أوكرانيا تبني مفاعلين نووية بتصميم أميركي
تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT
بدأت أوكرانيا أشغال بناء مفاعلين بتصميم أمريكي في منشأة للطاقة النووية بغرب البلاد عقب هجمات روسية مدمرة على شبكة الكهرباء لديها.ووضع عمال في محطة خميلنيتسكي للطاقة النووية الخميس حجر الأساس للمفاعلين اللذين سيستخدمان تكنولوجيا أميركية ووقود مصدره أميركي، فيما رفرفت أعلام أوكرانية وأميركية في الموقع.
وطلبت شركة الطاقة النووية الأوكرانية إنرغوأتوم عدم الكشف عن المشروع قبل يوم السبت لمخاوف أمنية مرتبطة بهجمات روسية.ويهدف المشروع إلى تعزيز أمن الطاقة الأوكرانية وخفض اعتمادها على التكنولوجيا النووية الروسية.
وحضر المراسم الرمزية رئيس إنرغوأتوم بيترو كوتين، ووزير الطاقة الأوكرانية جيرمان غالوشتشنكو والسفيرة الأميركية لدى أوكرانيا بريدجت برينك والرئيس التنفيذي لشركة وستنغهاوس للطاقة النووية باتريك فراغمان.
وجرت المراسم بعد ساعات على ضربة روسية دمرت منشأة للطاقة قرب كييف.
وقال غالوشتشنكو "هذا ردنا على الإرهابيين، هذا ردنا على الغزاة".
وأضاف "نحن اليوم نتحدث عن المستقبل، نتحدث عن الاستقرار، نتحدث عن تطوير الطاقة النووية"، واصفا خطط خميلنيتسكي بأنها أهم مشروع تحديث لأوكرانيا منذ الحرب العالمية الثانية.
ورفعت لافتة في المحطة كتب عليها "المستقبل مع الطاقة النووية".
تستمد أوكرانيا حوالي نصف حاجتها من الطاقة من الطاقة النووية. وجميع مفاعلاتها الحالية ذات تصميم سوفياتي، لكنها حولتها إلى استخدام الوقود الأميركي.
وتقع أكبر محطة نووية في البلاد، محطة زابويجيا في الجنوب، تحت السيطرة الروسية منذ بداية الحرب.
وتضم محطة توليد الكهرباء في خميلنيتسكي مفاعلين قيد التشغيل. وبُني المفاعلان 3 و4 بشكل جزئي وفقا لللتصميم السوفياتي.
وحفل وضع حجر الأساس هو للمفاعلين 5 و6 غير المبنيين واللذين سيتم بناؤهما بتقنية ويستنغهاوس إي بي 1000.
وستبلغ قدرة كل وحدة منهما أكثر من 1100 ميغاوات، وبحسب فراغمان سيكون "المفاعل النووي الأكثر تقدما في العالم".
وقال بيترو كوتين رئيس شركة إنرغوأتوم، إن مع تشغيل جميع المفاعلات الستة، ستصبح خميلنيتسكي أكبر منشأة في أوروبا متفوقة على زابوريجيا.
ولم تحدد شركتا إنرغوأتوم ووستنغهاوس موعد تشغيل المفاعلين.
وقالت إنرغوأتوم إن بناء مفاعل واحد في وقت السلم يستغرق خمس سنوات، بكلفة تقديرية تبدأ عند خمسة مليارات دولار.
وقال فراغمان إن الوحدة الأولى ستكون وفق "جدول زمني سريع" لأن أوكرانيا وافقت على شراء معدات ثقيلة جاهزة للتركيب.
وسيقوم بنك التصدير والاستيراد الأميركي (إكسيم) بتمويل المشروع جزئيا.
وتتعرض منطقة خميلنيتسكا بشكل متكرر لهجمات روسية لوجود قاعدة جوية كبيرة فيها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
كيف تستعد الدول العربية لغزو سوق الطاقة النووية؟
تشكل مناجم اليورانيوم في عدة دول عربية أصولًا استراتيجية مهمة، تعزز فرص المنطقة في تطوير مشاريع طاقة نووية سلمية، تواكب التحولات العالمية المتجهة نحو مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة خلال العقود المقبلة، وتتوزع هذه الثروات بين موريتانيا، والأردن، والجزائر، والسعودية، ومصر، حيث تمتلك كل دولة مقومات خاصة بها تمكنها من لعب دور محوري في مستقبل الطاقة النووية بالمنطقة.
موريتانيا: منجم “تيريس” بوابة موريتانيا لعالم الطاقة النووية
يقع منجم “تيريس” في منطقة تيريس زمور شمال شرق موريتانيا، ويعد الأكبر في العالم العربي من حيث احتياطيات اليورانيوم، إذ تقدر بنحو 91.3 مليون رطل من أكسيد اليورانيوم (ما يعادل حوالي 41 ألف طن)، ويتم تطوير المنجم بنسبة 85% من قبل شركة “أورا إنرجي” الأسترالية بالشراكة مع الوكالة الوطنية للبحوث الجيولوجية الموريتانية، مع عمر تشغيلي متوقع يصل إلى 25 عامًا، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج التجاري بين أواخر 2026 وبداية 2027، بإنتاج سنوي يبلغ نحو مليوني رطل (900 طن)، مع إمكانية مضاعفة الإنتاج في المستقبل، مما يجعل موريتانيا لاعبًا واعدًا في سوق الطاقة النووية السلمية.
الأردن: مشاريع “السواقة والقطرانة” تدفع الصناعة النووية نحو المستقبل
تحتضن الأردن مناجم “السواقة والقطرانة” وسط البلاد، التي تقدر مواردها بنحو 42 ألف طن من “الكعكة الصفراء”، وهي المادة الخام الأساسية لتخصيب اليورانيوم، ويمتد المشروع على مساحة 667 كيلومترًا مربعًا من جنوب عمّان إلى العقبة، ويُعتبر حجر الأساس في استراتيجية الأردن لبناء صناعة نووية متكاملة، وأنشأت شركة تعدين اليورانيوم الأردنية مصنعًا شبه تجريبي لاستخلاص الخام، ما يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق اكتفاء ذاتي محلي في مجال الطاقة النووية.
الجزائر: احتياطات هائلة لكنها مؤجلة لأسباب استراتيجية
تُقدر احتياطيات اليورانيوم في الجزائر بحوالي 29 ألف طن، تتركز في مناطق الهقار وتمنراست جنوب البلاد، رغم اكتشاف العديد من المواقع الغنية عبر برامج تنقيب مكثفة منذ سبعينيات القرن الماضي، قررت الجزائر تجميد استغلال هذه الموارد عام 2012 لأسباب استراتيجية، مع توقعات بإمكانية استئناف برنامج نووي سلمي حال توفر البيئة التنظيمية المناسبة.
السعودية: دورة وقود نووي متكاملة ورؤية طموحة لعام 2040
تمتلك السعودية احتياطيات ضخمة تتراوح بين 60 و90 ألف طن من اليورانيوم، موزعة في مواقع عدة مثل جبل صائد في المدينة المنورة وجبل قرية شمال البلاد، تشكل نحو 5-6% من الاحتياطي العالمي، وتسعى المملكة إلى بناء دورة وقود نووي متكاملة تشمل التعدين والاستخلاص وتصنيع الوقود، ضمن رؤية طموحة تهدف لتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الطاقة النووية، تخطط السعودية لبناء مفاعلين نوويين بقدرة 3.2 غيغاواط، كجزء من خطة شاملة لإضافة 17 غيغاواط من الطاقة النووية بحلول 2040.
مصر: الضبعة النووية ومصنع الوقود.. بوابة مصر للطاقة الإقليمية
تمتلك مصر احتياطيات متنوعة من اليورانيوم، أبرزها في جبال البحر الأحمر ومنجم علوجة في سيناء، إلى جانب نحو 50 ألف طن من الفوسفات المحتوي على اليورانيوم، و2000 طن أخرى من الرمال السوداء، وتُعد مصر من بين الدول القليلة عالميًا التي تمتلك مصنعًا للوقود النووي، وهو واحد من 9 مصانع فقط في العالم.
وبحسب تقرير منصة الطاقة، تتعاون مصر مع روسيا في تطوير محطة الضبعة النووية التي ستضيف 4800 ميغاواط إلى الشبكة الوطنية عند اكتمالها المتوقع عام 2027، ما يعزز مكانة مصر كقوة إقليمية في مجال الطاقة النووية، كما تملك مصر احتياطيات ضخمة من الثوريوم تصل إلى 380 ألف طن، ما يفتح أمامها آفاقًا إضافية لتطوير الطاقة النووية المستقبلية.
يذكر أن هذه الثروات الطبيعية التي تمتلكها الدول العربية تمثل فرصة استثنائية لتطوير مصادر طاقة نظيفة وآمنة، بما يتوافق مع التوجهات العالمية للحد من الانبعاثات الكربونية وتحقيق التنمية المستدامة، لكن تحقيق هذا الطموح يتطلب تنسيقًا إقليميًا ودوليًا، إضافة إلى بنى تنظيمية قوية، واستثمارات ضخمة في البحث والتطوير، فضلاً عن احترام المعايير الدولية للسلامة النووية.