ماذا تبقى من الدولة الفلسطينية ليتم الاعتراف بها؟
تاريخ النشر: 2nd, August 2025 GMT
يتواصل التوجه الرسمي العالمي من دول كبرى للاعتراف بفلسطين بشكل رسمي خلال جلسات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المقرر انطلاقها في 9 أيلول/ سبتمبر 2025، مع التأكيد على تواصل دعمها لتسوية فلسطينية-إسرائيلية على مبدأ حل الدولتين.
ويأتي قرار بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا المشروط والمرتقب للاعتراف بفلسطين، بعدما اعترفت كل من أيرلندا والنرويج وإسبانيا وسلوفينيا وأرمينيا، إضافة إلى الباهاماس وجامايكا وترينيداد وتوباغو، بفلسطين خلال عام 2024.
وطُرح مفهوم حل الدولتين لأول مرة بشكل رسمي في خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1947، المعروفة بالقرار 181، والذي أوصى بإنهاء الانتداب البريطاني وتقسيم فلسطين إلى دولة يهودية ودولة عربية مع وضع دولي خاص لمدينة القدس، وهو ما تبنّته مختلف مبادرات السلام منذ ذلك الحين.
ورغم الإجماع الدولي على هذا التوجه، وتمسك السلطة الفلسطينية به، وتحديث حركة حماس لوثيقة المبادئ والسياسات العامة الخاصة بها للقبول بدولة فلسطينية على حدود عام 1967، عملت "إسرائيل" على رفض العديد من الجوانب الجوهرية لهذا الحل، وخلقت واقعًا على الأرض يجعل من الصعب أو المستحيل إقامة هذه الدولة.
يقوم حل الدولتين المقترح على مجموعة من الأسس والمبادئ التي تهدف إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني من خلال إقامة دولتين تعيشان جنبًا إلى جنب، وفيها يلي أبرز هذه الأسس التي عملت "إسرائيل" على ضمان عدم تحقيقها.
الحدود
تتمثل الحدود بإقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل حرب 1967، وتشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وشرق القدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، بينما تكون المدينة ككل عاصمة مشتركة، مع إمكانية تبادل محدود في الأراضي بالاتفاق بين الطرفين.
وطوال سنوات، تطور الموقف الإسرائيلي إلى رفض رسمي وفعلي للانسحاب الكامل إلى حدود 1967، مع اعتبار الضفة الغربية "أرضًا متنازعًا عليها" وليست "محتلة"، مع إقرار الكنيست في تموز/ يوليو 2025، قرارًا غير ملزم يدعو إلى ضم رسمي للضفة، مؤكدًا أن المستوطنات المترامية الأطراف جزء لا يتجزأ من "أرض إسرائيل".
واعتبرت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، خاصة منذ حكم نتنياهو، أن حدود 1967 غير قابلة للدفاع، وترفض العودة إليها.
وجرى خلال ذلك توسيع المستوطنات بشكل واسع، خاصة في مناطق "سي"، وبناء جدار الفصل العنصري الذي يبتلع أراضي فلسطينية خلف خطوط 1967، وضم فعلي لأراضٍ عبر البنية التحتية، الطرق الالتفافية، والسيطرة الأمنية.
وتُقسَّم الضفة الغربية بموجب اتفاقية أوسلو الثانية عام 1995 إلى ثلاث مناطق، ضمن سياسة فرضها الاحتلال الإسرائيلي لتفتيت السيطرة الفلسطينية.
وتشكّل المنطقة "أيه" نحو 18 بالمئة من الضفة وتخضع إداريًا وأمنيًا للسلطة الفلسطينية، بينما تخضع المنطقة "بي" التي تمثل حوالي 21 بالمئة، لسيطرة إدارية فلسطينية وأمنية إسرائيلية، أما المنطقة "سي"، التي تبلغ نسبتها أكثر من 60 بالمئة، فتخضع لسيطرة أمنية وإدارية كاملة لـ"إسرائيل"، وتضم معظم المستوطنات، وتُعد الشريان الحيوي للموارد والمساحات المفتوحة.
وتم الاتفاق على أن هذا التقسيم سيكون مؤقتًا لخمس سنوات، وخلالها تُستأنف مفاوضات "الوضع النهائي" بشأن قضايا كبرى مثل القدس واللاجئين والمستوطنات والحدود والمياه، وكان يُفترض أن يتم نقل المزيد من الأراضي إلى السلطة الفلسطينية تدريجيًا، ولكن ذلك لم يحدث بسبب تعثّر المفاوضات وتوسع الاستيطان.
وقد تحولت هذه التقسيمات عمليًا إلى نظام فصل عنصري، حيث يُقيَّد الفلسطينيون في جيوب معزولة غير متصلة، مع تضييق كبير على البناء والتنقل، مقابل حرية شبه مطلقة للمستوطنين في التنقل والتوسع داخل المناطق نفسها.
ويُحظر على الفلسطينيين البناء في المنطقة "سي" دون تصاريح نادرًا ما تُمنح، ما أدى إلى تهجير قسري وهدم جماعي للمنازل والمنشآت الأساسية.
ويتعرض قطاع غزة منذ عام 2007 لحصار شديد تصاعد خلال السنوات الماضية، وهو ما تطور في أربع مناسبات إلى حروب مختلفة، وصولًا إلى حرب الإبادة المستمرة التي دمرت معظم أنحاء القطاع مع احتلال أجزاء كبيرة منه، مع استشهاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين وصولًا إلى المجاعة الشاملة.
القدس
يطرح مقترح حل الدولتين تقسيم القدس إلى جزئي يكون الغرب لـ"إسرائيل" والشرق لفلسطين، مع عمل نظام خاص لإدارة الأماكن المقدسة بضمانات دولية.
ويعتبر الاحتلال القدس حاليًا "العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل"، بموجب قانون أساس أقره الكنيست، ويرفض بشكل قاطع تقاسم السيادة عليها أو الاعتراف بجزئها الشرقي كعاصمة لفلسطين.
ويعمل الاحتلال على تهويد القدس وسحب الهويات من الفلسطينيين وهدم المنازل ودعم الجمعيات الاستيطانية مثل "عطيرت كوهانيم"، مع إنشاء مشاريع ضخمة لتغيير الطابع الديموغرافي مثل "القطار الخفيف"، وحديقة "الطور الوطنية".
رغم أن الموقف الدولي الرسمي هو حل الدولتين مع تقاسم السيادة على مدينة القدس، تتوجه العديد من الدول حول العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، للاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل سفارتها إليها، دون اعتراف مماثل بفلسطين.
اللاجئون وحق العودة
وبحسب الحل المتفق عليه لقضية اللاجئين استنادًا إلى القرار الأممي 194، فإن قضية اللاجئين من المفترض أن تشمل العودة إلى الدولة الفلسطينية والتعويض والتوطين في دول أخرى أو في حدود 1948 بموافقة إسرائيلية محدودة.
ومن المفترض وضع حل عادل ومتفق عليه للقضية، تعلن "إسرائيل" عن رفض قاطع لحق العودة إلى داخل حدود "إسرائيل"، باعتباره "خطرًا وجوديًا" يغير الطابع اليهودي للدولة، وتعتبر الأمر بالنسبة لها من "الثوابت" غير القابلة للتفاوض.
ولم يحصل أي نقاش رسمي إسرائيلي حول تنفيذ القرار 194، مع حملات دولية لتقويض دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وتجفيف دعمها، ما يضعف البنية المؤسسية لقضية اللاجئين.
وفي 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، صدّق الكنيست نهائيًا وبأغلبية كبيرة على قانونين يمنعان "الأونروا" من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي المحتلة وسحب الامتيازات والتسهيلات منها ومنع إجراء أي اتصال رسمي بها.
وتزعم "إسرائيل" أن موظفين لدى "الأونروا" شاركوا في هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا بالحياد، وتتمسك بمواصلة عملها، وترفض الحظر الإسرائيلي.
وتعاظمت حاجة الفلسطينيين إلى الأونروا، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة.
وعملت "إسرائيل" على إلغاء دور الوكالة الأممية الإغاثي في قطاع غزة عبر منعها من استقبال وتوزيع المساعدات، مع تشكيل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيًا والمتهمة بالضلوع في قتل الفلسطينيين بمهمة توزيع المساعدات حصرًا.
السيادة والإجماع
ورغم أن حل الدولتين يتضمن ضرورة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على أراضيها، مع ترتيبات أمنية تمنع استخدام الأرض ضد "إسرائيل"، يطالب الاحتلال بحق الاحتفاظ بالسيطرة الأمنية الكاملة من نهر الأردن إلى البحر المتوسط، ويرفض أي وجود عسكري فلسطيني مستقل.
وأكد نتنياهو في أكثر من مناسبة أن "أي كيان فلسطيني مستقبلي يجب أن يكون منزوع السلاح بالكامل"، وهو ما يناقض مفهوم السيادة الوطنية.
وتتحكم "إسرائيل" بكل المعابر والحدود، وتفرض حصارًا على قطاع غزة منذ عام 2007، وتمنع الفلسطينيين من السيطرة على أجوائهم أو مياههم الإقليمية. وتتحكم أيضًا في سجل السكان، والنظام الضريبي، وحركة البضائع، ما يجعل الكيان الفلسطيني، في أحسن حالاته، أقرب إلى حكم ذاتي محدود تحت السيادة الإسرائيلية.
ورغم الإجماع العربي والدولي على مبادرة السلام العربية الصادرة عام 2002، التي تقترح تطبيعًا شاملًا مع "إسرائيل" مقابل انسحاب كامل من الأراضي المحتلة، ترفض "إسرائيل" هذه المبادرة ولم تُقدّم أي رد رسمي عليها حتى اليوم.
كذلك، ترفض "إسرائيل" أي محاولات من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو اللجنة الرباعية الدولية لفرض إطار زمني للحل، وتعتبر أي ضغوط دبلوماسية "فرضًا خارجيًا غير مقبول"، ما يضع عملية السلام في حالة شلل دائم.
وأقدمت دول عربية على التطبيع الكامل مع "إسرائيل" ضمن "اتفاقيات أبراهام" دون أي مكتسبات للقضية الفلسطينية، بينما تناقش دول أخرى الإقدام على ذات الخطوة، إلا أن حرب الإبادة المستمرة عقدت هذا التوجه، وسط مطالبات بوقف الحرب وحل حقيقي للقضية الفلسطينية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية فلسطينية إسرائيلية حل الدولتين دولة فلسطينية إسرائيل فلسطين حل الدولتين دولة فلسطين الاعتراف بفلسطين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حل الدولتین قطاع غزة وهو ما
إقرأ أيضاً:
غريتا ثونبرغ.. السويدية التي تثير هستيريا إسرائيل
شابة تبلغ من العمر 22 عاما مصابة بمتلازمة أسبرجر (شكل من أشكال التوحد عالي الأداء) تحاول تقديم المساعدة لشعب يعاني من إبادة جماعية، تعرضت لتعذيب ومعاملة مهينة بإجبارها على الزحف وتقبيل علم الاحتلال أثناء احتجازها من سلطات الاحتلال الإسرائيلي مع طاقم "أسطول الصمود العالمي" أثناء تواجده في المياه الدولية لفك الحصار عن قطاع غزة، وفق الناشط والصحفي التركي أرسين تشليك، الذي كان ضمن الأسطول.
ويتطابق هذا مع ما ذكره الصحفي لورنزو داغوستينو، الذي كان من المشاركين في الأسطول بعد وصوله إلى إسطنبول، حيث أكد أن الإسرائيليين "لفوا علم الاحتلال حول غريتا واستعرضوا الأمر كما لو كان جائزة".
اكتسبت غريتا ثونبرغ (تونبرغ) شهرتها العالمية كواحدة من أشهر الناشطين في مجال مكافحة تغير المناخ والاحتباس الحراري في العالم، ونسب إليها الفضل في رفع مستوى الوعي العام، وخاصة بين الشباب. وشكلت الحرب الإسرائيلية الانتقامية على قطاع غزة، مرحلة فارقة في مسيرتها، فقد تحولت من المناخ إلى دعم الشعب الفلسطينيين دون توقف.
ولدت غريتا عام 2003 بالعاصمة السويدية ستوكهولم، لأسرة عالية الثقافة فوالدها هو الممثل سفانتي ثونبرغ، والدتها هي مغنية الأوبرا ميلينا إيرنمن، أما جدها فهو الممثل والمخرج أولوف تونبرغ.
وسيكون عام 2018، بداية ظهورها في المشهد السويدي والعالمي في الإضراب المدرسي الأول للمناخ خارج مبنى البرلمان السويدي بعد أن قررت، وكانت آنذاك في الصف التاسع، عدم الالتحاق بالمدرسة حتى الانتخابات العامة بعد موجات الحر وحرائق الغابات في السويد. واحتجت بالجلوس خارج البرلمان كل يوم خلال ساعات الدوام المدرسي.
بعد الانتخابات العامة، واصلت الإضراب فقط يوم الجمعة، واكتسبت انتباه العالم، وحظيت الاحتجاجات بتغطية واسعة النطاق، وانضم مئات الآلاف من الشباب في جميع أنحاء العالم إلى أضربها الذي أطلقته تحت شعار "أيام الجمعة من أجل المستقبل".
إعلانوفي نفس العام أعلن بأنه قد "تم تشخيصها بمتلازمة أسبرجر، والوسواس القهري، والطفرات الانتقائي"، وتتميز هذه الحالة بصعوبات كبيرة في التفاعل الاجتماعي والتواصل غير اللفظي إضافة إلى أنماط مقيدة ومتكررة من السلوك والاهتمامات وهم غالبا لا يقابلون النظرات بنظرات مباشرة، ويفوتهم الكثير من لغة الجسد الواضحة للغير.
وبين عامي 2019 و2020 توقفت ثونبرغ عن الدراسة كي تركز على نشاطها المناخي، واشتهرت بخطاباتها الحماسية لقادة العالم.
وفي العام التالي أبحرت من إنجلترا إلى نيويورك، بالولايات المتحدة، في يخت سباق يعمل بألواح شمسية وتوربينات تحت الماء. وحضرت قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي في مدينة نيويورك، وألقت كلمة أمام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، كما دعيت للتحدث في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
وفي ذلك العام تأسست "مؤسسة غريتا ثونبرغ " التي تقدم الدعم للمشاريع والجماعات العاملة من أجل إيجاد عالم عادل ومستدام عن طريق التبرع بالجوائز وأموال الإتاوات المتأتية من نشاط غريتا.
في عام 2019، اختارت مجلة "تايم" الأميركية ثونبرغ، وكان عمرها وقتها 16 عاما، شخصية العام بعد أن تحولت إلى مصدر إلهام لملايين الأطفال والشباب حول العالم والانخراط في الدفاع عن كوكب الأرض.
سخر منها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "إكس" عندما فازت بجائزة مجلة "تايم"، قائلا "على غريتا أن تعمل على حل مشكلة التحكم في غضبها، اهدئي يا غريتا، اهدئي". ووصفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن بأنها "مراهقة طيبة، لكنها تفتقر إلى المعرفة".
وفي 2019 فازت بجائزة سبل العيش الصحيحة، المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة، وجائزة سفيرة الضمير لمنظمة العفو الدولية، وأدرجتها مجلة "فوربس" كواحدة من أقوى 100 امرأة في العالم. ولاحقا أصدرت أول منشوراتها "كتاب المناخ"، الذي يحتوي على مقالات من 100 عالم وكاتب وناشط حول كيفية مكافحة أزمة المناخ. تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام 3 مرات بين عامي 2019 و2023.
كانت الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة محطة فاصلة في حياتها، ودخلت بعدها في تغير مسار حياتها حيث دعت إلى التضامن مع الفلسطينيين بدلا من الإضراب من أجل مواجهة تغير المناخ.
وتعرضت ثونبرغ لانتقادات فورية لعدم إدانتها هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لكنها في اليوم التالي، نشرت "لا داعي للقول -أو هكذا اعتقدت- أنني ضد الهجمات المروعة التي تشنها حماس. وكما قلت، يجب على العالم أن يتحدث ويدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار والعدالة والحرية للفلسطينيين وجميع المدنيين المتضررين". ردت وزارة ما يسمى التعليم الإسرائيلية على تصريحات ثونبرغ بإزالة الإشارات في المناهج التعليمية التي تقدم ثونبرغ كقدوة ومصدر إلهام للشباب.
ولاحقا نشرت ثونبرغ، بالإضافة إلى 3 باحثين وناشطين تابعين لمنظمة "أيام الجمعة من أجل المستقبل" مقال رأي في صحيفة "الغارديان" بعنوان "لن نتوقف عن التحدث علنا عن معاناة غزة.. لا عدالة مناخية بدون حقوق الإنسان".
إعلاناعتقلت الشرطة السويدية ثونبرغ في 2024 لمشاركتها في احتجاج مؤيد للفلسطينيين خارج ساحة مالمو التي كانت تستضيف مسابقة الأغنية الأوروبية، وأصدرت بعد ذلك بيانا يعارض مشاركة دولة الاحتلال في المسابقة، وفي نفس العام، ألقت الشرطة الدنماركية القبض عليها خلال احتجاج مؤيد للفلسطينيين في كوبنهاغن، وتم احتجازها مع آخرين، بعد أن سدوا مدخل مبنى في جامعة كوبنهاغن.
بعد أقل من أسبوع، تم إخراجها من مكتبة جامعة ستوكهولم من قبل الشرطة بعد مشاركتها في معسكر داخل المكتبة. ووصفت رد الشرطة بأنه "قمع". لم تتراجع غريتا عن مواقفها فأثناء إلقائها كلمة في تجمع مؤيد لفلسطين في مدينة مانهايم الألمانية، صرخت "اللعنة على ألمانيا واللعنة على إسرائيل".
وواصلت غريتا الدعم بزخم لم يتوقف فأعادت نشر صورة لضحايا غزة من الأطفال والنساء نشرتها صفحة الأمم المتحدة على منصة "إكس" تؤكد أن "خبراء الأمم المتحدة يشيرون إلى أدلة على وجود إبادة جماعية في غزة تستخدم أساليب الحرب في القرن 21".
كانت ثونبرغ تخطط للصعود على متن أسطول الحرية لغزة في ميناء بمالطا في مايو/أيار الماضي وألغيت الخطط بعد أن تعرضت إحدى السفن لهجوم بطائرة مسيّرة في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا. وفي يونيو/حزيران الماضي، أطلق تحالف أسطول الحرية مهمة مساعدات جديدة إلى غزة على متن السفينة مادلين، بهدف تحدي الحصار البحري الإسرائيلي وتوصيل الإمدادات الإنسانية وستكون غريتا على متن السفينة.
وكما هو متوقع، قامت القوات الإسرائيلية بالصعود على متن السفينة "مادلين" والاستيلاء عليها في المياه الدولية قبل وصولها إلى غزة، وفي اليوم التالي تم ترحيل غريتا خارج الأراضي المحتلة.
لكن ذلك لم يوقف غريتا عن محاولات فك الحصار، فقد انضمت إلى أسطول الصمود العالمي، الذي يعتبر من أكبر الجهود المدنية لكسر الحصار عن غزة، ويضم الأسطول أكثر من 50 سفينة.
ومرة أخرى سيطر الجيش الإسرائيلي على سفن الأسطول واحتجز المشاركين في ظروف قاسية ومهينة ارتقت إلى التعذيب وفقا لشهادات متطابقة من المشاركين الذي تم ترحيلهم إلى تركيا.
ودعم ذلك تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية، ذكرت فيه أن الناشطة السويدية تتعرض لمعاملة سيئة للغاية من السلطات الإسرائيلية التي تحتجزها، وذكر الصحيفة أنها اطلعت على رسالة إلكترونية من وزارة الخارجية السويدية إلى مقربين من غريتا بشأن ظروف احتجازها.
ونقل التقرير عن الرسالة أن مسؤولا من السفارة السويدية زار غريتا في مكان الاحتجاز، مضيفا أنها "تتلقى كميات غير كافية من الماء والطعام، وذكرت أنها أصيبت بطفح جلدي، معربة عن اعتقادها بأن السبب وراء ذلك يعود إلى حشرات الفراش". وأضافت الرسالة أن غريتا ذكرت أنها أبقيت جالسة مدة طويلة على أرض صلبة.
ونقلت الصحيفة عن المسؤول أن "أحد المحتجزين الآخرين أبلغ مسؤولا آخر أنهم شاهدوا السلطات الإسرائيلية تجبر غريتا على التصوير وهي تحمل أعلاما (إسرائيلية)".
تثير غريتا ثونبرغ هستيريا اللوبي الصهيوني وحلفائه في جميع أنحاء العالم، فهي صوت محترم ويحظى بشعبية وثقة كبيرة وتعاطف عالميا خصوصا من جيل الشباب و"جيل زد" المستهدف حاليا من قبل دول تريد خنق صوته.
لم تضع غريتا أي إستراتيجيات بيئية محددة، إلا أنه ينسب إليها الفضل في رفع مستوى الوعي العام بشأن تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، وها هي أيضا ترفع نسبة الوعي العالمي والشبابي بما يجري في قطاع غزة التي وصفتها عدة تقارير أممية ودولية بـ"الإبادة الجماعية".
إعلانوكثرا ما رددت الناشطة السويدية إنها "ليست جزءا من أي منظمة. أنا مستقلة تماما، وأفعل ما أقوم به مجانا وبشكل مطلق"، غريتا المحتجزة حاليا في ظروف غير إنسانية، أصبحت هي الحدث الأكثر انتشارا على المنصات وفي وسائل الإعلام بعد أن أكدت تقارير وشهادات متطابقة تعرضها للتنكيل والإساءة.
وبحسب شخصيتها يتوقع أن تعاود غاريتا المشاركة، بعد ترحيلها، بقوافل فك الحصار القادمة إلى أن تفتح جميع المعابر أمام قوافل المساعدات إلى غزة