بوابة الوفد:
2025-08-02@14:54:55 GMT

النجاح الحقيقى للطبيب

تاريخ النشر: 6th, April 2024 GMT

كما قال القائل «بلد بتاعت شهادات صحيح»، فقد عشنا زمانًا على هذه المقولة وتعشمنا أن «النجاح من أول مرة» هو الأمل، ولكن لا سبيل له إلا برضا بعض الناس عنك الذين لا علاقة لهم بالمذاكرة أو الاجتهاد. فقد ترجو أن تحصل على شهادة النجاح ولكن هيهات هيهات وإن بقيت هذه المهزلة العلمية «Local» فى بلادنا لا ترمز إلى شيء ولا تعنى شيئاً فليس لها تفسير عقلى حتى الآن فكيف يجتمع «أساتذة» محترمون فى جامعات جدرانها محترمة ليمتحنوا طلابًا ثم بعد ذلك لا تؤخذ آراؤهم ولا يتم رصد درجاتهم وتكون النتيجة لصالح شخص دون آخر والنجاح والشهادة قد تكون هى خلاصة عملك لمدة تزيد عن أربعين عاماً إلى ما شاء الله، ولكنها مهمّة لتعرف كيف ستقف بين يدى المولى سبحانه وتعالى وهى شهادة الناس لك بحسن الخلق وهى شهادة الناس أنك أمين وهى شهادة الخلق للخلق أنهم يحبوك.

وكم من شباب أطباء وشابات ظُلموا فى النجاح والشهادة ولم يأخذوا حقهم ولم يجدوا من يساندهم حتى استبد بهم اليأس وانزووا إلى ركن بعيد حتى يأتيهم قضاء الله ومنهم من تحوّل إلى النقيض وبلا رجعة ولا يقبل أن يناقشه أحد وإذا حدثته فى أمر ما «انفجر» فيك وأخذ يعدد لك الأمثلة التى أنت تعرفها ولا تجد لها حلًا وبعيدًا عن النجاح والشهادات الجامعية والشهادات الإدارية والتقرير السنوى والشهرى التى من الممكن أن «تتحكم فيها»، فما هى قيمتك أنت أمام نفسك؟ وهذا هو السؤال الأهم!! ففى ظل المنظومات الطبية «العريقة» يرتطم الطبيب بكم كبير من المصدات والمشقات التى تعصف به هو وغيره من الباحثين فى كل المجالات، والتى تكون عندهم الهمة العالية والأداء الأوفر فى جمع المعلومة وترجمتها إلى أعمال ولكنهم ينهارون سريعًا أمام مثل هذه الصدمات وقد تكون فى السنوات الأولى فى الجامعة عندما يجدون ويلمسون أن الامتحانات والوقوف بين يدى الممتحنين بعيدة تمامًا عن العلم، ويكفى أن يكون فى اللجنة «محظوظ» أو «ابن أستاذ» فذلك يعصف بالطلاب والممتحنين وبطبيعة الحال لسنا بسبب محاسبة أفراد منهم من رحل عنا ومنهم من ينتظر ولا يجوز لنا التحدث عن أرزاق العباد، فقد رأينا من الدنيا وسنرى إلى أن «نموت» أن الرزق هو الذى يطاردك وقد تكون فى أضيق الأمور وأعسرها ولكنك بعد هذا العمر الطويل أدركت أن «الواقع» جزء من المكتوب والمقدور، فما عليك إلا أن تؤمن به.

فقط الطبيب والباحث الذى يبغى الرفعة لوطنه وأمته هو الذى يصعُب عليه سياسة تضييع الطب بين أهله، لأن الطب كان ليدار بأفضل من ذلك ومع إعطاء «المحظوظين والمرتاحين» ما يريدون ولكن ليس على حساب تدمير المنظومة الطبية كلها وبأكملها كما يفعل البعض لحساب بعضٍ آخر والمقارنة واضحة بين أشقائنا فى الخليج كيف كانوا وكيف أصبحوا وسيصبحون وأنت أهل المنظومة وسيد الأقدمية فى هذا المجال، وعندك من الكفاءات والنظم ما يجعلك تعود فى أى لحظة ولكن متى تعود؟ وأدركت ويدرك غيرى أن المعاملة مع المرضى «حرفة» تؤثّر فيها كثيرٌ من الأشياء، ولكننى أدركت أيضاً أن الدول لن تتقدم إلا بالعمل على إصلاح الشهادات، وأن كل ما يقال عن التنظيم والتحصيل والإبداع والإقناع والتعليم المستمر لا يجدى شيئًا أمام أن تكون هناك أمانة فى التعليم لكل الطلاب على السواء، ولا ينحنى المعلم إلا أمام العلم، أما الشهادات التى تعطى بلا مقابل وبلا تعب لمن لا يستحقها ثم تُفتح لهم أبواب العمل على مصراعيها وتغلق دون غيرهم وتوصد بأقفال يستحيل على الطالب أن يقف أمامها، فهذه جامعات لا تساوى شيئًا وشهادات لا ترفع من أخذوها بل تظل محلية الصنع «رديئة المحتوى» ويقول العارفون بالشهادات إنه قد أتى علينا زمان كثُرت فيه الفتوى ونقُصت فيه التقوى عَظُم فيه أمر الجهلاء وجفت أقلام العقلاء، فما زدنا إلا جهلًا وما علانا إلا سخطًا وظهرت علينا الأمم فعابوا فينا الهمم فمتى يكون السكوت عن هذا اللمم؟!. 

استشارى القلب - معهد القلب

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د طارق الخولي معهد القلب

إقرأ أيضاً:

حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !

عبد العزيز السليماني

أرسل ما تشاء من رسائلك القصيرة أو الطويلة، فلا صوت يصدح، ولا جواب يأتي، ولا أبواب تُفتح لقراءة ما تودّ قوله! هذا هو حال الكثير من الناس الذين يضعون تصنيفًا شخصيًّا للبشر؛ كلما بَعُدت درجة الأهمية بالنسبة لهم، كلما كنت بعيدًا عن مرمى التواصل معهم.

أصبحت خدمة الرسائل «الوتسابية» من أكثر وسائل التواصل استخدامًا بين ملايين البشر، سواء كان هذا التواصل صوتيًّا أو كتابيًّا أو مرئيًّا.

في أماكن مختلفة، تجد الناس يشغلون أوقاتهم في مراسلة الآخرين والتواصل معهم، لكن بعض الناس، حتى وإن كان التواصل معهم من أجل العمل، لا يردون على المكالمات الهاتفية، وتبقى الرسائل «الوتسابية» معلقة دون أن تحصل على إذن أو إيضاح لما بها من كلمات.

هذه الأفعال تصدر من فئة معينة من الناس، سرّ ذلك هو أنهم يرون أنك لست مهمًّا بالنسبة لهم، حتى وإن كنت شخصًا بسيطًا «على باب الله». اهتمامات هذه الفئة هي قطع كل حبال التواصل مع الآخرين، حتى وإن لم يكن الأمر يتعلق بطلب شخصي.

عندما تسأل نفسك: لماذا لا يرد على الاتصال؟ ترى من الواجب ألا تزعجه، وتكتفي بإرسال رسالة يتيمة، لتفاجأ بأنها هي الأخرى تظل «عالقة في مكانها»، وتعلم أنك في قائمة الانتظار، وتتمنى الحصول على الرد. والواقع الذي تتنبه له فيما بعد أن كل رسائلك القديمة والحديثة محبوسة في خانة الأرشيف أو تابوت المهملات ــ كما يسميه البعض.

أصبحت «المصلحة» هي التي تحرّك الكثير من الناس نحو اتجاهات الحياة، والارتباط بالأشياء، والتواصل مع الآخرين. وغياب «المصلحة» هو ما يُخرج البعض من نطاق الإنسانية إلى التعامل مع الغير بطريقة غير آدمية. فطالما أنك لست من المُرحّب بتواصلهم معهم -حتى وإن كنت نقيًّا، غير مؤذٍ أو متسلق- تبقى بعيدًا عن «العين والقلب».

عندما تلتقي بشخص لا تريد منه شيئًا سوى أنك تظن به خيرًا، وتخبره بأنك دوما تحاول الاتصال به صوتيًّا وكتابيًّا، وتطالبه بمعرفة الجواب الذي يُقنعك ويفك عنك شر التساؤلات والتخمينات وسوء الظن أحيانًا! تجده يُسرع لفتح كتاب «المبررات»، يذكر لك بأنه مشغول جدًّا في أعماله اليومية، أو لم ينتبه لكثرة الرسائل التي تصل إليه، أو ليس لديه الوقت الكافي للرد حتى وإن قرأ ما كتبت. لذا، فهو «عذر أقبح من ذنب». لكن، لو كانت هناك مصلحة تُرجى منك، فستجده متصلًا طوال الوقت، ولربما منحك اهتمامًا خاصًّا ووقتًا أطول من أي شيء آخر يعترض طريقه.

بعض الناس يتبنى فكرة الرد فقط على الأرقام المسجلة في هاتفه، أما الأرقام الأخرى فلا يرد عليها، حتى وإن كانت لا تطالبه بشيء أو تلزمه بأمر. يرى بأن حياته يجب أن يُسخّرها لنفسه، دون أن يعي أن عليه حقوقًا يجب أن يؤديها للآخرين.

من خلال المواقف والأحداث نكتشف أن أرشفة الرسائل في الهواتف النقالة قد حرمت البعض من فرصة الحصول على الردود، وأصبحت عبارة عن «صندوق مظلم» يرمي فيه بعض الناس مطالب الآخرين، أو يحجب البت في بعض الأمور المهم الرد عليها.

باختصار شديد، الحياة لم تُخلق من أجل الهروب من الآخرين أو تصنيفهم على حسب «المصلحة»، وإنما البشر سواسية في الحصول على الحقوق وأداء الواجبات. فلو لم يكن لدى الآخر شيء عندك، لما طرق بابك. تأكد بأن كف اليد عن مساعدة الغير سلوك سوف يحاسبك الله عليه يومًا، وربما تقع في شر أعمالك إذا اعتقدت بأن حوائج الناس لا تُقضى إلا من خلالك.

بعض المواقف والتصرفات تكشف الكثير من السواد الذي يُخفيه البعض عن الآخرين، فمثلًا عندما تتصل بشخص ما وتجد حسن استقباله لمكالمتك، ثم يدر وجهه عنك، لتجد نفسك غير مرغوب في الرد عليه، فأفضل الأشياء أن تحفظ كرامتك، وأن تنأى بنفسك جانبًا عن هذه النوعية من البشر الذين لا يهمهم إلا أنفسهم، ويُغلّبون مصلحتهم فوق أي شيء.

مقالات مشابهة

  • بوتين: روسيا تريد سلامًا دائمًا في أوكرانيا.. ولكن
  • بالصور.. ما هي نسب النجاح في الامتحانات الرسمية؟
  • إسرائيل انتصرت.. ولكن على شرعيتها!
  • حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !
  • لافروف يبدي استعداد روسيا لمساعدة سوريا ولكن بشروط
  • أعداءُ النجاحِ.. رحلةٌ بدأت منذ أربعينَ عامًا
  • دعاء لطلاب التوجيهي قبل النتائج
  • محمد أبو العينين يكشف أسرار النجاح في حياته للمرة الأولى مع معتز الدمرداش
  • ظفار تنتظرك.. ولكن ليس على نقالة!
  • الزائر أولاً... هكذا يُبنى النجاح في موسم خريف ظفار