الذكاء الاصطناعي يتمدد صوب المؤثرين افتراضيًا ويزيد قيمتهم إلى 200 مليار دولار
تاريخ النشر: 7th, April 2024 GMT
تثير سوق المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي شهية كبيرة جهة الذكاء الاصطناعي في ظل النمو السريع الذي تشهده، إذ قد تصل قيمتها إلى حوالى 200 مليار دولار بحلول عام 2032، وفق بيانات شركة «ألايد ماركت ريسرتش» ومع ذلك، تنفي وكالة «ذي كلولس» الإسبانية رغبتها في أن تحل محل المؤثرين البشريين.
ويتردد السؤال: هل ستعيد موجة الذكاء الاصطناعي خلط أوراق المؤثرين الذين يعتزمون ركوبها في ظل خطر تغلب هذه المنافسة الجديدة عليهم بعد أن اجتاحت العالم المتصل؟ مثلاً، تستعين وكالة الإعلانات الإسبانية «ذي كلولس» The Clueless بـ«المؤثرة» أيتانا، ذات الشعر الوردي والملابس الضيقة، للترويج لمنتجات عدة، واصفة إياها بأنها «قوية» و«مصممة»، لكن من يظهر في الواقع على الشاشة ليس إنسانا من لحم ودم، بل هو نتاج ـ نمطي جدا ـ لمخيلة إسبان مهووسين بالتكنولوجيا.
في وقت يرسخ الذكاء الاصطناعي نفسه في جميع القطاعات، لم تتأخر الشركات العاملة في مجال العلاقات العامة عن خوض هذا الغمار الذي تجد فيه آفاقا اقتصادية لا يمكن إنكارها، وفق ما نقلته وكالة «فرانس برس».
وتقول مديرة شركة The Clueless صوفيا نوفاليس من برشلونة «لقد أخذنا في الاعتبار التكاليف المتزايدة المرتبطة بالأشخاص المؤثرين». وذكرت أن الاستعانة بـ«مؤثرة» افتراضية بواسطة الذكاء الاصطناعي تتيح «تحكما إبداعيا لا مثيل له، ما يسمح باتخاذ قرارات شفافة فيما يتعلق بالصورة والأزياء والجماليات من دون الحاجة إلى جلسات تصوير فعلية». كما أن «النماذج الافتراضية، كونها رقمية، تقدم بديلا أوفر».
تقنية جديدة تفتح بعدًا آخرتجسيد مؤثرين من خلال صور رمزية (أفاتار) ليس بالأمر الجديد، فحتى الدمية «باربي» لها حساب على إنستغرام يضم ملايين المتابعين. لكن التقنية الجديدة تفتح بعدا آخر، إذ بات من الممكن الاستعانة بهذه الشخصيات الافتراضية المولدة بالذكاء الاصطناعي لإشراكها في إعلانات تبدو فيها تماما مثل عارضات الأزياء الحقيقيات.
هذه حال ليل ميكيلا التي يضم حسابها على إنستغرام 2.6 مليون متابع. فقد بات لهذه «المؤثرة» التي أنشأتها وكالة في كاليفورنيا في عام 2016، عدد لا يحصى من التعاونات (أي الإعلانات). ومن بينها، إعلان بتصميم فائق الدقة لشركة صناعة السيارات الألمانية «بي إم دبليو».
و كان الهدف «إنشاء شيء لم يسبق له مثيل»، حسبما أوضحت الشركة أن «اجتذاب جيل أصغر سنا ومتمكن من التكنولوجيا يشكل إضافة هامة بالنسبة لنا».
في فرنسا، تقول رئيسة وكالة التأثير والتسويق «ايه دي كرو» AD Crew مود لوجون إن «الأمر أشبه بما يحصل إزاء الممثلين على شاشة التلفزيون: نعلم أنهم غير موجودين، ومع ذلك نتابعهم وهذا يثير اهتمامنا، إنه مثل مشاهدة مسلسل قصير».
قبل عامين، أنشأت لوجون مؤثرة افتراضية تدعى «ميتاغايا» («Metagaya»). وتقول «المستوى الحالي للتصميم لم يكن موجودا بعد.إنه تقني، يجب أن نختار لها ملابس، ونلتقط صورا للخلفية، ونروي قصة» من خلالها. وتقر ضاحكة «لم تكن جيدة جدا!».
برمجية سوراوقد تؤدي الابتكارات التكنولوجية الجديدة، مثل برمجية «سورا» لتوليد الفيديو من شركة «أوبن إيه آي» OpenAI، إلى تسريع هذه الظاهرة.
ويرى المؤثر الفرنسي شارل ستيرلينغ في هذه التقنية فرصة للقيام بترجمات تلقائية لفيديوهاته. وهو يستخدم أدوات متنوعة، بينها منصات HeyGen وRask.ai، التي تتيح مزامنة الشفاه. بمعنى آخر، يحول الذكاء الاصطناعي الفيديو الخاص به، لذلك لا يحتاج صانع المحتوى إلى التسجيل بصوته باللغة الإنجليزية أو الإسبانية.
ويستخدم أيضا برنامج «ديبشوت» Deepshot لتوليد الحوارات واستبدالها، بهدف إنشاء «مقاطع فيديو بتقنية التزييف العميق» بالاستناد إلى مقاطع حقيقية. وقد استعان خصوصا بهذه التقنية لاختلاق تصريحات بالصوت والصورة للرئيس إيمانويل ماكرون.
ويقول «أصور فيديو لماكرون وأجعله يقول نصا ليس نصه الأصلي. على سبيل المثال، جعلته يتحدث عن موقع حكومي». كل ذلك في دقائق معدودة ومقابل بضعة دولارات تدفع للمنصة.
لكن شارل ستيرلينغ يرى حدود هذه الممارسة، قائلا «يمكن للجميع أن يصبحوا مؤثرين من خلال هواتفهم. وفي نهاية المطاف، سنكون أمام ذكاء اصطناعي بأشكال متعددة متاحة على مدار الساعة، وأقل تكلفة بكثير للتطوير».
وتقول صوفيا نوفاليس «لا نعتقد أن النماذج الحقيقية سوف يتخطاها الزمن أو أنها ستستبدل بنماذج تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي مثل آيتانا. في رأينا، يمكن أن تتعايش هذه النماذج». وتقارن هذه الظاهرة بـ«الانتقال من المطابع إلى الطابعات المنزلية: التكنولوجيا الجديدة لم تجعل المطابع تختفي». بالنسبة لمود لوجون، فإن وصول الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد المؤثرين الذين يتعين عليهم دائما إنتاج المحتوى بشكل متواصل. وتقول «تقديم مضامين شخصية على المدى الطويل أمر معقد: إذ يصل بعض صناع المحتوى إلى مرحلة الاحتراق الوظيفي. وربما يكون الذكاء الافتراضي طريقة جديدة للتعبير من دون الكشف عن النفس»، خصوصا بالنسبة للأطفال.
اقرأ أيضاًرئيس الرقابة المالية يناقش مستقبل صناعة التأمين في ظل الذكاء الاصطناعي بمسقط
جوتيريش: ينبغي على إسرائيل وقف استخدام الذكاء الاصطناعي في الحرب على غزة
أبل تسابق الجميع.. وتستحدث 4 مزايا جديدة تعتمد الذكاء الاصطناعي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الولايات المتحدة الذكاء الاصطناعي كاليفورنيا منصات التواصل الاجتماعي العلاقات العامة أوبن إيه آي اقتصاد الولايات المتحدة صانع المحتوى موقع حكومي الطابعات الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
89% من الإماراتيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التخطيط لعطلاتهم
دبي (الاتحاد)
يجمع المسافرون الإماراتيون بين التكنولوجيا الذكية وتطلعاتهم نحو تجارب أكثر عمقاً وإنسانية أثناء التخطيط لعطلاتهم الصيفية، فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «تولونا» العالمية المتخصّصة في أبحاث ودراسات المستهلكين أن 89% من المواطنين الإماراتيين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل «ChatGPT» و«Gemini» للمساعدة في تنظيم رحلاتهم.
وأظهرت الدراسة أن استخدام الذكاء الاصطناعي بين عموم سكان الدولة لا يقل قوة، حيث أشار 87% من المقيمين في الإمارات إلى اعتمادهم على هذه الأدوات عند التخطيط للسفر، ما يؤكد تحولها إلى عنصر أساسي ضمن تجربة السفر الحديثة.
ويستخدم سكان الإمارات هذه الأدوات الذكية لأغراض متنوعة تشمل اقتراح الأنشطة «46%»، الترجمة «42%»، البحث عن أفضل العروض «41%»، استكشاف أماكن محلية مخفية «38%»، الحصول على توصيات لمطاعم «37%»، وتنظيم الجداول الزمنية للرحلات «31%»، وهو ما يعكس مدى مركزية الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل تجربة السفر.
وفي تعليقه على نتائج الدراسة، قال داني مندونكا، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في تولونا: يبدو أن الذكاء الاصطناعي أصبح المساعد الذكي الذي لا غنى عنه للمسافر الإماراتي اليوم، فهو يرافقه في كل تفاصيل الرحلة، من اكتشاف الجواهر المحلية إلى تنظيم الخطط اليومية والتعامل مع تحديات اللغة اللافت، أن هذا الاعتماد لا يقتصر على الجيل الرقمي فقط، بل يشمل أيضاً الفئات الأكبر سناً، حيث يستخدم نحو 40% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عاماً أدوات الذكاء الاصطناعي للبحث عن عروض وأنشطة وخدمات ترجمة. هذا التحول الذي نرصده اليوم ليس توجهاً مستقبلياً، بل هو واقع ملموس يُعيد صياغة سلوك السفر عبر مختلف الفئات العمرية.
أما فيما يتعلق باختيار الوجهات السياحية، تُعد السلامة والأمن وجمال الطبيعة في مقدمة الأولويات لدى جميع المسافرين ومع ذلك، تظهر اختلافات واضحة بين الفئات، إذ يولي المواطنون الإماراتيون اهتماماً خاصاً بالتسوق «35%» والطعام «34%»، فيما يذكر 22% فقط زيارة العائلة أو الأصدقاء كدافع أساسي للسفر، وعلى النقيض، يشير 43% من المقيمين إلى أن قضاء الوقت مع العائلة هو السبب الرئيسي للسفر، ما يعكس تقليداً شائعاً بين العديد من الوافدين بالعودة إلى أوطانهم خلال العطل. هذه الاتجاهات تُظهر أن السفر من دولة الإمارات يجمع بين الرغبة في الاستكشاف والحاجة لإعادة التواصل العائلي.