رسالة الي حميدتي .. (اذا كان تحت الشجرة او تحت الأرض)
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
السلام …
والسلام كلمة انت لاتعرفها ولن تحسها ولكنهم علمونا فيما علمونا أن نبدأ رسائلنا بالسلام
..
وربونا على أن السلام واجب علينا حتي لمن لايعرفه ومن لا نعتقد أنه يستحقه حتى.. فقالو
( السلام سنة لاريدة لامحنة )
وليس بيننا وبينك شيء منهما
وبيننا وبينك الدم والبلاد.
وبعد…
ان أسوأ ما يوصف به الرجل فيما بوصف به الرجال الغدر
والخيانة، و ابن البادية العربي الحر لايقبل على نفسه
ذلك…
ولكنك لم تقبل فقط بل إمتهنت تلك الصفات .
لوثتك السياسية فنسيت. اخلاق الرجال وأخلاق القادة و اخلاق الهمباتة وقطاع الطرق وليس فقط الرجال لأن لقطاع الطرق اخلاق دونها لهم التاريخ ..
وامتهنت العهر حتي استعرت منك ومن،سلوكك العاهرات
فبعت نفسك. وجنودك ووطنك بدراهم معدودات.. والعاهرة لاتبيع وطنها وتبيع مادون ذلك..
اشتريت الرجال بالمال ولو كنت سودانيا أصيلا لعلمت ان ( المحرش مابكاتل )
المحرش لايقاتل بل يقتل عشوائيا وينهب ويسرق ويغتصب ويتحامى خلف النساء والأطفال ويضرب الشيوخ وينتهك حرمات البيوت ..وفي عقائد المقاتلين دروس لم تتعلمها لتعلمها لقواتك …ولم توصهم بها فيما يوصي القادة جنودهم عند الملمات.
…
وزعت الرتب العسكرية ولم توزع معها. عقيدة الجيش واخلاقة ومؤسسيته ..وجمعت مرتزقتك. بلا شروط وغفلت عن
ابسط قاعدة للانضمام للجيش السوداني او اي مؤسسة عسكرية في السودان
ان تكون سوداني الجنسية. ولايقل عمرك عن ثمانية عشر عاما.
ولم تثبت ادنتك في جريمة تمس بالشرق والأمانة.
الحصول على شهادة او اكمال للمرحلة الثانوية.
فتكون في هذه الحالة تجيد الكتابة والقراءة ولديك معرفة ولو بسيطة باللغة الانجليزية
هذه الشروط فقط لتصبح جندي…جندي بسيط لكنه يسوى فيلق كامل من جنودك
المرتزقة والأطفال فاقدي الرشد والفاقد التربوي لاشرف لهم ولا أمانة لايقرأون ولايكتبون .. ولاعقيدة قتالية لهم .
ولم تسأل نفسك لماذا توضع هذه الشروط للانضمام للمؤسسات العسكرية في السودان وفي غير السودان
؟؟؟؟؟هل استوفت قواتك هذه الشروط البسيطة..
اما اذا فكرت في ان تصبح ضابطا فهناك شروط اخري ودراسة لاتقل عن اربع سنوات وتدريب قاسي واختبارات كثيرة لكن اهمها اختبار اعتقد انه يعلمك كيف تتصرف في حال تعرضك للاستفذاذ؟؟ لماذا هذا الاختبار تحديدا لأنك في المستقبل قد تحمل سلاحا فلابد ان تكون عاقل راشد لايستجيب للاستفذاذ بسهولة ولديك اخلاق تحميك والآخرين مما تحمل .فحمل عسسك السلاح كمن يحملون الألعاب بدون عقيدة واحترام وشهروه في وجه الشيوخ والنساء والأطفال والعزل .
يعلمونهم في الجيش عندنا الطاعة لمن هو أعلى رتبة وفي ذلك تعليم لشيء يسمي الاحترام
ولكن أعلى رتبة لايصلها الا من يستحق. ويقتل جنودك بعضهم بعضا بسبب سيجارة .أين أنتم من كل هذا؟؟؟
وجنودك يلبسون الرتب كأنها اكسسوارات نسائية سخيفة. حتي ان الجندي منهم يلبس رتبتي مختلفتين على كتفيه
..مافعلمتوه بالعسكرية عار لن تغسله ادعاءتكم الكاذبة بأن هناك من يرتدي زيكم..
ويحزنني ان اخبرك ان نتانة جنودك وعيونهم الذائعة الضائعة وملامحهم ولهجاتهم هي التي تميزهم وليست ملابسهم لذلك نعرفهم جيدا ولا نخلط بينهم وبين آخرين تدعون انهم يتزيأون بزيك
وهذا ما قلناه في فض الاعتصام حين انكرتم فعائلهم وما اشبه الليلة بالبارحة.
أيها العربي من اي قبيلة جئت و قد
امنك رجالات القبائل واستقبلوك واستمعوا لك وغدرتهم فشردت أبنائهم وقتلهم جنودك واستباحو بيوتهم ونساءهم وشردو أطفالهم وجلس معك ابناء الفور بعد كل مافعلته بهم وبقراهم واهلهم جلسوا معك في سلام جوبا ومدو
لك ايادي بيضاء وقبلو بك وسيطا ومحاورا وقالو ان الثورة تجب ماقبلها
ولكنك لم ترتوي بعد من دماء اهل دارفور فكلما اوجعك الضرب في الخرطوم هجمت عليهم كما يهاجم الذئب المجروح فريسته. اي نوع من الرجال انت اي نوع من المقاتلين انت؟
ولكن الناظر في تأريخك يأسف عليك
انت صناعة الكيزان شروك بالمال والذهب وبدلة عسكرية فقاتلت عنهم ثم غدرت بهم ليس لأنك مع الشعب او الثورة ولكن لأنك غادر. ..واحتواك المجلس العسكري فتمددت وتضخمت و تحالفت مع قحت لتغدر به.. وسوف تغدر بقحت وبعدها تغدر بمن يقاتلون معك من أبناء القبائل الأخرى و من جنود وتغدر بمن يساندونك عالميا فتبيع روسيا لامريكا وامريكا لكوريا انت هو الشيطان نفسه وربيب الشياطين وأكثر ما يوجعني في حديثك زعمك انك أتيت لجلب الديمقراطية للشعب السوداني..
والسؤال البديهي هل فوضك الشعب السوداني لتجلب له الديمقراطية واي ديمقراطية ملطلخة بالدماء هذه؟
أسفي عليك ..واسفي على زمان اتي بك واسفي على من يدعمونك. ويقفون من خلفك…
لا يعيننا أنك كنت حيا اوميتا…
لأنك في أعيننا وقلوبنا ودموعنا رجل ميت
…..
وتتوالى الرسائل..
د. منال خضر
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
محاكمات الشجرة (يوليو 1971): مهرجان الكلاب الجائعة
كانت أيام انقلاب 19 يوليو هي التي بانت فيها شوكة الجنود وضباط الصف وهم الطاقة المجهولة خلف كل الانقلابات. فلا يظهر بعد الانقلاب إلا رأس جبل جليد الطافح وهم صفوة الضباط. ولكن المسكين جضل (جذل). وجاء يومه. ومن المهم لمعرفة ديناميكية القوة الثالثة (التي أزعم أنها قامت باسترداد نميري للحكم في 22 يوليو 1971 وربما ارتكبت مذبحة بيت الضيافة) وجب علينا دراستها في خلفية مصائر الضبط والربط في القوات المسلحة بعد قيام انقلاب 25 مايو 1969. وهو الانقلاب الأول الذي أعلن لفظاً رد الاعتبار للجند وإعفائهم من بعض صور الخدمة المهينة للضباط. وعناصر هذا الضبط والربط شملت ثلاث جهات هي الضباط العظام وصغار الضباط من مثل رواد الانقلاب ثم الصف والجنود.
فمن بين من ذكروا سطوة الجند هؤلاء الرائد محمد مصطفى الجوكر، صديق المرحوم عبد المنعم الهاموش الانقلابي في 19 يوليو، في لقائه بالرأي العام (30 أغسطس 2009). فخلال محاكمته بالشجرة رأى الجوكر “هياج الجند وصف الضباط” حتى سماهم ب “الكلاب الجائعة”. فنزعوا عنه علامة الرتبة التي لا تخلع إلا بقانون. وهذا إلحاد في القوى النظامية عظيم. وأخذ على الضباط الحاضرين للمشهد عدم تدخلهم من فرط شوكة الصف والجند ومغبة إغضابهم.
وزاد بأن الإعدام لم يكن يجري على أصوله المتعارف عليها. فقد كان حفلاً للتشفي ومعرضاً للارتجال الفالت. وزاد بأنه كان يقف طابور من العساكر وما أن يجيء الضابط المحكوم عليه بالإعدام حتى تنهال عليه الجبخانة “وأي عسكري يسمع من الميكرفون أنه تم الحكم على الخائن فلان يجي جاري وبندقيته فوق ثم يطلق كمية من الرصاص”.
وفي نفس السياق اتصل فيّ خلال الكتابة زملينا الصحافي المخضرم محمد عبد السيد. فحكى نقلاً عن مرويات المرحوم عقيد مظلي عزت فرحات الذي تحاكم بالشجرة وبرأه قضاتها. وعمل بعد استيداعه في وكالة أنباء السودان (سونا) ورافق فيها عبد السيد. ووثق بينهما جامع “من إندنا” لأنهما من النوبة وعلى لغتها. فوضح لعزت من خلال محاكمته أن الجنود والصف هم الذين استولوا على المشهد القضائي. كانوا يصوتون فرحاً بحكم الإعدام، ويحتجون بوضوح إذا بدا لهم الحكم ليناً. وهم الذين يسوقون الضباط إلى المحاكم ويخلعون شارات الرتبة منهم.
ما وراء ذلك الفكك في الضبط والربط؟ وهل هو فكك أم أنه من بولتيكا الثكنات؟
كتبت مرة عن نظريتي عن القوة الثالثة التي كانت من وراء هزيمة انقلاب ١٩ يوليو. ولم تجن ثمرات نصرها لخروج نميري غير المتوقع. فقد ظنوا أنه هلك في القصر الجمهوري الذي أمطروه بوابل من الدانات من دباباتهم. فخرج لهم مع حارسه بعلم أبيض ليوقفوا الضرب. فلم يستجيبوا. فهرب مع حارسه كما هو معروف لا من انقلابي ١٩ يوليو فحسب، بل من انقلابي ٢٢ يوليو أيضاً. وأسقط في يد القوة الثالثة وركبت موجة العودة.
نشر قسيم صبا عطبرة المرحوم اللواء ركن (م) يوسف محمد عبد الغني بعد كتابة مقال لي (الرأي العام 5 سبتمبر 2009) كلمة القت الضوء على تحركات القوة الثالثة في سلاح المدرعات وطموحاتها في 22 يوليو 1971. قال يوسف إن وصفي للقوة من الجنود وصف الضباط التي سادت يوم 22 يوليو ب “القوة الثالثة” هي تسمية متأدبة. فالمصطلح المعروف هو “الجندية المنفلتة” التي أفرخها انقلاب مايو. فالمرحوم يَعُد ما وقع في مايو 1969 ويوليو 1971 نموذجين كلاسيكيين للتدخل العسكري في السياسة بما يجره من تخريب للضبط والربط. فقد كانت غاية صف ضباط وجنود القوة الثالثة هي الترقي بعد أن علموا أن الانقلاب هو “التخريمة” إلى سلك الضباط والسعادة في الدارين.
قال يوسف إن انقلاب مايو خلخل “أعمدة معبد الانضباط العسكري” بترقية كل ضباط الصف من المدرعات والمظلات “الذين نفذوا الانقلاب إلى رتب الضباط بغض النظر عن تأهيلهم وتعليمهم ضارباً باللوائح والنظم بعرض الحائط”. وزاد الطين بِلة أن أصبح هؤلاء الضباط من الصف موضع تدليل من النافذين في الانقلاب على حساب الآخرين. وخرج الأمر من اليد كلية حين انتسب أعضاء هذه الطبقة الحظية إلى خلايا تأمين ثورة مايو.
ولم يعش اللواء يوسف هذه الأجواء الفالتة لأنه كان بعيداً بالمدفعية عطبرة. ولكن كان صديقنا المشترك الفريق فيصل سنادة يحكي ليوسف تحلل العسكرية في المدرعات ويحسده لأنه تبقت هذه العسكرية في المدفعية. وقد تأكد ليوسف هاجس سنادة يوم اعتقل الجند والصف كل ضباطهم بمدينة جوبا بعد فشل انقلاب 19 يوليو. ولم ينقذ ضباط المدفعية هناك إلا فتوة جنودهم الذين أخرجوهم من المعتقل بالقوة.
كانت سيطرة الجنود على ساحة المحاكم مستحقة. فهم من تحركوا لاستلام زمام الحكم أصالة، أو لاستعادة نميري أياً اخترت. ويكفي أن تطالع صحف ما بعد هزيمة الانقلاب لترى أن نجوم صفحاتها كانوا جنوداً وضباط صف. فوجدت مثلاً في تصريحات العريف أبو القاسم تجاني عزة بدورهم كجنود بلا جنرالات. وتحدث العريف للجريدة كناطق رسمي لحركة الجنود، ونسب الفضل في هزيمة الانقلاب لزملائه الصف والجنود لا غير. وقال إنه لم يوجد أي ضابط بحركتهم “إذ فروا هاربين تحت طلقات مدافعنا”. وحذر العريف أبو القاسم ضابطاً بعينه أن يتوقف عن مزاعمه على الإذاعة من أنه عمل وعمل وعمل. ولم يستثن من الضباط من جهة المساهمة في دحر الانقلاب سوى الملازم فتحي محمد عبد الغفور بركوب دبابته منضماً لحركة التحرير. ثم وزع بطاقات الشكر لجنود المظلات والمشاة والشعب السوداني لتعاطفه معهم (الصحافة ٣٠ يوليو ١٩٧١).
كانت سيطرة الجنود وصف الضباط على محاكم الشجرة هي استحقاقهم عن انقلابهم في أي وجهة اتفقت لك. لم يكونوا في حال انفلات بل في حالة جدارة سياسية صنو الضابط المنقلب حذو النعل بالنعل. لقد علمهم انقلاب مايو أن الانقلاب مجز.
عبد الله علي ابراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب