يرتدون ملابس موحدة اللون، يجلسون إلى جوار بعضهم البعض كالبنيان المرصوص، رافعين رؤوسهم فخورين بإتمامهم حفظ القرآن الكريم، شعارهم «نحن حملة كتاب الله»، الفخر يكسو ملامحهم والنور يكسو وجوههم، هم حفظة القرآن الكريم في المنيا وأسيوط وكفر الشيخ، جرى تكريمهم ومنحهم هدايا عينية ومادية خلال حفلات أقيمت في شهر رمضان الكريم، تكريما وتشجيعا لهم على مواصلة التمسك بكتاب الله، بحضور علماء الأزهر والأوقاف وبعض نوابغ القرآن الكريم، من بينهم الزهراء حلمى لايق، قارئة القرآن أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى.

أدوات كهربائية ومنزلية هدايا حفظة القرآن: «بنشجعهم»

قبل بدء الشهر الكريم تعقد دور ومكاتب تحفيظ القرآن الكريم، حلقات على مدار 3 أشهر، تختبر خلالها المشاركين في مسابقات حفظ كتاب الله، يضع القائمون عليها أسئلة للمتسابقين، إلى جانب تقسيمهم إلى 4 فئات، الأولى لمن أتم حفظ القرآن كاملا، والثانية لمن أتم حفظ ثلاثة أرباع القرآن، والثالثة لمن حفظ نصفه والأخيرة ربع القرآن الكريم، بحسب الدكتور محمد جمال، أحد أبناء أسيوط والمهتم بجمع التراث الديني والثقافي: «المسابقات بتبدأ من بدري في الكتاتيب ودور التحفيظ والمكاتب، ومع بدء الشهر الكريم تنظيم حفلات لتكريم الفائزين بعد اختبارات كثيرة».

فى قرية نزلة عبداللاه ونجع خضر التابعين لمركز ديروط بأسيوط، كانت دار فرسان القرآن التابعة للأزهر الشريف والجمعية الشرعية، على موعد مع أكبر حفل لتكريم حفظة كتاب الله، بحسب الشيخ محمد أشرف أبوكريشة، مسؤول دار الفرسان: «بنعمل دورة لتحفيظ القرآن لمدة شهرين بيحضر فيهم الطلاب من 7 صباحا حتى 4 عصرا، وفي شهر رمضان يُختبر المشاركين في حفل كبير وبنوزع جوائز عينية مثلا زي صواني وأطقم شاى وبوتاجازات للبنات اللاتي أتممن حفظ القرآن كاملاً كمساعدة لهن، فضلا عن توزيع شهادات تقدير ومصاحف وكمان بندي جوائز لمن لم يحالفهم الحظ تشجيعا لهم على إتمام الحفظ».

تكريم حفظة القرىن الكريم في أسيوط

نحو 600 متسابق شاركوا هذا العام في مسابقة حفظ القرآن بـ«نزلة عبداللاه»، إذ يقوم بوضع الأسئلة علماء الأزهر والأوقاف، بحسب الشيخ هيثم شرعى، المشرف على المسابقة: «الاختبارات يضعها علماء الأزهر والأوقاف، وبتكون عبارة عن استمارات فيها درجات، الحاصل على أكثر من 90% يُمنح أدوات كهربائية عبارة عن غسالات وبوتاجازات وأدوات منزلية بجانب شهادات تقدير ومصاحف، وأقل من 90% نهاديهم أطقم صواني شاي مع المصحف وشهادات التقدير».

تهدف مسابقات تحفيظ القرآن في رمضان إلى تشجيع الصغار على إتمام حفظ كتاب الله والتمسك به، بحسب «شرعي»: «الهدف هو تحفيز الطلائع على إتمام حفظ القرآن والتمسك به لأن التمسك بكتاب الله يقى من الشرور والفتن»، وهو نفس الحال في نجع خضر بديروط بحسب الشيخ مصطفى عبدالمالك، مشرف المسابقة: «بنعملها للعام الرابع على التوالي علشان نحفز الأطفال والمراهقين على التمسك بكتاب ربنا وغرس القيم الدينية، وبيكون الاختبار اللى بيضع أسئلته الشيخ محمد بن حسين المعلم بالأزهر الشريف، بالاشتراك مع علماء مديرية الأوقاف، في آخر شهر شعبان على عدة أيام وبنقيم الحفل الكبير في رمضان».

تتراوح تكلفة إقامة الحفل الواحد بين 70 لـ75 ألف جنيه بحسب مسؤولي دور تحفيظ القرآن الكريم، يتبرع بها أهل الخير في كل منطقة بهدف إدخال السرور على قلوب المتسابقين وذويهم: «بنجمع تبرعات من أهل الخير علشان الزي الموحد والهدايا والأوشحة والشهادات، وبتكون مسابقات حلوة لإدخال الفرح على قلوب الأطفال وذويهم وبيتولى تنظيم الحفل خيرة شباب البلد دون مقابل».

لم يختلف حال محافظة المنيا عن أسيوط، ففي قرية بني حرام التابعة لمركز ديرمواس، أقيم حفل كبير لتكريم حفظة كتاب الله، بحسب محمود غالى، أحد الأهالى: «في القرية عندنا بتقوم دور تحفيظ القرآن بتكريم حفظة القرآن في حفل كبير بحضور الأهالى، بيبقى المنظر يشرح القلب، بيبدأ الحفل بقراءة القرآن لأحد المشايخ ثم ابتهالات دينية من المنشدين يليها تكريم حفظة كتاب الله بمنحهم مصاحف وشهادات تقدير وجوائز مالية، يعني الفائز بالمركز الأول عن حفظ القرآن كاملا بياخد 5 آلاف جنيه وشهادة تقدير ومصحف، بس الأهم إنها بتبقى ذكرى كويسة للأطفال والشباب وأهل البلد».

تكريم حفظة القرآن الكريم في كفر الشيخ

زغاريد أطلقتها سيدات قرية تيرة بمحافظة كفر الشيخ، ابتهاجا بتكريم العشرات من حفظة كتاب الله في حفل كبير ضم عددا من أئمة مديرية الأوقاف، إذ جرى تكريم أكثر من 400 حافظ لكتاب الله ومنحهم جوائز مالية وهدايا عينية، بحسب شبانة الحسينى، مسؤؤل بيت مال المسلمين: «بنكرّم أكثر من 200 فائز في مسابقة حفظ القرآن، ويجرى اختبار المتسابقين في شعبان وإقامة حفل فى رمضان، بنوزع جوائز مالية على أصحاب المراكز الأولى في كل فرع وشهادات تقدير ومصاحف للمراكز المتأخرة تحفيزا للشباب، وبنكون حريصين على اختيار الأطفال اللي بيحفظوا بالتجويد والتشكيل».

سعادة كبيرة تنتاب أولياء الأمور والأطفال المشاركين في مسابقات حفظ القرآن الكريم، إذ يفتخرون بأنهم حاملو كتاب الله، بحسب الطفل عبدالله فتحى، من كفر الشيخ والحاصل على المركز الأول فى إتمام حفظ القرآن بأحد مراكز التحفيظ: «عندي 14 سنة وأتممت حفظ القرآن بتجويده، ولما فزت بالمركز الأول على مستوى مكتب التحفيظ كنت مبسوط جدا لأني أحمل لقب حامل كتاب الله، كان والداي حريصين منذ الثالثة من عمرى على تحفيظي القرآن الكريم، وأتمنى أن أحصل على رحلة عمرة أنا ووالدتى التي تعبت معى من أجل إتمام حفظ القرآن».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حفظة القرآن الكريم تكريم حفظة القرآن حفظة القرآن في المنيا حفظة کتاب الله القرآن الکریم تحفیظ القرآن حفظة القرآن حفظ القرآن تکریم حفظة الکریم فی حفل کبیر

إقرأ أيضاً:

من هدي القرآن الكريم:من يدعون إلى السكوت عن مواجهة الأعداء عليهم أن يستحوا ويحذروا

الشهيد القائد/حسين بدرالدين الحوثي

هؤلاء الذين يسكتون، وينطلقون يثبطون الناس عن الكلام، ويثبطون الناس عن العمل، نقول لهم: هل تعتقدون أن السكوت حكمة؟ أي أنه هو العمل الحقيقي في مواجهة أعداء الله، فأوضحوا لنا هذه الخطة، فإذا ما رأيناها إيجابية وعملية فعلاً وبناءة في مواجهة العدو وستضرب العدو، فنحن إنما نبحث عن العمل الذي يكون له أثره على العدو.

من الذي يستطيع أن يجعل سكوته سكوتاً عملياً في مواجهة هذه الأحداث؟ إنما هو مخدوع يخدع نفسه. والإنسان الذي يكون على هذه الحالة هو أيضاً من سيكون قابلاً لأن يُخدع من قبل أعدائه عندما يقول الأمريكيون: نحن إنما نريد من دخولنا اليمن أن نُعِيْنَ الدولة على مكافحة الإرهاب، وأن نحارب الإرهابيين. فهو من سيقتنع سريعاً بهذا الكلام؛ لأن المبدأ عنده هو السكوت والقعود، فهو من سيتشبث بأي كلام دون أن يتحقق ويتأكد من واقعيته، يميل بالناس إلى القعود فيقول: [يا أخي ما دخلوا إلا وهم يريدوا يعينوا دولتنا، بل الله يرضى عليهم، وعاد لهم الجودة، يسلِمونا شر ذولا الإرهابيين الذين يؤذوننا سيكلفوا علينا].

يقبل بسرعة أن ينخدع، والعرب ما ضربهم مع إسرائيل إلا خداع اليهود والنصارى، كان كلما تأهبوا لمواجهة إسرائيل ودخلوا معها في حرب جاء من ينادي بالصلح وهدنة، فترتاح إسرائيل فترة وتعبّئ نفسها، وتُعِدّ نفسها أكثر، ثم تنطلق من جديد، وهؤلاء واثقون بأنها هدنة – وإن شاء الله ستتلطف الأجواء ومن بعد سنصل إلى سلام، وينتهي ويغلق ملف الحرب!. أولئك أعداء قال الله عنهم: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}(البقرة: من الآية217) وسيستطيعون فعلاً إذا لم يقف المؤمنون في مواجهتهم، سيستطيعون فعلاً أن يردوا الناس عن دينهم.

فهو إذاً من سيصبح بوقاً لأعدائه يخدعونه، سيتحدث ويعمل على أن يقنع الآخرين بذلك الخداع فهو يظلم الأمة، أليس هو يظلم الأمة؟ إنك من تعمل على أن تهيئ أمتك للضربة الموجعة وأنت تقعدهم، وأنت من لا ترضى لنفسك أن يكون حديثك مع أولادك هكذا إذا ما كان هناك طرف من أصحابك من أهل قريتك اعتدى على شيء من ممتلكاتك، أليس هو من سينطلق يشجع أولاده؟ أليس هو من سيشتري لهم أسلحة؟ أليس هو من سيعبئ روحيتهم قتالاً ومقاومة؟ يقول لهم: أنتم رجال، يقول له ابنه: يا أبي نحن نريد أن نحاول إذا اصطلحنا. فيقول: أبداً، أنت تريد أن تسكت حتى يأخذوا حقك. أليس هذا ما يقال فعلاً؟ لكن هنا يجعل السكوت – حتى يدوسه الأعداء بأقدامهم – هو الحكمة، ويدعو الآخرين إلى أن يسكتوا، وإلى أن يقعدوا.

يجب عليهم أن يستحيوا من موقف كهذا، يحب عليهم أن يحذروا، إن أولئك أعداء أعداء بما تعنيه الكلمة، وأنه حتى أنت إذا ما رأيت آخرين وإن كانوا كباراً حتى ولو رأيت رئيس الدولة في موقف هو موقف المخدوع بأولئك الأعداء فلا تستسلم أنت؛ لأنك ستكون الضحية، لا تقل إذاً الرئيس قد هو أعرف وأدرى، هو الذي هو عارف وقد هو رئيس الدولة ورئيس كذا.

إنهم يخدعون الرؤساء والمرؤوسين، ويخدعون الصغار والكبار، وهذه المقابلات التلفزيونية التي نراها توحي فعلاً بأنهم قد خدعوا إلى الآن، بأن الكبار هنا في بلدنا قد خدعوا إلى الآن وهناك حملة شديدة ضد اليمن دعائية، وأنهم خدعوا والدليل على أنهم خدعوا أنهم يقولون للناس أن يسكتوا، بينما هؤلاء الأعداء هم من يحركون وسائل الإعلام أن تهاجم اليمن وتهاجم السعودية وإيران وبلدان أخرى، أليس هذا هو الخداع؟ أليس هذا هو الموقف المخزي؟ أن يكون زعماء أعدائنا، زعماء الدول التي هي عدوة لهذه الأمة ولدينها هم من يحركون شعوبهم، هم من يحركون الكُتّاب والصحفيين ووسائل الإعلام لتقوم بحملات ضد هذا البلد أو هذا البلد أو الأمة بكلها، أليسوا هم من يبحثون عن رأي عالمي يؤيد مواقفهم ضد هذه الأمة، فكيف ينطلق هؤلاء الزعماء ليقولوا لشعوبهم اسكتوا، أليس هذا هو الخداع؟ ألم يُخدعوا إذاً؟.

نحن نقول – فيما نعتقد – على ضوء القرآن الكريم ومن منطلق الثقة بالله سبحانه وتعالى وبكتابه وعلى أساس ما نشاهد: لسنا أقل فهماً منكم، ليس ذلك الشخص لكونه قد أصبح رئيس وزراء أو وزير خارجية أو رئيس جمهورية هو بالطبع أصبح أذكى الناس وأفهم الناس، ألم يعرف الناس كلهم أن زعماء الدول العربية هم في موقف مخزي وموقف ضعف؟ حتى الرجل العامي في هذا البلد أو ذاك يعرف هذه، من أين أتى هذا؟ أليس هذا من خداع حصل، ومن نقص في فهمهم أو في إيمانهم أو مرض في قلوبهم أو أي شيء آخر؟.

دروس من هدي القرآن الكريم

بتاريخ: 11 /2 /2002م

اليمن – صعدة

 

مقالات مشابهة

  • تكريم حفظة “جزء عم” بمدرسة النور المبين بالسويق
  • ما هي أدعية سيدنا موسى كما وردت في القرآن الكريم؟
  • محافظ الغربية يهنئ الفائزين في الدورة 32 للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • يسري جبر يوضح حقيقة العلاج بالقرآن الكريم
  • ختام مسابقة حفظ وتلاوة القرآن الكريم بنخل
  • محافظ الغربية يهنئ أبناء المحافظة الفائزين في الدورة 32 للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • محافظ الغربية يهنئ الفائزين في الدورة الــ32 للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • رقية رفعت تحصد المركز الأول عالميًا في حفظ وتلاوة القرآن برواية حفص بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • من هدي القرآن الكريم:من يدعون إلى السكوت عن مواجهة الأعداء عليهم أن يستحوا ويحذروا
  • بعد تتويجها عالميًا.. رقية رفعت تناشد شيخ الأزهر: حلمي التعيين مُعيدة لخدمة كتاب الله