساعدات عبر جمعية مداد الخيرية، واتخذ قرار على الفور بإطلاق مبادرة باسم ديوان العائلة.
وأوضح أبو سليم، أن الإقبال رغم أنه بدأ بين أبناء العائلة، لكن بعد مشاهدة صور وصول المساعدات من المعارف والأصدقاء، توسعت المبادرة، وحجم المساهمة تضاعف بشكل سريع، وهناك الكثير من العائلات تواصلت معنا للمشاركة الفورية.
وأضاف: "ما نقدمه قليل، أمام صمود أهل غزة، وهذا واجبهم علينا، ورغم ذلك، هناك أرباب أسر نعلم أن وضعهم في غاية الصعوبة، لكنهم تبرعوا بمبالغ فوق قدرتهم، ومن نعرفهم من الميسورين في العائلة والمعارف أيضا قدموا مبالغ كبيرة، دفعت بالمبادرة إلى الأمام".
وأشار أبو سليم، إلى أن إحدى السيدات، باعت بعد علمها بالحملة، أحد خواتمها الذهبية، وقامت بتقديمه، فضلا عن الأطفال أيضا قدموا حصالاتهم لشراء المساعدات.
وحول التقديرات لحجم المساعدات التي تمكنت مبادرة الديوان من إيصالها لغزة، أشار المنسق الإعلامي، إلى أنها بلغت حتى الآن اكثر من 500 وجبة غذائية، تتكون من اللحم والأرز، رغم ارتفاع الأسعار هناك في غزة بصورة هائلة، إضافة إلى أكثر من مئة سلة من الخضار و100 كيس كبير من الطحين، وأكثر من 250 طردا خيريا متنوعا وهناك كميات كبيرة من الأغذية والمستلزمات تم توزيعها شمال قطاع غزة رغم الصعوبة البالغة في الحصول عليها.
أفكار مستقبلية
وبالتوازي مع ذلك، أطلق أبناء حي الطفايلة في العاصمة عمان، حملة مشابهة منذ بدء العدوان على القطاع، وتمكنوا من توفير مستلزمات غاية في الأهمية وصلت إلى حد تجهيز عيادة طبية عاجلة لتقديم الإسعافات الأولية بعد تدمير القطاع الصحي.
وحول إطلاق مبادرة الحي، قال عبد الرؤوف العكايلة عضو اللجنة الاغاثية في تجمع أبناء حي الطفايلة لـ"عربي21"، إنها جاءت بعد مشاهدتنا لقصف سيارات الإسعاف في غزة، وكانت الفكرة ضرورة تعويض هذه الخسارة على الفور.
وأوضح أن أبناء الحي، تداعوا على الفور، وبدأت حملة تبرعات والبحث عن آلية لإيصال المساعدات بشكل عاجل للداخل، وتم التواصل مع قافلة أميال من الابتسامات، والتي لها خبرة كبيرة في العمل الإغاثي في غزة، وتأمين المستلزمات سواء من مصر أو داخل غزة.
ولفت إلى أن الحملة جهزت سيارة إسعاف في مصر، وأدخلتها للقطاع، فضلا عن أكثر من خمسين خيمة مختلفة الحجم من أجل إيواء النازحين بشكل عاجل، إضافة إلى تقديم أكثر من 15 ألف علبة حليب للاطفال، في ظل التجويع الذي يمارس عليهم.
وأشار العكايلة، إلى أنه المبادرة لجأت للتعاون مع إذاعة حسنى المحلية، من أجل توسيع نطاق المشاركة، والتي لا تقتصر على أنباء الحي رغم أنها انطلقت منه، لكن نرصد تقديم التبرعات من المحافظات الأخرى والقرى والمخيمات بصورة كبيرة بعد التأكد أن كافة المساهمات تصل إلى أهلنا في غزة.
وروى عضو الحملة، عددا من القصص المؤثرة، خلال جمع المساهمات لإيصالها إلى غزة، وقال: "الكثير من النساء أحضروا مصاغهم الذهبي، وتبرعوه لبيعه وشراء مواد إغاثية بثمنه".
وأضاف: "إحدى السيدات قدمت إسوارتين ذهبيتين، لا تملك غيرهما، فأشار لها القائمون على الحملة، بترك واحد لها على الأقل والتبرع بالآخر، فرفضت وقالت طالما خرجا من يدي، فلن يعودا".
وقال العكايلة: "الأكثر من ذلك تأثيرا، الأسرى المتعففة في الحي، والتي نعمل بسوء أوضاعها المادية وفقرها، لكن رغم ذلك كانوا من أوائل المشاركين في المساهمات، لرغبتهم في أن يكون لهم سهم في تعزيز صمود أهلنا في القطاع أمام ما يواجهونه من عدوان".
وأضاف: "هناك أيضا سيدة، تبرعت بأسوارة ذهبية، فقمنا بعمل ما يشبه المزاد عليها، لتشجيع الناس على التبرع، فاشتراها أحد المتبرعين بـ6 أضعاف ثمنها، وقدم المال وطلب إعادتها إليها، وكان ردها بأنها تبرعت بها ولن تعود إليها".
وبشأن أفكار مستقبلية للحملة، لتطوير المبادرة، قال العكايلة: "لدينا الكثير من الأحلام، ربما تترجم للواقع، والبعض طرح فكرة لماذا لا نساهم في إعمار المنازل المهدمة، وإنشاء حي باسم حي الطفايلة في غزة، لتأكيد حضورنا مع أهلنا في فلسطين وتأكيد الثبات على الأرض هناك، فضلا عن أفكار أخرى للمراكز الصحية والمساجد وكل ما يمكن لإعادة عجلة الحياة للقطاع".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة الاردن غزة الاحتلال مبادرات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة أبو سلیم فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
عبور 35 شاحنة مساعدات أردنية إلى شمال غزة وتوزيعها بشكل مباشر
#سواليف
عبرت 35 #شاحنة محمّلة بمساعدات غذائية إلى قطاع #غزة المحاصر، ضمن #الجهود_الإغاثية_الأردنية، وفق ما كشف الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حسين الشبلي.
وبيّن الشبلي، الأربعاء، عبور 35 شاحنة من أصل 65، وزعت حمولاتها مباشرة في شمال القطاع، مشيرا إلى استمرار الجهود التنسيقية لضمان إدخال ما تبقى من شاحنات عرقل #الاحتلال عبورها.
وبيّن الشبلي أن 255 شاحنة دخلت القطاع خلال الأيام القليلة الماضية، ضمن سلسلة متواصلة من القوافل التي يتم تسييرها بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين.
وأكد الأمين العام أن الجهود الإغاثية الأردنية لإغاثة قطاع غزة لم تتوقف منذ اندلاع #الحرب، مشيرًا إلى أن عدد القوافل الأردنية التي وصلت إلى القطاع بلغ حتى اليوم 182 قافلة، تضم أكثر من 8022 شاحنة محمّلة بالمساعدات الغذائية والطبية.
وأوضح أن الهيئة الخيرية الهاشمية، وبالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية، تولت إرسال المساعدات عبر الإنزالات الجوية، والقوافل البرية، والمستشفيات الميدانية التي تم تسييرها لدعم القطاع الطبي في غزة.
وأكد الشبلي أن الممر الإغاثي الأردني هو الممر المعتمد دوليًا لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك بتوصية من الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن الأردن كان أول من بادر إلى #كسر_الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأشار إلى أن هذا الدور يأتي في إطار التزام الأردن الثابت، قيادةً وشعبًا، بالوقوف إلى جانب الأشقاء في غزة وتخفيف معاناتهم الإنسانية في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها القطاع.