مرصد هابل يلتقط صورة لانفجار نجمي على مسافة 1300 كوينتليون كيلومتر
تاريخ النشر: 30th, July 2025 GMT
أعلن مرصد هابل الفضائي عن صورة جديدة لمجرة تقع على بُعد 137 مليون سنة ضوئية في كوكبة الشجاع. ويساوي ذلك مسافة تقدر بحوالي 1300 كوينتليون كيلومتر، والكوينتليون هو عدد يساوي مليون تريليون.
وتُعد الشجاع أكبر كوكبة من بين 88 كوكبة تغطي السماء بأكملها، كما أنها أطول كوكبة، إذ تمتد بزاوية 100 درجة عبر السماء ليلا، بل يتطلب الأمر ما يقرب من 200 قمر مكتمل، موضوعة جنبا إلى جنب، للوصول من أحد جانبي الكوكبة إلى الجانب الآخر.
وقد عرفت العرب قديما هذه المنطقة من السماء، وأطلقت على ألمع نجومها اسم "الفرد"، ولا يزال يحتفظ بالاسم نفسه إلى الآن (Alphard)، فهو تسمية عربية لذلك النجم الذي تفرّد في لمعانه بتلك المنطقة التي تخلو من النجوم اللامعة.
وتُعد المجرة التي التقط مرصد هابل صورة لها، وسميت "إن جي سي 3285 بي" عضوا في عنقود "الشجاع 1″، أحد أكبر عناقيد المجرات في الكون القريب من التجمع الذي تسكن فيه مجرتنا (التجمع المحلي).
وتتكون عناقيد المجرات من مئات إلى آلاف المجرات المرتبطة ببعضها البعض بفعل الجاذبية، وتنتشر في الكون على مساحات شاسعة تقدر بمئات الملايين من السنوات الضوئية.
ويرتكز عنقود الشجاع 1 على مجرتين إهليلجيتين عملاقتين في مركزه، ويبلغ عرض كل من هذه المجرات حوالي 150 ألف سنة ضوئية، مما يجعلها أكبر بحوالي 50% من مجرتنا الأم، درب التبانة.
وبحسب بيان رسمي من موقع ناسا، تقع مجرة "إن جي سي 3285 بي" على أطراف هذا العنقود، بعيدا عن المجرات الضخمة في المركز.
مستعر من نوع خاصوفي عام 2023، استضافت هذه المجرة مستعرا أعظم من النوع "آي إيه"، وهو نوع من الانفجارات النجمية القاسية جدا، والذي يتوهج للفترة وجيزة بسطوع أكثر من الشمس بحوالي 5 مليارات مرة.
إعلانوتحدث المستعرات العظمى من هذا النوع عندما يصل نجم (غالبا نجم قزم أبيض) إلى حد كتلة معينة تتراكم على سطحه، مما يؤدي إلى انفجاره بشكل عنيف.
ويحدث ذلك عندما يتراكم الغاز من نجم مرافق له حتى تصل كتلته إلى حد غير مستقر، مما يؤدي إلى انفجار مدمر، وتستخدم المستعرات العظمى من هذا النوع كمؤشرات لقياس المسافات في الفضاء، بسبب سطوعها المنتظم.
وفي الصورة التي أعلن عنها مرصد هابل، يظهر المستعر الأعظم، المسمى "إس إن 2023 إكس كيو إم"، كنقطة زرقاء لامعة واضحة على الحافة اليسرى من قرص المجرة.
تحتوي هذه المجرة على مئات المليارات من النجوم، وربما تتخطى تريليون نجم، ولكن انفجار نجم واحد منها يظهر لامعا كما تلاحظ في الصورة بشكل واضح، بل يمكن أن تراه كافة جوانب المجرة، مما يعطينا لمحة عن عظمة وقوة هذا الحدث الكوني المهيب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات مرصد هابل
إقرأ أيضاً:
مرصد ناسا يوثق ظاهرتين فلكيتين فريدتين في يوم واحد!
#سواليف
شهد #مرصد #ديناميكا #الشمس التابع لناسا (SDO) #ظاهرة فريدة من نوعها يوم 25 يوليو الماضي، حيث رصد عبور #القمر أمام قرص #الشمس متبوعا بخسوف أرضي في نفس اليوم.
وهذه الظاهرة النادرة التي تجمع بين حدثين سماويين متميزين تقدم لنا لمحة رائعة عن دقة الحركات الفلكية وتفاعلاتها المعقدة.
وبدأت هذه السلسلة الفلكية المثيرة في الساعة 2:45 صباحا بالتوقيت العالمي، عندما حجب القمر 62% من قرص الشمس لمدة 50 دقيقة، من منظور المركبة الفضائية، وهو أكبر حجب شهدته المركبة منذ أبريل الماضي.
مقالات ذات صلة سوار ميتا الذكي.. تحكم بالأجهزة دون لمس! 2025/07/31وما يجعل هذا المشهد أكثر إثارة هو الحواف الحادة والمحددة بوضوح لظل القمر، وذلك بسبب انعدام الغلاف الجوي على سطح القمر الذي عادة ما يعمل على تشتيت الضوء.
وبعد ثلاث ساعات فقط من انتهاء العبور القمري، وتحديدا عند الساعة 6:30 صباحا بالتوقيت العالمي، بدأت المرحلة الثانية من هذه الظاهرة الفلكية المزدوجة. وهذه المرة، كانت الأرض هي التي حجبت الشمس بالكامل عن مرصد ديناميكا الشمس. وعلى عكس الظل الحاد للقمر، ظهر ظل الأرض ضبابيا ومشتتا بسبب تأثير الغلاف الجوي الأرضي الذي يعمل على امتصاص وتشتيت أشعة الشمس. واستمر هذا الخسوف الأرضي حتى الساعة 8:00 صباحا تقريبا.
يذكر أن مرصد ديناميكا الشمس الذي أطلق في فبراير 2010، يدور حول الأرض في مدار متزامن مصمم بعناية للحفاظ على رؤية مستمرة للشمس. ويتميز هذا المدار بميلان محسوب بدقة يقلل من فترات انقطاع الرؤية، مع ذلك فإنه يمر بفترتين في السنة – تستمر كل منهما نحو ثلاثة أسابيع – تشهد حجب الأرض لرؤية المرصد للشمس لفترات قصيرة يوميا.وهذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها المرصد مثل هذه الظاهرة المزدوجة. ففي عامي 2015 و2016، رصد المرصد ما يمكن تسميته بـ”الخسوف المزدوج”، حيث حجبت كل من الأرض والقمر الشمس في نفس الوقت من وجهة نظر المركبة الفضائية، ما خلق مشهدا فلكيا نادرا ومذهلا.
وبينما يتمكن مرصد ديناميكا الشمس من رصد مثل هذه الظواهر الفريدة من مداره حول الأرض، فإن مراقبي السماء على سطح الأرض ينتظرون الفرصة القادمة لمشاهدة كسوف شمسي. ففي 21 سبتمبر القادم، سيكون سكان نيوزيلندا وأجزاء من أستراليا على موعد مع كسوف شمسي جزئي، بينما سيحظى سكان مناطق من غرينلاند وآيسلندا وروسيا وإسبانيا والبرتغال بفرصة مشاهدة كسوف شمسي كلي في 12 أغسطس 2026.
وهذه الأحداث الفلكية لا تقدم فقط مشاهد خلابة، بل توفر أيضا فرصا ثمينة للعلماء لدراسة التفاعلات بين الأجرام السماوية وفهم ديناميكيات النظام الشمسي بشكل أعمق.