تمرد موسى هلال وقوات حرس الحدود انذار داوي لتمرد حميدتي وقوات الدعم السريع ومعضلة تغافل الجيش
تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT
د. عبد المنعم مختار
استاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية
من هو موسى هلال؟ ومن هم قوات حرس الحدود؟
موسى هلال هو زعيم عشيرة ام جلول التابعة لقبيلة المحاميد. وتتبع الاخيرة للرزيقات الشماليين الذين يصنفون كقبائل راعية للأبل في دارفور. عمل هلال بدعم حكومي على تكوين مليشيا قبلية لمحاربة حركات التمرد المسلحة في دارفور سميت قوات حرس الحدود.
سجن موسى هلال في التسعينات بتهمة قتل 17 شخصا من قبائل دارفورية تصنف كأفريقية وبتهمة نهب البنك المركزي في نيالا. وقد اعتقلت سلطات ولاية شمال دارفور هلال في 2003 وقامت بترحيله الى سجن بورتسودان ولكن تم اطلاق سراحه بتدخل من علي عثمان محمد طه, نائب رئيس الجمهورية انذاك, بل وكلف هلال من قبل الحكومة مباشرة عقب اندلاع التمرد المسلح ضد الحكومة بتكوين مليشيا قبلية لمحاربة التمرد. وقد قام هلال في كبابية بأول انشطته للاستقطاب والتجنيد للمليشيا المسماة لاحقاً بقوات حرس الحدود باجتماعات في كبكابية في 2003 مع أعيان من عشائر أولاد راشد وعريقات وأم جلول.
في 21 يناير 2008 عين نظام الجنرال البشير موسى هلال ككبير المستشارين بوزارة الحكم الاتحادي وكان الوزير المختص حينها هو عبد الباسط سبدرات. هدف هذا التعيين تسهيل تنسيق هلال بين المسئولين الحكوميين والقيادات القبلية في دارفور دعما للتجنيد والتسليح والتموين وغيرها من الأنشطة الممكنة لمليشيا قوات حرس الحدود والتي يتزعهما هلال.
أعلن هلال انشقاقه من حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعد اربعة سنوات في يناير 2014 وكون مجلس الصحوة الثوري السوداني وتمركزت قوات هلال في مسقط رأسه ببلدة سرف عمرة وايضا بكتم وكبكابية ومنطقة الواحة بدارفور. تم اعتقال موسى هلال بواسطة قوات بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في نوفمبر 2017. ولم يطلق سراح هلال من السجن في الخرطوم الا في 11 مارس 2021، اي بعد ما يقارب العامين من سقوط نظام الجنرال البشير، وذلك بموجب عفو صادر من قبل مجلس السيادة الانتقالي.
لا يزال موسى هلال متهم من قبل الامم المتحدة بارتكاب جرائم حرب في دارفور وخاضع لعقوبات صادرة ضده بموجب ذلك. وقد اعترف هلال بمشاركته في تكوين المليشيا عبر نفوذه القبلي ولكنه ارجع افعال المليشيا لاوأمر عسكرية صادرة من قيادة الفرقة الغربية للجيش السوداني. ويعتقد مختصون، مثل الكس دي وال، بمشاركة هلال في قرارات المليشيا العسكرية ويرصد تسمية هلال لحربه في دارفور بالجهاد.
تمرد هلال وقوات حرس الحدود انذار داوي لتمرد حميدتي وقوات الدعم السريع وتفريط الجيش
يمكن اعتبار موسى هلال وقوات حرس الحدود سلف لمحمد حمدان حميدتي وقوات الدعم السريع. فقد كان لهلال علاقات إقليمية قوية مع تشاد، اذ تزوج ادريس دبي أحد كريمات موسى هلال وتدعى أماني في 21 يناير 2012. وتشير بعض المصادر الى علاقة هلال مع الامارات شملت تصدير الذهب لدبي عبر مطار الخرطوم بمساعدة ضباط في الجيش السوداني. وقد مكنت حكومة البشير هلال حتى 2014 تقريباً من السيطرة على حوالي ٤٠٠ منجم ذهب في دارفور شامل مناجم جبل عامر.
تمرد موسى هلال وحمل السلاح وتوكأ على النفوذ القبلي وصادرات الذهب والعلاقات الاقليمية وكون مجلس الصحوة الثوري ضد حكومة الجنرال البشير فجردت له الحكومة حملة عسكرية بقيادة حميدتي ليعتقله واخرين من قياداته ويحل محله ويرث جل قواته وعتاده وسياراته وماله، وسط حالة استهتار وتفريط وتهوين من قبل الحكومة والجيش بالغي السوء والخطورة.
لم تعي الحكومة ان تمرد هلال وقوات حرس الحدود هو الانذار الداوي ولم يتحرك الجيش لحل هذه المليشيا ومصادرة سلاحها وسياراتها واموالها حتى لا يتكرر تمردها، مع علم الحكومة والجيش بجلاء لحقيقة ان هذه المليشيا فاقت في قوتها كل المليشيات السابقة لتكوينها.
وهكذا استمرت تجارب قوات المراحيل لتصبح قوات الدفاع الشعبي لتصير قوات حرس الحدود ثم قوات الدعم السريع وتزداد قوة حتى توازي الجيش عدداً وعتاداً ونفوذاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً داخل السودان وخارجه وذلك خلال سنين ممتدة وتحت بصر الجميع، حاكمين ومعارضين، عسكريين ومدنيين.
ثم إذا بالجيش الحاكم يدفع ثمن غفلته وتهاونه بل وتفريطه الممتد عبر السنين الطوال في أمننا القومي بمحاربة قوات الدعم السريع على أجسادنا وفي عقر ديارنا.
الدرس المستفاد اذن هو ضرورة حظر ومنع وتجريم تكوين اي مليشيات جديدة في سودان ما بعد الحرب مع حل وتسريح ودمج قوات الدعم السريع في الجيش المهني الموحد والخالي من عضوية الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني وأفكار الاسلام السياسي، فالاخيرين والمليشيات أجمعين هم الذين اورثونا الشمولية والحروب والدماء والدمار.
moniem.mukhtar@googlemail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع قوات حرس الحدود فی دارفور موسى هلال هلال فی من قبل
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع تنفي استهداف ملجأً للنازحين بالفاشر
قوات الدعم السريع وصفت اتهامها بقصف نازحين في الفاشر بأنه ضمن حملة تضليل للتغطية على الهزائم التي مُني بها الجيش.
نيالا: التغيير
رفضت قوات الدعم السريع، الاتهامات التي وجهت لها بقصف مركز لإيواء النازحين في الفاشر بشمال دارفور- غربي السودان، ما أدى لسقوط عشرات القتلى والمصابين، وقالت إنها “ادعاءات غير صحيحة جملةً وتفصيلاً”.
وكانت تنسيقية لجان المقاومة- الفاشر، أعلنت صباح السبت، أن قوات الدعم السريع نفذت عمليات قصف يومي الجمعة والسبت على مركز إيواء دار الأرقم وجامعة أم درمان الإسلامية بالمدينة، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى.
ونفت قوات الدعم السريع “بشكل قاطع”، في بيان السبت، ما وصفته بـ”ادعاءات كاذبة” حول سقوط مدنيين نتيجة قصف جوي أو مدفعي، زعم من أسمتهم “الغرف الإعلامية التابعة لجيش الحركة الإسلامية الإرهابية” أن قواتها نفذته.
وقالت إنَّ هذه الادعاءات “تأتي في سياق حملة تضليل منهجية تهدف إلى التغطية على الهزائم الميدانية التي مُني بها الجيش الإرهابي وعناصره من المُرتزقة”.
ودمغ بيان الناطق الرسمي، “لجان مقاومة الفاشر” بالتبعية للأجهزة الأمنية للنظام، وقال إن ما تنشره هي وغيرها من واجهات من اتهامات “ما هي إلا افتراءات لا تمت للواقع بصلة، وتكذّبها الحقائق وروايات الآلاف من المدنيين الذين غادَروا المدينة بعد أن وفرت قواتنا لهم ممرات آمنة وملاذات مؤقتة لحماية أرواحهم”.
ودعت قوات الدعم السريع، وسائل الإعلام المحلية والعالمية إلى تحري الدقة والتثبت من صحة المصادر قبل نقل مثل هذه الادعاءات، وأكدت التزامها التام بقواعد الاشتباك التي تراعي سلامة المدنيين وتحترم حقوق الإنسان.
واعتاد طرفا النزاع على نفي الاتهامات الموجهة لهما بشأن انتهاكات حقوق الإنسان والتعدي على المدنيين سواء بالقصف أو الاعتقال والإخفاء القسري أو التعذيب وغيره.
وكانت الخارجية السودانية، طالبت المجتمع الدولي بإلزام الدعم السريع لتنفيذ قرار رفع الحصار عن الفاشر والتوقف عن مهاجمتها.
وتحاصر الدعم السريع المدينة منذ مايو 2024، ما تسبب في تدهور الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، وانقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، وتفاقم معاناة السكان المدنيين في ظل استمرار القتال داخل الأحياء السكنية.
الوسومالجيش الدعم السريع السودان الفاشر جامعة أم درمان الإسلامية دار الأرقم دارفور لجان المقاومة الفاشر