بيان من الشيخ محمد الشيخ حسن الفاتح
تاريخ النشر: 21st, March 2024 GMT
الشيخ محمد الشيخ حسن الفاتح
○ بسم الله الرحمن الرحيم
○ اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله
□□ (( أحداث مسيد العارف بالله سيدي الشيخ قريب الله ))
□ انتشر مقطع مصور على الوسائط يوضح مقام الشيخين الصالحين العالمين، وقد تعرض لاعتداء وتخريب .. وعلى إثر ذلك تلقينا العديد من الإتصالات والتساؤلات من عدد من المشايخ والأحباب وقد ذُهلوا لبشاعة الفعل الإجرامي الذي يجافي الدين والأخلاق والقانون والإنسانية، ونجيبهم مخففـين عن مصابهم بالآتي:
□ مَر الإسلام بمراحل تاريخية من الإمتحانات والابتلاءات شهدت بعظمته وصموده ازائها مِصداقـــاً لقوله تعالى ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ )
○ حُرقت الكعبة ورُميت بالمنجنيق، وهُدمت مرتين ، وهاجمتها جيوش أبرهة بالفيله، وسُرِق الحجر الأسود بل واغرقتها السيول.
○ حُــرق المسجد النبوي حتى سقط سقفه.
○ احتُــل بيت الله الحرام من قِبل الجماعات المتطرفة واراقت فيه دم الطائفين، ومُنع فيه الأذان والصلاة.
○ ظل المسجد الأقصى مَحلاً للمؤامرات التي لا تزال تجري إلى يومنا هذا لهدمه.
○ تعرض سيد البشرية لعظيم الرزية وقد أُوذي وحُورب وهُجِّــر من أحب البلاد إليه، وأُدميت قدماه، وجَــرت محاولات لقتله، ووصف بأنه ساحر وكاهن ومجنون وغيرها.
○ تعرض الموروث النبوي للاعتداء والطمس بل وتعرض جسده الشريف لمحاولة السرقة.
○ مـَـر الانبياء بمسيرة مليئة بابتلاءات تهتز لها الجبال فما ضَعُفوا وما استكانوا.
○ تعرض صحابة رسول الله ﷺ للتعذيب والتنكيل والفتن والقتل بل والتمثيل بهم.
○ هُـــزم جيش النبي صلى الله عليه وسلم في معركة أحد وقُـتــل أصحابه رضوان الله عليهم.
○ هُدمت قبور وقباب الصحابة بالبقيع وقد كان مليئا بها.
○ استباح يزيد بن معاوية المدينة وقتل الصحابة والتابعين حتى خُضبت أرضها بالدماء.
○ قُتـل آل البيت من حكام الحجاز وهُجروا، وكذا قُتـل آلاف الحجاج.
○ هُدمت آلاف المساجد ونُبشت قبور الصالحين من قِبل المتطرفين.
فهل نال هذا من عظمة الدين ؟؟
أم هل تضعضع المسلمون ؟؟
وهل فارقوا دينهم أو قَلَّ إيمانهم ؟؟
حاشا لله ؛ بل زادت هذه الأحداث رسولنا وصحابته والمسلمين تمسكاً بدين الله، وقد نَــال من أرادوا بالدين شــراً ما يستحقون من الإهانة والخزي في الدنيا، وسيلقون في الآخرة ما يستحقون من العذاب.
□ إن ما حصل في مسيد العارف بالله سيدي الشيخ قريب الله لا يعدو أن يكون ضمن هذه السلسلة النورانية من الابتلاء.
□ وكيف يُرفع للإنسان قدر أو يُكتب له أجر إلا بعظيم الصبر، وهل كان مسجد الشيخ قريب الله أعظم درجة عند الله من المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى؟؟ أم كان صاحبه وسيدي الشيخ حسن مع رفعتهما وصلاحهما وعلمهما أعظم درجة من سيد الوجود ورسول الملك المعبود ؟؟
□ إذن يفهم من هذا أن المسجد والشيخين على قدم ابتلاء سيد الأنبياء.
وما حصل يزيد محبيه تمسكاً بالمسيد ومنهج المشايخ في الدين والعلم والتربية والسلوك والأخلاق، كما ويُعلي قدرهما ويرفع شأنهما إذ لا عبرة لما يُــرَوِّج له الجهلاء أن هدم القبة يمس العقيدة أو أنه هدم لمكانة الصالحين.
أما ما يتعلق بخوف المشايخ والعلماء والأحباب وعامة أهل هذا البلد المبارك من أن تكون مراقد المشايخ قد تعرضت لمحاولة النبش، فيلزم توضيح الآتي:
○ خلال فترة إعادة بناء المسجد تم رفع ارضية القبة إلى حوالي المترين أسوة بمبنى المسجد هندسيا ، واعيد بناء مراقد المشايخ من سطحها لترتفع إلى مستوى المعمار الجديد، مع تغطيتها من الأعلى بغطاء خفيف حيث أن ردم كل هذه الهوة قد يؤدي إلى هدم المراقد الشريفة.
□ ما تظهره المقاطع المصورة ليس نبشــاً للمراقد وإنما البناء الداخلي بعد التعلية.
□ تم نشر مقاطع مصورة للمسيد اتضح من خلالها السلامة الجزئية للمسجد والمضايف الملحقة به والقبة.
□ شرت صور ومقاطع فيديو تظهر انفجار المضايف من الداخل وحرق لمصلى المسجد وتوجيه الحريق للأعمدة بالأخص، حيث أن قوة وطول النيران تؤدي انشائياً إلى هدم المبنى.
□ بعد أيام قلائل تم نشر مقطع مصور آخر يظهر انفجار داخل القبة أدى لانكشاف الغطاء الخشبي الذي يعلو التعلية، فظهر البناء تحته سليماً ولم يتهدم حتى الطوب إكراماً من المولى للشيخين الجليلين، مع أن قوة الإنفجار وصلت إلى قمة القبة وأدت إلى تكسير البياض الداخلي، مع عدم وجود أي تكوم للتراب بجانب المراقد دليلا على عدم المساس او محاولة النبش، فأي كرامة أكبر من هذه !؟
□ آثرنا السكوت رغم علمنا بالإعتداء الجديد في حينها وقبل ظهور المقطع الأخير في الوسائط، بل ومنعنا الأحباب من التصوير والنشر حتى لا نضيف جرحاً إلى جراح الوطن ولا فتنة إلى ما يعانيه من فتن، ولولا أن الأمر أصبح حديث الساعة وحتى لا يتحول الأمر إلى فتنة في ظل غياب المعلومات لَمــا كتبنا، مع أكيد عزمنا على معالجة الأمر في نطاق ضيق.
○ حفظ الله السودان وأهله ووقانا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
(( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ))
○ الفقير لمولاه القدير
محمد الشيخ حسن الشيخ الفاتح الشيخ قريب الله
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الشیخ حسن
إقرأ أيضاً:
خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
مكة المكرمة
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ياسر الدوسري، المسلمين بتقوى الله عز وجل، فهي الزيادة المأمولة، ومفتاح القبول، وطريق الوصول، وبها تعمّ البركات، وتدفع الآفات، وتستجيب الدعوات.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: “إن الدعاء سلوة المناجين، وأمان الخائفين، وملاذ المضطرين، فهو حبل ممدود بين الأرض والسماء، وهو المغنم بلا عناء، وأعجز الناس من عَجز عن الدعاء، كما أخبر بذلك خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام”.
وأكد الدكتور ياسر، أن الدعاء من أعظم أسباب التوفيق والنجاح، فيه تنزل الرحمات، وتهب الخيرات، وبه ترفع المصائب والعقوبات، وتدفع النوايب والكُربات، فكم من نعمة به مُنحت، وكم من نعمة به رُفعت، وكم من خطيئة به غُفرت، فما جلبت النعم ولا استدفعت النقم بمثل الدعاء، فنوح عليه السلام دعا من أعرضوا عن دعوته، وأصروا واستكبروا استكبارًا.
وبيّن فضيلته أن للدعاء آدابًا مرعية يحسن التزامها، وله موانع شرعية ينبغي اجتنابها، تأدبًا من العبد مع ربه، وتقربًا لإجابة دعائه وطلبه، أولها: إخلاص الدعاء لله تعالى، فالدعاء هو العبادة، والعبادة لا تُصرف إلا لله وحده، وثانيها: متابعة سنة النبي -صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، فَمِنْ هديه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الدعاء؛ أَنَّهُ كان يبدأ بالثناء على الله بأسمائه الحسنى وصفاته العليا، امتثالًا لقوله تعالى: (وَلِلهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، ثمَّ يشفع ذلك بالصلاة على رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، ويدعو بجوامع الكَلِمِ.
ونوه فضيلته إلى أن موانع إجابة الدعاء: أكل الحرام، وأن يدعو العبد وقلبه غافل، وليحذر المرء من الاعتداء في الدعاء كأن يدعو بإثم أو قطيعة رحم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمِ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ» رواه مسلم.
وحث الشيخ الدوسري على الدعاء لمن تكالبت عليه الهموم والغموم، وضاقت عليه الأرضُ بما رحبت، وأرهقته الأمراض وأغرقته الديون، وأثقلته المعاصي والذنوب فعند الله الفرج، ولا يهلك مع الدعاء أحد، ولا يخيب مَنْ الله رجا وقصد.
وأشار إمام وخطيب المسجد الحرام: إلى أن أيام الحج من أعظم مواسم الطاعات، وأرجى أوقات إجابة الدعوات، فاغتنموها برفع الأكف وسكب العبرات، رجاء القبول وقضاء الحاجات، وغفران الذنوب وتكفير السيئات، ومن نوى الحج وقصد البيت الحرام، فليأتِ البيوت من أبوابها، وليؤد الفريضة على وجهها، وليتأدب بآداب الشريعة، وليلتزم بأنظمة هذه الدولة الرشيدة، ومن ذلك ما أكدت عليه الجهات المعنية من اشتراط الحصول على تصريح الحج مراعاة للمصالح الشرعية ، فالحج عبادة جليلة، مبناها على التيسير ورفع الحرج، وقد جاءَتِ الشريعة بجلب المصالح وتكثيرها، ودرء المفاسد وتقليلها، ولا يتم ذلك بالفوضى، ولا بمخالفة ولاة الأمر ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أن النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ يَعْصِنِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ أَطَاعَنِي، وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي».
كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، فضيلة الشيخ الدكتور خالد المهنا، المسلمين في خطبته بتقوى الله ومراقبته، فهي منبع الفضائل، ومجمع الشمائل، وأمنع المعاقل، ومن تمسك بأسبابها نجا.
وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي: “إن العبد الموفق المنوَّر الطريق، لمن سار إلى ربه سيرًا مستقيمًا غير ذي عوج، مقتربًا من مولاه الجليل، لا ناكبًا عن الصراط، ولا ضالًا عن سواء السبيل، يدنو من ربه بأعماله الصالحة الخالصة، على نور من ربه، محبًا له كمال الحب، معظِّمًا غاية التعظيم والإجلال، متذلِّلًا لمولاه تمام الذل، مفتقرًا إليه الافتقار كله، راجيًا ثوابه، خائفًا من عقابه، متحققًا بصفات من أمر الله بالاقتداء بهم من النبيين والمرسلين، وخيار عباد الله الصالحين الذين قال فيهم سبحانه:
(أُوْلَٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُۥ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُۥٓ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)”.
وأشار فضيلته إلى أن أعظم ما يُدني العبد من ربه، ويُقرِّبه إلى مولاه، أداءُ فرائضه التي افترضها عليه، كما دل على ذلك قوله جل جلاله في الحديث الإلهي: (وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضتُه عليه)، ولا شيء أحب إليه سبحانه من توحيده في عبادته، وإخلاص الدين له، وهو أعظم فرائض الله على عباده، ولا شيء أبغض إليه من الشرك به، وهو أعظم ما نهى سبحانه عنه.
وبيَّن أن أجَلَّ فرائض الإسلام، وأولاها بالاهتمام، مؤكدًا أن ما يقرب إلى الملك القدوس السلام، فريضة الصلاة، قال الله تعالى لنبيه: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب)، وقال عليه الصلاة والسلام: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء).
وإنما كان ذلك لأن سجود العبد في صلاته نهاية العبودية والذل، ولله غاية العزة، وله العزة التي لا مقدار لها، فكلما بعدت من صفته، قربت من جنته، ودنوت من جواره في داره.
ومضى فضيلته قائلًا: لا يزال العبد المحب لربه يتقرب إليه بعد فرائض الدين بالنوافل، ويتبع الواجبات بالمستحبات والفضائل، حتى يحبه ربه، ومن أحبه الله كان له وليًّا ونصيرًا، فعصم سمعه وبصره عن المحرمات، ووقى يده عن العدوان، ورجله عن المشي إلى مساخط الله، فلم يمشِ بها إلا إلى مراضي ربه ومولاه، فتزكت بذلك نفسه، وطهر قلبه، فكان قريبًا من رب الأرض والسماوات، مجاب الدعوات، كما دل على ذلك قوله سبحانه في الحديث الرباني: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه).
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أنه تقرّب إلى الله خيارُ عبادهِ، وتوسلوا إليه بأعمالهم الصالحة، وأوفوا بعهدهم الذي عاهدوا، فقربهم سبحانه غاية القرب، حتى بلغ أعلى منازل القرب منهم عبداه محمدًا وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام، فاتخذ كلًا منهما خليلًا، كما قال عليه الصلاة والسلام: (لو كنتُ متخذًا من أمتي خليلًا لاتخذت أبا بكر، ولكن صاحبكم خليل الله)، وجعل منزلة روحيهما في البرزخ في أعلى المنازل، ودرجتهما في الجنة أعلى الدرجات، ثم بعدهما في القرب موسى الكليم عليه من الله أفضل الصلاة والتسليم، ثم عيسى، ثم نوح، ثم سائر الرسل والأنبياء عليهم السلام، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، وعلي، ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم، بحسب سبقهم إلى الإيمان، وهجرتهم، وجهادهم مع رسول الله، ثم أصحاب الأنبياء عليهم السلام، ثم خيار هذه الأمة من التابعين وتابعيهم، وأئمة الهدى من هذه الأمة من العلماء والأولياء.
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي خطبته مبينًا أنه من فضل الله على عباده وتيسيره عليهم وإكرامه لهم، أنه لم يشرع لعباده أن يجعلوا بينهم وبينه وسائط من الخلق يرفعون إليه حوائجهم، ويتوسلون بهم إلى ربهم، ويسألونهم أن يُدنوهم من مولاهم، وإنما فتح للعبيد أبواب فضله ورحمته، ليتقربوا إليه بأعمالهم الصالحة، وليدنوا منه بمناجاتهم إياه، لا يُناجون أحدًا سواه، ولا يدعون غيره، ولا يطلبون من غيره القرب إليه سبحانه، بل إياه يدعون فيعطيهم، وإليه يزدلفون فيُدنيهم.