جوتيريش: الاعتداءات الإسرائيلية أوجدت أزمة مصداقية دولية
تاريخ النشر: 24th, March 2024 GMT
القاهرة - غزة «وكالات»
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم من تداعيات الحرب في غزة على مستوى العالم وقال إن «الاعتداء اليومي على كرامة الفلسطينيين يخلق أزمة مصداقية للمجتمع الدولي».
وحثّ جوتيريش اليوم إسرائيل على «إزالة ما يتبقى من عقبات» أمام دخول المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة، مشيرا إلى ضرورة زيادة المعابر لهذا الغرض.
وأوضح جوتيريش خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع الرئيس المصري ووزير الخارجية في القاهرة، أن «الطريق البري هو الأكثر فاعلية وكفاءة في نقل البضائع الثقيلة» من أجل تلبية لاحتياجات الإنسانية في قطاع غزة، بما يشمل زيادة هائلة في عمليات التسليم التجارية، مؤكدا أن وصول المساعدات «يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار لأسباب إنسانية».
وعلى الرغم من أن الحرب المستمرة منذ أكثر من خمسة أشهر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أدت إلى تدمير غزة، تتراكم التبرعات من المساعدات في شمال سيناء في مصر، مع دخول كميات محدودة عبر معبر رفح في مصر ومعبر كرم أبو سالم الإسرائيلي إلى القطاع.
ومع تلاشي الآمال في التوصل إلى هدنة في غزة خلال شهر رمضان وتزايد خطر المجاعة في القطاع الساحلي، سعت الولايات المتحدة ودول أخرى إلى استخدام عمليات الإنزال الجوي والسفن لتوصيل المساعدات.
ويقول مسؤولو الإغاثة بالأمم المتحدة إنه لا يمكن زيادة حجم المساعدات إلا عن طريق البر فيما تواصل إسرائيل عرقلة الإغاثة. وقال جوتيريش إن إرسال كميات كبيرة من المساعدات يتطلب من إسرائيل إزالة ما تبقى من عقبات ونقاط اختناق أمام الإغاثة.
وأضاف إن «الأمر يتطلب المزيد من المعابر ونقاط الوصول.. إن الطريقة الوحيدة ذات الكفاءة والفعالية لنقل البضائع الثقيلة هي عن طريق البر. والوضع تتطلب زيادة هائلة في السلع التجارية».
وقال جوتيريش إن الأمم المتحدة تعمل جاهدة للحفاظ على تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة لها (الأونروا)، التي وصفها بأنها العمود الفقري للمساعدات الإنسانية داخل غزة.
وأوقفت عدة دول، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا، تمويلها للأونروا بعد اتهامات من إسرائيل نفتها الوكالة بضلوع 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.
وقال مفوض الأونروا فيليب لازاريني إنه يأسف لقرار واشنطن مواصلة حظر التمويل الأمريكي للوكالة حتى مارس 2025 على الأقل. ونقلت صحيفة بليك السويسرية عن لازاريني القول اليوم «نأسف بشدة لقرار واشنطن.. إنه توقف لفترة محدودة. في العام المقبل، لدينا مرة أخرى إمكانية ممارسة الضغط لاتخاذ قرار جديد».
والتقى جوتيريش اليوم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وتناول اجتماعهما، بحسب بيان للرئاسة المصرية، «الكثير من الموضوعات الدولية والإقليمية، مع التركيز على تطورات الأوضاع في قطاع غزة».
كذلك، شدد السيسي أثناء اللقاء على «خطورة قطع بعض الدول دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيما يعد عقابا جماعيا للفلسطينيين الأبرياء».
وكان جوتيريش وصل السبت إلى العريش بمحافظة شمال سيناء، حيث عاد المصابون الفلسطينيون الذين يتلقون العلاج في المستشفى العام بالمدينة المصرية.
وقال أثناء زيارته الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة إن «الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوسا لا ينتهي»، لافتا إلى أنه أتى إلى مدينة رفح المصرية «حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث» في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ومعبر رفح الحدودي هو نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في الجانب الآخر من مدينة رفح حيث يتكدس 1.5 مليون فلسطيني وهو ما يثير الخوف من العواقب الكارثية لهجوم بري تعد له إسرائيل.
وفي مفاوضات الهدنة قال مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات التي تستضيفها قطر إن الولايات المتحدة قدمت «مقترحا يقرب» وجهات النظر فيما يتعلق بعدد السجناء الفلسطينيين الذين يتعين على إسرائيل إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة تفرج عنها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) خلال هدنة جديدة محتملة في غزة.
وغادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بيل بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع الدوحة بعد المشاركة في محادثات بشأن هدنة مؤقتة في غزة وعملية تبادل رهائن وأسرى، وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه بسبب الطبيعة الحساسة للمحادثات إن بيرنز وبرنيع «غادرا الدوحة لإطلاع فريقيهما على تفاصيل الجولة الأخيرة» من المحادثات.
وأوضح أن المفاوضات «ركّزت على التفاصيل ونسبة لتبادل الرهائن والأسرى»، مشيرا إلى أن «الفرق التقنية ما زالت في الدوحة».
ويجري وسطاء أمريكيون وقطريون ومصريون منذ أسابيع محادثات ترمي إلى التوصل لهدنة ثانية في الحرب المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس، تتضمّن الإفراج عن رهائن مقابل سجناء فلسطينيين محتجزين في السجون الإسرائيلية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بن غفير: زيادة المساعدات إلى غزة استسلام لحملة حماس الكاذبة
علّق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الأحد، على إعلان الجيش أنه سيتم فتح ممرات آمنة في غزة، كما سيتم السماح بإسقاط المساعدات جوا.
وقال بن غفير إن "زيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة استسلام لحملة حماس الكاذبة".
وأضاف: "زيادة المساعدات لغزة يُبعد إطلاق سراح المخطوفين ويُبعد بشكل خاص النصر الكامل في الحرب".
وتابع قائلا إن "الطريقة الوحيدة لكسب الحرب وإعادة الرهائن، هي وقف المساعدات الإنسانية بشكل كامل، واحتلال قطاع غزة بأكمله، وتشجيع الهجرة الطوعية".
وكان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد قال إن إسرائيل استأنفت إسقاط المساعدات جوا على قطاع غزة السبت، وذلك بعد أيام قليلة من تحذير أكثر من 100 وكالة إغاثة من انتشار مجاعة جماعية في أنحاء القطاع.
وذكر الجيش في بيان منفصل "تقرر تحديد ممرات إنسانية يسمح فيها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية" إلى سكان غزة".
وشدد على أنه يستعد "لفترات من تعليق مؤقت للأعمال العسكرية لأغراض إنسانية في المناطق التي تشهد اكتظاظا من السكان".
وأشار إلى أنه "سيتم إسقاط سبع منصات للمساعدات تحتوي على طحين وسكر ومعلبات غذائية سيتم توفيرها من المنظمات الدولية".
وأكدت مصادر فلسطينية بدء إنزال المساعدات على شمال غزة.
وواجهت إسرائيل انتقادات متزايدة من وكالات الإغاثة، التي تتهمها بتقييد إيصال المساعدات.
ووصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأزمة بأنها "مجاعة جماعية من صنع الإنسان".
وتقول إسرائيل، التي أوقفت دخول المساعدات للقطاع منذ بداية مارس وفتحت المجال لدخولها وفق قيود جديدة في مايو، إنها ملتزمة بالسماح بدخول المساعدات لكن يتعين عليها السيطرة عليها لمنع وصولها للمسلحين.
ووفق إسرائيل فإنها سمحت بدخول كميات كافية من الغذاء إلى غزة خلال الحرب، محمّلة حركة حماس مسؤولية معاناة 2.2 مليون شخص داخل القطاع.
واتهمت إسرائيل الأمم المتحدة أيضا بالفشل في التصرف في الوقت المناسب، قائلة إن 700 شاحنة محملة بالمساعدات متوقفة داخل غزة.
وأكد الجيش في البيان "أنه لا تجويع في غزة" مشيرا إلى أن ذلك حملة زائفة تروّج لها حماس.
ولفت البيان إلى أن "مسؤولية توزيع المواد الغذائية على سكان القطاع تقع على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية. لذلك، يتوقع من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحسين فعالية توزيع المساعدات وضمان عدم وصولها إلى حماس".
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد قالت السبت إن أكثر من 125 شخصا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية، بينهم 85 طفلا.