قمة طاقة المستقبل تختتم أعمالها مع التركيز على التنقل الكهربائي والمدن الذكية
تاريخ النشر: 18th, April 2024 GMT
اختُتمت اليوم الدورة السادسة عشرة من القمة العالمية لطاقة المستقبل، الملتقى السنوي الأبرز في مجال الطاقة المستقبلية والاستدامة، التي استضافتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر)، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض واستقطبت أبرز خبراء الاستدامة والطاقة والنقل والتخطيط الحضري لمناقشة الخطط والحلول المستقبلية في ميادين التنقل الكهربائي والمدن الذكية.
وقد تمّ تمديد ساعات عمل اليوم الأخير من القمة بعد عودة الظروف الجوية المواتية، تلبية للإقبال الكبير من قبل الزوار، ليجسّد الجو المشرق في العاصمة الإماراتية مساعي القمة الرامية إلى تحقيق مستقبل أكثر إشراقاً.
وبعد أن تناولت القمة في اليومين الماضيين مواضيع التمويل الأخضر، والحدّ من تجاوز درجات الحرارة عتبة 1.5 درجة مئوية، كان التركيز في اليوم الختامي على التنقل الكهربائي والمدن الذكية.
وبحثت جلسات منتدى التنقل الكهربائي الخطط الكفيلة بالاستعداد لاعتماد النقل الذاتي من خلال تطوير تصميم المدن بشكل مختلف وتعزيز مرونة البنية التحتية، مع التركيز على أهمية التعاون بين الجهات المعنية في جميع مستويات قطاع النقل الأخضر.
وسلّط المنتدى الضوء على جهود الإمارات العربية المتحدة لرفع نسبة مبيعاتها من مركبات الطاقة الجديدة إلى 50% من إجمالي مبيعات السيارات بحلول عام 2030.
وشهدت أولى جلسات المنتدى عرضا تقديميا يستعرض ريادة دولة الإمارات لحركة المركبات الجوية ذاتية القيادة على مستوى العالم، حيث تُجري دبي وأبوظبي اختبارات اليوم تمهيدا لمسارات جوية مخصصة للجيل القادم من حلول النقل الجوي المستقل.
وفي عرض تقديمي خاص حول دعم إمكانات الاستثمار لتوسيع نطاق النقل الكهربائي، أوضحت نافين أحمد، المستشارة ومنسقة المعاملات في الشبكة الاستشارية للتمويل الخاص في باكستان، كيف تمنح باكستان، التي تمتلك ثاني أكبر شبكة طرق في العالم، الأولوية لاعتماد السيارات الكهربائية لتخفيف التلوث والمخاوف المناخية، فضلا عن الحد من تأثير أسعار النفط على اقتصاد البلاد.
من جهة أخرى، وفي منتدى المدن الذكية، أوضح كريس وان، نائب مدير إدارة الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية المؤسسية في مدينة مصدر، أهمية تمحور التخطيط المستدام حول الإنسان أولا، قبل البدء بتطوير التصاميم والبنية التحتية والوظائف للمدن والمجتمعات المستقبلية.
وقال وان ” تبذل مصدر، بصفتها شركة استثمارية، قصارى جهودها فيما يتعلق بالتخطيط الحضري المستدام بما يثبت الجدوى الاقتصادية للاستدامة البيئية، إذا لا يمكن الحث على تغيير آليات التفكير والتشجيع على الاستثمار مع وجود احتمال لخسارة المال”.
وفي إشارة إلى كيفية مساهمة علوم البناء في تحقيق فوائد صحية للمقيمين والشركات، أضاف وان “لدينا أجهزة استشعار لثاني أكسيد الكربون في مبانينا، ونقوم بتنظيم الهواء النقي في أماكن العمل والمناطق العامة، كما نوفر ابتكارات أخرى، مثل ألواح النوافذ المضادة للتوهج، وقد كانت ردود فعل المقيمين إيجابية مؤكدين شعورهم بمزيدٍ من النشاط وبقدرٍ أقلّ من الصداع بسبب انخفاض الوهج، فضلا عن عدم الإحساس بالخمول بعد الغداء بنفس القدر، مما يؤدي بالمجمل إلى زيادة رفاهية الموظفين وتحسين الإنتاجية وبالتالي تحقيق عوائد أكبر مع هذه الفوائد”.
على صعيد آخر، تمّ الإعلان عن مشروع جديد رائد في مجال الطاقة النظيفة والعمل المناخي بالتعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بشأن التحول الأخضر، والكشف عن إنشاء منصة مشتركة لتبادل أفضل الممارسات والخبرات بين الجهات الفاعلة في الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز اعتماد السياسات والتقنيات التي تدعم التحول الأخضر في منطقة الخليج، وتحفيز بيئة الأعمال التعاونية بين شركات التكنولوجيا الخضراء في الاتحاد الأوروبي ونظيراتها في دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعدّ هذه خطوة سباقة على صعيد التحول العالمي نحو مستقبل الطاقة النظيفة، مما يمثل التزاما هاما يدفع المجتمع الدولي لتمهيد الطريق لمستقبل أكثر استدامة وازدهارا.
واشتمل الإعلان عن المشروع على كلمات رئيسة، ألقتها سعادة لوسي بيرغر، سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى دولة الإمارات العربية المتحدة؛ إلى جانب لوكاس كولينسكي، رئيس وحدة الطاقة المتجددة وتكامل أنظمة الطاقة في المفوضية الأوروبية؛ وطارق أحمد، مسؤول البرامج الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في “إيرينا”، الذين أكدوا على أهمية التعاون الدولي لمواجهة تحديات الاستدامة العالمية.
وقال طارق أحمد “أعتقد أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي بشأن التحول الأخضر يأتي في الوقت المناسب، ليجسّد مبادرة هامة لتمكين حلول الطاقة المتجددة وتشجيع التعاون الإقليمي، ويُشكّل المشروع نقطة تحول نحو تحقيق مستقبل مستدام في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والعالم في نهاية المطاف”.
واحتضنت نسخة هذا العام من القمة عددا من المناطق المخصصة لدعم الابتكار والشركات الناشئة، إلى جانب منطقة مخصصة لمبادرة ملتقى”تبادل الابتكارات بمجال المناخ – كليكس”، التي تدعم 22 من الشركات الناشئة التي أسستها أو تقودها وتديرها سيدات إلى جانب مشروعات صغيرة ومتوسطة، حيث يمكنها استعراض منتجاتها وحلولها الثورية أمام المعنيين في القطاع على نطاقٍ أوسع.
وأعربت سوزان باين، الرئيس التنفيذي للعمليات لشركة سوستانبل بلانت، عن سعادتها بالعودة إلى أبوظبي، حيث تشارك شركتها المتخصصة في تكنولوجيا الأغذية الزراعية في الدورة السادسة عشر من القمة.
وقالت باين” يسرّني التواجد في العاصمة الإماراتية لتسليط الضوء على مساهمات المرأة القيمة في مجال الابتكارات التقنية لمكافحة التغير المناخي” موضحة “تختصّ شركتنا بإنتاج البروتينات النباتية التي تساهم في تجديد موارد الأرض والتخفيف من انبعاثات الكربون، ونحن اليوم في المنصة الأمثل لتبادل الآراء والخبرات فضلاً عن إفساح المجال أمام السيدات لاستعراض العديد من البدائل المستدامة الرائعة بما يعزز دورهنّ في تكنولوجيا المناخ”.
وأضافت “ على نحو مماثل توفر سوستانبل بلانت البروتين النباتي على نطاق واسع ضمن أراض غير صالحة للزراعة باستخدام الحد الأدنى من المياه، فالشركات الذكية مناخيا لا تولّد المزيد من النفايات، بل تنتج نفايات أقل وبكفاءات أكبر لتعمل مع الطبيعة وليس ضدها”.
وتابعت ” تقدّم دولة الإمارات بيئة خصبة للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تقودها السيدات لشق طريقهن في ميادين الطاقة والاستدامة، وأنا فخورة بالدعم الذي نتلقاه من مبادرة ملتقى تبادل الابتكارات بمجال المناخ – كليكس، التي كان لها منصة خاصة خلال الفعالية الحريصة على إرساء مبادئ المساواة والشمولية عبر جميع مستويات برنامجها الحافل هذا العام”.
وفي منطقة الابتكار التابعة لشركة مصدر، استعرضت عشرات الشركات الناشئة مجموعة متنوعة من المنتجات والحلول الرائدة التي تركز على الاستدامة، وتسلط شركة فود تو فيرتلايزر التي تتخذ من الإمارات مقرا لها الضوء على مجموعة من الآلات المخصصة التي تستخدم تكنولوجيا التجفيف، الحاصلة على براءة اختراع لتحويل نفايات المواد الغذائية وغيرها من المواد العضوية إلى أسمدة غنية بالمغذيات.
وفي حين يهدر العالم ثلث إجمالي الأغذية المنتجة، تستفيد فود تو فيرتلايزر من القمة العالمية لطاقة المستقبل للبحث عن الاستثمار في عملية تصنيع أولية لمنتجها الجديد”فود سايكلر”، وهو وحدة صديقة للمستهلك مخصصة للاستخدام المنزلي أو السكني.
وقال هاريس قريشي، المؤسس المشارك والمدير في دول مجلس التعاون الخليجي لشركة فود تو فيرتلايزر “بينما تتراوح سعة أجهزتنا التجارية من 15 إلى 1500 كجم، فإن فود سايكلر تتمتع بسعة خمسة كجم وهي مثالية للمستهلكين المهتمين بالبيئة، وتوفر تقنية التجفيف لدينا 1.9 كجم وسطيا من ثاني أكسيد الكربون لكل كجم من الطعام الذي يتم تحويله من مكب النفايات، وبالتالي فإن الفوائد رائعة على صعيد تقليل هدر الطعام وإنشاء مخزون قيم من الأسمدة وتقليل انبعاثات الدفيئة وحماية البيئة”.
وفي حديثها في اليوم الأخير من الفعالية، قالت لين السباعي، المديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط ورئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل “ تصدّرت النقاشات المتمحورة حول آلية الوفاء بتعهدات كوب 28 بما فيها مساعي الحدّ من تجاوز درجات الحرارة عتبة 1.5 درجة مئوية النقاشات خلال الأيام الثلاثة الماضية، وشهدنا إبرام بعض الشراكات الهامة في هذه الفعالية التي ستدعم رحلة العالم نحو مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 وما بعده، وأودّ أن أشكر جميع الجهات الفاعلة في القطاع لقاء جهودها الكبيرة هذا الأسبوع، خصيصا في ظلّ الظروف الجوية غير المسبوقة التي شهدتها جميع أرجاء الدولة”.
وأضافت”يسعدنا الكشف عن زيادة نسبة المشاركة الدولية بنسبة 55% مقارنة بالعام الماضي، كما زاد عدد المتحدثين ليصل إلى أكثر من 350 متحدثا، مما يسلط الضوء على أهمية تنوع المنتديات الموسعة هذا العام”.
وقال هاريس قريشي، المؤسس المشارك والمدير في دول مجلس التعاون الخليجي لشركة فود تو فيرتلايزر “بينما تتراوح سعة أجهزتنا التجارية من 15 إلى 1500 كجم، فإن فود سايكلر تتمتع بسعة خمسة كجم وهي مثالية للمستهلكين المهتمين بالبيئة، وتوفر تقنية التجفيف لدينا 1.9 كجم وسطيا من ثاني أكسيد الكربون لكل كجم من الطعام الذي يتم تحويله من مكب النفايات، وبالتالي فإن الفوائد رائعة على صعيد تقليل هدر الطعام وإنشاء مخزون قيم من الأسمدة وتقليل انبعاثات الدفيئة وحماية البيئة”.
وفي حديثها في اليوم الأخير من الفعالية، قالت لين السباعي، المديرة العامة لشركة آر إكس الشرق الأوسط ورئيسة القمة العالمية لطاقة المستقبل “ تصدّرت النقاشات المتمحورة حول آلية الوفاء بتعهدات كوب 28 بما فيها مساعي الحدّ من تجاوز درجات الحرارة عتبة 1.5 درجة مئوية النقاشات خلال الأيام الثلاثة الماضية، وشهدنا إبرام بعض الشراكات الهامة في هذه الفعالية التي ستدعم رحلة العالم نحو مضاعفة مصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 وما بعده، وأودّ أن أشكر جميع الجهات الفاعلة في القطاع لقاء جهودها الكبيرة هذا الأسبوع، خصيصا في ظلّ الظروف الجوية غير المسبوقة التي شهدتها جميع أرجاء الدولة”.
وأضافت”يسعدنا الكشف عن زيادة نسبة المشاركة الدولية بنسبة 55% مقارنة بالعام الماضي، كما زاد عدد المتحدثين ليصل إلى أكثر من 350 متحدثا، مما يسلط الضوء على أهمية تنوع المنتديات الموسعة هذا العام”.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«أدنوك» تطور مهارات الطلاب في الذكاء الاصطناعي
أبوظبي: «الخليج»
وسّعت «أدنوك» أنشطة برنامجها التعليمي في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بإطلاق تحدي «مستقبل الطاقة والذكاء الاصطناعي للمدارس» التابع لمنصة «أدنوك التعليمية»، ضمن برنامج الشركة للمسؤولية المجتمعية في التعليم، للإسهام في بناء مهارات الطلاب في الدولة وتأهيلهم لإتقان استخدام حلول الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة.
وأُقيمت الجولة النهائية من التحدي، السبت، في مركز أبوظبي للطاقة، بحضور الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» ومجموعة شركاتها، وسارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، والدكتور عبدالله الجروان، رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، وهاجر الذهلي، أمينة مجلس التعليم والتنمية البشرية والمجتمع، وخلف الحمادي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتقاعد، وعدد من مسؤولي «أدنوك». وخلال الفعالية، استعرضت «أدنوك» بالتعاون مع شركة «إيه آي كيو» حل «ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل»، الذي يُعَد أول حل لقطاع الطاقة في العالم يعتمد على أنظمة «وكلاء الذكاء الاصطناعي»، أمام الحضور من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين.
وأطلق التحدي في يناير 2025، وشارك فيه 14,500 طالب من 351 مدرسة من جميع أنحاء الدولة، وساعد 896 معلماً الطلاب على تصميم حلول مبتكرة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي ضمن ثلاثة محاور: إحداث تأثير ملموس وواقعي، وتقديم أفكار طموحة ومبتكرة تعيد صياغة المستقبل، وتعزيز التواصل مع المجتمع المحلي.
وتضمنت هذه الحلول نظاماً آلياً لتنقية المياه الرمادية ما يسهم في تعزيز كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، وتطبيق «إيكو بال» الذي يقدّم نصائح بيئية مخصصة لدعم الطلاب في اتخاذ قرارات مستدامة ضمن أنشطتهم اليومية، ومنصة «أجيال»، وهي تطبيق تعليمي ذكي طوّرته الإمارات يدمج بين المحتوى الأكاديمي والهوية الوطنية، ونظام «إيكو غرو»، وهو حل زراعي ذكي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وخلايا وقود ميكروبية مستخرجة من التربة لدعم الزراعة المستدامة.
وبلغ إجمالي عدد المشاركات التي تلقاها التحدي 1,500. وتأهل إلى النهائيات 80 طالباً ضمن 27 فريقاً، قيّمتهم لجنة تحكيم بعد خوضهم مراحل تنافسية مكثفة؛ حيث فازت 9 فرق بالجائزة الذهبية، و9 بالجائزة الفضية، و9 بالجائزة البرونزية.
وقال سيف الفلاحي، رئيس دائرة دعم أعمال المجموعة والمهام الخاصة في «أدنوك»: «نهنئ طلاب الفرق الفائزة على أفكارهم المبتكرة وإبداعهم وتميزهم بذهنية إيجابية تركز على إيجاد الحلول الفعالة. وتحرص «أدنوك»، عبر برنامجها التعليمي في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، على تمكين المواهب الشابة في الدولة وتزويدهم بالمهارات والذهنية اللازمة للازدهار ومواكبة المستقبل في ضوء التطور الكبير لأدوات الذكاء الاصطناعي والاعتماد الكبير عليها في مختلف المجالات».
وعرضت الفرق المشارِكة مشروعاتها على لجنة تحكيم ضمت ممثلين من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، و«أدنوك»، وجامعة خليفة، و«أكاديمية أدنوك الفنية»، ومعهد دبي للتصميم والابتكار، وشركَتي «مايكروسوفت»، و«نيوبيو».