محمد فضل علي .. كندا
هكذا تدار الاوضاع في العاصمة السابقة للسودان ومدينة الخرطوم التي كانت في يوم من الايام جوهرة المدائن قبل زمن الكيزان والاخوان المتاسلمين في بلد ارتدت في هذه اللحظات اسفل سافلين الجنرال ياسر العطا يظهر في احد اشرطة الفيديو وهو يعانق عدد من الاشخاص فيما وصف بانه زيارة لوالي ولاية الخرطوم لك ان تتخيل والي بلا ولاية ولامؤسسات دولة ولابنيات اساسية لاصحة ولاتعليم ولابوليس ولا مواطنين الذي غادروا الخرطوم بالملايين ولم يتبقي منهم الا عدد قليل جدا من الاسر والافراد يعيشون في اوضاع غير انسانية ويحصلون علي طعامهم بشق الانفس ولاحديث بالطبع عن الظروف الصحية والامن والامان يخاطب العطا جمع قليل من الناس وسط الهتاف المعتاد " الله واكبر " ثم يعقب ذلك حديث لاحد الاشخاص الذي كادت ان تتقطع انفاسه وهو يتحدث عن عملهم من اجل عودة الكهرباء والمياة الي امدرمان القديمة بعد دحر ميليشيا الدعم السريع وبلغ بهذا الشخص التفاؤل درجة دعا فيها مواطني امدرمان العودة الي منازلهم كهذا لمجرد هذا النشر الدعائي لفارس عصره وزمانه ومحرر امدرمان ياسر العطا الذي اعادة امجاد المهدية ونضالات الحركة الوطنية السودانية ضد الاستعمار الي الاذهان واصبح عبد اللطيف زمانه والنسخة الاخوانية من عبد الفضيل الماظ.


وكل مايتحدث عنه هذا العطا في جولاته الانفعالية هذه لن يحدث ولن يكون هناك اي انتصار حاسم علي قوات الدعم السريع علي الرغم من هذه القوات انها غرقت بدورها في شبر موية وكادت ان تخسر نفسها و تعاطف الناس معها والمواطنين الذين كانوا يصفقون في صمت لشباب قوات الدعم السريع وهم يدكون حصون الظلم والاجرام والنفاق وقلاع المتاسلمين ووحداتهم العسكرية التي تهاوت واحدة بعد الاخري .
لكن قوات الدعم السريع ارتضت من الغنيمة بالاياب واكتفت في الفترة الاخيرة ببث اشرطة حميدتي وخطاباته الحماسية واتجهت الي الحشد والتجييش الانفعالي واختطف البعض صوتهم وراهن اخرين علي بندقيتهم لتمرير ما يريدون واخترقت صفوفهم بعض بقايا الميليشيات الاخوانية المندحرة وبعض المجموعات الشعوبية والعنصرية المندسة واهملوا واجباتهم الميدانية وانشغلوا بمعارك وهمية وارادوا التصادم مع تاريخ البلاد وانكروا شرعية الدولة القومية وسودان 56 الشامخ التليد ..
ودارت عليهم الدوائر وتراجعوا ميدانيا بطريقة جعلت فلول النظام المباد تستعيد زمام المبادرة وتسيطر علي مساحات صغيرة جدا داخل العاصمة القومية للبلاد ولكنهم ظلوا يتصرفون بدورهم علي طريقة هذا الياسر العطا بطريقة غوغائية وهتافية وبصورة عدائية واستهداف لدول الجوار ودولة الامارات العربية علي وجه التحديد التي وان ترفعت عن الرد عليهم والاستجابة للنباح المسعور والاتهامات الجزافية والغير حقيقية عن دعمها لقوات الدعم السريع لكن من المؤكد انها سترد عليهم بطريقة مؤلمة في اللحظة المناسبة عندما يفيق النظام العالمي والدول الكبري من الغيبوبة وتاثير الحروب الخاسرة من اوكرانيا الي الساحة الفلسطينية وحرب الاستنزاف التي يشنها الحوثيين علي شواطئ البحر الاحمر . ..
علي كل الذين يراهنون علي التدخل الخارجي لوقف الحرب السودانية ان يعلموا بانه لاتوجد دولة بطول وعرض العالم علي استعداد لارسال جندي واحد الي السودان ولن تستطيع الولايات المتحدة ومنظمة الامم المتحدة وحلف الناتو و الاتحاد الافريقي التدخل العسكري المباشر في السودان حتي اذا مات الالاف من الناس في الايام والاسابيع القادمة وهو امر شبه مؤكد بالنظر الي بيانات غرفة عمليات الحرب في الحركة الاسلامية التي طالبت المواطنين امس بالابتعاد عن اماكن تمركز قوات الدعم السريع التي ستكون اهداف مشروعة لطيران الحركة الاخوانية وعلي كرتي المدعوم بالمسيرات الايرانية والتركية .
سيقتلون الناس بلارحمة في الايام القادمة وسيتجه النظام العالمي في هذه الحالة الي ابتكار عقوبات بديلة لاتقل في تاثيرها عن التدخل العسكري المباشر في السودان وسيكون ذلك امر مفتوح علي احتمالات مخيفة وخطيرة وسيذداد ايقاع الابادة التدريجية والموت البطئ لملايين الضحايا السودانيين ..
ولكن في الختام ستتوقف هذه الحرب شاء علي كرتي والبرهان وابي من ابي من تجار الحروب وسماسرة الازمات ومقاولي الانفار من احتياطي الحركة الاخوانية وسينقلبون علي بعضهم البعض في ساعة معينة خاصة في ظل وجود معلومات شبه مؤكدة عن وجود تململ من تصرفات ياسر العطا الذي يحمله الكثيرين في الدوائر العسكرية داخل الحركة الاسلامية التي تدير البلاد المسؤولية عن استعداء الامارات والنظام الاقليمي واحتمال تاثير ذلك علي موقف دولة بحجم مصر دخلت اليوم في تحالف استراتيجي مع دولة الامارات وابرمت اتفاقيات غير معلنة تشمل الدفاع المشترك بمعناه الشامل مع الامارات ومعظم دول الخليج اضافة الي ليبيا وجيشها الوطني الذي يحارب بدورة ميليشيات الاخوان والحركات الجهادية التدميرية علي تخوم حدود السودان الغربية .

ستبقي الاوضاع علي ماهي عليه حتي اشعار اخر يحس فيه النظام العالمي الراهن بخطورة تدهور الاوضاع السودانية علي الامن الدولي والاقليمي مع خطورة تدفق موجات الهجرة المليونية علي دول الجوار السوداني ومنها الي دول الاتحاد الاوربي .
سيتجه العالم في ذلك الوقت الي ابتكار عقوبات دولية بديلة للتدخل العسكري المباشر من اجل وقف الحرب وسيتم الاتفاق عليها في كل الدوائر العالمية بما فيها مجلس الامن الدولي .
الظهور المفاجئ للاخواني مع وقف التنفيذ ورجل البزنس المدني والعسكري الطموح الفريق ابراهيم جابر وتصريحاته الدرامية عن عدم السماح بوجود كتل موازية للجيش والمؤسسة العسكرية المعطوبة واشياء من هذا القبيل وحديثه في هذا الصدد ليس مجرد صدفة او اجتهاد شخصي وانما امر سيكون له مابعدة وسيتم ابعاد هذا الياسر العطا والتضحية به في الايام القليلة القادمة ومنعه من الظهور او التحدث في المناسبات العامة لارضاء الامارات والمتحالفين معها في الجوار الاقرب الي السودان في محاولة لانقاذ مايمكن انقاذه عندما يستشعرون الخطر علي مخططهم واجندتهم الحربية الدموية ولانقول نظامهم لان الموجود حاليا في مدينة بورسودان عبارة عن جزيرة معزولة عن العالم يديرها حفنة من تجار الحروب و المغامرين والشخصيات الانتحارية وان غدا لناظره قريب  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

السودان: حكم بإعدام «شرطي» بتهمة الانضمام لـ«الدعم السريع»

شهدت محاكم عديدة في السودان، إصدار أحكام متنوعة بحق أشخاص بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع.

القضارف: التغيير

أصدرت محكمة مختصة في ولاية القضارف- شرقي السودان، حكماً بإعدام شرطي بتهمة الانضمام إلى قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ أكثر من عام.

ومنذ فترة بدأت محاكم سودانية بإصدار أحكام بالإعدام في مواجهة عدد من الأشخاص بتهمة التعاون مع “الدعم السريع” مما أثار موجة من الجدل في الأوساط القانونية والسياسية.

حرب ضد الدولة

وذكرت وكالة السودان للأنباء، أن محكمة جنايات شرق القضارف برئاسة القاضي الحسن النوش أصدرت أمس الأحد، حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت على المتهم (خ. م. ع. أ) رقيب في شرطة إدارة الأمن والمعلومات ولاية الخرطوم يسكن الصحافة شرق مربع (35) بعد إدانته تحت المادة 51/ أ والمادة 65 من القانون الجنائي لسنة 1991م المتعلقتين بإثارة الحرب ضد الدولة وجماعات الحرب والارهاب.

وأشارت في التفاصيل إلى أن المدان بعد أن انضم “للقوات المتمردة” لبس الكدمول وحمل بندقيتها وشارك أفرادها في نهب ممتلكات المواطنين من منازلهم والإسبيرات من المنطقة الصناعية لصيانة مركبات “المليشيا”، واستقل منزل أُسرته لحفظ المسروقات والمنهوبات ومأوى لأفراد المليشيا الذين انشأو ارتكازاً بجوار منزله.

وأفاد شاهد الاتهام الأول (أ. ح. م. ط)، أنه جار ملاصق لمنزل المدان وأن المدان صديقه وبعد نشوب الحرب خرج وبرفقته عدد من أفراد أُسرة المدان وقام بتوصيلهم إلى مدينة ربك وبعد فترة سمع بخبر وفاة والد المدان بالصحافة فعاد لأداء واجب العزاء فتفاجأ بانضمام المتهم للمليشيا المتمردة وشاهده يتحرك معهم وهو يقود عربة لاندكروزر منهوبة من منطقة اليرموك العسكرية وهو يحمل بندقية.

وأكد الشاهد أنه في صبيحة يوم الأحد 15- 6- 2023م حضر اليه المدان برفقته أفراد من “المليشيا المتمردة” واعتقلوه وأخذوه برفقة جارهم عبد الرحمن العبيدو إلى معتقل في الميناء البري وتعرضا للتعذيب فتوفي في نفس اليوم جارهم عبد الرحمن العبيدو وهو مصاب بالضغط والسكر. ثم تمت إحالته إلى مقر رئاسة استخبارات الدعم السريع المتمردة في المجاهدين ومكث هناك حتى 15 اكتوبر 2023م حيث ضربت مسيرة ذلك المعتقل فتمكن من الهرب.

الإدانة وتخلي الدفاع

وأفادت الوكالة في سردها للأحداث بأنه عقب تلك الجلسة تخلى محامي الدفاع عبد الشكور حسن أحمد عن تمثيل الدفاع فأحضر المدان محامٍ آخر.

وجاء قرار الإدانة مبنياً على البينات القوية المتماسكة التي قدمتها هيئة الإتهام متمثلة في النيابة العامة والنيابة العسكرية، بينما جاءت شهادة شاهد الدفاع الوحيد متناقضة ومخالفة لإفادات المتهم فعدتها المحكمة شهادة مُلفقة.

وبعد قرار الإدنة طالب ممثل الإتهام الرائد حقوقي أحمد محمد الطيب إنابة عن المدعي العام العسكري، بتوقيع أشد العقوبات على المدان لتخليه عن واجبه في الدفاع عن الوطن “في الوقت الذي كانت فيه الشرطة تقف جنباً إلى جنب مع القوات المسلحة وافرادها في خندق واحد معهم بينما المدان إرتدى زي المتمردين وحمل السلاح معهم”- حسب القرار.

وجاء في مذكرة المحكمة حول العقوبة: “أن المدان باع نفسه رخيصة للمليشيا وساعدها في تنفيذ مخططها الإجرامي وأصبح أحد أدواتها وأن ما أتاه يمثل خيانة عظمى للوطن وثوابت الأُمة والمجتمع وأن خيانة الأوطان أشد على الأُمة من كيد أعدائها”.

وأضافت: “إن المتهم بفعلته تلك يستحق عقوبة الإعدام التي تراعي هدف المشرع من حماية الوطن والمواطن وتحقق الردع العام لكل من تسول له نفسه إتباع المليشيا التي هتكت العرض واحتلت الأرض وقتلت أنفُس زكية طاهرة بلا ذنب وشردت وهجرت الملايين”.

وسبق أن أصدرت محكمة القضارف، أحكاماً مشابهة بتهمة التعاون وتقديم معلومات استخباراتية لقوات الدعم السريع، يرى البعض أن تلك الأحكام ذات صبغة سياسية وتستهدف ناشطين أو أشخاصاً بعينهم، بينما دافع عنها آخرون واعتبروها رادعاً عن مساعدة الدعم السريع في احتلال المدن والقرى وممارسة الانتهاكات.

الوسومإدارة الأمن والمعلومات الجيش الخرطوم الدعم السريع السودان الشرطة المحكمة الميناء البري ولاية القضارف

مقالات مشابهة

  • معارك في الخرطوم والفاشر والجنائية الدولية تجمع معلومات عن جرائم دارفور
  • مدعي الجنائية يطلق حملة لتقديم المعلومات بشأن مزاعم ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور
  • لعبة غموض يمارسها رئيس أفريقيا الوسطى في تعامله مع السودان
  • السودان.. لماذا أفرجت قوات الدعم السريع عن مئات الأسرى؟
  • السودان: حكم بإعدام «شرطي» بتهمة الانضمام لـ«الدعم السريع»
  • بعد معارك عنيفة.. خروج المستشفى الرئيسي في الفاشر السودانية عن الخدمة
  • السودان.. مستشفى الفاشر الرئيسي يخرج عن الخدمة
  • قوات الدعم السريع تطلق سراح المئات من أسرى الشرطة السودانية
  • السودان: عسكرية الحرب ومدنية الحل
  • هل يَعِي (التقدميون) خطورةَ ما يفعلون؟