حققت قمة الهيدروجين الأخضر التي استضافتها شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، نجاحاً كبيراً وشهدت مناقشات استهدفت استكشاف سبل تسريع وتيرة تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر العالمي ودعم عملية التحول في قطاع الطاقة.

وشهدت القمة التي عقدت خلال فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، تحت عنوان "بناء اقتصاد الهيدروجين: من الحوار إلى الواقع"، مشاركة مجموعة بارزة من الشخصيات رفيعة المستوى والخبراء في القطاع، وشملت وزراء من دولة الإمارات وأذربيجان واليابان وهولندا، ونخبة من صناع السياسات وقادة القطاعات والمستثمرين المنفتحين على الخيارات الجديدة ورواد الأعمال.

وخلال القمة، ألقى معالي بوريس جونسون، رئيس وزراء المملكة المتحدة السابق، كلمة رئيسية أشاد فيها بالدور الرائد لدولة الإمارات التي تمثل أحد أهم المراكز العالمية الداعمة للابتكار التكنولوجي، كما سلط الضوء على العلاقات الوثيقة التي تجمع بين الممكلة المتحدة ودولة الإمارات وتعاونهما المتواصل في تطوير مشاريع طاقة متجددة تشمل الهيدروجين الأخضر.

وثمّن معالي جونسون الدور الرئيسي لمعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمرCOP28، رئيس مجلس إدارة "مصدر"، في قيادة وإنجاح مؤتمر COP28 والتوصل إلى "اتفاق الإمارات" التاريخي".

كما شهدت القمة كلمة للمغامر العالمي الدكتور برتراند بيكارد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة "كلايميت إمبلس"، الذي يعتزم إطلاق أول رحلة حول العالم لطائرة تعمل بالهيدروجين، حيث أكد على أهمية انعقاد قمة الهيدروجين الأخضر ودور شركة "مصدر" في دفع عجلة تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر.

وتخللت القمة نقاشات بين شخصيات بارزة من قطاع الهيدروجين الأخضر العالمي، شملت العديد من الموضوعات المهمة مثل دور الهيدروجين في دولة الإمارات وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وآسيا، والاستفادة من إمكاناته في قطاعات مثل الصلب والنقل، وسبل جعل المشاريع أكثر قابلية للحصول على التمويل.

واستعرض كل من معالي برويز شهبازوف، وزير الطاقة في أذربيجان؛ ومعالي يوشيدا نوبوهيرو، نائب وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة في اليابان؛ وفريدريك ويسلينك، المبعوث الخاص للطاقة من وزارة الشؤون الاقتصادية وسياسات المناخ في هولندا، إستراتيجياتهم الوطنية والسياسات الكفيلة بتسريع وتيرة اقتصادات الهيدروجين الأخضر.

كما تم تسليط الضوء خلال القمة على سياسة أبوظبي للهيدروجين منخفض الكربون وقدرتها على استقطاب المبتكرين ومطوري التكنولوجيا والشركات الرئيسية في قطاع الهيدروجين الأخضر، وذلك بالتوازي مع بدء "مصدر" بتطوير مشاريع رائدة للهيدروجين الأخضر بتكلفة تنافسية ومن خلال توظيف التكنولوجيا المتطورة.

وبهذه المناسبة، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ "مصدر": " استطاعت قمة الهيدروجين الأخضر لهذا العام استقطاب مجموعة من المتحدثين البارزين الذين طرحوا أفكاراً مهمة حول الإمكانات الكبيرة لاقتصاد الهيدروجين الأخضر، وناقشوا أبرز التحديات التي يواجهها هذا القطاع. ويعتبر الهيدروجين الأخضر عنصراً حيوياً في تحقيق التحول نحو الطاقة المستدامة في دولة الإمارات كما يسهم في دعم الجهود العالمية لإزالة الكربون. وتعمل مصدر على تسريع وتيرة الاستثمار في الهيدروجين الأخضر بهدف تنمية هذا القطاع والمساهمة في دعم خطط التنويع الاقتصادي في دولة الإمارات وتحقيق التحول العالمي المنشود نحو الطاقة النظيفة".

واختتمت القمة باستعراض أداة "توجيه جهود الحياد المناخي" التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي وتتيح إمكانية وضع مرجعية مشتركة لآليات التمويل الحالية وتحديد أفضل السياسات ونماذج الشراكة التي يمكن وفقها تطوير وتوسيع نطاق التقنيات والابتكارات والإستراتيجيات الكفيلة بتسريع الخطى نحو الحياد المناخي.

وتهدف إدارة الهيدروجين الأخضر في "مصدر" لأن تصبح منتجاً رائداً بحلول عام 2030، ما يدعم سياسة أبوظبي للهيدروجين منخفض الكربون التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر (COP28)، وإبرام اتفاقية تعاون إستراتيجي بين دائرة الطاقة في أبوظبي ومكتب أبوظبي للاستثمار و"مصدر" لتعزيز مكانة دولة الإمارات عالمياً في مجال الهيدروجين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أبوظبي لطاقة المستقبل اقتصاد الهيدروجين اقتصاد الامارات التكنولوجيا المتقدمة الهيدروجين الاخضر الهيدروجين قمة الهیدروجین الأخضر دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الدكتور: حسام صلاح يطرح خارطة طريق للابتكار الطبي في مؤتمر قصر العيني

في خطوة جديدة نحو دعم الابتكار في القطاع الصحي وتعزيز الريادة الطبية على المستوى الوطني والدولي، انطلقت أمس الخميس الموافق 29 مايو، فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لكلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية.

حضر المؤتمر الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، في دلالة واضحة على التكامل بين وزارتي التعليم العالي والصحة في دعم قضايا التطوير الطبي. كما شارك في الفعاليات نخبة من كبار المسؤولين بجامعة القاهرة، من بينهم الدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، إلى جانب عدد كبير من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والباحثين والخبراء من مختلف الجامعات والمراكز الطبية في مصر.

جاء انعقاد المؤتمر تحت شعار "نحو مجتمع طبي مبتكر"، ليعكس توجه كلية طب قصر العيني نحو تبني مفاهيم الابتكار والتكنولوجيا في المنظومة الطبية، وتعزيز التفكير العلمي الخلاق لدى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، بما يتماشى مع أهداف الجمهورية الجديدة ورؤية مصر 2030.

وتضمن المؤتمر عددًا من الجلسات العلمية وورش العمل المتخصصة، التي ناقشت محاور متعددة أبرزها: توظيف الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج، أهمية التعليم الطبي المستمر، دعم البحث العلمي في مجالات الطب الشخصي، وسبل تحويل الأفكار الريادية إلى مشاريع تطبيقية تخدم القطاع الصحي وتلبي احتياجات المجتمع.

وخلال كلمته في افتتاح المؤتمر، أكد الدكتور حسام صلاح مراد أن كلية الطب بقصر العيني تسعى إلى ترسيخ مفهوم الابتكار الطبي في جميع أركان المنظومة التعليمية والبحثية، من خلال تهيئة بيئة أكاديمية محفزة، وتوفير الدعم اللوجستي والمعنوي للمبتكرين من الأساتذة والطلاب.

توصيات المؤتمر: خارطة طريق نحو التميز الطبي

وفي ختام الفعاليات، خرج المؤتمر بعدد من التوصيات المهمة التي تمثل خارطة طريق لتطوير الأداء الأكاديمي والبحثي في كليات الطب المصرية،

 وفي مقدمتها:

توطين ثقافة الابتكار الطبي من خلال تعزيز الوعي بمفاهيم الابتكار والريادة، وتنظيم ورش عمل مستمرة وبرامج تدريبية تستهدف الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.

إنشاء حاضنات تكنولوجية داخل كليات الطب لتشجيع الأفكار الريادية ودعم تحويلها إلى مشروعات تطبيقية قابلة للتنفيذ.

تعزيز الحوافز التشجيعية للمبتكرين من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، مع توفير الدعم المالي والإداري واللوجستي الكفيل بإنجاح مشاريعهم.

تحديث المناهج الدراسية بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية، وخاصة في استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجالات الطبية، وتحقيق الجاهزية الرقمية للمؤسسات الصحية.

الاهتمام بالطب الشخصي من حيث البحث والتدريب والتطبيق العملي، لما يمثله من مستقبل واعد في مجال الرعاية الصحية.

دعم تدويل البرامج التعليمية والطبية والبحثية بما يضمن جذب طلاب وباحثين من خارج مصر، وتعزيز مكانة كليات الطب المصرية على خريطة التعليم الطبي عالميًا.

ختامًا: قصر العيني يقود التحول نحو الطب المبتكر

يُعد مؤتمر كلية طب قصر العيني نموذجًا حيًا لتفاعل المؤسسات الأكاديمية مع التحديات الصحية المعاصرة، وسعيها المستمر نحو تجديد أدواتها المعرفية والتقنية. فالرسالة التي حملها المؤتمر، والمتمثلة في بناء مجتمع طبي مبتكر، تعكس حرص القائمين على تطوير التعليم الطبي في مصر على تحقيق نقلة نوعية تواكب التحولات العالمية في هذا المجال الحيوي.

إن التوصيات التي خلص إليها المؤتمر لا تمثل مجرد طموحات نظرية، بل تشكل إطارًا عمليًا لبناء بيئة تعليمية وبحثية محفزة للابتكار، تفتح آفاقًا واسعة أمام الجيل الجديد من الأطباء والباحثين، وتدفع نحو تحسين جودة الخدمات الصحية للمواطنين.

ويمثل تعاون الوزارات المعنية والجامعات الكبرى، وعلى رأسها جامعة القاهرة، أحد أعمدة النجاح في هذه المرحلة، ليبقى قصر العيني، بما يحمله من تاريخ علمي عريق، في مقدمة المؤسسات التي تقود التحول نحو مستقبل طبي أكثر ذكاءً وإنسانية وابتكارًا.

مقالات مشابهة

  • الشح: تيتيه ستجتمع مع سفراء دول مؤتمر برلين لوضع خارطة طريق قصيرة الأجل
  • برلماني: توجيهات الرئيس بتهيئة مناخ الاستثمار تعكس رؤية شاملة لبناء اقتصاد تنافسي وتنمية مستدامة
  • ذياب بن محمد بن زايد يشهد توقيع اتفاقية بين ألعاب الماسترز أبوظبي 2026 و«أدنوك»
  • «ويز إير أبوظبي» توسّع عملياتها في مصر
  • ذياب بن محمد بن زايد يشهد توقيع اتفاقية بين ألعاب الماسترز أبوظبي 2026 و«أدنوك»
  • خارطة طريق أوكرانية للسلام بمفاوضات إسطنبول.. غدًا
  • أوكرانيا تطرح خارطة طريق للسلام في محادثات إسطنبول
  • الحكومة تستهدف زيادة تحويلات المصريين بالخارج لـ 45 مليار دولار 2029.. نواب: خطوة لبناء اقتصاد أكثر استدامة .. ووجود سعر صرف مرن يجذب العملة الصعبة
  • جامعة أبوظبي تستضيف مسابقة «بحوث وابتكارات طلبة الجامعات»
  • الدكتور: حسام صلاح يطرح خارطة طريق للابتكار الطبي في مؤتمر قصر العيني