نهيان بن مبارك: التسامح والأخوّة الإنسانية يجب أن يشكلا مستقبل الابتكار التكنولوجي
تاريخ النشر: 21st, April 2024 GMT
دبي - وام
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش أن القيم الإنسانية ضرورية لتحقيق الانتقال إلى ذكاء اصطناعي، يتسم بشمولية أكثر وأقل ضرراً للجميع في الوقت نفسه وقال إن «المنهجيات الإبداعية في الابتكار والتطور التكنولوجي تعد عاملاً حاسماً في نمونا الاقتصادي المستمر ونجاحنا الاجتماعي.
جاء ذلك في كلمة للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان خلال قمة «الرؤية بعيون الآلة 2024» العالمية، التي عقدت في متحف المستقبل مؤخراً وسلّط فيها الضوء على الحاجة لضمان الحفاظ على البشرية ومواصلة الابتكار نحو مستقبل آمن وسعيد ومزدهر ومتسامح للجميع.
وأضاف:«يتعين علينا أن نهتم دوماً برفاهية جميع البشر وأن تكون لدينا الإرادة لاتخاذ الإجراءات التي تضمن لنا أن نرى كل فرد يتمتع بمستقبل إيجابي ومستوى عال من المعيشة.. نحن نشهد هذا الاهتمام وهو يتحقق بصفة يومية هنا في الإمارات، التي تتطلع إلى مستقبل تكون فيه الاقتصادات الناجحة على مستوى العالم هي الاقتصادات الإنسانية التي تراعي القيم والاحتياجات الإنسانية في مساعيها لتحقيق النمو والتقدم، وفي ظل القيادة الحكيمة لدولة الإمارات، تتحرك الأمة من مُنطلَق القناعة الراسخة لدى قيادتها، بوجوب أن تعمل قيم التسامح والأُخُوَّة الإنسانية على تشكيل ملامح الابتكار التكنولوجي».
وأثنى على قمة «الرؤية بعيون الآلة» باعتبارها مبادرة تدمج على نحو صريح قيم التسامح والتعايش في كل جانب من جوانب الذكاء الاصطناعي.
ولفت الشيخ نهيان بن مبارك إلى أن النمو الهائل للذكاء الاصطناعي التوليدي التطبيقي على مدار الأشهر الـ 18 الماضية ساهم في دفع عجلة الابتكارات، ما أوجد أسواقاً وصناعات جديدة ومجتمعاً جديداً أيضاً.
وقال إن« من شأن السعي الجماعي لتحقيق تلك الأهداف السامية أن يعمل على تحسين جودة حياتنا جميعاً وهذا أمر مثير وملهم، غير أنه يجب علينا أن نظل مدركين للأبعاد الأخلاقية والمعنوية لعملنا ذلك أن الابتكارات تحمل عواقب غير متوقعة وغير مقصودة تؤثر في الاقتصاد والمجتمع عند تطبيق تقنيات جديدة».
وتطرق إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع وجودة الحياة، مؤكداً أهمية البُعد الأخلاقي والمعنوي للذكاء الاصطناعي الذي يتطلب انتباهنا واهتمامنا.
وأضاف أن مقدرتنا كبشر على الاستفادة من مزايا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة مع تجنب مخاطرهما المحتملة في الوقت نفسه، تتطلب مراعاة ودعم 3 مجالات على الأقل تتمثل في تقييم جاذبية خيارات التصميم للبشر، واللوائح التي تضمن تبني وتطبيق الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة على نحو مسؤول، والتعاون العالمي للتعامل مع كل من الفرص والتحديات الكامنة في التكنولوجيا.
وقال إن التسامح والقيم الإنسانية المشتركة عامل حاسم لمعالجة تلك المتطلبات الثلاثة بشكل فعّال والمساعدة على جني الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للذكاء الاصطناعي.
وأضاف:«نقوم بصفة منتظمة بمراجعة وتنقيح القوانين واللوائح اللازمة لضمان عدم تجاوز التكنولوجيا لقدرتنا على التعامل معها، ونتعاون مع الآخرين حول العالم من أجل مستقبل يسوده السلام والرخاء للجميع.. ملتزمون بالحفاظ على مكانة الإمارات بيئة نموذجية للمبتكرين لتمكينهم من تحقيق النجاح، ونشجع البحث والحوار المستمر بشأن العلاقة بين القيم الإنسانية والتكنولوجيا وكيفية ضمان الحفاظ على هذه القيم».
من جانبه أكد عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد أن الإمارات تتقدم على طريق تحقيق هدفها الطموح المتمثل في أن تصبح رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031، مع تركيز استراتيجي على تبنّي التطورات المبتَكَرَة وإطلاق العنان لمجموعة من الفرص التحولية عبر المجالات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية.
وقال إن من شأن تحقيق هذا الهدف أن يحفز نمواً غير مسبوق لمواطني الإمارات ومؤسساتها الحكومية وشركاتها، على السواء، موضحاً أن الدولة تستهدف توسيع نطاق تواجدها الاقتصادي على الساحة العالمية بشكل ملحوظ، وترسيخ مكانتها قوة هائلة في المجالات الرئيسية ذات الأهمية الاستراتيجية عبر الاستفادة من إمكانيات الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وجمعت قمة «الرؤية بعيون الآلة»، إحدى كبرى القمم العالمية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والرؤى الحوسبية، أفضل العقول حول العالم، وذلك بالتعاون مع مكتب الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وتطبيقات العمل عن بعد في حكومة دولة الإمارات.
واستكشفت القمة السنوية الاتجاهات الجديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والرؤية الحوسبية والاستثمار والتعليم، بما يتماشى مع استراتيجية دولة الإمارات، لترسيخ مكانة دبي عاصمة عالمية للذكاء الاصطناعي.
وشهدت القمة إعلان نتائج تحدي التصميم الداخلي التوليدي الذي شارك فيه 32 فريقاً من مختلف أنحاء العالم، وحصد فريق DECEM المركز الأول وجائزة نقدية قدرها 7000 دولار، يليه فريق STABLEDESIGN وفريق XENONSTACK في المركزين الثاني والثالث على التوالي.
وتعليقاً على نجاح القمة، قال «ألكسندر خانين»، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة «بولينوم إيفينتس»، المنظمة لقمة «الرؤية بعيون الآلة»:«فخورون بطرح أجندة علمية واقتصادية متنوعة في القمة، واستضافة نخبة من الباحثين المشهورين لتسليط الضوء على التطورات العصرية التي ترسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي، واكتشاف التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي عبر صناعات مختلفة وتبسيط العمليات التجارية لتعزيز الحياة الحضرية».
بدوره، قال البروفيسور«تيموثي بالدوين»، عميد جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي والأستاذ في قسم معالجة اللغات الطبيعية بها إن قمة (الرؤية بعيون الآلة) أتاحت منصة مثالية لمناقشة جوانب رئيسية للذكاء الاصطناعي، وتأثيره المحتمل على المجتمع.
وأضاف أنه «باعتبارها أول جامعة متخصصة في أبحاث الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، شاركت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي آخر المستجدات البحثية والابتكارات الجديدة، في مجموعة متنوعة من المجالات، لاسيما النماذج التأسيسية للتطبيقات المتعددة الوسائط إلى جانب الانخراط في مناقشات رئيسية مع نظرائنا العالميين بشأن أهمية تطوير مهارات مواهب الذكاء الاصطناعي لدعم الأهداف الحكومية والاقتصادية الطموحة».
جدير بالذكر أن القمة حظيت بدعم الشركات التكنولوجية الرائدة عالمياً ومن ضمنها شركة «إنفيديا» العالمية، ومعهد الابتكار التكنولوجي، و«أيه آي 71»، و«كور 42»، و«أنتيما»، وفعاليات دبي للأعمال، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، وطيران الإمارات.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات ذكاء اصطناعي الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی نهیان بن مبارک وقال إن
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: مبادرات صندوق الوطن تجسد رؤية رئيس الدولة في دعم وتمكين الشباب
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، حرص الصندوق على تجسيد الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، التي تركز على دعم ورعاية وتمكين أبناء وبنات الوطن من أجل مستقبل إماراتنا الحبيبة.
وقال إن الصندوق يسعى بكل جهده للعمل على تأهيل وتمكين شباب الإمارات، مهما كانت مؤهلاتهم، ودرجاتهم العلمية، من خلال عدد كبير من البرامج والمبادرات المحلية والدولية، ولاسيما "مسارات الثانوية" التي تركز على خريجي الثانوية العامة والذين مر على تخرجهم أكثر من عامين ولم يلتحقوا بسوق العمل.
جاء ذلك عقب احتفاء صندوق الوطن بتخريج 250 مشاركا في النسخة الأولى من برنامج "مسارات الثانوية" من أبناء وبنات الإمارات الذين تخرجوا من الثانوية العامة ومضى عليهم عامان من دون عمل، وتنطبق عليهم الشروط من مختلف إمارات الدولة، وحصلوا على تدريب وتأهيل كاملين، ووفر الصندوق فرص عمل بدوام كامل في القطاع الخاص لحوالي 50% منهم خلال 6 أشهر فقط من بداية تأهيلهم، حيث تم تعيين 124 من خريجي برنامج مسارات الثانوية بالفعل، وهم على رأس عملهم حاليا، وتتم متابعتهم مع الشركات التي تم تعيينهم فيها لتقديم أي دعم مطلوب.
وقال ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن، إن الصندوق أطلق برنامج "مسارات الثانوية" في أغسطس 2024 برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وهي مبادرة رائدة تهدف إلى تزويد خريجي الثانوية العامة الإماراتيين الذين لا يعملون بالمهارات والثقة والدعم اللازمين للنجاح في القطاع الخاص للدولة، مؤكدا أن الدفعة الأولى من المشاركين أكملت تدريبها في يونيو 2025، بالتعاون مع أكاديمية "العنصر الخامس".
وأضاف أنه تم إطلاق وتطوير برنامج "مسارات الثانوية" لدعم واحدة من أهم فئات المجتمع الإماراتي وهم خريجو الثانوية، لتدريبهم وتأهيلهم وتمكينهم من سوق العمل الإماراتي، حيث قدم البرنامج نهجًا شاملا على مستويين رئيسيين هما تدريب مكثف على مهارات التوظيف المطلوبة لسوق العمل، والثاني يتعلق بالدعم الشخصي والعملي للبحث عن فرص العمل المتاحة بالمجالات المختلفة.
وأوضح أن البرنامج اعتمد على منهج عملي ومباشر يتضمن 10 مراحل أساسية يتدرب من خلالها كافة المشاركين، وتبدأ بالتدريب على تحديد الفرص المتاحة والمناسبة لما يمتلك المشارك من قدرات، ثم تعليم المشاركين كيفية الاستفادة من منصة نافس، وبناء الهوية الشخصية، وإنشاء حضور مهني على "لينكدإن"، ثم البحث عن أصحاب العمل، والتدريب على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في التوظيف، ثم التدريب على التميز في المقابلات، وأسلوب التعامل مع عروض العمل، وكيفية النجاح في القيام بأعباء الوظيفة، وأخيرا إدارة التفاعلات في بيئة العمل.
وقال القرقاوي إنه تم تقديم العديد من الخدمات المهمة بشكل اختياري للمشاركين المتميزين الراغبين في تطوير أنفسهم بشكل أكبر والتي تشمل، برامج تدريبية على الثقافة الرقمية، وأساسيات إدارة المشاريع، ومقدمة في اللغة الإنجليزية للأعمال، ومهارات التواصل، وإعداد العروض التقديمية وكتابة الشرائح، وأخيرا الفاعلية والكفاءة.
وأضاف أن أهم مؤشرات النجاح لبرنامج مسارات الثانوية العامة تتمثل في عدة أرقام، أهمها أن 124 مشاركًا حصلوا على وظائف، منهم 115 في القطاع الخاص، و9 في القطاع العام، كما شارك في البرنامج 107 شركات من القطاع الخاص وظّفت خريجي البرنامج، لافتا إلى أن استبيان رضا المشاركين أوضح أن 90% من المشاركين أعربوا عن رضاهم التام عن التدريب ودعم التوظيف.
وقال القرقاوي إن صندوق الوطن من خلال استثماره في هذه الفئة الحيوية من الشباب الإماراتي، يساهم في إطلاق القدرات، وتعزيز الكفاءات الوطنية، وبناء مستقبل يتمكّن فيه كل شاب وشابة إماراتية من المساهمة الكاملة في ازدهار الوطن، بما يجسد الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة.
أخبار ذات صلة