أقطاي لـعربي21: تركيا لم تعد محايدة بشأن غزة وحماس والوساطة مستبعدة (شاهد)
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
استبعد المستشار السابق لرئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، إمكانية أن تلعب تركيا دورا في الوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وذلك بسبب اتخاذ أنقرة موقفا واضحا ضد "إسرائيل" ووقوفها إلى جانب الفلسطينيين.
وقال أقطاي في حديث خاص مع "عربي21"، الجمعة، إن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة بشأن دعم حركة حماس وتشبيهها بقوات التحرير الوطني التركية أوضحت أن أنقرة اتخذت موقفا واضحا بعيدا عن الحياد لصالح المقاومة الفلسطينية.
وأضاف أن أردوغان كان من الممكن له أن يستمر في بعض الحياد لكنه أوضح موقفه الداعم لحماس بشدة، ما جعل الوساطة أمرا صعبا.
وأشار إلى أن "الوضع الراهن في قطاع غزة فرض على تركيا أن تكون بشكل كامل مع حركة حماس بدلا عن اتخاذ موقف محايد لأن المجرم واضح (الاحتلال الإسرائيلي)".
والأسبوع الماضي، استقبل أردوغان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في إسطنبول، وبحث معه في اجتماع مغلق في مكتب الرئاسة بقصر "دولمة بهتشة" الحرب الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وفي مقدمتها غزة.
وأكد أردوغان لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، أن "تركيا ستواصل مساعيها الدبلوماسية للفت أنظار المجتمع الدولي إلى الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون"، وشدد على "الأهمية البالغة لوحدة الصف الفلسطيني في التحرك خلال هذه المرحلة".
وفي تصريح سابق، جدد أردوغان تشديده على أن حماس هي حركة تحرير وطني لا تختلف في شيء عن القوات الوطنية التركية، وقال: "لا فرق بين القوات الوطنية التركية إبان حرب الاستقلال وحركة حماس اليوم".
في السياق، قال ياسين أقطاي في حديثه مع "عربي21" إن تشبيه أردوغان حركة حماس بقوات التحرير الوطني التركية المعروفة بـ"قواي ملّيه"، والتي قاومت الاحتلال البريطاني واليوناني والفرنسي لتركيا في حرب الاستقلال، أعطاها شرعية عالية أكثر مما تتلقاه من الآخرين في هذا العالم.
وشدد على أن لا أحد يستطيع أن يشكك في شرعية "قواي ملّيه" التي كان يرأسها مصطفى كمال أتاتورك ضد الاحتلال، لذلك "مقارنة حماس بهذه القوات هو أعلى سقف في تركيا"، حسب تعبيره.
وتاليا النص الكامل لحوار "عربي21" مع ياسين أقطاي:
ما تعليقك على تصعيد أردوغان دعمه لحركة حماس في الآونة الأخيرة عبر لقاء إسماعيل هنية وتشبيهه حركة حماس بقوات التحرير التركية؟
علاقة الرئيس أردوغان مع حماس ليست جديدة ومعروفة. منذ البداية كان أردوغان دائما يعتبر حماس حركة تحرير وطني وليست منظمة إرهابية، لكن السقف ارتفع أكثر عندما اتهم الجميع حماس وكتائب القسام بالإرهاب، لذلك قام أردوغان بتشبيه الحركة الفلسطينية بقوات التحرير الوطني التركية المعروفة بـ"قواي ملّيه"، والتي قاومت الاحتلال البريطاني واليوناني والفرنسي لتركيا في حرب الاستقلال.
وقد شبه أردوغان حركة حماس بتلك القوات ما أعطاها شرعية عالية أكثر مما تتلقاه من الآخرين في هذا العالم.
ما دلالة تشبيه أردوغان حركة حماس بحركة التحرير التركية بالتحديد؟
لا أحد يستطيع أن يشكك في شرعية "قواي ملّيه" التي كان يرأسها مصطفى كمال أتاتورك ضد الاحتلال، وهذه القوات مقدسة في تركيا، فالمقاومة ضد الاحتلال حق مقدس لا أحد يمكن له أن يعترض عليه، لذلك مقارنة حماس بهذه القوات هو أعلى سقف في تركيا.
قبل لقاء أردوغان بهنية أعلنت وزارة التجارة التركية عن تقييد صادرات 54 منتجا إلى الاحتلال، كيف نفهم هذه الخطوة التي تبعها تصعيد تركي مناصر لفلسطين؟
هذا لا علاقة له مع لقاء هنية، فقرار تقييد الصادرات إلى الاحتلال كان قرارا رمزيا فبعد العدوان انخفض مستوى التجارة التي تجري من قبل القطاع الخاص وليس من قبل الحكومة، ولكن لم يكن هناك منع على القطاع الخاص والآن صدر قرار يمنعه من تصدير تلك المنتجات إلى الاحتلال.
لكن كان هناك للأسف بعض الدعايات الكاذبة ضد تركيا بشأن إرسال تركيا وقود الطائرات الحربية إلى الاحتلال الإسرائيلي، وهذا افتراء قام الرئيس التركي بالرد عليه.
قد يكون هناك بعض الأشياء من هذا القبيل أُخذت في سياق مضلل، فالطائرات السياحية التي تأتي إلى تركيا تتزود بالوقود قبل مغادرتها الأراضي التركية.
هل تتمكن تركيا من لعب دور الوسيط في المفاوضات قريبا؟
بعد كلام أردوغان الأخير ضد الاحتلال، أصبحت المحايدة أمرا مستحيلا، فتوجه تركيا الآن توجه واضح هو مع حماس وفلسطين، كان أردوغان يستطيع أن يستمر في بعض الحياد من أجل لعب دور الوسيط، لكن الآن الوساطة أصبحت صعبة.
أحيانا الأوضاع هي التي تفرض توجه الحكومة، الوضع الراهن فرض على تركيا أن تكون بشكل كامل مع حماس بدلا عن اتخاذ موقف محايد لأن المجرم واضح.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية الاحتلال حماس أردوغان غزة حماس أردوغان غزة الاحتلال ياسين آقطاي سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى الاحتلال ضد الاحتلال حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: العالم يرانا متوحشين وحماس ذكية وتلقننا درسا
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الانتقادات الداخلية بشأن تدهور صورة إسرائيل في الخارج خلال الحرب الجارية على قطاع غزة، محذرة من أن الحملة العسكرية أفقدت تل أبيب دعمها الدولي ودفعت عواصم غربية لاعتبارها طرفا متوحشا، مقابل الإشادة بذكاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في توظيف الرواية الإعلامية لصالحها.
وكشفت قناة "12" الإسرائيلية أن مسؤولا سياسيا بارزا في الحكومة حذر في الأيام الأولى بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول من مغبة تجاهل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، قائلا إن المجاعة المحتملة ستؤدي لانهيار الدعم الدولي بالكامل وتحوّل الغضب الشعبي نحو إسرائيل.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل رفض نيجيريا الاستسلام لترامب يؤشر على تدهور علاقات واشنطن في أفريقيا؟list 2 of 2بلومبيرغ: استخبارات إسرائيل تعود للتركيز على الجواسيس بدل التكنولوجياend of listوفي نص تم الكشف عنه للإعلاميين السياسيين، شدّد المسؤول الإسرائيلي على أن استمرار الحرب مشروط بأمرين: هدف واضح، وإدخال المساعدات الإنسانية، محذّرا من أن مليوني فلسطيني سيحمّلون إسرائيل المسؤولية إن حلّ الجوع، ولن يحاربوا حماس بل سيوجهون غضبهم نحوها.
ووفق مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 يارون أبرهام، فإن هذه الإحاطة الصحفية جرت يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مؤكدا أن التصريحات عكست قلقا مبكرا من الانعكاسات السياسية والدبلوماسية لاستمرار الحصار والتجويع دون إستراتيجية واضحة.
وانتقدت مراسلة الشؤون السياسية في موقع "تايمز أوف إسرائيل" تال شنايدر ما وصفته بغياب القيادة الإعلامية الإسرائيلية، معتبرة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتصرف كما لو كان "سيد الرواية"، بينما الحقيقة أنه فشل في إدارة الرواية الرسمية للدولة أمام المجتمع الدولي.
تآكل الدعموفي السياق ذاته، قال الخبير في الشؤون الأميركية على قناة "i24" عميت ليفنتال إن الوقت لا يعمل لصالح إسرائيل، مشيرا إلى تآكل الدعم لها حتى داخل الولايات المتحدة، بما في ذلك أوساط كانت مؤيدة للرئيس دونالد ترامب، الذي يدرك تراجع التأييد الشعبي لحرب غزة.
إعلانأما المستشارة الإستراتيجية والمحللة السياسية أيليت فريش، فكشفت عن حظر غير معلن على صادرات الصناعات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن مصانع محلية تعجز عن تصدير مركبات أو تصنيع مكوّناتها، وسط تقارير عن توقف تصدير السلاح أيضا، معتبرة أن ذلك نتيجة حرب استنزاف بلا هدف.
وأكدت فريش أن الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام العالمية عن غزة تُظهر مجاعة وأطفالا يعانون وسط دمار شامل، معتبرة أن ذلك دفع الرأي العام في أوروبا وأستراليا وكندا والولايات المتحدة إلى التساؤل عن جدوى الحرب ومآلاتها، وهو ما يُلحق ضررا كبيرا بصورة إسرائيل.
وانضم مقدم البرامج السياسية في قناة 12 حاييم إتغر إلى قائمة المنتقدين، قائلا إن إسرائيل أصبحت "أضحوكة العالم" بسبب تدهور الدبلوماسية الخارجية وسوء الأداء السياسي، مشبّها ما يجري في إسرائيل بالسيرك، في حين تبدو حماس "كأنها تدرّسنا في العلاقات العامة".
وقال إتغر إن حركة حماس أثبتت براعة فائقة في التأثير الإعلامي وتوجيه السردية، بينما تتخبط إسرائيل في عجز تواصلي جعلها تبدو كما لو كانت في بداية الطريق، وحماس في موقع المتفوّق بدرجة الدكتوراه، على حد وصفه.
أخطاء إسرائيلواعتبر المتحدث السابق باسم الشرطة الإسرائيلية إيلي ليفي أن المشكلة لا تكمن فيما تفعله حماس، بل فيما ترتكبه إسرائيل من أخطاء، مؤكدا أن كل الأخطاء الممكنة وقعت منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول ولا تزال تتكرر حتى اليوم، دون مراجعة أو تصحيح.
وفي تعليق من داخل الأستوديو على التصعيد، أشارت إحدى المتحدثات إلى أن الصورة المتشكّلة عالميا أصبحت تصور إسرائيل كقوة متوحشة، وأن الخطاب الدولي بات يقول على العالم أن "ينقذ الفلسطينيين من الإسرائيليين المتوحشين".
ورأى رئيس شعبة الاستخبارات والساحة الدولية السابق في جهاز الموساد حاييم تومر أن أوروبا الغربية على وجه الخصوص لن تقبل استمرار مشاهد قصف المدنيين وتجويع الأطفال في غزة، محذرا من عزلة إسرائيل في أهم أسواقها إن واصلت الحرب على هذا النحو.
وأضاف تومر أن التساؤل الجوهري المطروح اليوم هو: هل يستحق "الانتصار المطلق" -الذي لا نعرف ما هو تحديدا- هذا الثمن الباهظ من العزلة الدولية، لا سيما في ظل شكوك متزايدة حول جدوى استمرار العملية العسكرية وأهدافها الحقيقية