إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن 20 شخصا قتلوا الأحد في اشتباكات دارت بين مجموعتين مسلحتين في مدينة الصنمين في محافظة درعا (جنوبي سوريا)، على خلفية مقتل ثمانية أطفال في انفجار عبوة ناسفة السبت.

وتسود محافظة درعا فوضى أمنية واغتيالات واشتباكات بين مجموعات مسلحة منذ استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في 2018.

وقال المرصد إن "اشتباكات عنيفة اندلعت بين مجموعة محلية يقودها محسن الهيمد المنتمي سابقا لتنظيم (الدولة الإسلامية)، ويعمل حاليا لصالح المخابرات العسكرية" ومجموعة أخرى يقودها شخص يدعى أحمد جمال اللباد، "عمل سابقا لصالح فرع أمن الدولة".

وأوضح أن مجموعة الهيمد اقتحمت حي الجورة بمدينة الصنمين الأحد، ودارت بينها وبين مجموعة اللباد اشتباكات عنيفة استخدمت خلالها مختلف أنواع الأسلحة.

وأضاف أنه "بعد مهاجمة منازل آل اللباد، أضرم المهاجمون النيران فيها، وقتلوا من فيها وأحرقوا جثثهم".

واتهم اللباد بتفجير عبوة ناسفة السبت في مدينة الصنمين، أدت إلى مقتل ثمانية أطفال، في اتهام نفاه اللباد، وفق المرصد.

وأسفرت اشتباكات الأحد بحسب المرصد، عن مقتل 20 شخصا بينهم امرأة وطفلان من عائلة اللباد ومدنيان، إضافة إلى 14 مقاتلا.

وكان المرصد أفاد في حصيلة سابقة بمقتل 17 شخصا.

ولم تأت وسائل الإعلام السورية الرسمية على ذكر الأحداث التي وقعت الأحد.

وتعد محافظة درعا التي شكلت مهد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام عام 2011، المنطقة الوحيدة التي لم يخرج منها جميع مقاتلي الفصائل المعارضة بعد استعادة قوات النظام السيطرة عليها في تموز/يوليو 2018، إذ وضع اتفاق تسوية رعته موسكو حدا للعمليات العسكرية، وأبقى على وجود مقاتلين معارضين احتفظوا بأسلحة خفيفة.

ومنذ سيطرة النظام عليها، طغت الفوضى الأمنية على درعا، التي تشهد تفجيرات وعمليات إطلاق نار ضد قوات النظام واغتيالات طالت موالين أو معارضين سابقين أو حتى مدنيين يعملون لدى مؤسسات حكومية، في موازاة انتشار السلاح.

ويتبنى تنظيم "الدولة الإسلامية" هجمات في المنطقة.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أوردت، السبت، حصيلة أقل من حصيلة المرصد، إذ أفادت بمقتل سبعة أطفال وإصابة شخصين آخرين في انفجار عبوة ناسفة اتهمت "إرهابيين" بزرعها.

وتسبب النزاع الدامي في سوريا بمقتل أكثر نصف مليون شخص، وألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة، وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.

ونهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2022، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مقتل زعيمه أبي الحسن الهاشمي القرشي في معارك لم يحدد تاريخها، وتبين لاحقا أنها جرت في محافظة درعا، وشارك فيها مقاتلون محليون بمساندة قوات النظام السوري.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا رواندا ريبورتاج سوريا سوريا تنظيم الدولة الإسلامية بشار الأسد إسرائيل للمزيد الحرس الثوري الإيراني إيران حزب الله الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا محافظة درعا

إقرأ أيضاً:

مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا واسعا بسوريا

أثار مقتل الشاب السوري يوسف اللباد، عقب اعتقاله من داخل الجامع الأموي في العاصمة دمشق، موجة غضب وجدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في ظل تضارب الروايات بشأن ملابسات وفاته.

ووفق وسائل إعلام سورية، اعتقل اللباد بعد مشادة كلامية مع عناصر الأمن العام رفض خلالها مغادرة المسجد، قبل أن ينقل إلى سجن الحميدية التابع للأمن الداخلي، حيث فارق الحياة بظروف غامضة، وتم تسليم جثمانه لذويه وهي تحمل آثار تعذيب واضحة.

واتهمت عائلة الشاب يوسف، السلطات السورية بقتله تحت التعذيب، بعد اعتقاله من قبل دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي الاثنين الماضي، عقب رفضه الخروج من المسجد الأموي، حيث انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة اعتقاله حيا، من دون أن يبدي أي سلوك عدائي، ما دفع نشطاء للتشكيك بالرواية الرسمية التي تحدثت عن "إيذاء النفس".

وكان اللباد قد انشق عن جيش النظام السوري مع اندلاع الثورة عام 2011، وانضم إلى الجيش السوري الحر، قبل أن يغادر البلاد ويستقر في ألمانيا مع عائلته، ليقرر العودة قبل يومين من مقتله.

في المقابل، أصدر قائد قوى الأمن الداخلي في دمشق، العميد أسامة عاتكة، بيانا قال فيه إن اللباد دخل المسجد الأموي وهو في "حالة نفسية غير مستقرة"، وتلفظ بـ"عبارات غير مفهومة" وثقتها كاميرات المراقبة داخل المسجد.

وأضاف أن "عناصر حماية المسجد تدخلوا لتهدئته، ومنعه من إيذاء نفسه أو المصلين، وتم نقله إلى غرفة الحراسة ضمن الحرم الأمني للجامع، وهناك أقدم على إيذاء نفسه من خلال ضرب رأسه بأجسام صلبة، ما أدى إلى إصابته بجروح بالغة".

وأضاف العميد عاتكة أنه "تم الاتصال بالإسعاف فورا، لكن الشاب فارق الحياة رغم محاولات إنقاذه"، مشيرا إلى أن الجهات المختصة باشرت تحقيقا شاملا وشفافا لتحديد كافة ملابسات الحادثة، مؤكدا أن الوزارة ستعلن عن النتائج فور توفرها.

إعلان

لكن هذه الرواية لم تقنع كثيرين، بل قوبلت بموجة رفض وغضب عارم على مواقع التواصل، حيث اعتبر ناشطون ما جرى "جريمة قتل تحت التعذيب"، تضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات بحق العائدين إلى سوريا، رغم الحملات الرسمية التي تروج لـ"العودة الآمنة".

لا أدري ماذا أقول بكل صدق وأمانة لست لأني عاجز عن التعبير بل الخوف من التقصير بالتعبير واختيار الكلمات المناسبة
لكن مشهد استشهاد يوسف اللباد تحت التعذيب كما نقلت زوجته الخبر وكما تشاهدون بالصور يعيد إلى ذاكرة السوريين أصعب اللحظات التي ثرنا وقاتلنا لإيقافها كم من يوسف قضى ظلماً… pic.twitter.com/HRLgsS6zNm

— ahmad (@ahmadL_F) July 30, 2025

واتهم مغردون السلطات بمحاولة "التستر على جريمة قتل واضحة"، من خلال الزعم بأنه أقدم على "إيذاء نفسه" داخل مركز الاحتجاز. ورأى آخرون أنه "ربما لم يكن يوسف متزنا في لحظة ما، لكنه أصبح -منذ اعتقاله- في عهدة الدولة، التي تقع عليها مسؤولية حمايته حتى من نفسه"، متسائلين: "من الذي فقد توازنه حقا؟ يوسف؟ أم المنظومة التي عجزت عن حفظ حياته وصون إنسانيته؟".

ربما لم يكن #يوسف_اللباد متّزناً، لكنّه صار في عهدة الدولة التي احتجزته، وحمايته حتى من نفسه صارت واجبها ومسؤوليتها.

فمن الذي فقد توازنه حقاً؟
يوسف؟ أم المنظومة التي عجزت عن حفظ حياته، وفشلت في صون إنسانيّته؟

اللهم إنّا لا نعلم الغيب، لكن هذا منكرٌ لا نرضاه، ونبرأ إليك من… pic.twitter.com/M3LKV7RqOS

— مازن حاج محمد|Mazin (@MHajMuhammed) July 30, 2025

وكتب أحد النشطاء: "قتل يوسف اللباد مرتين، مرة في المعتقل، ومرة حين عملوه مريضا نفسيا".

قُتل يوسف اللباد مرتين مرة بالمعتقل
ومرة حين عملوه مريض نفسي .

— @رياض قزموز (@mlpmlp998877) July 31, 2025

في المقابل، أكد آخرون أن اللباد لم يكن مختلا عقليا كما زعمت الجهات الرسمية، بل كان شابا تلقى تعليمه في ألمانيا وعاد إلى بلده على أمل استعادة شيء من انتمائه، لكنه قوبل بالاعتقال والتعذيب حتى الموت.

#يوسف_اللباد ليس مجنوناً، بل أنتم المجرمون.

شابٌ عبر البحار والحدود، عاش في #أوروبا، وتعلّم في #ألمانيا… ثم يعود إلى وطنه ليُقال لنا إنه مختلٌّ عقلياً؟!
أهذا هو الوطن الذي ينتظر أبناءه في المنافي والمخيمات؟!

كيف لشخصٍ عاش في دولٍ تحترم الإنسان، أن يدخل إلى بلاده فيُعتقل… pic.twitter.com/OCacVaI4Wy

— Talal Alhashemi (@Tal_Alhashemi) July 31, 2025

وعلق أحدهم بالقول: "أهذا هو الوطن الذي ينتظر أبناءه في المنافي والمخيمات؟".

كما تداول نشطاء مقطعا مصورا من كاميرات المسجد، يظهر لحظة اعتقال اللباد وهو سليم، هادئ، ويمشي دون مقاومة، مؤكدين أن الفيديو لا يظهر أي تصرف عدائي أو محاولة لإيذاء النفس، ما يناقض ادعاءات وزارة الداخلية.

فيديو يوسف اللباد
أقول لوزارة الداخلية لا تستغبوا الشعب الفيديو واضح وضوح الشمس لا يوجد أي شيء يقول كما ذكرتم قبل قليل في بيانكم أن الشب يقوم بحركات غريبة واضح منه أنه سعيد بعودته والتدين واضح عليه، ذهب ألى الجامع الأموي مسرورا ولا يوجد به أي خلل عقلي، وعند الاعتقال تم اقتطاع… pic.twitter.com/MwR4kINZAr

— أحمد الضاهر شبلي (@aldaher_shbli) July 30, 2025

إعلان

وأضاف النشطاء: "الفيديو واضح وضوح الشمس. الشاب كان يبدو سعيدا بعودته، وتظهر عليه علامات التدين. من يزعم أنه مختل نفسيا فليشاهد الفيديو أولا".

#دمشق
فيديو من كميرات الجامع الأموي يظهر فيه أن الأمن العام إعتقل الشاب يوسف اللباد وهو ماازال على قيد الحياة ولم يظهر فيه أي لقطة تبين أنه قام بإذاء نفسه pic.twitter.com/y8tyI5DVZb

— أحمد الرمضان (@ahmadalramdani) July 30, 2025

واتهم آخرون السلطات بـ"اقتطاع أجزاء من الفيديو لإخفاء ما جرى بعد الاعتقال"، مطالبين بالكشف الكامل عن المشاهد، ومساءلة المسؤولين عن وفاته.

وشدد مدونون على أن مجرد وفاة اللباد داخل مركز احتجاز رسمي، يحمل الدولة المسؤولية كاملة، سواء كانت الوفاة ناتجة عن تعذيب، أو نتيجة إهمال وسوء معاملة وظروف احتجاز غير إنسانية.

١. لست على يقين تام من ملابسات وفاة يوسف اللباد—سواء كان قد توفي تحت التعذيب أو لأسباب أخرى. ما نعرفه أن وفاته حدثت داخل مركز احتجاز، وهذه وحدها كافية لتحمّل الجهات الرسمية المسؤولية.

— Omar Alshogre | عمر الشغري (@omarAlshogre) July 31, 2025

وقال أحد المدونين: "ليست لدينا كل الحقائق بعد، لكن ما نعرفه أن الشاب توفي وهو في عهدة الدولة. إن ثبت تعرضه للتعذيب، فهذه جريمة لا يمكن تبريرها. وإن كانت الوفاة نتيجة إهمال، فالمسؤولية لا تزال قائمة".

تعليق علمي حول حادثة يوسف اللباد

أؤكد، تأكيدًا علميًا مستندًا إلى أدبيات علم النفس السريري — لا بدافع الدفاع عن أحد، بل انطلاقًا مما يُمليه الحق والواجب المهني — أن بعض الاضطرابات النفسية الشديدة جدًا، وخصوصًا الذهانية منها، قد تدفع المصاب بها إلى إيذاء نفسه أو الآخرين بشكل… pic.twitter.com/EmNe27j8gj

— محمد باشا الصمادي NeoBasha (@Psy_mohsmadi) July 30, 2025

وطالب ناشطون بفتح تحقيق عاجل ومستقل، وتقديم المسؤولين عن الحادثة للمحاسبة، مشددين على أن ما حدث يعيد إلى أذهان السوريين ممارسات شبيحة النظام وأجهزته الأمنية خلال سنوات الحرب، مؤكدين أن "لا أحد يريد لسوريا أن تعود كما كانت تحت أي ظرف".

في المقابل، دعت بعض الأصوات إلى التحلي بالهدوء وانتظار نتائج التحقيق الرسمي قبل إصدار الأحكام، مع التأكيد على ضرورة كشف الحقيقة كاملة، ومحاسبة المسؤولين أيا كانت مناصبهم، حفاظا على ما تبقى من ثقة بين الناس ومؤسسات الدولة.

مقالات مشابهة

  • مقتل الشاب يوسف اللباد بعد اعتقاله بالجامع الأموي يثير جدلا واسعا بسوريا
  • سوريا .. اشتباكات عنيفة بين العشائر في مدينة درعا
  • سوريا.. اشتباكات عشائرية عنيفة في ريف درعا
  • سوريا.. مقتل الشاب يوسف اللباد والسلطات تعلن روايتها للحادث وتفتح تحقيقا
  • جدل في سوريا بعد مقتل شاب إثر توقيفه من قبل الأمن.. والداخلية توضح (شاهد)
  • مقتل 4 بينهم عنصران حوثيان في اشتباكات قبلية مع مليشيا الحوثي بالجوف عقب إحراق منزل مواطن
  • إجلاء 280 شخصاً من محافظة السويداء بينهم رعايا 3 دول
  • مقتل قيادي حوثي في اشتباكات مع أهالي عتمة بذمار
  • اشتباكات قبلية عنيفة عقب مقتل شاب من آل بن عديو بشبوة
  • أوكرانيا: مقتل 20 شخصا على الأقل إثر هجمات روسية استهدفت عدة مناطق