أكد خبراء اقتصاديون أن قيم الصادرات والواردات على مدار عام 2023، والتى أعلنتها وزارة التجارة والصناعة، مُبشرة، مشيرين إلى أن الأهم هو استمرار المعدل القياسى للصادرات السلعية ووضع ضوابط من أجل تقليل الواردات لتوفير العملة الصعبة، والإسهام فى خفض نسبة العجز التجارى.

 «شعيب»: التركيز على السوق العربية والأفريقية فرصة ذهبية وأولوية

وقال الدكتور بلال شعيب، الخبير الاقتصادى، إن هناك العديد من الاستفادات التى تتحقق نتيجة تلك المؤشرات، سواء ارتفاع الصادرات أو تراجع الواردات، لافتاً إلى أن تراجع الواردات بنسبة 14% خطوة جيدة ويجب استكمالها بالاستغناء عن الواردات غير الضرورية خلال الفترة المقبلة، ومن أبرزها السيارات وقطع غيارها لفترة محددة، بالإضافة إلى التوقف عن استيراد المقرمشات، وألعاب الأطفال، وطعام القطط والكلاب، لتوفير مليارات الدولارات وإحداث توازن فى الميزان التجارى.

وأضاف «شعيب» أن هناك العديد من النقاط الإيجابية ضمن البيانات المعلنة، ومن أبرزها ارتفاع معدل تصدير المنتجات، الذى يجب أن يتضاعف خلال العام الجارى، قائلاً: «نطمح إلى مضاعفة هذه الأرقام، ولم نصل حتى الآن إلى المكانة التى نستحقها التى تُعدل من أوضاعنا الاقتصادية، ولكن نعتبرها مؤشرات وخطوات إيجابية نستطيع البناء عليها خلال العام الجارى والسنوات المقبلة».

وتابع «شعيب» أنه من ضمن مميزات الأرقام المعلنة تقليل فاتورة الواردات، وزيادة معدل التصدير لمجموعة الدول العربية، وهو ما يعود بنا إلى فكرة السوق العربية المشتركة التى كان يُنادى بها الجميع منذ سنوات. ويرى الخبير الاقتصادى أنه مع استمرار ارتفاع الصادرات والتركيز بشكل أكبر على الدول العربية والسوق الأفريقية ستتغير خريطة الاقتصاد الوطنى بشكل كبير، ومن الممكن أن نصل بصادراتنا إلى 100 مليار دولار سنوياً، لافتاً إلى أن مصر تحتاج إلى العمل على بعض الملفات بشكل أكثر احترافية، وبخاصة بعض القطاعات، مثل المنسوجات والملابس الجاهزة، لأنها غير مكلفة وليست من الصناعات الثقيلة.

وأوضح «شعيب» أن التصدير إلى السوق الأفريقية فرصة ذهبية لزيادة الصادرات، نظراً لانخفاض تكلفة النقل إليها، موضحاً: «هذا يعنى أننا لدينا طريق ممهد فى التصدير إلى السوق الأفريقية، والدول الأفريقية لا تطلب نفس الاشتراطات فى المنتجات التى من الممكن أن تطلبها الدول الأوروبية، ولذلك يمكننا دخول هذه السوق بجودة وسعر تنافسى بالاعتماد على ما لدينا من اتفاقيات مع الأشقاء، وبالتالى لن يتم دفع جمارك على السلع والمنتجات المصرية».

واختتم الخبير الاقتصادى حديثه بأن هناك أزمات اقتصادية عالمية وارتفاعات فى معدلات التضخم وتباطؤ فى معدلات النمو الاقتصادى، ويعانى منها العالم أجمع، ومصر كانت عُرضة لتبعاتها بشكل أكبر، ولكن ما حدث من معدلات الصادرات والواردات خلال عام 2023 يُعد أمراً جيداً، متابعاً: «لا بد من استمرار محاربة الممارسات النقدية غير القانونية التى تتم خارج الجهاز المصرفى للدولة، وتقديم حلول اقتصادية، سواء تتعلق بالسياسة النقدية أو المالية، مع التمويل للمُصنعين بأسعار فائدة مخفضة، وفتح منافذ لتسويق المنتجات داخل وخارج الدولة، وتقديم الدعم الفنى لهم، والاهتمام بالتجارة الإلكترونية، وربط الزراعة والصناعة بالتكنولوجيا المالية، حتى تتحقق قفزات كبيرة فى الصادرات».

«البنا»: الاهتمام بصناعات المكون التكنولوجى يزيد قدرتنا التنافسية

وفى السياق ذاته، قال الدكتور محمد البنا، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنوفية والخبير الاقتصادى، إن تقليص العجز فى الميزان التجارى خطوة جيدة، ويجب مضاعفته من خلال زيادة الصادرات المصرية خلال الأعوام المقبلة، موضحاً: «ما حدث من انخفاض فى العجز التجارى خلال عام 2023 يرجع إلى انخفاض الواردات، وهو الناتج عن بعض القيود التى فُرضت، سواء لوجيستية إدارية أو كمية، بالإضافة إلى تراجع الطلب على الواردات مع حالة الركود السائدة فى الاقتصاد الوطنى».

وأوضح «البنا» أنه لا يزال هيكل الصادرات المصرية يرتكز على الحاصلات الزراعية، ومواد البناء، والمنتجات الكيماوية والأسمدة والصناعات الغذائية، منوهاً بأنه يمكن تحقيق زيادات ملحوظة فى الصادرات وتقليص عجز الميزان التجارى، بإقامة صناعات تصديرية ذات توجُّه خارجى فى الأساس، مؤكداً أن اتباع سياسة التصنيع لغرض التصدير مع وجود بعض الحوافز والتشجيع من جانب الحكومة للصناعات التصديرية يساعد على إلزام وسعى المصدرين إلى زيادة القدرة التنافسية للصناعات القائمة، وبالتالى زيادة قدرتها التنافسية فى الأسواق العالمية.

وتابع الخبير الاقتصادى: «نحن فى حاجة إلى مزيد من الاهتمام بالصناعات ذات المكون التكنولوجى العالى، لأنها تمثل مستقبل الصناعات، وكلما زادت صادرات الدولة من السلع ذات المكون التكنولوجى المرتفع، كان ذلك دليلاً على تنوع هيكل الاقتصاد وزيادة قدرته التنافسية»، وأكد «البنا» أن مصر لديها اتفاقات دولية حرة توفر لها فرصاً للتصدير تقريباً إلى معظم دول العالم، مضيفاً: «علينا أن نستفيد من هذه الاتفاقيات، ليس فقط فى الواردات، بل أيضاً فى التصدير لهم، ومنها شراكة مصر مع الاتحاد الأوروبى التى تسمح لها بالتصدير دون أى رسوم أو حواجز جمركية، ومصر لديها اتفاقية تجارة حرة مع الدول العربية، والأسواق مفتوحة، وكل ما هو مطلوب هو إقامة صناعات تصديرية، مع تنويع الصادرات وزيادتها».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السلع الصادرات الواردات المجالس التصديرية الخبیر الاقتصادى

إقرأ أيضاً:

«الإحصاء»: 26 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة السبع

كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن أن حجم التبادل التجارى بين مصر ودول مجموعة السبع وصل إلى 26 مليار دولار خلال عام 2023 مقابل 31.3 مليار دولار خلال عام 2022، وذلك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر قمة دول مجموعة السبع في إيطاليا.

قيمة الصادرات المصرية إلى دول مجموعة السبع

وأشار الجهاز إلى أن قيمة الصادرات المصرية إلى دول مجموعة السبع بلغ 8.6 مليار دولار خلال عام 2023 مقابل 11.4 مليار دولار خلال عام 2022، وجاءت إيطاليا على رأس قائمة أعلى دول مجموعة السبع استيرادًا من مصر خلال عام 2023، وبلغت قيمة صادرات مصر لها 3.2 مليار دولار، تلتها الولايات المتحدة الامريكية 1.9 مليار دولار، ثم المملكة المتحدة 1.2 مليار دولار، وبعدها فرنسا 855 مليون دولار، ثم المانيا 829 مليون دولار، تلتها كندا 522 مليون دولار وأخيرًا اليابان 55 مليون دولار.

أهم المجموعات السلعية المصدرة إلى دول مجموعة السبع خلال عام 2023

ونستعرض أهم المجموعات السلعية المصدرة إلى مجموعة الدول السبع على النحو التالي:

• وقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة 1.39 مليار دولار.

• ملابس جاهزة بقيمة 1.35 مليار دولار .

• حديد وصلب بقيمة 679 مليون دولار .

• خضر وفواكه بقيمة 674 مليون دولار .

• أسمدة بقيمة 569 مليون دولار .

قيمة الواردات المصرية من دول مجموعة السبع

وبلغت قيمة الواردات المصرية من دول مجموعة السبع 17.4 مليار دولار خلال عام 2023 مقابل 19.9 مليار دولار خلال عام 2022.

وتصدرت الولايات المتحدة الامريكية قائمة أعلى دول مجموعة السبع تصديرًا لمصر خلال عام 2023، وبلغت قيمة واردات مصر منها 5.4 مليار دولار، يليها المانيا 4.1 مليار دولار، ثم إيطاليا 3.2 مليار دولار ثم المملكة المتحدة 1.8 مليار دولار، ثم فرنسا 1.6 مليار دولار، تليها اليابان 809 مليون دولار وأخيرًا كندا 434 مليون دولار .

أهم المجموعات السلعية المستوردة من دول مجموعة السبع خلال عام 2023

• آلات وأجهزة كهربائية بقيمة 3.6 مليار دولار .

• وقود وزيوت معدنية ومنتجات تقطيرها بقيمة 1.9 مليار دولار.

• منتجات الصيدلة بقيمة 1.7 مليار دولار .

• سيارات وجرارات ودراجات بقيمة 1.52 مليار دولار.

• حديد وصلب ومصنوعاته بقيمة 1.51 مليار دولار.

وسجلت قيمة استثمارات دول مجموعة السبع بمصر 8.1 مليار دولار خلال العام المالي 2022-2023 مقابل 7 مليارات دولار خلال العام المالي 2021-2022 .

واحتلت ايطاليا المرتبة الأولى في قائمة دول مجموعة السبع الأعلى استثمارا في مصر خلال العام المالي 2022-2023، مسجلة قيمة استثماراتها في مصر 2.6 مليار دولار يليها الولايات المتحدة الأمريكية 2.3 مليار دولار ثم المملكة المتحدة ملياري دولار ثم فرنسا 591.3 مليون دولار ثم المانيا 355.7 مليون دولار ثم كندا 113.5 مليون دولار وأخيرًا اليابان 68.4 مليون دولار .

كما سجلت قيمة الاستثمارات المصرية في دول مجموعة السبع 7.32 مليار دولار خلال العام المالي 2022-2023 مقابل 7.34 مليار دولار خلال العام المالي 2021-2022.

وجاءت ايطاليا في المرتبة الأولى في قائمة أعلى دول مجموعة السبع في قيمة الاستثمارات المصرية بها خلال العام المالى 2022- 2023 حيث بلغت قيمة استثمارات مصر فيها 3.4 مليار دولار، يليها الولايات المتحدة الأمريكية 1.61 مليار دولار، ثم المملكة المتحدة 1.60 مليار دولار، وفرنسا 284.2 مليون دولار، والمانيا 256.1 مليون دولار، ثم كندا 110.5 مليون دولار وأخيرًا اليابان 43 مليون دولار .

وكشفت بيانات الجهاز عن تسجيل قيمة تحويلات المصريين العاملين بدول مجموعة السبع 2.6 مليار دولار خلال العام المال 2022- 2023 مقابل 3.1 مليار دولار خلال العام المالى 2021-2022، وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية في المرتبة الأولى بقائمة أعلى دول مجموعة السبع في قيمة تحويلات المصريين بها خلال العام المالي 2022-2023، وبلغت قيمة تحويلات العاملين بها 1.6 مليار دولار يليها المملكة المتحدة 560 مليون دولار ثم المانيا 129.8 مليون دولار، كندا 118 مليون دولار، وإيطاليا 104.4 مليون دولار ثم فرنسا 79 مليون دولار وأخيرًا اليابان 5.1 مليون دولار.

كما بلغ حجم تحويلات العاملين من دول مجموعة السبع بمصر 128.6 مليون دولار خلال العام المالي 2022-2023 مقابل 137.4 مليون دولار خلال العام المالي 2021-2022 .

واحتلت المملكة المتحدة المرتبة الأولى في قيمة تحويلات الأجانب من دول مجموعة السبع العاملين بمصر، وبلغت قيمة تحويلات العاملين من المملكة المتحدة بمصر 54.9 مليون دولار ثم الولايات المتحدة الأمريكية 30.7 مليون دولار، والمانيا 15.2 مليون دولار، وكندا 11.3 مليون دولار، وفرنسا 9.7 مليون دولار ثم إيطاليا 5.8 مليون دولار، وأخيرًا اليابان 1.1 مليون دولار، فيما بلغ عـدد المصريين المتواجدين بدول مجموعة السبع طبقا لتقديرات البعثة 3.6 مليون مصري حتى نهاية عام 2022.

مقالات مشابهة

  • عيد الأضحى 2024.. "شعيب" يتفقد شاطئ مطروح العام ويهنئ رواده
  • الجمارك المغربية تضبط مبالغ مالية قياسية من العملة الصعبة
  • عرفات.. أبحاث "الأرصاد" تسهم في تقليل حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس
  • حركة الجهاد: السبيل الوحيد لإعادة المحتجزين انسحاب إسرائيل من غزة والتوصل لاتفاق للتبادل
  • الاتفاق على تشكيل لجنة عليا للمشروع الوطني لتطوير الصادرات
  • سرايا القدس: هذا هو السبيل الوحيد لإعادة الأسرى الإسرائيليين
  • بيانات: أوكرانيا تنقل الحبوب إلى الخارج بوتيرة قياسية للحصول على العملة الصعبة
  • الإحصاء: 26 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة السبع
  • الإحصاء: 26 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر ومجموعة السبع خلال 2023
  • «الإحصاء»: 26 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين مصر ودول مجموعة السبع