محرقة الشفاء| الجيش الإسرائيلي ينسحب من أكبر مجمع مستشفيات بغزة بعد تدميره.. والصحة الفلسطينية: انتشال عشرات الجثث المتحللة
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
انسحبت القوات الإسرائيلية الاثنين من أكبر مجمع مستشفيات في غزة، مستشفى الشفاء، بعد عملية عسكرية مكثفة استمرت أسبوعين، تاركة وراءها مباني متفحمة وجثثا متناثرة في المجمع المترامي الأطراف.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة إنه بعد الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة ونيران الدبابات فإن "حجم الدمار داخل المجمع والمباني المحيطة به كبير للغاية".
وقالت الوزارة إنه تم انتشال عشرات الجثث، بعضها متحلل، من داخل مجمع الشفاء الطبي ومحيطه"، مضيفة أن المستشفى أصبح الآن "خارج الخدمة تماما.
وقال طبيب لوكالة فرانس برس إنه تم انتشال أكثر من 20 جثة، بعضها سحقته المركبات المنسحبة.
واندلعت المعارك أيضًا حول مستشفيات أخرى في غزة بعد مرور ما يقرب من ستة أشهر على الحرب التي أشعلتها هجمات حماس في 7 أكتوبر والتي دمرت مساحات شاسعة من القطاع الساحلي المحاصر.
وقال المكتب الصحفي لحكومة حماس إن الجيش فجر أكثر من 20 منزلا خلال 24 ساعة في مدينة خان يونس الجنوبية حيث تدور معارك حول مستشفيي الناصر والأمل.
المعركة تدمر المستشفى
ونفذ الجيش الإسرائيلي، خلال الأسبوعين الماضيين، ما وصفه بـ”النشاط العملياتي الدقيق” في مجمع الشفاء، قبل أن يعلن الاثنين انسحاب قواته.
وكان المشهد الذي خلفه الضحايا عبارة عن مشهد دمار، حيث تحطمت النوافذ، وتحولت الجدران الخرسانية إلى اللون الأسود، وحمل المتطوعون الجثث المكفنة عبر الأراضي القاحلة الرملية.
وتعرضت المنطقة المحيطة بالمجمع لعشرات الضربات الجوية والقصف في الصباح وسط إطلاق نار كثيف قال المكتب الإعلامي لحكومة حماس إنه كان بمثابة غطاء للقوات والدبابات المنسحبة.
ونشر الجيش في الأيام الأخيرة لقطات لمقاتليه وهم يتحركون في أروقة المستشفى، وصورا لأعداد كبيرة من البنادق الهجومية والقنابل اليدوية وأسلحة أخرى قال إنه تم انتشالها من جناح الولادة.
وقال الجيش إن 200 من نشطاء حماس والجهاد الإسلامي قتلوا في القتال في الشفاء وما حولها، ونفت حماس العمل من مستشفى الشفاء وغيره من المرافق الصحية.
احتجاجات الشوارع في إسرائيل
وحذرت وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الإنسانية من أن العديد من سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة على شفا المجاعة، وقامت الدول المانحة بنقل الغذاء بالشاحنات وإسقاطه جوا بشكل متقطع.
وذكر موقع Vesselfinder.com أن سفينة ثانية تحمل مواد إغاثة عبر البحر الأبيض المتوسط كانت قبالة ساحل غزة يوم الاثنين، بعد أيام من مغادرتها قبرص.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال مكتبه إنه خضع لعملية فتق "ناجحة" يوم الأحد، بتدمير حماس، بما في ذلك في مدينة رفح بأقصى جنوب غزة.
وقال مكتبه في بيان إن رئيس الوزراء "في حالة جيدة وبدأ في التعافي".
ويتعرض نتنياهو لضغوط متزايدة من عائلات الرهائن ومؤيديهم وكذلك المتظاهرين المناهضين للحكومة، الذين اكتسبت مسيراتهم الليلية في الشوارع قوة واجتذبت عدة آلاف إلى الشوارع.
وكان رئيس الوزراء اليميني على خلاف أيضا مع الولايات المتحدة أكبر حليف لاسرائيل التي اعترضت على خططه لغزو رفح بسبب ازدحام المدينة بحوالي 1.5 مليون نسمة.
وقال مصدر إسرائيلي لوكالة فرانس برس إنه بعد أن ألغى نتنياهو في وقت سابق زيارة وفد حكومي إسرائيلي إلى واشنطن لبحث عملية رفح، فمن المقرر عقد اجتماع الاثنين عبر الفيديو.
وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: "قد يكون هناك اجتماع شخصي في وقت لاحق هذا الأسبوع".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القوات الإسرائيلية مستشفيات مستشفى الشفاء
إقرأ أيضاً:
الطب الشرعي الإسرائيلي: الرفات المسلمة من حماس ليست للرهينتين الأخيرتين
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم الأربعاء إن الطب الشرعي الإسرائيلي خلص إلى أن الرفات التي سلمتها حماس يوم الثلاثاء لم تكن للرهينتين الأخيرتين في غزة.
يأتي ذلك فيما، ناشد مسؤول في منظمة أطباء بلا حدود الدول بفتح أبوابها أمام عشرات الآلاف من سكان غزة المحتاجين بشدة إلى الإجلاء الطبي، محذرا من أن المئات ماتوا بالفعل وهم ينتظرون.
وقال هاني اسليم، الذي ينسق عمليات الإجلاء الطبي من غزة لصالح منظمة أطباء بلا حدود الخيرية، المعروفة اختصارا باسمها الفرنسي "أطباء بلا حدود": "الحاجة هائلة حقا".
وقال إسليم في مقابلة صحفية إن الأعداد التي استقبلتها الدول حتى الآن "لا تشكل سوى قطرة في المحيط".
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 8 آلاف مريض تم إجلاؤهم من غزة منذ اندلاع الحرب الإبادة في 7 أكتوبر 2023.
وتقول إن أكثر من 16500 مريض ما زالوا بحاجة إلى العلاج خارج الأراضي الفلسطينية.
وقال إسليم في مقر منظمة أطباء بلا حدود في جنيف بعد مرافقة أطفال غزة المصابين بأمراض خطيرة إلى سويسرا لتلقي العلاج، إن هذا العدد يعتمد فقط على المرضى المسجلين للإجلاء الطبي وأن الرقم الحقيقي أعلى من ذلك.
وقال "تقديرنا هو أن العدد يتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف هذا العدد".
حتى الآن، استقبلت أكثر من 30 دولة مرضى، لكن عددا قليلا منها، قبلت أعدادا كبيرة.
فرنسا وألمانيا لم تستقبل أي فلسطينيينوفي أوروبا، استقبلت إيطاليا أكثر من 200 مريض، في حين لم تستقبل دول كبيرة مثل فرنسا وألمانيا أي مريض حتى الآن.
تباطؤ وتيرة الإخلاءاستقبلت سويسرا في شهر نوفمبر الماضي 20 طفلاً من غزة وصلوا على دفعتين.
ومن بين الأطفال الثلاثة عشر الذين رافقهم إسليم الأسبوع الماضي، والذين تتراوح أعمارهم بين شهرين و16 عاماً، أربعة أطفال رضع يعانون من أمراض القلب الخلقية الشديدة، فضلاً عن مرضى السرطان والأطفال الذين يحتاجون إلى جراحة العظام المعقدة.
وقال إنه لولا الإجلاء لما تمكن بعض هؤلاء الأطفال من النجاة، مشيرا إلى أن الأطفال ذهبوا مباشرة إلى الجراحة بعد وصولهم إلى سويسرا لتجنب "الأضرار التي لا يمكن إصلاحها".
وأعرب إسليم عن أسفه لأن وتيرة عمليات الإجلاء الطبي أصبحت بطيئة مع تدهور الأوضاع في غزة.
في البداية، كان متوسط عدد المرضى الذين غادروا القطاع شهرياً يبلغ نحو 1500 مريض، ولكن بعد أن أغلقت إسرائيل معبر رفح إلى مصر في مايو 2024، انخفض المتوسط الشهري .