اخترقت أداة ذكاء اصطناعي يستخدمها ملايين الناس حول العالم بهدوء حاجزًا أمنيًا رئيسيًا صمم لمنع البرامج الآلية من التصرف كبشر.

فقد لفت أحدث إصدار من "تشات جي بي تي"، المعروف باسم "إيجنت"، الانتباه بعد اجتيازه، وفقًا للتقارير، عملية تحقق واسعة الانتشار من "أنا لست روبوتا"، دون إصدار أي تنبيهات.

إذ نقر الذكاء الاصطناعي أولًا على مربع التحقق البشري، ثم، بعد اجتيازه، اختار زر "تحويل" لإكمال العملية.

وأثناء المهمة، قال الذكاء الاصطناعي: "تم إدراج الرابط، لذا سأنقر الآن على مربع ’التحقق من أنك إنسان‘ لإكمال عملية التحقق. هذه الخطوة ضرورية لإثبات أنني لست روبوتًا ومتابعة العملية"، بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.

وأثارت هذه اللحظة ردود فعل واسعة على الإنترنت، حيث علق أحد مستخدمي ريديت: "بكل إنصاف، لقد تم تدريبه على بيانات بشرية، فلماذا يُصنف على أنه روبوت؟ علينا احترام هذا الخيار".

سلوك مخيف ومخادع

يثير هذا السلوك مخاوف المطورين وخبراء الأمن، حيث بدأت أنظمة الذكاء الاصطناعي بأداء مهام معقدة عبر الإنترنت كانت في السابق محصورة وراء أذونات وأحكام بشرية.

ووصف غاري ماركوس، باحث الذكاء الاصطناعي ومؤسس "جيومتريك إنتليجنس"، الأمر بأنه علامة تحذير على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتقدم بوتيرة أسرع مما تستطيع العديد من آليات الأمان مواكبته.

 وقال لمجلة "ويرد": "تزداد هذه الأنظمة قدرة، وإذا تمكنت من خداع حمايتنا الآن، فتخيل ما ستفعله بعد 5 سنوات".

من جانبه، أعرب جيفري هينتون، الذي يُشار إليه غالبًا باسم "عراب الذكاء الاصطناعي"، عن مخاوف مماثلة.

وقال هينتون: "إنه يعرف كيفية البرمجة، لذا سيجد طرقًا للالتفاف على القيود التي نضعها عليه".

حذّر باحثون في جامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا في بيركلي من أن بعض برامج الذكاء الاصطناعي بدأت تُظهر سلوكًا خادعًا، حيث تخدع البشر أثناء بيئات الاختبار لتحقيق الأهداف بفعالية أكبر.

ووفقًا لتقرير حديث، تظاهر برنامج "تشات جي بي تي" بالعمى وخدع موظفًا بشريًا في "تاسك رابيت" ليحل اختبار "كابتشا"، وحذّر الخبراء من ذلك باعتباره علامة مبكرة على قدرة الذكاء الاصطناعي على التلاعب بالبشر لتحقيق أهدافه.

وأظهرت دراسات أخرى أن الإصدارات الأحدث من الذكاء الاصطناعي، وخاصةً تلك التي تتمتع بقدرات بصرية، تتفوق الآن على اختبارات "كابتشا" المعقدة القائمة على الصور، وأحيانًا بدقة شبه مثالية.

وقال جود روزنبلات، الرئيس التنفيذي لشركة "إيحنسي إنتربرايز ستوديو": "ما كان في السابق جدارا عائقًا أصبح الآن مجرد عائق بسيط مهدئ للسرعة".

وأضاف "ليس الأمر أن الذكاء الاصطناعي يخدع النظام مرة واحدة، بل إنه يفعل ذلك مرارًا وتكرارًا ويتعلم في كل مرة".

ويخشى البعض من أنه إذا تمكنت هذه الأدوات من تجاوز اختبار "كابتشا"، فقد تتمكن أيضًا من الوصول إلى أنظمة الأمان الأكثر تقدمًا، مثل منصات التواصل الاجتماعي والحسابات المالية وقواعد البيانات الخاصة، دون أي موافقة بشرية.

كتب رومان شودري، الرئيس السابق لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، في منشور: "يمكن أن تكون البرامج المستقلة التي تعمل من تلقاء نفسها، وتعمل على نطاق واسع، وتتجاوز البوابات البشرية، قوية وخطيرة للغاية".

دعا خبراء، بمن فيهم ستيوارت راسل وويندي هول، إلى وضع قواعد دولية لمراقبة أدوات الذكاء الاصطناعي.

خطر على الأمن القومي

وحذروا من أن البرامج القوية مثل "تشات جي بي تي إيجنت" قد تشكل مخاطر جسيمة على الأمن القومي إذا استمرت في تجاوز ضوابط السلامة.

لا يزال "تشات جي بي تي إيجنت" من "أوبن إيه آي" في مرحلته التجريبية، ويعمل داخل بيئة اختبار، مما يعني أنه يستخدم متصفحًا ونظام تشغيل منفصلين ضمن بيئة خاضعة للرقابة.

يتيح هذا الإعداد للذكاء الاصطناعي تصفح الإنترنت وإكمال المهام والتفاعل مع مواقع الويب.

يمكن للمستخدمين مشاهدة تصرفات الوكيل على الشاشة ويطلب منهم الحصول على إذن قبل اتخاذ خطوات في العالم الحقيقي، مثل إرسال النماذج أو تقديم الطلبات عبر الإنترنت.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات تشات جي بي تي الذكاء الاصطناعي الإنترنت برامج الذكاء الاصطناعي الأمن القومي الذكاء الاصطناعي قوة الذكاء الاصطناعي خطر الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي أوبن إيه آي تشات جي بي تي الذكاء الاصطناعي الإنترنت برامج الذكاء الاصطناعي الأمن القومي تكنولوجيا الذکاء الاصطناعی تشات جی بی تی

إقرأ أيضاً:

ما المحتوى الإخباري الرابح والخاسر أمام الذكاء الاصطناعي؟

قالت أكاديمية وصحفية أميركية معروفة، إن الصحافة التفسيرية تنهار أمام إجابات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيرة في المقابل إلى أنواع المحتوى الذي لن يتغلب عليه الذكاء الاصطناعي في عام 2026.

وفي مقالة حملت عنوان "عذرا، المفسّر مات" على موقع "نيمان لاب" ضمن سلسلة مقالات لاستكشاف مستقبل الصحافة في 2026، قالت الأستاذة في كلية "كريغ نيومارك" للدراسات العليا في الصحافة بجامعة نيويورك ماري جيلوت: "أتذكرون عندما طلبنا من الصحفيين كتابة المزيد من المقالات التفسيرية؟ نعم، آسفون لذلك".

الناس يحبون إجابات وتفسيرات الذكاء الاصطناعي بما فيه الكفاية، ولا ينقرون على روابط المقالات الإخبارية

بواسطة ماري جيلوت - أستاذة الصحافة في جامعة نيويورك

وجزمت جيلوت، إن مستقبل الصحافة يتمثل في تناول أوسع للأخبار والمقالات التفسيرية، لمساعدة القراء على إدارة حياتهم، غير أنها اليوم تعتذر عن تصريحاتها السابقة: "اليوم، يسأل قراؤنا الذكاء الاصطناعي عن كل هذه الأشياء، سواء كان ذلك عبر "شات جي بي تي" أو الملخصات في أعلى نتائج بحث غوغل".

"Remember when we told journalists to write more explainers? Yeah, sorry about that." https://t.co/omcXMEq3a5 pic.twitter.com/wfN8qXDsd7

— Nieman Lab (@NiemanLab) December 5, 2025

الناس معجبون بتفسيرات الذكاء الاصطناعي

وأضافت أن الناس يحبون إجابات الذكاء الاصطناعي بما فيه الكفاية، ولا ينقرون على روابط المقالات، مما دفع العديد من المؤسسات الإخبارية إلى توقع خسارة كاملة للإحالات من البحث (والإيرادات المصاحبة لها) في المستقبل القريب جدا.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2القدس تحتضن منتدى رقميا لتعزيز الابتكار وريادة الأعمالlist 2 of 2ما مخاطر استسلام الصحافة للذكاء الاصطناعي؟end of list

واستدركت الكاتبة "إن ذلك ليس عند جميع وسائل الإعلام، فبعض العلامات التجارية الإعلامية لا تزال تعمل جيدا، وسجلت استقرارا أو حتى نموا في حركة المرور من البحث على مدار العامين الماضيين، لافتة إلى أن طبيعة الإنتاجات الصحفية وقاعدة المشتركين المخلصين للغاية لدى بعض المؤسسات ساعدتها على الصمود.

مؤسسات إخبارية عدة تتوقع خسارة كاملة للإحالات من البحث في المستقبل القريب جراء ملخصات الذكاء الاصطناعي (شترستوك)

وبشكل مكثف، قالت جيلوت، إن ثمة أنواعا من المحتوى الإخباري تخسر أمام الذكاء الاصطناعي ومنها: 

إعلان المقالات التفسيرية. مقالات التعليمات (كيف تحمي حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي؟). الأخبار دائمة الخضرة (لا تنتهي صلاحيتها بسرعة). الأخبار المجمّعة. قوائم الموارد (أهم المواقع أو الأماكن أو الجامعات.. إلخ). ساعات عمل المكاتب الحكومية (معلومات ثابتة يحتاجها الناس). وصفات الطعام.

أما المحتوى الإخباري الرابح في عام 2026، بحسب الخبيرة الصحفية فكان:-

الأخبار المحلية. الأخبار العاجلة (لحظة حدوثها). السبق الصحفي. القصص أو الشهادات برواية أصحابها. الصحافة الاستقصائية.

وأشارت الكاتبة إلى أن أنماط المحتوى السابقة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أو لا يرغب في تلخيصها، لأنها حديثة أو فريدة جدا، وأكدت أن الروبوتات لن تكتشف كيفية القيام بذلك، ربما إلى الأبد، ولكن على الأقل ليس في عام 2026.

واختتمت "كنت أفكر كثيرا في كيفية اندماجنا نحن الصحفيين البشر في المستقبل الذي يتوسطه الذكاء الاصطناعي، وتوقعي هو أننا سنعود إلى الأساسيات".

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
  • ما المحتوى الإخباري الرابح والخاسر أمام الذكاء الاصطناعي؟
  • عراب الذكاء الاصطناعي يؤكد: غوغل سوف تفوز بسباق الذكاء الاصطناعي
  • ملخص صور جوجل يعرض ذكريات 2025 عبر الذكاء الاصطناعي
  • كيف تستخدم مصر الذكاء الاصطناعي في مكافحة الجرائم؟
  • ايران: اختبار صاروخ محلي يتجاوز مداه طول الخليج
  • يشبه الألماس.. هذا المبنى في الصين صُمم بمساعدة الذكاء الاصطناعي
  • تكريم 6 عالمات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية
  • الغش الأكاديمي في عصر الذكاء الاصطناعي
  • عطل في كلاودفلير يضرب مواقع مثل زوم وفورتنايت ولينكد إن: ما نعرفه حتى الآن