وصفها الله تعالى بـ«كاذبة خاطئة».. أين توجد الناصية في جسم الإنسان؟
تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT
الناصية هي مقدمة الرأس، أو مقدمة شعر الرأس، أو مقدمة الجبين، وتُستخدم كلمة الناصية في عدة معاني في اللغة العربية، كما ورد ذكرها في القرآن الكريم في عدة مواضع منها قوله تعالى في سورة العلق: «كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ * ناصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ» وهي الآية التي نزلت في حق أبي جهل، ونأخذنّ بناصيته (يعني مقدمة رأسه ) فنلقيه في نار جهنم.
ولعل أبرز ما يدور في أذهان البعض عند قراءة هذه الآية الكريمة هو تفسير كلمة الناصية وأين توجد في وجه الإنسان؟، ولماذا وصفها الله بأنّها كاذبة خاطئة؟، وهو ما أوضحه الدكتور حسام موافي أستاذ طب الحالات الحرجة في قصر العيني، إذ وصف الناصية بأنّها أخطر جزء في المخ، خاصة وأنّها مرتبطة بتغيير الشخصية والذاكرة في جسم الإنسان.
وبحسب الدكتور حسام موافي، فإنّ الناصية هي الفص الأمامي من المخ، وعندما يصاب الإنسان بأي ورم في هذه المنطقة قد تؤدي إلى وفاته، يقول: «أول حتة بتتاكل في المخ هي الفص الأمامي، لما الشخص يكبر ويعجز أول حاجة بتحصله تغيير شخصيته ويبدأ ينسى، تلاقي واحد 80 سنة بيتجوز وناس فاكرة أنّه اتجنن، ده تغيير شخصية وغصب عنه، وتلاقيه ناسي هو حط المفاتيح فين، ده بردو مسؤول عنه الفص الأمامي اللي هو مسؤول عن الذاكرة».
ووصف الناصية بالكاذبة والخاطئة يدل على أهميتها في وجود الإنسان، فكأنّه هو الناصية وأنّ حقيقة الإنسان عبارة عن الناصية ظاهرها وباطنها، فإنّ مركز الإدراك والتفكر هو في بطن الناصية.
وبحسب كتاب «التحقيق في كلمات القرآن الكريم» للعلامة المصطفوي، فالآيات التي ذكرت فيها الناصية، نجد فيها فعل الأخذ، والأخذ من الناصية أخذ من لا يترك له تمكن من الانفلات، فهو كناية عن أخذه إلى العذاب، وفيه إذلال، لأنهم كانوا لا يقبضون على شعر رأس أحد، إلا لضربه أو جرّه وتقرن نواصي العصاة يوم القيامة مع أقدامهم، ويلقى بهم في النار ولكن ناصية العاصي يوم القيامة، لها سمة خاصة، وتوصف بأنها (كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ).
وقد توصل علم الإجرام إلى ما يفيدنا في هذا المجال، فالمحققون مع الجناة يضعون جهازًا على ناصية المتهم ثم يستجوبونه، فإن كذب في جوابه أعلن هذا الجهاز عن كذبه، ولعل ناصية العصاة يوم القيامة تبيح بكل ما قام به أصحابها من كبائر وخطايا في حق الله والناس، كما تبيح بقية الأعضاء وتشهد على صاحبها بما ارتكب من ذنوب ومعاصي «يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ».
أما أبو لهب فله «نَاصِيَةٍ كاذبة خاطئة» والله سبحانه وتعالى آخذ بناصية مخلوقاته، فكلها في قبضته، وتحت إمرته وجميعها ملك له مشدودة إلى قدرته، جل وعلا «ما مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا».
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
دعاء قضاء الحاجة المأثور عن النبي .. لا يُرد اغتنمه وردده الآن
دعاء قضاء الحاجة الذي لا يرد المأثور عن النبي .. من أهم الأدعية التى يبحث عنها المسلمون، هى دعاء قضاء الحاجة الذي لا يرد، حيث يطلبون العون من الله في أمور حياتهم ليقضى حوائجهم ويفرج همهم.
دعاء قضاء الحاجة الذي لا يُرد المأثور عن النبي
وبينت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها انّ دعاء قضاء الحاجة الذي لا يرد هو وسيلة تعبير عن الافتقار إلى الله والاعتماد عليه في كل أمور الحياة.
واشارت الى انه يُستحب قبل الدعاء أن يقوم المسلم بصلاة ركعتين، بنية قضاء الحاجة، ثم يتجه إلى الله بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر وهو: «لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم إنى أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، أسألك ألا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين».
واوضحت أنّ الدعاء ينبغي أن يكون بإخلاص وصدق، مع الاعتماد الكامل على الله في قضاء الحاجات، وعدم اليأس إن تأخر تحقيقها، ومن المهم أيضًا أن يكون الدعاء مصحوبًا بحسن الظن بالله، مع الاجتهاد في الأخذ بالأسباب والسعي نحو تحقيق الهدف المطلوب.
شروط الدعاء المستجاب
كشف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف خلال تصريحات له عن شروط الدعاء المستجاب.
وقال: إن للدعاء المستجاب شروط أولها أن يكون المطعم حلالا، وثانيها أن لا يكون لاهيا، بمعنى أن يكون الدعاء مع حضور القلب والخشوع والثقة في كرم الله تعالى وفضله، وثالثها ألا يسأل شيئا مستحيلا في العقل ولا في العادة، كأن يقول على سبيل المثال: "اللهم ارزقني بيتا في المريخ"، فهذا من المستحيلات ولا يجوز دعاء الله تعالى به، أو أن يكون الدعاء لطلب المال والجاه للتفاخر، فهذا غرض فاسد، أما لو كان الدعاء طلبا للمال لينعم به وينعم الآخرين معه، فهذا مشروع.
آداب الدعاء
واوضح فضيلته آداب الدعاء، ومن أهمها:
- خفض الصوت مصداقا لقوله تعالى: "وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بين ذلك سبيلا"، وقوله في آية أخرى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، والمعتدي هو الذي يجاوز حدود الصوت المعتدل في الدعاء.
- رفع اليدين، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يرفعهما حتى يُرى بياض إبطه
- وأن يوقن بالإجابة
-وأن يفتتح الدعاء بالثناء على الله تعالى، وبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
- وفي آخر الدعاء يمسح وجهه بيديه.
ونوه الطيب أن آداب الدعاء مستحبة، وإذا فقدت قد يستجاب الدعاء، أما الشروط فهي واجبة، وإذا فقدت فقد المشروط، ولا يستجاب الدعاء بدونها.
ولفت، شيخ الأزهر الشريف الى إن من النصوص القرآنية الدالة على اسم الله تعالى "المجيب"، قوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"، وقوله تعالى أيضا: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"، وقوله في آية أخرى: "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ"، ويفهم من كل هذه الآيات على ظاهرها أن هناك معية بذاته تعالى، وهذا مستحيل وغير متصور في حقه تعالى، لأن القديم يستحيل أن يتصف بحادث من الحوادث.
وأشار الى أن من الأدلة على اسم الله تعالى المجيب في السنة النبوية، قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الذي تدعون ليس بأصم ولا غائب، إن الذي تدعون بينكم وبين أعناق ركابكم"، والدليل العقلي والنقلي يمنع تفسير هذه النصوص على ظاهرها، ويؤخذ من هذا الحديث نهي نبينا "صلى الله عليه وسلم" عن الصراخ الشديد أثناء الدعاء، تلك الظاهرة التي نراها كثيرا في أيامنا هذه، فالدعاء له آداب منها "الخشوع" مصداقا لقوله تعالى: " ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً".
وبين الإمام الطيب، أن معنى اسم الله تعالى "المجيب" هو استجابة دعوة الداعي وقبولها، مصداقا لقوله تعالى: "قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لا يعلمون"، والمعنى الثاني هو إعطاء السائل ما طلبه، والإعطاء فعل، وبهذا المعنى يكون من صفات الأفعال.
وذكر أن هناك معنى ثالث لاسم الله تعالى "المجيب" وذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن"، بمعنى استجابة الدعاء وهي هنا صفة فعل، فإذا كان المعنى يعطي السائل طلبه فهذا من صفة الأفعال، أما استجابة الدعاء فهو من صفات الذات.