في ظهور جديد بمناسبة دخول معركة "طوفان الأقصى" يومها الـ200، بث أبو عبيدة جرعة باتت معهودة من الفخر والنخوة والاعتزاز بالمقاومة ورجالها الصامدين على أرض القتال في قطاع غزة وبعث رسائل وصفت بالمهمة في مسار السلم والحرب.

واستقبل أحد المغردين خطاب أبو عبيدة -الذي يلقبه البعض بالمتحدث الرسمي باسم الشعوب العربية- بالقول "اشتقنا للصوت المقاوم الهادر الذي يرعب أعداء الله، اشتقنا للصوت الذي يثلج صدور قوم مؤمنين، اشتقنا لفارس وحبيب الأمة، اشتقنا لصوت عمنا الملثم".

وكما اعتاد في خطاباته الـ24 الماضية منذ هجوم السابع من أكتوبر، استهل الناطق العسكري باسم كتائب عز الدين القسام خطابه بآيتين من سورة البقرة تحملان رمزية الصراع بين الحق والباطل.

وفي هذا السياق، ظهرت في خلفية فيديو أبو عبيدة صورة لمسجد قبة الصخرة بالقدس المحتلة واقتباس من الآيتين اللتين تلاهما "رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًۭا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ".

صراع الحق والباطل

وجسد الاستدلال بالآيتين صراع الحق الضعيف جسدا، القوي روحا وعقيدة، مع الباطل القوي بسلاحه وبطشه، الضعيف بعقيدته وقضيته ومعنوياته، والتي ينتصر فيها الحق بمقلاع داود، ويقتل فيها رأس الباطل، حسب قراءة محللين للخطاب.

وفي إشارته إلى فوارق القوة العسكرية بين الاحتلال والمقاومة، اجتاحت منصات التواصل موجة من الاحتفاء بما اعتبرت أقوى جملة وجهها أبو عبيدة لآلة الحرب الإسرائيلية بقوله "قبل أن نصنع السلاح صنعنا الرجال".

وببلاغته المعهودة وصوته الهادر، صوّب الملثم -وهي التسمية التي يطلقها رواد منصات التواصل على أبو عبيدة- سهام بيانه لجيش الاحتلال بأبيات من قصيدة الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، جاء فيها:

لقد عرفنا الغزاة قبلكم، ونشهد الله فيكم البدعُ
ستون عاما وما بكم خجل، الموت فينا وفيكم الفزعُ
أخزاكم الله في الغزاة فما رأى الورى مثلكم ولا سمعوا

أبو عبيدة يَستشهد في خطابه بقصيدة الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي
"لقد عرفنا الغزاة قبلكم، ونشهد الله فيكم البدع
ستون عاما وما بكم خجل، الموت فينا وفيكم الفزع
أخزاكم الله في الغزاة فما رأى الورى مثلكم ولا سمعوا" pic.twitter.com/OXe1yyjFvf

— بلال نزار ريان (@BelalNezar) April 23, 2024

تحية للجماهير الأردنية

وفي كلمته المصورة التي دامت نحو 20 دقيقة، كان لافتا التحية التي قدمها أبو عبيدة للجماهير الأردنية ودعاها إلى رفع صوتها أكثر، معتبرا أنها "أهم الساحات العربية ومن أكثرها إشغالا لبال العدو وندعوها لتصعيد فعلها وإعلاء صوتها، فالأردن منا ونحن منه".

وما إن ذكر "أبو عبيدة" هذه الكلمات حتى ضجت منصات التواصل في الأردن وتصدر وسم "#أبو_عبيدة" قائمة الترند فيها، كما لبت الجماهير الأردنية الدعوة وجددت التظاهر بالقرب من السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان.

كما نوه "حبيب الشعوب والقلوب" كما يصفه محبوه، ببقية الجبهات المساندة للمقاومة وأهمها جبهة الضفة الغربية المحتلة "التي هي خاصرة هذا العدو وخط المواجهة الأقرب الذي يغير كل المعادلات".

وبفصاحته المشهودة، جاءت كلمات أبو عبيدة حاسمة في الحديث عن ضرب "العدو الذي سحقنا كبرياءه خلال 60 دقيقة في 7 أُكتوبر، ولم يستطع تحقيق أي شيء خلال 200 يوم، وهاهو لا يزال عالقا في رمال غزة محاولا لملمة صورته".

"أبو عبيدة قالها.. غزة واحنا رجالها"

جماهير الأردن تلبي دعوة أبو عبيدة وتخرج في تظاهرة بمحيط سفارة الاحتلال في العاصمة الأردنية عمّان قبل قليل.#طوفان_الأقصى pic.twitter.com/oal4ka2CVV

— احمد فوزي – Ahmed Faozi (@AFYemeni) April 23, 2024

عبر المآذن

وفي كلمته -التي رصدت بعض صفحات منصات التواصل بثها عبر مآذن إحدى قرى الضفة الغربية المحتلة- شدد أبو عبيدة على أن محاولة الاحتلال إيهام العالم بالقضاء على كل فصائل المقاومة هي "أكذوبة كبرى"، متوعدا إسرائيل "بمواصلة الضربات والمقاومة بأشكال متجددة وتكتيكات متنوعة ومتناسبة".

وخلفت حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة أكثر من 112 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا وتجويعا غير مسبوق في التاريخ الإنساني ذهب بإسرائيل للمثول أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

وبخصوص جهود وقف إطلاق النار، قال أبو عبيدة إن الحكومة الإسرائيلية تماطل للوصول إلى صفقة للتبادل، وتحاول عرقلة جهود الوسطاء للوصول لوقف النار.

وبوساطة من قطر ومصر، تجري حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل منذ أشهر مفاوضات غير مباشرة مازالت متعثرة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

انسجام الخطاب

وتعليقا على كلمة أبو عبيدة، قال المحلل السياسي الفلسطيني سعيد زياد إن مطالب المقاومة الأربعة في انسجام بين الخطاب السياسي والعسكري، والتي تنص على "وقف إطلاق النار، الانسحاب الشامل للعدو، عودة النازحين بلا شروط، رفع الحصار وإعادة الإعمار".

ورجح زياد أن يكون مصير المحتجزين مشابها لمصير الأسير الإسرائيلي رون آراد، الذي طواه النسيان، ولم تفلح إسرائيل في استرجاع رفاته حتى الآن.

وفي حديثه لقناة الجزيرة، قال زياد إن الخطاب يؤكد على صلابة الموقف، تماما مثل اليوم الأول في الحرب، وذلك بالتوازي مع صلابة التشكيلات الدفاعية، والتي تقاتل من المتر الأول في أقصى شمال بيت حانون شمال القطاع.

كما أكد الخطاب على أهمية القوى الإقليمية في المعركة، وذكر 6 جبهات تقاتل إلى جانب جبهة غزة، سواء بالفعل العسكري أو الشعبي، بدءا بإيران ثم لبنان واليمن والعراق ثم الأردن والضفة، وهذه الجبهات حتى وإن كانت بسقف عمل شعبي، أو مساحة عمل تكتيكي، إلا إنها تبقى مهمة جدا لإشغال الاحتلال عن المقاومة في غزة، حسب المحلل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات منصات التواصل أبو عبیدة الله فی

إقرأ أيضاً:

مؤتمر نيويورك لحل الدولتين: خطوة مهمة نحو السلام في ظل تحديات دولية وإقليمية

دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى اعتبار مؤتمر نيويورك نقطة تحول حاسمة لتنفيذ حل الدولتين وإنهاء الحرب في غزة، مشدداً على ضرورة وقف استهداف المدنيين وتأمين سلام دائم. اعلان

انطلقت اليوم الاثنين 28 تموز/يوليو في نيويورك أعمال المؤتمر الدولي الرفيع المستوى حول تسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حل الدولتين، برعاية مشتركة بين المملكة العربية السعودية وفرنسا، بمشاركة واسعة من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية. يهدف المؤتمر إلى دفع جهود السلام لوضع خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، مع التركيز على الحقوق المشروعة للفلسطينيين والعيش المشترك في أمن واستقرار.

فرنسا: المؤتمر نقطة تحول حاسمة نحو حل الدولتين

أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن هذه اللحظة تشكل نقطة تحول لا يمكن إيقافها في مسار تحقيق حل الدولتين، مشددًا على أن استهداف المدنيين، خصوصًا النساء والأطفال، أمر مرفوض بالكامل، ولا بد من وقف فوري للحرب في غزة. وأوضح أن المؤتمر يجمع إرادة المجتمع الدولي لوقف النزاع ليس فقط في غزة، بل لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بأكمله، مشددًا على ضرورة إيجاد حل سياسي يضمن السلام والأمن لكلا الشعبين.

وأضاف بارو أن فرنسا تقود جهود الاعتراف بدولة فلسطين، معتبراً أن طريق السلام لا يمر إلا بالاعتراف بحقوق الفلسطينيين ووقف الأعمال العدائية، داعيًا إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن ووقف المعاناة في غزة.

وزير الخارجية السعودي: المؤتمر محطة مفصلية لتحقيق السلام

بدوره، وصف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المؤتمر بأنه محطة مفصلية تضع الأسس اللازمة لتفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال، مؤكدًا أن إعلان فرنسا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين خطوة تاريخية تعكس تنامي الدعم الدولي لحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة. وشدد على أن أمن واستقرار المنطقة يبدأ بإنصاف الفلسطينيين وتمكينهم من إقامة دولتهم على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما أكد على ضرورة دعم الجهود الدولية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية وإنهاء الكارثة الإنسانية في غزة، مؤكدًا أهمية مبادرة السلام العربية كأساس لأي حل عادل وشامل، داعيًا كافة الدول إلى دعم الوثيقة الختامية للمؤتمر لتحقيق السلام.

رئيس الوزراء الفلسطيني: رسالة واضحة لتحقيق الحقوق والسلام

من جهته، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن المؤتمر يحمل وعدًا للشعب الفلسطيني بإنهاء الظلم التاريخي الذي يعانيه، معربًا عن دعم العالم لحقوق الفلسطينيين في الحرية والكرامة والدولة ذات السيادة. وأوضح أن السلام لا يتحقق بالدمار أو الاحتلال، بل بالاستقلال وتحقيق الحقوق، مشددًا على أن الفلسطينيين والإسرائيليين قادرون على العيش في أمن وسلام مشتركين.

وشدد مصطفى على ضرورة إنهاء الاحتلال والحصار والمستوطنات، مطالبًا بوقف فوري للمجازر والتجويع التي تمارسها إسرائيل في غزة. وأكد ضرورة إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنهاء سيطرة حماس على غزة وتسليم السلاح للسلطة الفلسطينية، مع استعداد فلسطيني لاستقبال قوات دولية تعمل بتفويض من مجلس الأمن لحماية المدنيين وضمان وقف إطلاق النار.

ودعا مصطفى المجتمع الدولي إلى دعم الجهود السياسية والإنسانية، معربًا عن تقدير فلسطين لرئاسة السعودية وفرنسا المشتركة للمؤتمر، ومثمنًا دور الأمم المتحدة والجهات المعنية.

Related في ظل الانقسام الأوروبي.. هل يُعيد اعتراف ماكرون بدولة فلسطين إحياء حل الدولتين؟مؤتمر دولي في مدريد يجمع دولاً أوروبية وعربية لمناقشة مأساة غزة وحل الدولتينضربات إسرائيل على إيران تُربك مؤتمر "حل الدولتين" غوتيريش: حل الدولتين السبيل الوحيد للسلام

أكد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، أن حل الدولتين هو الإطار القانوني والعملي الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، محذرًا من أن هذا الحل بات بعيدًا أكثر من أي وقت مضى بسبب استمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني. وأشار إلى أن النزاع الحالي يهدد استقرار المنطقة والعالم، داعيًا إلى إرادة سياسية حقيقية لإنهاء الاحتلال وتحقيق دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن.

وشدد غوتيريش على أن التدمير الشامل لغزة لا يمكن قبوله ويجب وقف الانتهاكات، معتبراً أن الضم التدريجي للضفة الغربية غير قانوني ويجب أن يتوقف فورًا.

مداخلات الدول المشاركة: دعم شامل لحل الدولتين

أشاد وزير الدولة القطري محمد الخليفي بمبادرات السلام المرتكزة على القانون الدولي، مشيرًا إلى أهمية بناء الثقة والحوار وتعزيز دور الشباب والنساء في العملية السلمية، ودعا إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

وأعلنت وزيرة خارجية كندا أنيتا أناند التزام بلادها بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد للسلام الدائم، مشددة على أهمية العزم السياسي والشجاعة للانتقال إلى مسار جديد.

وشدد نائب وزير الخارجية التركي نوح يلماز على أن الاحتلال الإسرائيلي هو العقبة الكبرى أمام قيام الدولة الفلسطينية، مؤكداً ضرورة وقف الاستيطان والتهجير، وإنشاء آليات دولية لفرض القانون وحماية حقوق الفلسطينيين.

وأشار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضرورة حتمية، محذرًا من الإجراءات الإسرائيلية التي تقوض فرص السلام، وداعياً لوقف المأساة الإنسانية في غزة.

وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن جهود بلاده لتخفيف الأزمة الإنسانية في غزة، ورغبتها في تحقيق توافق دولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، معربًا عن تقدير مصر لرئاسة السعودية وفرنسا للمؤتمر.

وأكّدت مفوضة الاتحاد الأوروبي دوبرافكا شويسا التزام الاتحاد بحل الدولتين ودعم السلطة الفلسطينية، مشددة على أهمية تنفيذ خطوات ملموسة لتحقيق السلام.

دعوة للعمل الجماعي والاعتراف بدولة فلسطين

في كلمة رئيسة أيرلندا السابقة ماري روبنسون، دعت إلى العمل الجماعي والاعتراف بدولة فلسطين كخطوة أساسية على طريق السلام، معربة عن قلقها من تصاعد العنف والظلم في غزة، ومشددة على ضرورة جعل هذا المؤتمر نقطة تحول حقيقية.

يستمر المؤتمر حتى 30 تموز الجاري، حيث تعمل الدول المشاركة والمنظمات الدولية على وضع آليات واضحة وخطط زمنية لإنهاء الاحتلال وتحقيق سلام شامل يضمن حقوق الفلسطينيين والإسرائيليين في منطقة مستقرة ومزدهرة.

يُذكر أن المؤتمر الدولي المعني بحل الدولتين كان مقرراً عقده في نيويورك خلال الفترة من 17 إلى 20 حزيران الماضي، بهدف رسم خارطة طريق لتحقيق إقامة الدولة الفلسطينية. غير أن الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 حزيران دفع عدداً من الوفود من الشرق الأوسط إلى الانسحاب من المشاركة، ما أدى إلى تأجيل المؤتمر.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • كيف يفكر الوحش الذي يستخدم التجويع لإخضاع الشعوب؟
  • شبكة ألمانية: إسرائيل والحوثي.. من يحسم المعركة؟
  • باحث علاقات دولية: خطاب الرئيس السيسي أكد محورية الدور المصري في القضية الفلسطينية | خاص
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين
  • مؤتمر نيويورك لحل الدولتين: خطوة مهمة نحو السلام في ظل تحديات دولية وإقليمية
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • منتدى الاستثمار السوري السعودي… توقيت مفصلي ورسائل داخلية وخارجية
  • ما معنى قهر الرجال الذي استعاذ منه النبي؟.. الإفتاء تجيب
  • الحوثيون يعلنون عن اجراءات تصعيدية مهمة بشأن ما يجري في قطاع غزة